الفارق الكبير والمؤثر بين الممارسة الديموقراطية الراقية القائمة في الدول المتقدمة والمنجزة، وديموقراطية التخلف وعدم الإنجاز السائدة في الدول المتخلفة، أن التباين عندهم في الرأي لا يعني الجفاء والعداء وحروب داحس وغبراء، بل يختفي مع لحظة التصويت على القضية المعنية ليبدأ بعدها نفس الفرقاء على «الاتفاق» على قضية أخرى فلا اختلاف ولا اتفاق دائم.
***
في بلدنا وبلداننا يعتبر التباين السياسي حربا دائمة ضروسا شعارها الانتصار أو العار، لنا الصدر دون العالمين أو القبر والقبول بالوصول إلى تفاهمات بين الفرقاء وحلول وسط هي أساس ممارسات العمل السياسي، يعتبر تخاذلا والتخاذل يعني التنازل والتنازل تهاون والتهاون خيانة عظمى، لذا يعزل أو يقتل أو يخون القيادي أو التيار السياسي الذي يمارس السياسة بمفهومها الصحيح وإنها فن الممكن لا طلب المستحيل، كما تنحدر سريعا لدينا التباينات السياسية إلى اغتيالات وتفجيرات وحروب أهلية وأعمال ثأرية تبقى لعقود وقرون.
***
لذا ندعو التيارين الأزرق والبرتقالي اللذين تباينا على قضية سياسية معتادة هي الصوت أو الأربعة أصوات، إلى الالتقاء والاجتماع وتوحيد الرؤى تجاه التحالف الشيطاني القائم الذي يدمر البلاد ويفقر العباد، وعودة مشروع «الكويت الدولة المؤقتة والزائلة» التي تحل سرقتها ونهبها قبل الرحيل الأخير الذي تم إحياؤه بعد أن توقف في الفترة ما بين 2 أغسطس 1990 و26 فبراير 1991 في أجواء حالية قريبة مما شهدناه في حقبة ما بعد الاستقلال إلى قبل الاحتلال.
***
آخر محطة: 1 – يمكن للأزرق والبرتقالي أن يصلا إلى حل وسط يوحدهما في قضية النظام الانتخابي أي حق التصويت لمرشحين ومشاركة الجميع في الانتخابات المقبلة.
2 – الرئيسان السابقان أحمد السعدون (البرتقالي) وعلي الراشد (الأزرق) يجب التحضير للقائهما وإنهاء العداء بينهما فلا دماء سالت ولا أعناق ضربت أو رؤوس سقطت والقضية لا تزيد على تباينات في الرأي بين توجهات سياسية وعفا الله عما سلف.
3 – اللقاء البرتقالي ـ الأزرق هو الأمل الوحيد الباقي لتصحيح الأوضاع وازالة النظرة السوداوية شديدة القتامة للمستقبل ودون ذلك، الطوفان والغرق في بحور الفساد التي لا تبقي ولا تذر.