علي محمود خاجه

مو أزمة يا بوبراك

"إذا وصل سعر برميل النفط إلى أدنى من مستوى التعادل فستجد الكويتيين يتنازلون عن نصف رواتبهم"… "أتمنى ألا نوهم عيالنا أننا نستطيع العيش بفضل النفط مدى الحياة".
هذا ما جاء على لسان وزير التجارة الدكتور عبدالمحسن المدعج، حسب ما تناقلته الخدمات الإخبارية يوم أمس، في معرض تعليقه على انخفاض أسعار النفط.
بالطبع، فإن سياق التصريح يوضح تشديد الوزير المدعج على أن النفط ناضب، وأن كل الاحتمالات مفتوحة، سواء انتهى مخزون النفط أم انتفت الحاجة إليه لدى من يستهلكه بشكل جيد، كما أن المدعج، في تصريح أمس، يعول على مروءة وشهامة وتلاحم الكويتيين في الأزمات، ولا خلاف أبداً على هذا التلاحم، بل قد يتغاضى أيضاً أبناء الكويت عن كل الأخطاء التي ستؤدي بنا إلى الهاوية كما تغاضوا سابقاً.
فعلاً، التلاحم المشهود لأهل الكويت قد يجعلهم يتعاضدون في وقت الأزمات، وأشدد هنا على مفردة "الأزمات"، حتى إن وصل الأمر بهم إلى التنازل عن رواتبهم ولقمة عيشهم في سبيل انفراج الأزمة، وهو ما حدث فعلاً في فترة الغزو عندما عاش الكويتيون سبعة أشهر دون راتب ثابت، على الأقل من عاش منهم في الداخل، ولم يتذمروا أو ينقلبوا لأنهم كانوا على يقين بأنها أزمة وشدة وستزول، وهو ما أعتقد أنه لا ينطبق أبداً على حالة نضوب النفط أو عدم احتياج العالم إليه.
فإن انتهى النفط أو زالت أهميته فلن تكون تلك أزمة و"تعدّي" أو شدة وتزول، بل نهاية منتج لا نملك سواه، ولن يجدي تنازلنا عن نصف الراتب أو كل الراتب، فمنتجنا الوحيد انتهى وتنازُلنا عن الراتب لن يعيده، ولا حتى العودة إلى البحر ستجدي نفعاً، فلا اللؤلؤ مهم ولا التبادل التجاري كما كان قبل النفط بات يجدي، بل لن يمكننا العيش على صيد الأسماك، فبحرنا شديد التلوث لأننا ألقينا فيه نفاياتنا على مر السنين.
باختصار لا نملك بعد النفط أي عامل يجعل العالم يلتفت إلينا، فلا صناعة ولا سياحة ولا مركز مالي ولا فن أو رياضة أو علوم، المحصلة لا وجود لشيء أبداً سوى شعب تكاثر على مدى القرون الماضية، وأخذ يصرف أو يلطش أموال النفط، إلى أن انتهى النفط، سنكون مجرد صحراء بها بعض المباني والمنازل تعرض للبيع لأعلى سعر ممكن، وتنتهي الحكاية.
تلك هي الحقيقة يا بوبراك ولا يمكن تجميلها بمفردات التلاحم والشجاعة والمروءة والوحدة، فتلك المفردات قد تتجسد في الأزمات بحثاً عن الفرج، أما في حال انتهاء المورد، فلن يبقى للكويتيين سوى صراع البقاء.

ضمن نطاق التغطية:

في حال الإفلاس، هل ستجدي المساعدات المالية التي قدمتها الكويت لمختلف دول العالم نفعاً، أم يتكرر تنكّر أكثر من كنا نساعدهم كما حدث في فترة الغزو؟!

احمد الصراف

تنبؤات ونستون وأقواله

يعتبر ونستون تشرشل أعظم شخصية سياسية بريطانية في القرن العشرين، وصاحب سجل حافل بالمواقف والتناقضات والصراعات.
ولد السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل، الذي ينحدر من أسرة ارستقراطية، والذي رفض لقب لورد، ليستمر عضوا في مجلس العموم، ولا ينتقل الى مجلس اللوردات الأقل صلاحية، ولد عام 1874 وتوفي عن تسعين عاما. صعد نجمه عندما اصبح إبان الحرب العالمية الثانية رئيسا للوزراء، لتنتهي رئاسته مع انتهاء الحرب، بعد أن رفض الناخب البريطاني التجديد له ولحزبه. وقد أبلى أحسن البلاء في منصبه بمواقفه وقراراته التاريخية، ونجاحه في إقناع الرئيس الأميركي روزفلت بدعمه في حربه بكل قوة، قبل أن تدخل أميركا الحرب بصورة مباشرة بعد كارثة «بيرل هاربر».
أمضى تشرشل سنوات حياته الأولى ضابطا. كما عمل مؤرخا وكاتبا ورساما، وهو رئيس الوزراء الوحيد في العالم الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب. وخدم تشرشل في الجيش البريطاني في مستعمرتي الهند والسودان، حيث كون غالبية أفكاره السلبية عن العرب والمسلمين، وشارك في حرب البوير بجنوب أفريقيا، واشتهر كمراسل حربي. كما ألف تشرشل كتبا عدة أورد فيها خلاصة تجاربه، ورؤاه وحروبه.
أعظم مواقف تشرشل التاريخية رفضه الاستسلام أمام آلة الحرب الألمانية الشرسة، بعد أن وجدت بريطانيا نفسها وحيدة امامها، وأثارت خطبه حماس البريطانيين، فصمدوا وانتصروا. وعندما توفي تشرشل عام 1965 أقيمت له جنازة لم يعرف التاريخ لها مثيلا، وما زالت سيرته، كمحارب وسياسي استعماري، تحظى باهتمام الكثير من المؤرخين.
من أقوال تشرشل الشهيرة، التي لا تزال متداولة، قوله: إن سر الحقيقة ليس أن نفعل ما نحب، بل ان نحب ما نفعل. وقال: أسير الحرب هو رجل يحاول قتلك، ولكنه عاجز عن القيام بذلك، ثم يأتي ويطلب منك ألا تقتله! وقال في وصف ديموقراطية بلاده: إذا ما طرق باب بيتي في الصباح الباكر طارق ولم يكن لدي شك بأنه بائع الحليب، فأنا أعيش في بلد ديموقراطي.. (ولكن هذا تغير الآن كثيرا يا سيد ونستون). ويقول: إن التاريخ سيكون لطيفا معي، فأنا أنوي كتابته. ونقل عنه قوله: المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى فرصة في كل صعوبة. وقال أيضا: الذكي من لا يرتكب كل الأخطاء بنفسه، بل يترك فرصة لغيره لارتكابها. وقال عن المدخن الشره، وكان يدمن تدخين السيجار، إنه يشبه ذلك الذي يقرأ كثيرا عن أخطار التدخين، ثم يأتي يوم يقرر فيه التوقف عن.. القراءة.
كتب تشرشل قبل 115 عاما نصا عن الإسلام والمسلمين، لو كنا درسناه في مدارسنا في حينه، أو حتى بعدها بنصف قرن، لما وصلت الحال بنا الى ما نحن عليه الآن من ضعف وهوان.. ولكن متى كنا شعوبا تقرأ؟

أحمد الصراف

د. أحمد الخطيب

في الذكرى الثانية والخمسين لدستور 62

من اللافت للنظر، الاهتمام الكبير والواسع هذا العام باحتفالية مولد دستور 1962، وهذا مؤشر واضح ومُبشِّر بوعي شعبي طال انتظاره لإدراك أهمية الدستور، والحاجة الماسة إليه لإنقاذ الوطن من «البلاوي» التي حلّت به، خصوصاً أننا نمر بحقبة تاريخية خطيرة وفريدة في طبيعتها، لم نشهدها من قبل، كما أننا في وضع مؤسف، تمزّقت فيه وحدتنا، التي أفقدتنا مناعتنا الموروثة في التغلب على الأزمات. متابعة قراءة في الذكرى الثانية والخمسين لدستور 62

فؤاد الهاشم

من الطرب والرقص إلى الجبنة واللبنة

في عام 1970، وفي أواخر حياة الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، وأثناء عمله في العاصمة اللبنانية بيروت، شاهد امرأة عجوزا تضع شالا أسود علي رأسها تشرب فنجانا من القهوة وتشد أنفاسا متعددة من «الشيشة»، فلما اقترب منها وتفحص ملامحها اكتشف أنها «ملكة المسارح» و«ملكة الليل» و«ملكة الكباريهات» في شارع الفن والغناء والطرب المسمى بـ«عماد الدين» وسط القاهرة خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. متابعة قراءة من الطرب والرقص إلى الجبنة واللبنة

سعد المعطش

العلاج هم العلاج

لا يوجد شخص في العالم إلا وله ميزة يعرفه الناس بها حتى أصبحت تلك الميزة تطلق على أي شخص يقوم بأمر مشابه لتلك الميزة، وعلى سبيل المثال حين نريد أن نصف شخصا بالقوة فإننا نشبهه بشخصية شمشون الجبار الذي عرفنا قوته من خلال القصص التي لا نعلم هل هي حقيقية أم إنها مجرد أسطورة شعبية غربية؟

تلك الفكرة عن الأشخاص نفسها تنطبق على كثير من العائلات التي ارتبط اسمها بشيء محدد ومميز وربما كان هذا التميز مشرفا لها. متابعة قراءة العلاج هم العلاج

مبارك الدويلة

نختلف معه ولكن..!

أنا لست من المتحمسين الى الوحدة الخليجية، وان كنت كذلك قبل عام! كما انني لا أتمنى ان تنتقل تجارب بعض دول الخليج إلى البعض الآخر، لأن تجاربنا لم تعد نافعة لشعوبنا، لكنني لا أؤيد تفكيك مجلس التعاون وتشرذم دوله، حتى لا نكون فرصة سهلة ولقمة سائغة لأعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائر! بل تجب المحافظة على هذا الكيان ولو كان هشاً، فمن يدري لعل الله يقيض لشعوبنا من يحيي فينا مشاعر العزة والكرامة في القادم من الايام، ولعل الله يحيي في القلوب من يقدم مصلحة الشعوب على مصلحته، ولذلك كنا ولا زلنا، نطالب باستمرار مجلس التعاون والسعي الدؤوب الى رأب الصدع وجبر الكسر أينما حدث! متابعة قراءة نختلف معه ولكن..!

حسن العيسى

هويات للبيع

الأوطان ليست سلعاً تباع وتشترى في الأسواق، والمال لا تشترى به الولاءات الوطنية، وإن كان من الممكن أن يكسب به الجماعات الانتهازية والاستغلالية، التي كما تم شراؤها بالمال ستبيع الأوطان في أي لحظة حين تتضاءل مقابل الانتفاع المادي، واليوم بعد أن أصبحت قضايا الفساد المالي وحكايات المافيا تجثم على الصدر الكويتي، أضحت الثقافة النفعية الانتهازية هي المهيمنة في عوالم الرشا والمحسوبيات في «ديرة من سبق لبق». على ذلك لم تكن مفاجأة أن يعلن بالأمس الشيخ مازن الجراح عن المشروع المادي لشراء وطن للبدون الكويتيين، في جزر القمر.
البضاعة المعروضة هي هذه الدولة التي يمكن شراء جنسيتها، ولا يهم الولاء لهذه الأوطان المعدمة، يكفيها أن يعرض عليها العوض المادي، لتسبغ جنسية المواطنة على من تريد دول الأثرياء الكويتية نبذهم والتخلص من همهم، وكأنهم هم الذين خلقوا قضيتهم، وهم الذين دلسوا واقعهم كبدون.
جناسي جزر القمر المعروضة الآن في بورصة السياسة الكويتية، وما أكثر ما يتم إشغال الناس هنا بين كل يوم وآخر بمثل تلك «الترهات» السياسية، لا تختلف في حقيقتها عن المشروع الرسمي السابق للسلطة «المحتاسة» بالبدون في التسعينيات للحصول على جناسي أي دولة في أسواق الوطنيات المختلقة، وحين حصل عدد من البدون على تلك الجناسي بالشراء، وبغرض استقرار أوضاعهم المهددة، تبين أن تلك الجناسي مزورة، وأنهم كانوا ضحية ذلك التزوير بالأمس، واليوم أصبح أبناؤهم ضحايا الحرمان من التعليم، ولا عوض لهم غير تصريحات رئيس الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية عن أريحية الدولة معهم حين تكفلت بمقابل التعليم وبشرط شهادة ميلاد رسمية… وبشرط شهادة بدون مختلفة الألوان، وبشروط إذلال تعجيزية ليس لها نهاية… مشروع جناسي جزر القمر، الذي ستوفر الدولة ثمنه من «المال العام»، يدفع لمؤسسة أو شركة ما، التي ستكون الوسيط بين مشروع المواطنة للبدون ودولة جزر القمر بمقابل استثماري معلوم يقبضه سمسار الشركة، لا يعني، كما يصرح المسؤولون في الدولة، حرمان البدون من ميزات الإقامة أو بعض المزايا الأخرى التي «تكرمت» بها عليهم، بل ستظل باقية، ولكن، في آخر الأمر، يصبح وضع البدون، قابلاً للتصدير للغير، ويصبح البدون قابلين للإبعاد… وبهذه الصفقة الخائبة تنتهي الدولة من وضع البدون المعلق، وتستحق عندها أن يقال عنها مركز إنساني مرة أخرى، فلا بدون، ولا يحزنون، وكل أمر له ثمن وقابل للبيع من الهويات الوطنية حتى المراكز الإنسانية.

احمد الصراف

أنا والمطارات (2/2)

قد يمر وقت طويل قبل أن ترسو مناقصة المطار الجديد على جهةٍ ما، وينتهى بناؤه، الذي يشبه أحد تصاميم «فيكتوريا سيكرتس». أثناء ذلك سنعاني لسنوات عدة من سوء خدمات المطار الحالي، الذي يتطلب قراراً حكومياً فعّالاً لتحسين وضعه المهترئ، وبغير ذلك ستسوء الخدمة فيه أكثر!
وقد اكتشفت خلال سفري المتكرر أن بعض مطارات العالم تُخض.ع القادمين من مطارات محددة، ومنها الكويت، للتفتيش، حتى لو كانوا في طريقهم الى دول أخرى «ترانزيت»، ولا يخضع لذلك القادمون من مطارات دول تحترم نفسها، وبالسؤال تبين علمهم بسوء الإجراءات الأمنية في مطار الكويت! فهل يرضى وزير ووكيل الداخلية المحترمان بهذه السمعة السيئة لوطنهما؟! وإن كان الجواب بــ «لا»، فما هما فاعلان؟!
ليس غريباً القول ان مطار دبي هو الأفضل في العالم، إن من ناحية التصميم، المرافق، التسهيلات، أو الإجراءات الأمنية.. وغير ذلك. كما تتبع فيه أنظمة أمنية سهلة لا تتبع في أي مطار آخر في العالم. ويمكن القول ـــ أيضاً ـــ ان مطار الكويت هو الأسوأ في المنطقة، مقارنة بغيره، وحتى من تلك التي بُنيت بأموال كويتية. وعلى الرغم من اعتراض الكثيرين على وضع مطارنا وإدارته، ورد الإدارة على منتقديها بوضع المسؤولية على عاتق قانون المناقصات الذي يلزمها باستخدام الأرخص، خدمة أو مادة، فإن هناك لبساً في هذا الموضوع!
فما ذكرته إدارة المطار ذكره آخرون أيضا في معرض انتقادهم لسوء مصنعية الكثير من المشاريع والخدمات، واضعين المسؤولية على أسلوب الترسية المتبع، وهو أقل الأسعار. ولكننا نشعر بأن الأمر لا يتعلق بهذه الجزئية بقدر تعلقه بفساد معظم الذمم السائد! فالقانون يشترط غالبا الترسية على أقل الأسعار على افتراض أن المناقصين متساوون في الأهلية والقوة المالية، وأنهم قاموا بدراسة شروط ومواصفات المناقصة، والمطلوب تنفيذه، وأن أسعارهم ستتفاوت، تبعا لخبراتهم، وبالتالي من المنطقي ترسية المناقصة على الأكثر دراية وخبرة بالمشروع المطلوب تنفيذه او المواد او الخدمة المطلوب توريدها، من خلال اختيار السعر الأقل. ولكن المشكلة تبدأ غالبا بعد الترسية، وليس للسعر دخل هنا.
فلو كانت الدولة جادة وتحاسب المسيء والفاسد، لكان الخراب في إنجاز المشاريع أو توريد السلع والخدمات في حده الأدنى. فمن واقع معرفتي التي تمتد لأربعين سنة في هذا المجال، فإن مواصفات المواد والخدمات والمشاريع التي تتطلبها الدولة هي الفُضلى عالمياً. ما يحدث غالبا أن قلة فقط ممن يفوزون بمناقصة ما يتقيّدون بالمواصفات. وهنا يلعب خراب الذمم دوره، إن كان مراقبا للمشروع أو أمينا للمخزن! «فالخش والدس، ودهان السير هو السائد»! إذاً، المشكلة أخلاقية، ولا علاقة لموضوع أقل الأسعار بسوء الإنجاز. فحتى لو رست المناقصة على أعلى سعر، فإن بعض المورّدين او المقاولين سيقدمون مادة أرخص، بشراء ذمة المراقب أو أمين المخزن! الحل موجود، ولكن القرار مغيب!

أحمد الصراف

فؤاد الهاشم

تبدأ بـ«ثائر» وتنتهي بـ«ثور»!

قبل حوالي ست – أو سبع سنوات – جاءتني مكالمة هاتفية من رجل أعمال كويتي ملياردير صديق احتوت على طلب عجيب وغريب ومضحك منه!! ماذا يريد؟! أخبرني بأنه تقدم برخصة لـ «القنص» في صحاري الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن سفيرهم في الكويت تمنى على الصديق – عاشق «القنص» – أن يتدبر عشاء عمل يجمعنا فيه نحن الثلاثة! أنا وسعادة السفير والملياردير! وافقت.. وجاء الرجل ودار حديث طويل قبل العشاء وخلاله وبعده سنجد وقتا لنشره قريبا، لكن إحدى أهم فقراته حين اشتكى سعادته من «تضارب الأوامر التي تصل إلى سفارته من مكتب المرشد العام للثورة مع أوامر أخرى تصل من وزارة الخارجية، وإنه – في أحيان كثيرة يحتار في تنفيذ تعليمات الأول أم..الثانية»!! قبل تلك العزومة الغريبة بنحو سبع سنوات أخرى، كان وزير الإعلام في الكويت هو الصديق المرحوم الشيخ سعود الناصر الصباح، والذي شغل منصب السفير خلال الغزو العراقي في واشنطن، وفي مساء «أغبر» جاءني اتصال من شخص يتكلم العربية «بلكنة فارسية قائلا إنه… «الملحق الإعلامي الجديد» في سفارة الجمهورية الإسلامية ويطلب موعدا عاجلا للقاء في مكتبي… بالجريدة!! تم تحديد الموعد في الثامنة من مساء اليوم التالي، فجاء الرجل، في أواسط الثلاثينات من عمره، الذقن الإيراني «المعروف»، مع بنطال رمادي وقميص أبيض وشعر منكوش، حاملا حقيبة صغيرة أخرج منها أوراق وقلما، ثم وضع ساقا على ساق وابتدأ حديثه معي قائلا بلغة عربية تكسرت أضلعها واحدا تلو الآخر «أنت ليش يسوي علاقات مو زينة بين شعب كويت وشعب إيران في كتابات مال.. إنت»؟! ضحك كثيرا عندما طلبت منه أن نتحدث باللغة الإنجليزية حتى يفهمني وأفهمه وفوجئت حين أبلغني بأن «إنجليزيته» مثل… «ألمانيتي» التي لا أعرف منها حرفا… فقررنا الاستمرار والتواصل بلغة… «خادمات البيوت مع المعزبات»! رددت على سؤاله بسؤال قائلا له «معلوماتي ان وزير الإعلام المسؤول عن ما يكتب في جرائد الكويت هو الشيخ سعود الناصر، فهل أصبحت وزيرا للإعلام عندنا… واحنا ما ندري»؟! متابعة قراءة تبدأ بـ«ثائر» وتنتهي بـ«ثور»!

احمد الصراف

أنا والمطارات (1ــ 2)

اكتشفت أن جواز سفري، الذي صدر قبل 3 سنوات، يحمل أكثر من 300 ختم خروج ودخول، هذا غير الدول التي لا تضع أختام خروج! أكتب ذلك لدعم ادعائي بمعرفة الكثير من مطارات العالم، وبالتالي لم أفاجأ لقيام جهة دولية تعنى بالسفر، بتصنيف مطار «بنازير بوتو» في العاصمة الباكستانية، كأسوأ مطار في العالم، يليه مطار الملك عبدالعزيز في جدة. وتم التصنيف بناء على عدة أمور حيوية، كحالة قاعات المسافرين، وطريقة التعامل معهم، ووضع الحمامات، وغير ذلك. ويجمع المطارات العشرة الأسوأ في العالم ضخامتها، كمطار نيويورك وفرانكفورت، أو أنها تقع في دول متخلفة. وبالتالي أعتقد شخصيا أن مطار الكويت كان من المفترض أن يكون بينها، ولكن يبدو أن الجهة المصنفة لم تضعنا في اعتبارها! علما بان مطارنا كان يجب أن يكون الأفضل، فلا ينقصنا شيء، فالخبرات موجودة والإمكانات متوفرة، والأموال غب الطلب، ولكن الإرادة غائبة والحزم نائم والمحاسبة في إجازة، وبالتالي سادت الفوضى وعم التسيب كل أنشطة الدولة، ومن ضمنها المطار.
والحقيقة أن القائمين على المطار لا يلامون بقدر ما تلام الحكومة على هذا التسيب والخراب السائد في كل مرفق، من دون استثناء! ففي رحلتي الأخيرة من الكويت لفرانكفورت، تبين أن الطائرة التي ستقلنا ستتأخر عن موعدها سبع ساعات، وبجهد تمكنا من الحصول على مقاعد على طائرة أخرى تقلع بعدها بساعة. المبكي أن الإعلان عن إقلاع الطائرة المتأخرة استمر، واستمرت معه مطالبة المسافرين عليها، وهم غير موجودين اصلا، بالتوجه الى بوابة المغادرة، وتكرر «النداء الأخير» خمس مرات، ولا أدري ل.مَ يسمى بالأخير! وعندما سألنا مدير محطة عن ذلك، قال انه شيء يتكرر حدوثه، لخلل في التواصل، وأن هناك «مصائب» أكبر!
ولاحظنا في الرحلة نفسها، ونحن نخضع للتفتيش قبل صعود الطائرة، أن الأشياء الممنوع حملها تصادر من المسافرين وتوضع في صندوق بلاستيكي مكسور من كل جوانبه وبعيد عن أعين الأمن، وبالتالي يمكن لمن صودر منه شيء أخذه من صندوق المواد المصادرة المفتوح، دون أن ينتبه أحد! وقد أعلمت وكيل الداخلية بذلك، ووعد بعمل اللازم! وهذا يبين أن مسؤول أمن المطار فاشل في عمله، فأمن المطار وصل الحضيض، فإضافة إلى التسيب في إدارة أجهزة الأشعة والانشغال بالهاتف النقال، فهناك تسيب آخر يتعلق بفتح البوابات المؤدية الى مبنى المطار عند وصول الركاب القادمين، وحدث معي لأكثر من 3 مرات أن وصلت طائرتنا ووجدنا البوابة الزجاجية مغلقة!.. وإلى مقال الغد.

أحمد الصراف