ارتبط اسم «نعمت» – في السينما المصرية – بالفنانة الكبيرة وسيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» ، فهي «نعمت» في فيلم «اليتيمتان»، وهي «نعمت» في فيلم «أفواه وأرانب» وهي «نعمت» في فيلم «أنا بنت ناس» و.. عشرات الافلام غيرها!! ليس هذا فحسب، بل ارتبط الاسم ذاته مع ممثلات أخريات مثل هند رستم وزهرة العلا وزيزي البدراوي – كل واحدة في فيلم مختلف – إلى درجة أن هذا الاسم ارتبط بأذهان المشاهدين على مدى أكثر من نصف قرن بشخصية «الفتاة المسكينة» التي يتزوج والدها بغير والدتها، ثم تقترن هذه الأخيره برجل آخر فتخرج الي الشارع وهي تبكي وبعدها.. تغني.. «أنا بنت ناس.. ياناس»!! أو شخصية «البنت الصغيرة» التي تتربى في ملجأ ثم تعمل كخادمة وتمر السنوات حتى تجد نفسها أمام سيارة تصدمها ويقودها شاب وسيم تكتشف أنه شقيقها بالرضاعة.. وهلم جرّا!! طلبت من أحد الزملاء العاملين في مجله فنية مصرية أن يسأل سيدة الشاشة العربية – بالهاتف لأنها لاتحب اللقاءات الصحافية المباشرة – «ماحكاية هذا.. الاسم»؟! يقول الزميل إنها .. «ضحكت كثيرًا للسؤال وقالت إنه اسم شعبي قديم يكثر استخدامه في أوساط الفقراء، ولايمكن للمشاهد أن يتقبل رؤية شخصية بائسة وفقيرة على الشاشة تتقاذفها الكوارث والأزمات الاجتماعية والنفسية ويكون اسمها.. رشا أو مروة أو باكينام»!! انتهى جواب فاتن حمامة!! هناك – أيضا جانب ذكوري في الموضوع ذاته، اذ يصر الفنان الراحل «يحيى شاهين» على أن يكون اسمه «مراد» في كل أفلامه – أو معظمها على الأقل – وكذلك يكون اسم الفنان فاروق الفيشاوي وفي العديد من الأفلام هو«عمر»، وبالطبع، كلنا يعرف إن الموسيقار الراحل «فريد الأطرش» كان يشترط على منتجي أفلامه أن يكون إسمه إما «وحيد» أو .. «فريد»، وقد استمر على هذا النهج لأكثر من أربعين عامًا، ولم يحد عنه إلا في فيلم «نغم في حياتي»- وهو بالمناسبة آخر افلامه إذ توفي قبل أن يتم عرضه في دور العرض – وكان اسمه «ممدوح» وقد شاركته البطولة الفنانة «القيمر» ميرفت أمين!! الفنان الكبير «أحمد رمزي» – أيضا- سار علي النهج ذاته ومعظم أفلامه يكون اسمه فيها إما «رمزي» أو «مدحت» علي اعتبار أن شكله ووسامته ورشاقته لاتليق بأسماء مثل «بسطويسي» أو «عتره»،أو «زينهم» أو «كرشة»!! نجومنا المحليون ساروا على نهج مختلف قليلا، فالفنان الكبير «سعد الفرج» والفنان الكبير «عبدالحسين عبدالرضا» قاما بدوريهما في مسلسل «درب الزلق» باسميهما الحقيقيين «سعد» و«حسين»، وكذلك في عدد من المسرحيات المشتركه بينهما، لكن الأهم من ذلك كله أن ملايين المشاهدين العرب قد استمتعوا بهؤلاء النجوم العمالقة بغض النظر عن أسمائهم التي.. ظهروا بها!! «نعمت» مازالت تعيش بداخل رجال زمن الماضي الجميل و«رمزي» مازال في وجدان نساء الماضي.. الغابر!
اليوم: 17 نوفمبر، 2014
قدر الخليج
قبل عشرين عاماً كانت هذه القصيدة وهي مهداة الى سيدي صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح… وقد قيلت عندما كان وزيراً للخارجية.
وها هي الآن تفرض نفسها مرةً أخرى. متابعة قراءة قدر الخليج
الدغدغة والدلدغة
فرق كبير بين «الدغدغة» و«الدلدغة» وفي الواقع لا يوجد فرق بينهما من حيث النتيجة النهائية للكلمتين، فكلتاهما تستخدمان للضحك ولكن الأخيرة يستخدمها الكبار بوضع أصابعهم في أجزاء من أجسام الأطفال لجعلهم يضحكون من أجل الاستمتاع بضحكاتهم.
أما الدغدغة فهي ما يستخدمها البعض دون لمس أجساد أي بشر ويحاولون إيهام الناس بأنهم يحملون لواء الحقيقة والنزاهة والمصلحة العامة ولكن حين تتعارض تلك الرايات مع مصالحهم الخاصة فإنك ستجد أنهم يستعملون راياتهم التي جمعوا الناس حولها لشد ظهورهم ليقاتلوا من يقف ضد مصالحهم. متابعة قراءة الدغدغة والدلدغة
إشكالية الكاتب وسيرته
لست أفضل من غيري حتما، وربما ليس هناك داع لذكر هذا الأمر، ولكن موضوع وسياق المقال تطلب ذلك، وهذا يتعلق بحساسيتي المفرطة فيما يكتبه البعض وعلاقته بحياتهم الخاصة، وربط ما يقومون بكتابته بتاريخهم السياسي أو العملي، وإن بشكل عام، وبمجمل تصرفاتهم، حيث يصعب علي شخصيا قبول أي عمل إبداعي، خاصة إن كان كتابيا وهادفا، إن كانت سيرة ومواقف الكاتب، السياسية مثلا، متناقضة مع مجمل ما ينادي به. ولدينا عدد لا بأس به من الكتاب في العالم العربي، الذين عندما نقرأ لهم نشعر بالسرور لوجود أمثالهم بيننا، ولكن ما أن نقترب منهم أكثر أو نقرأ سيرهم الذاتية حتى يتلاشى ذلك الاعجاب ليحل الألم والخيبة محله.
قد يقول قائل ان لنا ما يكتبه المبدع وما يسطره قلم الناقد، او ما يدلي به المحلل السياسي، أو ما يخرجه النحات أو يؤلفه الموسيقي أو ينتجه الفنان السينمائي، أو يشدو به الشاعر، وبالتالي لا شأن لنا بحياته الخاصة وما يؤمن به أو يحتفظ به من آراء، وهذا قد يكون صحيحا مع جميع المبدعين إلا فئة الكتاب والمحللين السياسيين، فمن الصعب الشعور بالارتياح عند قراءة مقال لهؤلاء يتضمن مدحاً لشخص أو نقداً لآخر من دون أن ينتابنا شعور بالارتياب، حتى لو كان مدحه او ذمه صحيحين، فعلامات الاستفهام سرعان ما تتقافز أمام أعيننا مثيرة عشرات الأسئلة عن صحة التحليل، المدح أو الهجوم، والغرض الخفي وراءه، وهل يكتب لأن جهة ما طلبت منه ذلك لقاء مقابل ما؟
الأمثلة على التناقض بين سيرة الكاتب وما يكتب أكثر من أن تحصى، وقد يكون احدها حالة شاعر العامية المصري المعروف أحمد فؤاد نجم، الذي لم تشفع له، بنظري المتواضع، كل اشعاره السياسية، في تبرير موقفه من الدكتاتور الحقير صدام حسين، الذي مدحه وشد من أزره في أكثر من موقع. ولا أدري حقيقة سبب ولع نسبة كبيرة من شعوبنا بأمثال صدام، وإلى درجة الوله! ربما بسبب الطريقة التي تربى بها هؤلاء، وما عانوه في صغرهم من ظلم، فاصبحت شخصية الدكتاتور ما يودون أن يكونوا عليها لينتقموا من كل من أساء اليهم.
كما أن هناك كاتبة ووزيرة إعلام لم تتردد في الوقوف يوما إلى جانب صدام والإشادة به، وربما لا تزال معجبة به. ولكن هل موقفي هذا ينسجم مع إنسانيتي؟ وهل أنا محصن أكثر من غيري ضد مختلف المغريات؟ وهل كتاباتي مجردة من كل غرض شخصي؟ اسئلة عديدة تتصارع داخلي ولست بقادر على الإجابة عنها بصدق، فالإجابة ليست سهلة، والمشاعر المختلطة في داخلي تتجاذبني ذات اليمين وذات الشمال، وحتى ذات الشرق وذات الغرب. فمن كان منكم بلا خطيئة فليرجم الخطائين بحجر.
أحمد الصراف