نحن لا نتكلم أيها السادة عن إصلاح فريق كرة قدم، نفرح لفوزه ونحزن لخسارته، نحن نتحدث عن مصير ومستقبل وطن بكينا دما حتى رجع في مصادفة تاريخية لن تتكرر، وطن كريم بالعطاء ومثله بكم الأخطاء التي تحدث به، وطن نخشى عليه من الفوضى والدماء المستقبلية فيما لو وصل مخطط التثوير والتفتيت إلى أعتاب منطقة الخليج.. والمخطط للعلم واصل لا محالة!
***
الكويت بحاجة إلى بادرات إيجابية من جميع الأطراف لخلق حالة تفاؤل وانفراج تمنع التشاؤم والانفجار، بادرات تبث الدفء في العلاقات بين التوجهات السياسية المختلفة بما في ذلك الحكومة، بادرات لا تعتمد على دعم بعض ممثلي الشعب ونسيان الشعب ذاته، بادرات تمنح الأمل للأغلبية من الشباب والنساء والرجال ممن باتت صورة المستقبل قاتمة أمام أعينهم.
***
إن التحديات الحقيقية المقبلة للمنطقة تستوجب العمل الأمس قبل اليوم لتقوية الجبهة الداخلية التي هي الأساس لمقاومة تلك التحديات الخطيرة وغير المسبوقة وهو بالواقع عكس ما يحدث حيث ان أي نظرة منصفة لألوان الطيف السياسية والفئوية للمجتمع تظهر أن الأغلبية المطلقة من تلك الشرائح واحدة بواحدة تقف موقفا سالبا مما يجري ويحدث، ومن ثم يصعب الاعتماد عليها أمام العواصف والزوابع القادمة، والتي اجتاحت بسهولة ويسر دولا أكبر وأقوى منا بمراحل.
***
آخر محطة: 1 – تخندق التوجهات السياسية وأتباعها كل يتربص بالآخر دون تواصل أو لقاء هي مواصفات ملائمة لتناحرات وصراعات وتقاتلات مستقبلية تفتت البلدان كما يحدث في المنطقة، انفراج التوجهات السياسية بعضها على بعض ولقاؤها واتفاقها على مشاريع وقواسم مشتركة هو ما يقوم عليه العمل السياسي الراقي في الدول المتقدمة التي هي أصلب من التناحر وأقوى من الانشطار والتفتيت، فأي من المثالين يجب أن نتبع للحفاظ على مصلحة الكويت ومستقبلها؟!
2 – نرجو الابتعاد عن الاعتقاد بأن الإرضاء بالمال كفيل ببناء دولة قوية قادرة على التصدي للتحديات حيث إن الحقائق التاريخية تظهر العكس تماما فمن تشتريه بالمال سيبيعك بالمال عند أول عطفة، ومقابل كل شخص يتسلم لكسب وده هناك ألف ممن سيحنقون على ذلك العمل الذي لم يعتمد عليه بلد ودامت.. ودمتم.
3 – اتصل بي الزميل داود البصري ليوضح ويصحح بعض ما جاء في مقالنا السابق ومن ذلك أن عفيفة اسكندر لم تكن شيوعية بل ملكية حتى النخاع لإعجابها وعلاقتها الخاصة بالوصي عبدالاله لذا فوقوفها مع الشيوعيين كان نكاية في الانقلابيين قاسم وعارف اللذين أطاحا بالعهد الملكي، كما أفادنا بأن المطرب العراقي الكبير ياس خضر حي يرزق أطال الله في عمره وأبقاه رافدا مهما للطرب العراقي الأصيل.