في عام 1986 تم حل مجلس الأمة ووصل الرقيب التابع لوزارة الإعلام إلى مباني الصحف اليومية السبع -في ذلك الوقت- خمس عربية واثنتان بالإنكليزية «كويت -تايمز» و«آراب -تايمز» الأولى مملوكة للزميل الراحل يوسف العليان والثانية للزميل أحمد الجارالله ! الحكومة ارتأت أن أفضل بديل للديمقراطية و«عوار الراس هذا» هو اختراع جديد اسمه «ديوانيات الوزراء كل يوم اثنين» وتكون نهارية يجلس فيها معالي الوزير منذ التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا ليستقبل شكاوى المواطنين ويجد «لها حلول مناسبة » ! بالمناسبة فإن الحكومة دائما تجد الحلول المناسبة لكل مشكلة لكن لسبب مجهول لا دخل لإرادتها فيه .. فإن المشكلة لا تنحل !! المهم قالت الحكومة للناس : «البرلمان الحقيقي هو ديوانية الوزير النهارية» وحرية الصحافة الحقيقية هي ديوانيات الناس المسائية ! الوزير يسمع كلام الناس نهارا وديوانيات الليل «يفضفض» فيها الجميع عن غضبهم بالهذرة الزائدة و.. الشتائم !! وحتى لا تفهمني الحكومة بصورة خاطئة فإن الكويتي عندما يشتم فهو لا يقصد بالضرورة الإساءة بل المدح أحيانا خاصة حين يشتم لاعب كرة قائلا عنه: «يلعن والديه والله خوش لاعب»! وتلك أخف شتيمة يسمح بها قانون الإعلام الالكتروني !. متابعة قراءة يهودية مع ..«داعش»!
اليوم: 6 نوفمبر، 2014
الصراع على القدس والقضية الفلسطينية
تمثل المواجهات في القدس بعد اطلاق النار على الحاخام الإسرائيلي يهودا غليك الذي قاد سلسلة اقتحامات للمسجد الأقصى استمراراً للصراع في مواجهة الامتداد الاستيطاني الصهيوني. إن تطورات القدس الأخيرة مرتبطة بصورة مباشرة بحرب غزة التي شنّتها إسرائيل هذا الصيف، وذلك في ظل قتال وصمود أسطوريين. فالقضية الفلسطينية كل شامل لا يمكن فصل أجزائها. فمنذ حرب غزة، وعلى رغم تركيز الإعلام على القطاع بسبب الحصار وطبيعة الحرب، إلا أن المواجهات التي اندلعت في القدس والخليل ورام الله أسست لمرحلة جديدة في علاقة المقاومة مع الاحتلال. متابعة قراءة الصراع على القدس والقضية الفلسطينية
سفراء حقيقيون للكويت
عندما تفخر بشيء وتريد أن تنشره للناس فإن عليك أن تقدم دليلك على هذا الفخر الذي من المؤكد أنك تريد أن تشارك أبناء بلدك فيه ليفخروا به مثلك ويجب أن يكون دليلك منطقيا وملموسا ومن خلال وقائع حقيقية.
شخصيا أفخر بالعنصر الكويتي في كل المجالات سواء في الداخل أو في الخارج وأقصد تحديدا الموظفين الذين يمثلون الكويت من خلال عملهم في الخارج وسأقدم دليلي القاطع على فخري بالكويتيين. متابعة قراءة سفراء حقيقيون للكويت
كاسندرا قارئة فنجان مستقبل الدولة
أسعار النفط تتهاوى يوماً بعد يوم، ويعني هذا ببساطة تناقص مورد الدولة شبه الوحيد، وإذا جلسنا مكان "كاسندرا" قارئة المستقبل المجهول في الأساطير اليونانية، فماذا يمكن أن تفعل السلطة، وما الافتراضات التي يمكن تصورها أمام أكبر تحد اقتصادي تواجهه الدولة اليوم؟ يمكن، بداية أن نفترض أن السلطة ستقتنع أن الأزمات التي تعصف بالدول هي فرصة لتصحيح الإدارة السياسية والمالية، فتشرع في غربلة جهازها الإداري العاطل والفاسد، وتتخلص من قيادات رديئة، كانت شهاداتها التعيسة هي المعارف والواسطة، والمحسوبية، والتزلف. بكلام آخر، هنا تبادر السلطة السياسة بإنهاء حالة "الزبائنية" clientelism في الدولة، وهي العلاقة التبادلية بين الزبون طالب المنصب، ورجل السلطة الذي يوظف ويعين هذا الزبون أو يفضله في بلع ثروة الدولة، تحقيقاً لمصلحة سياسية استغلالية، وهي أبشع صور الفساد، ونسميها، أحياناً، المحسوبية والواسطة.
حين تضع السلطة الشخص المناسب في المكان المناسب، وتشرع في القضاء على الفساد الإداري، الذي يستتبع تقليل فرص الفساد المالي، عندها، وتحت ظلال المساواة حين تتساوى الفرص العادلة، وتحت مبدأ سيادة القانون الذي لا يعرف المحسوبيات الاستثنائية ولا من "صادها بالأول عشى عياله" يمكن للمواطنين، أن يرضوا بالتضحيات المادية حين تطالبهم السلطة الحاكمة بها لظروف الدولة المالية الصعبة، لأنهم "يثقون" بسلطتهم وحكومتهم، والثقة هي مفتاح الخروج من الأزمات وصلاح الدولة، وحتى تتأكد هذه الثقة يجب على السلطة فتح أبواب المشاركة السياسية الصحيحة كي تستقوي بها، هذه المشاركة الحقيقية لا تعني فتح أبواب الواسطة والمحسوبيات من جديد عن طريق النواب، لأن السلطة التنفيذية إذا سارت على الطريق الصحيح فلن تخشى تهديدات نواب بالاستجوابات الانتهازية عند الذين وصلوا إلى النيابة عبر بوابة "الزبائنية"، فهي (السلطة الحاكمة)، يفترض أنها تطبق القانون بعدل، والنواب يفترض أنهم وصلوا لخدمة الأمة لا لقبيلتهم أو طائفتهم أو جماعتهم التي يدورون في فلكها، فالوعي السياسي بالمستقبل لن ينزل من السماء فجأة، بل يحتاج إلى وقت ومثابرة وتضحية من الكبار قبل الصغار.
والحل الآخر، أن تبقى السلطة على "طمام المرحوم"، وهذا مثل كويتي رائع يعبر تماماً عن واقعنا، فالسلطة هنا، لا تريد وجع الرأس، وتستصعب طرق درب الإصلاح الطويل وما يتطلبه من تضحية، وتقنع نفسها أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، هنا السلطة، لن تنبش أعشاش الفساد المستوطنة في عظم الدولة، بل تفضل الحلول الترقيعية المؤقتة، مثل الذي يعالج السرطان بأقراص الإسبرين، فهي تخشى أن تفقد "شعبويتها" المريضة، وتؤثر، حينها، سياسة الاسترضاء السياسي مهما ارتفع ثمنه، لأن الإصلاح الحقيقي يتطلب تضحيات كبيرة، وقبل هذه التضحيات يتطلب "رؤية" ثاقبة للمستقبل، وكفاءة عند أصحاب القرار، وهذا غير متوافر حالياً، والنتيجة، هي "ترهيم" الوضع المالي الصعب للدولة بالاقتراض، ولو برهن الأرض، لا قدر الله…
يبقى أن نتخيل احتمال درب ثالث يمكن أن تسلكه السلطة، كأن ترفع الدعم عن الخدمات العامة، وتقلص فرص العمل بالوظيفة العامة، وتتبع وصفات صندوق النقد الدولي بحذافيرها دون أي تغيير سياسي يرافق كل هذا، فهنا لن يكون أمامها غير إنهاء شبه حالة "الاستثناء الكويتية" في المنطقة العربية، وتصير حالها من حال غيرها، حين تشد الحزام على الناس وتتركه رخواً على جماعتها، عندها ستعلو أصوات المعارضة، وتتجذر بالمسيرات والتظاهرات، إزاء ذلك، ستشتد سياسة القمع أكثر مما هي عليه، وستدخل الدولة نفق المجهول المخيف… فأين تنتهي نبوءة "كاسندرا"!
العالم وين والأوقاف وين؟!
تنفرد الكويت بوجود نوعيات من الرجال فيها أصلب من الحجر، وأندر من العنقاء والخل الوفي، يبقون في مناصبهم سنة بعد أخرى، بالرغم من تغير الحال وتقلب الأحوال، وأحد هؤلاء مسؤول كبير في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. فبالرغم من كم الفضائح المالية والإدارية التي ابتليت بها الوزارة، وما تبع ذلك من إحالة عشرات موظفيها إلى النيابة العامة للتحقيق معهم فيما اتهموا به، وبالرغم من الظروف المأساوية التي تمر بها المنطقة بسبب داعش وغيرها، ومع وجود كل هذا الفكر المتطرف، فإن هذه الشخصية اختارت «الهروب إلى الأمام» من كل المشاكل التي تحيط بالوزارة، والقيام بشيء تنتفع به ويشغلها بعد تقاعدها. وهكذا قامت الوزارة بتأسيس هيئة عالمية إسلامية تعنى بضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء (هكذا)! وتعين تلك الشخصية رئيسا لمجلس إدارتها، وقامت، ربما بإيعاز منها، باختيار عاصمة أوروبية جميلة لتكون مقرا للهيئة! وقيل ان الهيئة ستكون مؤسسة علمية «إبداعية» لحماية الدعوة إلى الله من الانحرافات الفكرية أو الغلو والتطرف. كما ستكون غير ربحية! ولكن يبدو أن الوزارة تناست أن هذا ما قيل بالضبط عندما تم تدشين «مركز الوسطية»، الذي تأسس قبل سنوات، وصرفت الدولة عليه عشرات ملايين الدنانير، بعد أن عينت له أميناً عاماً من السودان، ومن الإخوان! ولكن المركز ومعظم القائمين عليه فشلوا في كل شيء، وازداد تطرف الشباب في فترة عمله القصيرة، وبالتالي كان من الضروري التفكير في مشروع هلامي آخر مدر أكثر للمال، علما بأن مصير هذه الهيئة لن يكون بأفضل من مصير مركز الوسطية، كما أنها ستحصل حتما على مبالغ طائلة من الحكومة الكويتية، وربما الحكومات الخليجية الأخرى، لدفع إيجار مقرها في بروكسل (لماذا ليس الطائف أو بريدة أو حولي؟)، هذا غير رواتب جيش موظفيها، الذين سيكونون جميعا من حزب الإخوان المسلمين. كما قالت الوزارة ان هذه الهيئة لن تكون جهة رقابية، بل ستتخصص في وضع المعايير الدعوية وتوجيه المؤسسات الراغبة في اعتماد المنهج والأساليب، وبأنها ستكون «خطوة استراتيجية» وتطورا ايجابيا، لضمان تجديد الخطاب الديني وفق معايير شرعية سليمة، بعيدا عن الغلو والتطرف أو الإهمال والتسيب، ولضمان مواكبة المتغيرات العصرية والتحديات الجديدة التي تواجه الدعوة الإسلامية في شتى أنحاء المعمورة! (هل فهمتم شيئا؟).
الطريف، أو ربما المحزن، أن تحت مثل هذه الكليشيهات والتعبيرات المبهمة، التي كثيرا ما تكررت مع مختلف مشاريع وزارة الأوقاف، سيتم صرف أموال طائلة على «ما ميش»، لتكون النهاية خسارة مالية كبيرة وهدر وقت ثمين في عمل لا طائل من ورائه. وبالتالي فإن المشروع ليس نقلة نوعية ولا تطورا منهجيا عميقا في تطوير الأداء، ولن يكون تجديدا للخطاب الديني، خاصة من بروكسل، حيث طيب المقام، بل سينتهي الأمر كله بهيئة فاشلة أخرى تنضم الى قافلة طويلة من اللجان والهيئات الفاقدة للهوية والهدف!
فيا وزير العدل والأوقاف الجديد الرجاء أن تتكرم على الكويت وعلينا، ووقف مثل هذا المشروع الوهمي، ومنع هدر الأموال، فظروف الكويت والمنطقة متجهة عكس تيار الهيئة والمشرفين عليها، ويكفي لرفضها أن من أسسّها عيّن نفسه رئيسا لمجلس إدارتها.
أحمد الصراف