دائما ما تحاول السلطة في العادة من السيطرة على قنوات الرأي العام والإعلام وذلك بهدف بث خطابها السياسي، والذي في أغلب الأحيان ما يكون عبارة عن بيع للوهم والأوهام.
ولكن دائما ما يكون ايضا هناك من يقف لها بالمرصاد، ويكشفها من خلال تفكيك هذا الخطاب السلطوي، ولعل الاحداث الاخيرة التي عصفت بالكويت خير دليل ومؤشر على ذلك.
فعندما ارتفعت الاصوات المنادية بوجوب التحول الديمقراطي الحقيقي واقرار ما يعرف بنظام الحكومة المنتخبة، قامت السلطة بتوجيه خطابها لمواجهة تلك الاصوات، وذلك عن طريق خطاب كان ابرز مفرداته التخوين وضعف الانتماء وما إلى ذلك، وحتى لو كان بصورة غير مباشرة، ووجهت الاتهامات للمنادين بالحكومة المنتخبة بأنهم كذلك مؤزمون ومزدوجون ويسعون إلى ضرب النسيج الاجتماعي والتخريب وغيرها من الاتهامات، وحاولت ايضا بأن تحقر تلك الجهود المنادية بمزيد من المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار عن طريق اقرار الأحزاب والحكومة المنتخبة، من خلال استخدام وحشد كل أدواتها من وعاظ السلاطين وأبواقها وقنواتها الإعلامية الفاسدة، اي ان خطابها كان قائم على التشكيك بالآخرين. متابعة قراءة «الخطاب السلطوي.. والرد الشعبي».. الحكومة المنتخبة نموذج
اليوم: 6 ديسمبر، 2014
رواية فاضحة أخلاقياً!
فتح معرض الكتاب الأخير شهيتنا على كتابة الروايات، خصوصا بعد ان تناهى الى اسماعنا ان كتّاب الروايات يحظون بصفوف طويلة من المعجبين المتلهفين للحصول على «أوتوغراف» وعلى «سيلفي» مع كاتب الرواية، بينما لا نحظى، نحن كتَّاب المقال، إلا بامتناع بوصباح من الظهور على وسائل الإعلام تعبيرا عن زعله، أو تهديد بوعلي بسحب جناسينا!.
.. تبدأ الرواية بدخول مواطن كويتي كادح الى مقهى شعبي في المباركية.دخان «الأرجيلة» يملأ المكان، والشباب متحلق حول شاشة التلفاز يتابع الدقائق الأخيرة من مباراة الكويت وعمان، والنتيجة 5 – صفر لصالح.. الكويت (روايتنا وكيفنا)!
جلس صاحبنا في مكانه المعتاد، وما هي الا ثوان حتى اقترب منه القهوجي.. «تشرب ايه يا بيه»، التفت صاحبنا الى القهوجي مترددا.. «هااا مادري..العادة أشور خالد والا مبارك في هالقرارات الصعبة!.. بس تدري شلون.. اليوم انا راح أقرر شنو ابي.. هات لي شاي يعدل مزاجي، وهات الشيشة معاك».صاح القهوجي الى العامل داخل المطبخ: «وعندك أجدع شاي كشري لسعادة البيه وصلّحووو»، وانتقل القهوجي ليأخذ طلبات زبائن طاولة أخرى. متابعة قراءة رواية فاضحة أخلاقياً!
المستقبل لهذا الدين
رغم جميع الحملات الإعلامية الشرسة في تشويه عمل التيارات الإسلامية المعتدلة، ونعتها، زوراً وبهتاناً بالتطرف، ورغم عرقلة أي إنجاز للجماعات الإسلامية الوسطية، بحجة ارتباطها بالإرهاب، ورغم إنفاق المليارات تلو المليارات لإجهاض ثورات الشعوب العربية المقهورة على الأنظمة الدكتاتورية وإفشال مسعاها نحو حياة كريمة، ورغم تجييش هذا الكم الهائل من الأقلام المأجورة للطعن في مصداقية الإسلاميين وسلامة نواياهم، وعلى الرغم من التضييق على الرموز الوطنية ذات الحس الإسلامي في أرزاقها ومحاربتها بسبب انتمائها.. رغم كل ذلك، فإننا نعتقد جازمين بأن المستقبل لهذا الدين وأنصاره وأتباعه! فهذه الظروف التي طرأت على الأمة في السنوات الأخيرة أثبتت وقائع وكشفت حقائق ما كان لها أن تظهر للعامة، لولا هذه الأحداث المتوالية!
متابعة قراءة المستقبل لهذا الدين
المرور والإرهاب ووعي الشعوب السياسي!
ألاحظ في شوارع مصر أو حتى لبنان أن هناك بشكل عام غيابا تاما للربط بين وضع الانسان الاقتصادي وكيفية اختياره وتعامله وقيادته لسيارته، بعكس ما يحدث في الدول الغربية والآسيوية التي يعتبر مواطنوها السيارة الاستثمار الثاني بعد البيت، لذا يتم اختيار نوعها بدقة شديدة وتتم العناية بها والمحافظة عليها عبر التقيد الشديد بأنظمة المرور كون السائق يعي الكلفة الاقتصادية الضخمة للحادث المروري رغم ثراء مواطنيها.
متابعة قراءة المرور والإرهاب ووعي الشعوب السياسي!
بضع رسائل قصيرة
الرسالة الأولى: مهما اختلفت وجهات النظر والمواقف من المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها، فقد جرت الانتخابات ومضت، قاطع من قاطع وشارك من شارك. ولأن الركن الأساس في هذه الممارسة باعتبارها حقاً للمواطن، فهذا يعني أن من حقه أن يختار من يراه مناسباً ليمثله، أو ألا يفعل حين لا يسترخص صوته ويرميه ليذهب هباء.
النقطة السوداوية المفجعة الأكبر، هي في سيل من المعلومات عبر إحدى الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من حرمان المقاطِع من الخدمات، وما انتشر بين الناس من إجبار الكثير من المواطنين على التصويت وإلا… وهذا في حدّ ذاته فعل غير ديمقراطي! فقد ظلّ الناس في حيرةٍ بسبب عدم ظهور مسئول واحد يوضّح حقيقة الأمر حتى مساء يوم إعلان النتائج بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، حينما نُقل عن أحد المسئولين بأنه ليس هناك في القانون ما يعاقب المقاطعين.
محامون وناشطون وجمعيات حقوقية أصدرت بياناتها ومواقفها بشأن ما انتشر بين الناس من «عقوبات»، وما دام ليس هناك في القانون ما يعاقب المقاطعين، هل هناك جهة ستحاسب «المتورطين» في تهديد الناس وتخويفهم وإجبارهم؟ وماذا لو حدث فعلاً أن هناك مواطناً وجد نفسه في خانة «المعاقبة» بسبب المقاطعة، من أو ما هي الجهة التي يمكنه أن يشكو لديها؟
وهنا، أقترح أن تبادر اللجنة العليا للانتخابات، أو وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، إلى تشكيل لجنة تكون مهمتها استقبال تظلمات وشكاوى المواطنين الذين يتعرضون للعقوبة بسبب مقاطعتهم… مجرد اقتراح.
*الرسالة الثانية: مجموعة من الخليجيات المتزوجات من بحرينيين ممن يحتفظن بجنسياتهن الأصلية، وجدن أنفسهن أمام مشكلة بسيطة للغاية لكن لا حل لها حتى الآن! فحين تنتهي بطاقاتهن الذكية، لا يمكنهن تجديدها! لنلاحظ أننا هنا نتكلم عن «خليجيات»، أي مواطنات ضمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وهن مازلن ينتظرن جواباً واضحاً من المسئولين في الجهاز المركزي للمعلومات حول كيفية الحل! فلا يعقل أن يطلب منهن استبدال جوازات سفرهن أولاً حتى يتسنى تجديد بطاقاتهن الذكية. ولعل أحد المسئولين في الجهاز المركزي للمعلومات يوضّح لنا ولهن ما هو الإجراء المتبع في هذه الحالة.
*الرسالة الثالثة: ما الذي يمنع كلاً من وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني، ووزارة الصناعة والتجارة، وهيئة تنظيم سوق العمل، من التسهيل على المواطنين من ذوي الدخل المحدود، أو ممن يندرجون تحت مسمى المهن الحرة أو العاطلين عن العمل، للحصول على تراخيص افتتاح محال تجارية في منازلهم التي لا تقع على شوارع ليست مصنفة كشوارع تجارية؟ صحيح أن القانون واضحٌ في هذا الشأن، إلا أنه لابد من إيجاد تسهيلات للمواطنين – خصوصاً الذين ليس لديهم مصدر دخل ثابت – ويرغبون في تحويل مرآب السيارة مثلاً إلى محلٍ يكسبون من نشاطه رزقهم، والمسئولون بالطبع لديهم الكثير من الحلول.
*الرسالة الرابعة: أيضاً تتعلق بوزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني… أصحاب الورش والمحال في المنطقة الصناعية بعراد يشكرون الوزارة على سرعة تجاوبهم مع شكواهم المتعلقة بمطالبتهم بإنهاء عقودهم وترك المواقع المستأجرة بما عليها في شهر يناير/ كانون الثاني 2015، لكنهم حتى الآن، ينتظرون عرضاً مناسباً لرسوم التأجير الجديدة.
*الرسالة الخامسة: مجموعة من المواطنين الذين انتقلوا للعمل في القطاع العام، ممن استلموا مدّخراتهم التأمينية قبل سنوات حينما كانت الإجراءات القانونية والإدارية حينها تسمح لهم بسحب مدخراتهم حال انتقالهم من القطاع الخاص إلى الحكومي، وبعضهم يرغب في ضمّ خدمة السنوات الطويلة في القطاع الخاص، إلا أن الهيئة العامة للتأمين الإجتماعي طالبتهم بسداد فارق كبير يتجاوز ما تم استلامه من مدّخرات تأمينية، وهو ثقلٌ لا يستطيعون حمله، ويناشدون المسئولين لتسهيل ضم خدماتهم السابقة وفق تسوية مناسبة.
*الرسالة السادسة: إلى بعض المسئولين في القطاعين العام والخاص ممن ينكلون بالموظفين بسبب الوشاية و«نقل الكلام»! يجدر بكم أن تشعروا بالعار. فكيف لمسئول «محترم» الاستمتاع بأسلوب زرع الجواسيس في مكان العمل، واستهداف هذه الموظفة أو ذلك المراسل أو هذا المشرف، فقط لأن رسالة الكترونية مجهولة المصدر أو ورقة صفراء كيدية وردت إلى ذهنه المغلق؟
يا جماعة، العديد من الموظفين والموظفات والعمال يتعرضون لمثل هذه الممارسة الفاقدة للضمير وللمسئولية وكأن خلق الله عبيدٌ لديهم.. اي والله عيب عليكم.
النعيمي ينام ملء جفونه عن شواردها … ويسهر «السوق» جرّاها ويختصم
لماذا لا يتحدث وزير النفط السعودي علي النعيمي الى مواطنيه فيشرح للرأي العام في بلاده أسباب قرار المملكة في اجتماع «أوبك» الأخير الحفاظ على سقف الإنتاج الحالي على رغم زيادة العرض على الطلب في السوق، ما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار النفط حول العالم وانخفاض مماثل في سوق المال السعودية، تعبيراً عن قلق الاقتصاد المحلي الذي يعرف جيداً أن كل شيء في البلاد مرتبط بالنفط وأسعاره؟
ولكن لماذا يتحدث ويكشف أوراقه؟ حديثه الى السعوديين هو حديث الى العالم كله، ولو كان يريد أن يقول للعالم شيئاً لقاله في فيينا وقد احتشد حوله عشرات الصحافيين والمختصين بالنفط، فاكتفى بعبارات موجزة «حمّالة أوجه»، ثم هل لو تحدث سيطمئن السوق السعودية القلقة؟ هب أنه قال: «اصبروا علينا، نحن من سيكسب في النهاية ولن يتأثر الإنفاق الحكومي الهائل الذي يعتمد عليه أثرياؤكم قبل فقرائكم، والذي يتسرب بعضه إلى شتى قطاعات الأعمال التي تنشطون فيها، ولن يتأثر الاحتياطي الذي تريدونه صندوقاً آمناً لأبنائكم وأحفادكم إلا بنسبة بسيطة تقتضيها المرحلة»، فهل ستقتنع السوق وتعاود سيرتها الأولى في الارتفاع ويخف قلق رجال الأعمال؟ متابعة قراءة النعيمي ينام ملء جفونه عن شواردها … ويسهر «السوق» جرّاها ويختصم