معرفة الأشخاص الذين نتعامل معهم شيء مهم جدا من أجل استمرار تلك العلاقة أو الحذر منها، فعندما تسأل أي شخص عن شخص يعرفه أو يعتبر صديقا له فعليك أن تسأله هل سافرت معه؟ فإن كانت إجابته بالنفي فحينها ثق تماما بأنه لا يعرفه نهائيا، ففي السفر ستعرف صاحبك جيدا لأن صحبة السفر هي المحك الحقيقي لمعرفة الشخص. وأنها مجرد «صداقة سوالف». متابعة قراءة أسود ورقية
اليوم: 11 ديسمبر، 2014
اصمتوا بارك الله فيكم
بالأمس كانت ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تتذكره الدول والشعوب الواعية، أما في مثل دولنا فهو مجرد يوم عادي من الأيام، "وترف" سياسي لا معنى له في مزاعم خصوصيتنا العربية الإسلامية، كما تتنطع بهذا أنظمتنا الحاكمة التي اهتزت قليلا بالربيع العربي، ثم عادت بأقوى مما كانت وبانتهاكات أشد لحقوق الإنسان باستثناء تونس الرائعة.
من صدف الذكرى أنه في مكان ولادة الإعلان بالولايات المتحدة، والذي خرج للدنيا بجهد كبير لأرملة الرئيس فرانكلين روزفلت بعد ولادة الأمم المتحدة، أن تحدث الآن زوبعة كبيرة على تقرير لجنة الكونغرس الأميركي لعمل "سي آي إيه"، وانتهاكات الأخيرة حقوق الإنسان في تعذيب المتهمين بقضايا الإرهاب بواسطة "ووتر بورد"، أي بخلق شعور الغرق عند المتهم المستجوب، ولأن لديهم صحافة حرة ولجاناً نيابية تعمل وتكترث للإنسان، وليس مثل معظم لجان مجلسنا التي لا تحترم ولا تلتزم بجداول أعمالها ولا يحضر الأعضاء اجتماعاتها، هناك عاصفة رهيبة في مسائل الشفافية حول عمل أجهزة الأمن الأميركية، ومحاسبة مستحقة من الواعين، مفادها أنه لا يجوز خرق معايير حقوق الإنسان، بحجة ضرورات الأمن القومي والمصلحة العليا للدولة.
وأيا تكن نتائج التحقيق في أعمال المخابرات الأميركية، فالقضية لا تصلح لتعيير انحرافات الإدارة الأميركية بذلك، وتشمت الكثير من المزايدين الانتهازيين عندنا بأوضاع حقوق الإنسان هناك، فنقد مسلك وجرائم السيد الأميركي يصح أن يصدر من دول وجماعات تحترم حقوق الإنسان على أرضها بداية، وليست دولنا منها، فلا هي الدنمارك أو السويد في معايير حقوق الإنسان، وليست محاكمها تحاكي محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
لمثل هؤلاء الشامتين يمكن أن نقول لهم تحسسوا الجرار الضخمة (وليس البطحة الصغيرة) التي على رؤوسكم قبل نقد الآخرين، تحسسوا، مثلاً، جرة سحب الجناسي عن مواطنين لا لسبب غير مواقفهم المعارضة للسلطة، تحسسوا جرة المحاكمات والملاحقات لأصحاب الرأي من المغردين حين قبع بعضهم أياماً وليالي في السجن لكلمات عابرة، تحسسوا الأكياس الثقيلة فوق رؤوسكم حين أودع في السجون عدد من الشباب الذين خرجوا في تجمعات سلمية يطالبون بوضع حد للفساد، ولمجلس حامل الأختام الحكومية، تحسسوا الأكياس الثقيلة حين حرم أطفال البدون من الدراسة بحجة عدم تقديم شهادات الميلاد، رغم توافر بلاغات الولادة… تحسسوا أوضاع ومعاناة البدون، تحسسوا مشاريع القوانين من حكومة "لا تجزع إحنا بخير"، ومجلس البصامين كمشروع الرقابة على الإنترنت، وخياطة أفواه شباب الجامعات من حق التعبير عن آرائهم السياسية.
تحسسوا كل ما سلف وأكثر من ذلك في بلد المركز الإنساني… قبل أن تحاضروننا عن أوضاع حقوق الإنسان بدول الغير… اصمتوا رحم الله والديكم… فقد شبعنا رياء.
ثمن إطالة العمر
ليس هناك، علمياً، ما يمنع الإنسان من بلوغ المئة وتجاوزها حتى المئتين، ولكن لكل شيء ثمنه في نهاية الأمر، فالأمر يتطلب تضحيات. فبإمكاننا ألا نبالي ونعيش حياتنا كما نشتهي، ولو نتج عن ذلك قصر عمرنا. ولكن من يضمن ألا نصاب في أرذل العمر بمرض يجعل كل شيء حولنا جحيماً لا يطاق، فالمثل يقول يضحك كثيراً من يضحك أخيراً!
في عالم السيارات مثلاً، نجد ان أعمارها قد طالت في العقود الأخيرة، وأصبحت أكثر أمناً وصلابة وأقل ثمناً، كما نجح مصنعوها في تلافي ما بها من عيوب بالتعلم من أخطائهم. فالسيارات الأوروبية مثلا كانت تشكو من عدم كفاءة أجهزة تبريد الهواء فيها مقارنة بالأميركية، ولكنها اليوم لا تقل كفاءة عنها. بالتالي يمكن مع الوقت تحسين أداء أي جهاز وإطالة عمره، وجعله قريباً من الكمال، وهذا ما لا نجده لدى البشر الذين يشكون ربما منذ الأزل من مشاكل البروستاتا، وآلام أسفل الظهر وسرطان الثدي ومشاكل الرحم وغير ذلك. وحيث ان من الصعب، وليس من المستحيل بالطبع، تعديل مثل هذه الاختلالات بشكل سريع. بالتالي من الضروري البحث عن طرق اقل تعقيدا لإطالة العمر والعيش بطريقة أفضل. فعندما نتقدم في العمر يضعف القلب، وتتباطأ دقاته وتصعب مهمته، وهذا يؤدي الى الإصابة بمختلف الأمراض، وهنا نحتاج لبذل الجهد والخروج من الروتين اليومي وممارسة الرياضة وتحسين نظامنا الغذائي. ومع التقدم في السن تصاب العظام بالضمور وتقل كثافتها، وتصبح غير قادرة على تلبية كل الحركات. وهنا نحتاج الى الكالسيوم والمزيد من فيتامين د وممارسة الرياضة، وتجنب المنبهات والتدخين. كما يتناقص اداء الجهاز العظمي ويصبح أكثر حساسية، ونصاب بالإمساك أو الإسهال بوتيرة اكثر. وهنا أيضا علينا الاهتمام بتناول المواد الغنية بالألياف كالفواكه والخضار والقمح الخالص، وأن نقلل من اللحوم والدهون والحلويات.
كما يشكو الجميع تقريبا من مشاكل الجهاز التناسلي، والجميع تقريبا يعرف اسباب ذلك. كما أن العلاج معروف، ولكن لا احد تقريبا يود تغيير عاداته. فالأكل متعة من لا متعة لديه، ومتعة من لديه كل المتع!
كما يجب علينا أن نحافظ على قوة ذاكرتنا، فلا يكفي ان نبقى على قيد الحياة إن كنا لا نعرف ما يجري حولنا، وهذه ايضا معروف كيفية تقويتها، ولكن اين الإرادة؟ والشيء ذاته ينطبق على النظر والسمع وصحة الفم والجلد والوزن، فحل مشاكلها ليس مستحيلا، ولكن ليس سهلا كذلك، ولكن لكل شيء ثمنه!
أحمد الصراف
دبّر نفسك..
أسعار النفط تهاوت كجلمود صخر حطه السيل من علٍ. يا قوة الله.. واكتشف أحد جيراني ما يدعو للطم والنواح؛ «تنكة زيت الزيتون أغلى من برميل النفط». وباتت التنكة المصون تنظر إلى البرميل من أعلى، نظرة بنت الأكابر إلى صايع يحارشها ويناوشها. متابعة قراءة دبّر نفسك..