محمد الوشيحي

دبّر نفسك..

أسعار النفط تهاوت كجلمود صخر حطه السيل من علٍ. يا قوة الله.. واكتشف أحد جيراني ما يدعو للطم والنواح؛ «تنكة زيت الزيتون أغلى من برميل النفط». وباتت التنكة المصون تنظر إلى البرميل من أعلى، نظرة بنت الأكابر إلى صايع يحارشها ويناوشها.

وبعض دول الخليج، استثمرت القرش الأبيض لليوم الأسود، وبعضها خلط الأبيض بالأسود فحصل على مستقبل رمادي.

وعليه، ليس أمام المواطنين الخليجيين إلا أن يبحثوا عن وظائف «حقيقية» تعيلهم وتعيل عيالهم؛ حيث لا تعترف شعوب العالم بكثير من وظائفنا الوهمية.

عن نفسي، حسمت أمري، وأعلنت ذلك من قبل، سأسير على خطى أجدادي الاثنين، جدي لأبي وجدي لأمي، حسين الوشيحي ومحمد الوشيحي، في قطع الطريق ونهب الممتلكات والخروج على القانون، وإن كانت جيناتي تميل إلى السير على خطى جدي محمد الوشيحي، أو «بريمان» كما يلقبونه، الحائز على «إيزو» في السطو المسلح.. وأقول ذلك لأنني مثله عجول، عاطفي، سريع القرار، أفعل ثم أفكر بنتائج فعلتي، أو قد لا أفكر أساساً، إن لم يسعفني الوقت.

أنا لا خوف علي ولا «أحزنون»، بعدما خزّنت ذاكرتي أسماء بعض التجار وعناوين قصورهم لليوم الأسود، الخوف على جماعة «الكاب كيك»، و«تجار الجيل الجديد»، وعلى تجار الإبل الذين اشترى بعضهم إبلاً بما يعادل قيمة لاعبي برشلونة وريال مدريد معاً.. هؤلاء بالتأكيد سيعيشون سنوات الضياع والجوع.

وياه على منظر الخليجيين المدللين عندما «يسرحون» في طول خريطة العالم وعرضها، ليسترزقوا مما يجيدونه.. هذا يعزف ربابة لليابانيين، فيتجمعون حوله، ويضعون في قبعته، أو غترته التي فرشها أمامهم على الأرض، بعض الفكة، وذاك يشتغل طباخاً للكبسات في مطاعم هندية، وثالث يشتغل في محل حلويات «ليمرس الشعثاء»، ورابع يفتتح مركزاً لتدريب «العرضة»، وخامس وسادس وعاشر (لم أجد وظائف أخرى يتميز الخليجيون بها عن غيرهم، فاضطررت لكتابة «وخامس وسادس وعاشر»).

على أنني سأصدق كل من يقول إنه وجد عملاً يسد به رمقه، إلا أخي حسين، الذي لا يجيد في هذه الحياة إلا لعب «البيلوت».. ويا أيتها الشعوب التي ملت طعم العسل لسنين وسنين، حان وقت تذوق الحنظل. بالهناء والشفاء.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *