ينسى أحدنا محفظته، فينكص على عقبيه عائداً إلى بيته، مستخدماً الطريق ذاته، لكن في الاتجاه المعاكس. النائب علي الراشد (أنا أحد الذين لا يعترفون بشرعية هذا البرلمان، لكن من باب التوضيح استخدمت كلمة نائب)، يبدو أنه نسي محفظته، فقد كان يمشي في اتجاه، ثم فجأة استدار عائداً مع الطريق ذاته في الاتجاه المعاكس، لكن من دون أن يستخدم الإشارة.
كان أخونا يكتب معلقات المديح في الحكومة عندما انتخبته رئيساً للبرلمان المبطل، ثم أصبح ينظم قصائد الهجاء في الحكومة ذاتها بعد أن انتخبت غيره رئيساً. هكذا ببساطة. كان يدّعي أن الرئيس السابق أحمد السعدون يريد حرق البلد بعد أن فقد كرسي الرئاسة، مع أن السعدون “شغّل” المحرك الثاني، وصار يحلق بمحركين اثنين وهو على مقعده بين النواب، فهذا اقتراح بقانون، وذاك سؤال، وتلك مناقشة، ووو، في حين تفرغ الراشد للأحاديث والتصريحات. أحاديث وأحاديث وأحاديث تحرج الحلاقين لكثرتها، لكن كلماته تضحكنا أكثر. هو أخف من الحلاقين دماً على أية حال.
قبل أيام، استنجد الراشد بمجموعته ذاتها، فلما اجتمعت حوله شكّل منها فريقاً، أو تكتلاً، يضم أشخاصاً هو يعلم أنهم لن ينافسوه على رئاسة التيار. أشخاص بطبيعتهم يعشقون لعب دور “السنّيد”، كما هي شخصية الراحل عبدالمنعم إبراهيم، وبذلك ضمن الراشد دور رشدي أباظة، ولقب “الرئيس”. الغريب أنه لم يضم محمد جويهل، رغم اعتزازه به، كما ذكر هو بنفسه. علي يريد أن يصبح رئيساً، وها هو أصبح، لكنه يريد أن يكون رئيس كل شيء، فهو مقتنع بإمكانياته، ومن حوله يؤكدها، واسألوا سعود الورع. وعندذاك، أي عندما يصبح علي رئيساً للبرلمان، سيسكت، وسيتنفس الحلاقون الصعداء، وسيعودون إلى أحاديثهم، بعد أن استحوذ عليها رئيس الحكائين.