مع اننا لم نشارك في الانتخابات ولم نؤيد مجلس الصوت الواحد، وكنا ومازلنا نعتقد ان تغيير قانون الانتخابات جاء بطريقة أضرت بالعملية الانتخابية والمسيرة الديموقراطية، ومع ان التجارب أثبتت صحة ما كنا نقوله من ان نتائج الصوت الواحد ستكون سلبية على البلد، ومع اننا لم نبدِ رأياً في تشكيل الحكومات السابقة ولا الجديدة، الا اننا نتمنى نجاح جميع مؤسسات الدولة في أداء عملها على اكمل وجه، بما ينفع البلد ويحرك عجلة التنمية ويطور الخدمات ويحقق العدالة والمساواة بين الناس. وعليه نتمنى ان ينجح هذا التشكيل الجديد للحكومة في خدمة الوطن والمواطن، مع ما لدينا من ملاحظات عديدة، مثل تكريس وجود تيارات دعمت الصوت الواحد ودافعت عنه، وهذا امر غير مستغرب في مثل هذه الظروف، خاصة ان هذه التيارات هي التي ستتحمل نتائج أداء هذه الحكومة سلباً وايجاباً. متابعة قراءة تتداعى عليكم الأمم
اليوم: 7 يناير، 2014
الحمدللة
الحمد لله، أخيراً تشكلت العجينة الحكومية. الحمد لله سنستكمل بناء قمرنا الصناعي. الحمد لله سنفتتح محطة القطار الجديد. الحمد لله سنحتفل قريباً بالمدينة الرياضية. الحمد لله سنكحل أعيننا برؤية دار الأوبرا، والمسارح المحيطة بها. الحمد لله… أخيراً، فُرجت وكنت أظنها لا تفرجُ. متابعة قراءة الحمدللة
الجديد أنه لا جديد مع رواد الفضاء
هذه المرة وكالة "رويترز" تقرع أجراس الإنذار عن الوضع الاقتصادي للدولة، فقد ذكرت أن فائض الميزانية انخفض 15٪ في الستة أشهر الأولى من السنة الماضية مقابل ارتفاع النفقات أكثر من 50٪ في المدة ذاتها، وأن معظم أوجه الإنفاق صرفت على بند الرواتب والأجور لا على الاستثمار، وتضيف الوكالة الإخبارية أن زيادة الإنفاق لم يظهر تأثيرها على زيادة الطلب الداخلي كما يتوقع، كما ذكرت أن فائض الميزانية انخفض إلى 10.72 مليارات دينار من أبريل حتى سبتمبر من العام الماضي، بينما كان في الأصل 12.65 ملياراً للفترة ذاتها من السنة قبل الماضية.
وأعادت الوكالة تصريح رئيس الحكومة، قبل فترة، عن ضرورة خفض الإنفاق وترشيد الاستهلاك، وكان رئيس الحكومة بدوره يعيد تحذيرات صندوق النقد الدولي، التي تقول من بدايتها إلى نهايتها، إن أيامكم الحلوة يا أهل الكويت ستنتهي خلال الثلاث سنوات المقبلة… ولست متأكداً أن الكويت تحيا أيامها الحلوة إلا بالنسبة إلى القلة الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، فأيامهم الحلوة دائمة بصرف النظر عن انخفاض أسعار البترول وانخفاض فوائض الميزانية، فهم جبال من الفساد لا تهزهم رياح التغيير.
ليس هناك من جديد في تقرير "رويترز" الذي نبه إليه في تغريدة عابرة الباحث كريستوفر ديفدسون صاحب كتاب "ما بعد الشيوخ… اقتراب نهاية الحكم المشيخي لدول الخليج"، والجديد الحقيقي أنه لا جديد في منهج السلطة، فغير رفض الحكومة زيادة العلاوات والرواتب لم تقدم أمراً جديداً، وأجزم يقيناً أن تشكيلة رواد الفضاء الجديدة لن تقدم شيئاً بدورها مادامت وكالة "ناسا" الكويتية يديرها أبناء الشيوخ.
ماذا يمكن أن تفعل السلطة، في فترة "استهلاك الفائض" القادمة، وبداية الاقتطاع من اللحم الحي، فأسعار البترول تميل إلى الانخفاض بعد اكتشافات النفط الصخري في الولايات المتحدة، ويستحيل أن تتوقف الحكومة عن تعيين المواطنين في الوظيفة العامة، فليس لدينا قطاع خاص حقيقي يمكن أن يستوعب العمالة القادمة، فقطاعنا الخاص مجرد وكالات حصرية لمنتجين صناعيين في دول "السنع" المتقدمة، ولا يمكن بالثقافة الاجتماعية السائدة أن تفتح الدولة أبواب الاستثمار الأجنبي والسياحة مثلما فعلت إمارة دبي… كل الطرق مغلقة أمامنا، والمستقبل مظلم.
أبسط بداية لبعث الأمل يفترض أن تبدأ بحركة إصلاح سياسية حقيقية للسلطة، فلا يمكن أن تغير منهج الفكر السياسي مادام هذا الفكر المسؤول عن أزمات الماضي يخرج من الدماغ ذاته والأشخاص أنفسهم، ففاقد الشيء لا يعطيه، والكويتيون، في النهاية، حالهم من حال غيرهم، سيرضون بالتضحيات، سواء تمثلت في جمود الرواتب أو انتظار السكن إلى يوم غير معلوم، وسيرضون بأكثر من ذلك مثل زيادة أسعار الكهرباء والماء إلى مزيد من رداءة الخدمات العامة بشرط أن تقدم السلطة دليلاً واحداً على جديتها للإصلاح السياسي والاقتصادي، لتبدأ بتحقيق ديمقراطية جادة بنظام برلماني كامل وأحزاب، ولتشرع في العمل بشفافية وعدل في إدارة المرفق العام، لتقدم "حرامي واحد" من أهل الفساد إلى العدالة بدلاً من حشر المعارضين في أقفاص الاتهام، وحين تفعل ذلك سيصدقها الناس ويعملون معها بدلاً من العمل ضدها.
التوطين والعجز الدائم
تعتبر الكويت، مقارنة بلبنان، أكثر غنى «نقديا»، وأكثر قابلية للتطور، وأقل فساداً، أو هكذا يفترض، ولكن «مواطنين كويتيين» يبذلون جهوداً جبارة للحاق بلبنان، لنصبح أكثر فساداً! وبالرغم من ذلك فلبنان سبقنا بـ20 عاماً على الأقل في موضوع إلكتروني مهم وهو المتعلق بطريق سداد فواتير الهواتف النقالة والثابتة والكهرباء ورسوم البلدية وبقية الضرائب عن طريق المصارف! ولك أن تتخيل الوفر الذي حققته الحكومة والشعب اللبناني نتيجة هذه الطريقة العصرية، وما تتكلفه في المقابل الحكومة والمواطن في الكويت في دفع هذه الفواتير! وكان من الممكن ألا ينشغل وزير الكهرباء الحالي بتحصيل مئات ملايين الدنانير التي تراكمت للدولة بذمة مجموعة كبيرة من الشركات والافراد، لو كان لدينا ما يسمى بنظام «التوطين» اللبناني، والذي بمقتضاه يمكن تفويض البنك بدفع مستحقات الدولة. وكان من المفترض أن تتكفل بهذا الأمر ما عرف بـ «الحكومة الإلكترونية»، ولكن لأنها خائبة فقد فشلت في عملها، وربح منها من ربح، وانتهت إلى لا شيء، ولا يزال هناك من يحلم بجعل الكويت مركزاً مالياً عالمياً، أو قاعدة لطريق الحرير، ونحن لم ننجح في جعلها حتى قاعدة لصناعة أكياس الخيش! وللعلم، فإن فواتير الهواتف النقالة والثابتة والكهرباء وحدها تكلف المواطن والدولة، دون مبالغة، الملايين سنويا، لسدادها فقط، نتيجة ما يضيع من وقت وجهد المواطن وموظف الدولة في التنقل وفي الأعمال الإدارية، وعد النقود وتحصيل الشيكات وما يعنيه ذلك من استهلاك السيارة واستهلاك الطريق والوقود، والتورط في زحمة الشوارع، وتضييع وقت الآخرين، ويتكرر كل ذلك شهرا وراء آخر، ولا أحد في الحكومة الرشيدة يود فعل شيء لجعل الأمر إلكترونيا، لا شيء غير تعيين وزير جديد لينشغل بما انشغل به غيره، من تغيير الوكيل، وتدوير الوكلاء المساعدين، والاختلاف مع المديرين، وتبديل أثاث مكتبه وتعيين أقربائه فيه، والتدخل في ما لا يعنيه من أمور فنية، ثم استقالة الحكومة، لينتهي عهده بـ….. لا شيء! ليتكرر الأمر ذاته مع الوزير التالي!
ملاحظة.. سربت جهة حكومية مستقلة، قابلة للخصخصة، تقريراً طبياً يعود لعام 2002، قرر فيه المجلس الطبي العام أن حالة موظف في تلك الجهة «تندرج» تحت مفهوم العاجز «الدائم» عن الكسب بنسبة «تزيد» على %50، عند انتهاء خدمته! الشخص نفسه، عين بعدها بـ 11 عاما، مع زيادة عجزه، عين وزيرا على الجهة الحكومية نفسها التي أعفي منها، وصار اللي صار!
أحمد الصراف