السيد الرقيق (من الرقة أو من الرق، اختر إحداهما) فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أبكانا وهو يسوق حجته الخالدة: “أوَكلما قُتل كلب في لبنان اتهمتم سورية؟”. كانت جملة، وكانت بعدها نوبة بكاء عالمية اهتزت لها الأرض… كم ظلمناك يا بشار.
من هو الظالم الذي اتهم نظام بشار بقتل الكلاب في لبنان؟ من المجنون الذي قال ذلك؟ بشار يسمّن كلاب لبنان، ويرعاها، ويدللها، ويدربها، يشهد الله، ثم يطلقها على خصومه. كلنا نشهد بذلك لو احتاج إلى شهادتنا: “بشار لا يقتل كلاب لبنان”.
ثم إن هذه القضية، قضية قتل الكلاب، لها أهلها. لها فريق بريجيت باردو، ولها مريم الخرافي، وآخرون. أما رفيق الحريري، وجبران تويني، وكل شهداء الغدر في لبنان وسورية، فلهم أهل وأقرباء وبنات وأبناء وأمهات وآباء وصديقات وأصدقاء، وعيون لا حصر لها تبكيهم. ولهم أيضاً محكمة وشهود وادعاء.
التاريخ يؤكد حجة السيد فيصل المقداد “نظام بشار لا يقتل الكلاب”. قد يجوّعها. صحيح. لكنها موعودة بلحوم المعارضين. سجن تدمر يشهد، وسائر سجون البعث. وبالتأكيد لا ننكر فضل بشار، ووالده من قبله، في إثراء الأدب، أدب السجون تحديداً، فالمكتبات تدلنا على روايات ياسين الحاج صالح ومصطفى خليفة، ومعهما اللبناني علي أبو دهن، وآخرون، لم يذكر أي منهم حادثة واحدة عن قتل كلب! حتى الفئران التي كان المعتقلون يجبرون على التهامها كاملة، كانت ميتة. والذنب هنا ليس ذنب بشار. فأر ميت. أوَكلما مات فأر اتهمتم بشار وجلاوزته بقتله؟
حتى الإبادة الجماعية التي يقوم بها بشار اليوم، ليست موجهة للكلاب، هي موجهة للبشر فقط. وإن مات كلب أو كلبان أو ثلاثة فبالصدفة. يشهد الله. والإبادة المسجلة باسم والده حافظ الأسد في مطلع الثمانينيات، لم تأتِ فيها سيرة الكلاب. لم تُذكر أسماء الكلاب من بين الضحايا. ارجعوا إلى الكتب.
صدقت يا فيصل، بشار لا يقتل الكلاب، وقبله الأخ العقيد معمر القذافي لم يقتل الجرذان… بشار ومعمر وآخرون يقتلون شعوبهم فقط، وشعوب جيرانهم، وهي أملاك خاصة على أية حال، وكلهم عرب. وما حدا لو خص فينا.