لم أتوقع ان يمتد بي العمر لأرى أمامي في يوم من الأيام وزيرا يستخدم جهازه الاعلامي في الصراعات الشخصية!
فعندما يظهر مذيع على تلفزيون الدولة «الرسمي».. ونكرر، مذيع يتسلم راتبه من الدولة ويعمل بتوجيهات ورقابة الوزارة المعنية، ثم يبدأ هذا المذيع بالخوض في أسرة الحكم ويتطاول على أبنائها، على شاشة الجهاز الرسمي للدولة، فان هذا المذيع يعبر بشكل رسمي عن وجهة نظر الوزارة والوزير المعني. متابعة قراءة يا وجه استح!
اليوم: 24 نوفمبر، 2014
حتى أنا سأتكلم عن الكرة..!
لست رياضياً متمرساً بالرياضة، ولا أفقه كثيرا بأحوال الرياضة في بلدي «الا شي واحد» .. وهو ان «مافي أحد راضي عنها!»، وكنت قد تركت متابعة الرياضة في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي لانشغالي وقتها بما هو أهم وأولى بالاهتمام ! لكنني رأيت ان نصف الشعب الكويتي مهتم بها، بل لا أبالغ ان قلت أن ثلاثة أرباع النخبة وأصحاب الرأي يعطيها أولوية من بين اهتماماته، ولعل هذا الحال شكل من اشكال الهروب من الواقع التعيس الذي يعيشه المجتمع نتيجة الفساد الذي استشرى في كل مكان، حتى كره المواطن ما حوله ولم يعد قادراً على الانتاج ولا على الاصلاح، مما حداه للانشغال بما ينسيه همومه ومشاكله ولو مؤقتاً ! فتراه يتلهى بمتابعة احوال الرياضة هنا وهناك، حتى انه يتابع الرياضة العالمية اكثر من متابعته للمحلية التي لم تعد تجذب حتى أصحابها !! ومع انني لست متخصصا في هذا المجال كما ذكرت، لكنني لاحظت، وبشكل واضح، استخدام الرياضة بشكل سيئ في تصفية الحسابات وفي الخصومات السياسية الظاهرة ! وخذ أوضح مثال عندما خسر منتخبنا الوطني قبل يومين بخمسة أهداف من منتخب عُمان الشقيق في دورة كأس الخليج الحالية، حيث تم توظيف الحدث من قبل الاطراف المتخاصمة حتى وصل الضرب تحت الحزام كما يقولون ! والغريب أنك عندما تسمع وتشاهد ردة فعل الناس على الهزيمة تعتقد أن المنتخب الكويتي لم يُهزم منذ تشكيله! وأن هذه أول هزيمة له، ويتناسون أن المنتخب خسر في جميع بطولات كأس الخليج منذ 1998 الى 2008 ، ولم يفز في أي منها بالكأس ! كما انها ليست المرة الأولى التي يفوز فيها منتخب عُمان على منتخب الكويت في دورات الخليج ، فقد فاز في أكثر من مباراة قبل ذلك في دورات سابقة ! أنا هنا لا أرفض ردات الافعال بقدر ما أنتقد المبالغة فيها، فما سمعناه من تنفيس و«فش خلق» في الاتحاد ورئيسه أمر مبالغ فيه، مع ان مطالبة رئيس الاتحاد بالاستقالة أو حل اتحاد الكرة قد يكون له ما يبرره، وبالمناسبة أعتقد ان الفساد الذي ضرب أطنابه في الكثير من جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية عندنا في الكويت لم يستثن الوضع الرياضي، سواء على مستوى الاتحادات او الاندية، ولعل الوضع السياسي وما يحمله من متناقضات انعكس على الرياضة التي اصبحت ساحة لتصفية الحسابات، مما أوجد هذا الانحدار في مستوى الكرة الكويتية حتى خلت المدرجات من الجمهور الذي انصرف لمتابعة أخبار رونالدو وميسي !
متابعة قراءة حتى أنا سأتكلم عن الكرة..!
الثراء الفاحش لـ «داعش»
مع التساقط السريع لمدن ومراكز كان يحتلها «داعش» تم الحصول على أوراق ووثائق مهمة عرضتها قبل أيام القناة الألمانية الناطقة باللغة العربية، وعملت توازيا معها لقاءات مع مختصين كبار للحديث حول تلك الوثائق المتضمنة نهج «داعش» وحساباته المالية.
متابعة قراءة الثراء الفاحش لـ «داعش»
الإرهاب وسمعة الكويت
ذكرنا في مقال سابق أن الخلل الرهيب في أنظمة الأمن في مطار الكويت، وحتما في بقية المنافذ، يثير القلق حقا، وبالتالي لم يكن مستغربا قيام دول عدة اعتبار القادمين من الكويت، ولأي جنسية انتموا، خطرين والتعامل معهم على هذا الأساس، وهذا ما لا يحدث مع القادمين من مطارات تتبع أنظمة تدقيق اكثر صرامة. وقد لمست هذا الفرق في مرات كثيرة. كما حدث معي عشرات المرات، ومع الآلاف غيري، مخاطبة رجل الأمن في مطارنا للمغادرين بـ «تفضل يا حجي»، على الرغم من كل ما يصدره جهاز كشف المعادن من اصوات، من دون ان يكلف نفسه، كسلا أو استحياء، القيام بواجبه في التفتيش اليدوي على المسافر، وهو عندما يطالبنا بالمرور من دون تفتيش يعتقد بأنه يتكرم علينا، غير مدرك، كما حاولت أن أشرح للبعض منهم، أنه يعرض حياتي وحياة غيري وسمعة الكويت لخطر كبير! فقد أبدو أنا، كرجل كبير في السن، شخصا آمنا، ولكني في الحقيقة قادر على القيام بعمل إرهابي مخيف لو شئت ذلك!
في جانب آخر، أعلنت بلجيكا في الأسبوع الماضي أنها قررت منع الداعية الكويتي طارق سويدان، المعروف بانتمائه لحزب الإخوان المسلمين الكويتي التابع للتنظيم الدولي، من زيارة بروكسل، معتبرة إياه شخصا غير مرغوب فيه بسبب تصريحاته «المعادية للسامية»، ولكونه يمثل «خطرا على الامن العام». وجاء في بيان صادر عن وزير الداخلية البلجيكي أنه أعطى التعليمات لاتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمنع دخول السويدان الى الاراضي البلجيكية والاقامة فيها. وأن السويدان استخدم تعابير معادية للسامية غير مقبولة، خاصة خلال الحرب الاسرائيلية على غزة في الصيف الماضي التي أثارت ضجة في بلجيكا، وهي الحرب التي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء. ونقل عن صحيفة لوسوار البلجيكية ان السويدان كتب خلال تلك الفترة على صفحته على فيسبوك النص التالي: أنا اكره ابناء صهيون وسنعمل على زرع هذا الحقد في نفوس ابنائنا حتى يظهر جيل جديد يمحوهم عن وجه الارض! وربط بعض المراقبين قرار المنع بسبب ما تحدثه تصريحات السويدان المتطرفة في نفوس الجهلة والمغرر بهم من تأثير سيئ، خاصة بعد وقوع عدة حوادث إرهابية في بلجيكا مؤخرا على يد متشددين إسلاميين.
وسبق أن كتبنا عن تصريحات السويدان المؤججة للنفوس الضعيفة، والتي طالب فيها حماس، التي لا تتسم تصرفات معظم قادتها بأي إحساس بالمسؤولية، الاستمرار في إطلاق صواريخها العبثية على المدن الإسرائيلية. وقال ذلك من وثير مجلسه، غير عابئ بما تسببت فيه تلك الحرب من دمار هائل اصاب القطاع، وشل الحياة فيه، وتسبب تعنت معظم قادة حماس من الإخوان المسلمين في إزهاق أرواح الآلاف، هذا غير عشرات آلاف المصابين، والنتيجة أن القطاع لا يزال يعاني الكثير، ولم يستفد، على الرغم من عظيم خسائره، شيئا من تطرف قادته، ومن أجج عواطفهم بالحماسي من الشعارات، كالسويدان وغيره! علما بأنني شاهدت السويدان يسافر على أفضل درجات السفر داخل أوروبا، غير عابئ ربما بأنين من تسبب في زيادة مصائبهم.
إن تشويه السمعة الذي تتعرض له الكويت، إن بسبب سوء الإجراءات الأمنية في منافذها الجوية والبرية والبحرية، أو بسبب مواقف البعض المتطرفة ضد الدول الأخرى هي مسؤولية وزيري الداخلية والخارجية اللذين عليهما وقف مثل هذه التصرفات والأعمال المضرة بسمعة الدولة.
أحمد الصراف