الحمد لله، أخيراً تشكلت العجينة الحكومية. الحمد لله سنستكمل بناء قمرنا الصناعي. الحمد لله سنفتتح محطة القطار الجديد. الحمد لله سنحتفل قريباً بالمدينة الرياضية. الحمد لله سنكحل أعيننا برؤية دار الأوبرا، والمسارح المحيطة بها. الحمد لله… أخيراً، فُرجت وكنت أظنها لا تفرجُ.
وإذا كان أردوغان بنى في تركيا، خلال سنوات حكمه العشر، ستة وعشرين مطاراً جديداً، فستبني الكويت مطارها البديل، صحيح أنه الوحيد، لكنه مثل “حية موسى” يلتهم كل الحيّات، أو كل المطارات! وإذا كان أردوغان، خلال سنوات حكمه، ضاعف دخل المواطن التركي أربع مرات، فإن أسعار العقار عندنا تضاعفت إلى أن أصبحت أصعب من مهر خطيبة عنترة، عبلة بنت مالك العبسي، النوق العصافير، دونها فرسان شداد غلاظ ضخام.
وإذا كانت السويد تفخر بأنها وفرت البيئة الصالحة لثراء شعبها، واستطاع نصف شعبها، بالإضافة إلى منازلهم، امتلاك منازل صيفية (تتحدث الحكومة السويدية عن أن واحداً من كل اثنين من شعبها يمتلك منزلاً صيفياً… أي أن الأسرة الواحدة تمتلك أكثر من منزل صيفي إضافي)… أقول إذا كانت الحكومة السويدية تفاخر بذلك، فإن حكومتنا تفاخر بدفع “بدل إيجار” قيمته تعادل نصف قيمة إيجار شقة محترمة، فيها على الأقل أبواب وشبابيك.
وإذا كانت إسرائيل تفاخر بأنها الأولى في الترتيب العالمي بالنسبة للميزانية المخصصة للبحث العلمي، فإن الكويت لن تخجل لأن مركزها في الترتيب العاشر بعد المئة (110)، بل تفاخر بأن قطر تأتي في الترتيب الثاني عشر، ونحن وقطر الجيب واحد والحال واحد والعم واحد والخال واحد.
ونفاخر أيضاً بأن قطر في المرتبة الأولى على العالم في مجال الميزانيات المخصصة للابتكار والتقدم العلمي، ونفاخر أيضاً وأيضاً بالإمارات التي تأتي في المركز الثالث، ولا يهم أن تكون الكويت في المركز العشرين بعد المئة ( 120)، مادامت الصدارة خليجية… الحمد لله.
وبالتشكيلة الحكومية الجديدة، ستخترق الكويت التصنيفات الدولية في طريقها إلى الصدارة… درب درب يا عيال.