هناك مقولة قديمة لأحد الحكماء توضح أهم سبب لأخذ الانطباع عن أي شخص أو الحكم عليه وهي مقولة «تكلم لأراك»، فمن خلال كلامك أو مداخلتك فان الجميع سيعرف من أنت ويعرف منطقك وستحدد للكثيرين كيفية التعامل معك.
يعتقد البعض أن اللسان هو المسؤول الوحيد عن الكلام وهذا غير صحيح وخير دليل حديث سيدنا لقمان الحكيم حين طلبوا منه أن يحضر أطيب ما في الذبيحة فأحضر لهم قلبها ولسانها وحين سألوه عن أخبث ما بتلك الذبيحة أشار اليهما وقال انه ليس في الجسد مضغتان أخبث منهما اذا خبثا ولا أطيب منهما اذا طابا. متابعة قراءة احذروا الخبيث فيكم
اليوم: 30 نوفمبر، 2014
رحم الله دولاً عرفت قدر نفسها
المقلق أن تصبح الأمنيات السياسية قناعات حقيقية عند السياسيين بالخليج، وبالتالي يعملون بهذه القناعات بكل ثقة، وكأنها مطلقات ثابتة، ويتركون أمورهم لمصادفة القدر والحظ، فهناك قواسم مشتركة يمكن ملاحظتها في أكثر من تصريح لهؤلاء السياسيين، أمام واقع تدهور أسعار النفط، تنضح تلك الملاحظات بتفاؤل عجيب وأحلام وردية ليس لها معنى، أساسها أن سقوط أسعار النفط وضع مؤقت، ولن يدوم، فلابد أن يتغير الطلب، في يوم قريب، وتتعدل الأمور. إضافة إلى هذا يحاول أصحاب القرار السياسي طمأنة المواطنين في دولهم بأن أوضاع دولهم الاقتصادية اليوم أفضل من غيرهم، فنحن أفضل من إيران ونيجيريا وفنزويلا وروسيا، فتكلفة إنتاج النفط عالية نسبياً بهذه الأخيرة، وهذه الدول لا تملك صناديق استثمارية سيادية بحجم التي تملكها دول الخليج، والتي يمكن أن تكون رافداً للدخل القومي يسد تناقص دخول النفط، وبالتالي فنحن نسقط على وسادة ناعمة، بينما هم (في إيران، أو روسيا مثلاً) يسقطون على صخور مؤلمة.
الإعلام في الغرب يروج أيضاً لمثل هذا التحليل، مطمئناً الأنظمة الخليجية وشعوبها النائمة في العسل بمثل هذا التصور، هو يحلل واقع السوق اليوم، لكنه يفترض أن أنظمتنا في النهاية تملك قدراً من الحصافة لتغير سياساتها إذا ساءت الأمور يوماً ما، وهذا قد يكون بعيداً عن الواقع أمام حقيقة جمود عدد من أنظمتنا للتغيرات السياسية والاقتصادية بالعالم، الأقرب للمعقول هو أن تدهور سعر النفط لن يكون لمرحلة قصيرة، فكان، تبعاً لذلك، قرار الأوبك (بالأكثرية الخليجية) بالاتفاق على عدم خفض الإنتاج بغرض تقنين وتحديد إنتاج النفط الصخري من الولايات المتحدة، حين تصبح تكلفة إنتاجه أعلى من سعر النفط المنتج، وبالتالي، فدول الخليج، وما شاء الله عليها، ستخضع الأميركان وشركاتهم لسلطاننا اليوم، وأسعار نفوطنا غداً. أيضاً نحن نضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية أخرى، وبما أننا متحالفون مع الغرب، فنفطنا سيكون السلاح الاقتصادي لتأديب روسيا التي تقضم من الجسد الأوكراني، وتقف مع النظام السوري، وكذلك، فإن (دولنا) ستؤدب الجمهورية الإيرانية التي أيضاً تدعم النظام السوري، وتثير مواجع دولنا في اليمن والبحرين، وفي الوقت ذاته ستجد إيران نفسها مجبرة على مرونة أكثر وتنازلات مطلوبة، بمفاوضاتها، مع الغربيين على النووي… ويمكن أن نضيف لما سبق أنه، من الناحية الاقتصادية البحتة، وبغياب الثقة بين دول الأوبك بعلاقاتها بعضها مع بعض ومع بقية الدول المصدرة، تخشى كل دولة في الخليج خسارة زبائنها لو خفضت الإنتاج، بينما غيرها خارج الخليج يغشون ويستفيدون من الخفض.
لا أدري، ما صحة مثل تلك السياسات؟ وأين ستنتهي بنا حين نقرأ الواقع عبر نظارة زجاجها وردي جميل وحالم، بينما الحقيقة هي نيران ملتهبة. فدولنا، مع كل التبجيل لصناديقنا الاستثمارية السيادية، عليها أن تدرك أن غير النفط لا تملك شيئاً غير أتربة صحاري الجفاف، والاستثمار بالإنسان المنتج لم تكن له أولوية بثقافتها، فكيف لها مناطحة غيرها سواء إيران أو روسيا أو غيرهما… من جديد نتذكر القول المأثور «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه»، والأفضل أن نعيد صياغته بـ «رحم الله دولا عرفت قدر نفسها».
عندما ينقلب الوضع
حذرنا وحذر غيرنا أكثر لمسألة تأويل النصوص الدينية وربط بعضها بالاكتشافات والاختراعات الحديثة، والادعاء بأننا عرفناها قبل من اكتشفها بألف سنة او أكثر! وخطورة ذلك تكمن في أن من الممكن جدا أن تتغير هذه الاكتشافات أو النظريات، او يظهر عكسها، حينها ما الذي سيقوله هؤلاء المؤولون؟
سبب هذا الاستعجال في نسبة أمور علمية لنصوص دينية يتعلق بحماسة البعض المفرطة لأفكاره، وهي الحماسة نفسها التي تسود الكثير من تصرفاتنا، والتي دفعت نوابا في برلمان الكويت مثلا للمطالبة بمنح لاعب كرة قدم، حقق هدفا في مرمى فريق آخر، تصادف انه العراق وليس الإمارات، منحه شرف الحصول على جنسية الكويت! ولكن سرعان ما خسر فريق ذلك اللاعب في مباراته التالية، وكانت هزيمته فادحة ومخزية، وربما كان لذلك اللاعب دور في وقوع تلك الفضيحة الهزيمة، وإن بصورة غير مباشرة، والآن هل سيحاول النواب من مقدمي اقتراح التجنيس الاستمرار في طلبهم؟!
والسؤال الأهم من ذلك: كيف يمثل الكويت، في مباراة دولية من لا يحمل جنسيتها؟
كما أن طبول من يدّعون التدين ويسعون لهداية الناس، وبالقوة غالبا، لم تتوقف وزماميرهم لم تصمت ومقالاتهم وخطبهم لم تتوقف في الثناء كلما اعتزلت فنانة الفن وتحجبت، حيث حدث الأمر ذاته قبل عشر سنوات تقريبا مع الممثلة «موناليزا»، التي لم تكتف بأداء العمرة واعتزال الفن وارتداء الحجاب، بل قررت التخلي عن مسيحيتها، حيث وجد هؤلاء الدعاة في هذه الفتاة الغرة والمتواضعة الفهم صيدا سمينا، فدفعوا لظهورها المتكرر على القنوات الدينية لشرح سبب تخليها عن عقيدتها، وفكرتها عن الحجاب وفضائله وفوائده، وكيف أن الدين يفرضه. والآن، وفي خطوة مفاجئة قررت الست «موناليزا»، التي أصبح اسمها بعد إسلامها واعتزالها «منى» والتي بدأت مشوارها الفني مع محمد هنيدي في فيلمي «همام في امستردام» و«عمر 2000» وبعدها في «اصحاب ولا بيزنس»، وغيرها من مسرحيات ومسلسلات، التخلي عن حجابها والعودة للتمثيل بعد اعتزالها الطويل!
والآن ما الذي سيقوله الذين سبق ان طبلوا عندما أسلمت «موناليزا» وزمروا عندما تحجبت واعتزلت الفن؟ هل سيقومون بلعنها أم بلحس كلامهم؟ وهل سيعتبرون أن عودتها للتمثيل وخلعها الحجاب هزيمة لأفكارهم، مثلما اعتبروا اعتزالها وتحجبها نصرا لها؟ وهل ستقوم القنوات التلفزيونية والمطبوعات التي استغلت اعتزالها وتحجبها لمصلحة «سياساتهم الدينية» بمقابلتها الآن وسؤالها عن سبب عودتها عن آرائها في الحجاب والاعتزال، أم سيتجاهلونها رغبة في تغطية خيبتهم؟
أحمد الصراف
وانطفأت «شمس الشموس»!
من ألقابها «الصبوحة و..شمس الشموس و..الشحرورة و..ست الكل و..الأسطورة » إنها الرائعة والجميلة والمطربة الراحلة «صباح»! التقيتها ثلاث مرات وجها لوجه والرابعة عبر لقاء تلفزيوني وسهرة مفتوحة على الهواء مباشرة بين تلفزيون الكويت ومحطة فضائية لبنانية مرة في بيروت وثانية في الكويت وثالثة في … القاهرة خلال الأسابيع الأولى للغزو الكويتي!!. متابعة قراءة وانطفأت «شمس الشموس»!