هناك خرير في مصر، أو في بعض مؤسساتها، بدءاً من البايب الرئيسي إلى أصغر حنفية.. كل يومين ينتشر تسريب للعسكر، ويبدو أن الانقلاب يحتاج إلى تغيير الحفاظة.
والحقيقة أن ما يحدث في مصر ليس إلا «غشمرة» أو مقلبا، ومقالب العساكر مثل لسعة الكهرباء، قد تودي بحياتك الكريمة، وقد تصيبك بالشلل الرباعي في أضعف الأحوال.
وأتذكر ما قام به أحد الزملاء، أثناء خدمتي العسكرية، عندما رمى علينا قنبلة دخانية ونحن في الحافلة، بعد أن أحكم غلق الأبواب، وتركنا إلى أن انتهى رصيدنا من الأكسجين والدموع والسعال، ولم نجد ما نعبر به عن رغبتنا في الحياة إلا هزهزة أكتافنا والرفس بأرجلنا.
وكدنا نستقل أول رحلة إلى الآخرة، على وقع ضحكات بقية الزملاء الذين تجمهروا حول الحافلة، وألصقوا وجوههم في زجاجها، لمشاهدتنا ونحن نموت.. لولا أن تدخل أحدهم، قبل «صافرة الحكم» بثوان، وفتح الباب.
وفي إفريقيا يمزح العساكر فيقلبون الأنظمة، وفي شمال شرق إفريقيا، في المحروسة تحديداً، يمزح العساكر فيزودون الرئيس المنتخب، قبل الانقلاب عليه، بمعلومات خاطئة، قبل أن يندمجوا في مزاحهم فيحيلوا أوراق خصومهم السياسيين إلى فضيلة المفتي، المشترك معهم في المزحة، والذي يلصق وجهه بالزجاج لمشاهدة ما يدور داخل الحافلة المصرية.
كل ما يحدث في مصر الآن مقالب عساكر ونيابة وإعلام وإفتاء، ليس إلا.. وقريباً سيسأل السيسي المصريين: هاه، نذيع ولا ما نذيعش؟