هناك أمر يجب أن يفهمه الجميع ليتمكنوا من فرز الأشخاص دون اللجوء لساحر أو «كتاتة فال» ولا أقصد جميع الناس ولكن نوعية محددة وهم الكتاب وأصحاب القلم إن صح التعبير أنهم يملكون القلم الذي يكتبون به وما أريد شرحه هو أمر بسيط ولا يحتاج لمن ذكرتهم.
عندما يعجبك من تقرأ له فلا تستعجل بالإعجاب به فربما كان اعجابك ليس للكاتب أو الكاتبة وانما لشخص آخر لا تعرفه ولكن من ذيل المقال تحت اسمه يعرف ذلك الشخص جيدا فهو من يستحق الإعجاب الحقيقي.
كثير من كتاب المقالات لا يتجرأون على الظهور على شاشات التلفزيون في حوارات لسبب واحد وهو أنهم سينكشفون وسيتأكد الجميع أنهم فارغون ولا يملكون الحجة على ما يكتبونه في مقالهم المنسوب اليهم ونستطيع أن نقول عنهم كما في العامية «عندكم ما عند جدي».
فالقاعدة تقول «انك تستطيع الحديث ولكن لا تستطيع الكتابة» وهذا أمر طبيعي لأن للكتابة أدواتها وقد لا يملكها من يجيد الحديث ولكن حين تستطيع أن تكتب ولا تستطيع الحديث فإن ملايين علامات الاستفهام والتعجب ستدور حولك وهذا ما يجعلني أؤكد أن هناك من يستحق الاعجاب بدلا منك ولكن لديه ظروفا تمنعه أو أنه مستمتع بما تدفعه له.
بالنسبة للكتاب الرجال الذين يشترون ولا يكتبون فإننا نطلق عليهم لقب «فطحل» ولكنني لم أجد للكاتبات اللاتي يُكتب لهن أي تسمية ومن مبدأ المساواة فإنني سأستخدم اسهل طريقة وهي إضافة تاء التأنيث واسميهن «فطحلات» وكل «فطحلة أو فطحل» يشكون أنني أقصدهم عليهم مناظرتي في أي قناة يريدونها بشرط أن تكون مناظرة على الهواء مباشرة وكل ما أتمناه ألا تخطئوا في كلمة فطحلات.
إحدى الفطحلات التي تهتم بصورتها أكثر من مضمون ما اشترته لن ألومها، لأن همها هو الشهرة، ولن ألوم من يكتب لها، لأنه لا يريد إدخال نفسه في قضايا لا ناقة له فيها ولا جمل، وهمه الأول هو ما في خرج الناقة، عفوا أقصد شنطتها.
أدام الله من يكتبون ولا يُكتب لهم، ولا أدام الله فطاحل وفطحلات الصحافة العربية.