المرجح أن تصوت الأكثرية في مصر بـ"نعم" للدستور بعد المرحلتين الأولى والثانية، وكلمة "نعم" لا تعني أن الرئيس المصري سيضع على رأسه العمامة الدينية، ولا تعني حتماً أن مصر، وكل دول الربيع العربي بالتبعية، ستنقلب عواصمها إلى "قندهارات" طالبان، فهناك ضمانات في عدد من مواد مسودة الدستور، وإن كان عليها الكثير من التحفظات الليبرالية- اليسارية، لكنها في النهاية تضمن عدم احتكار مرسي للسلطة لأكثر من دورة رئاسية واحدة، أما احتكار "الإخوان" للسلطة فهذا محتمل ومرجح، ليس بسبب الدستور وإنما لقناعة الأغلبية، مهما كانت بسيطة، بحكم "الإخوان".
هناك خشية مبررة من أن "الإخوان" اليوم يهمشون الآخرين من غير حزبهم والسلف، لكن ما العمل، وقد قدم المعارضون من اليسار والليبراليين كل ما يمكنهم أن يقدموه، فهم تظاهروا بتظاهرات حاشدة، وكتبوا المقالات الكثيرة، فماذا يمكنهم أن يفعلوا أكثر من ذلك؟! بالتأكيد رسالتهم وصلت واضحة إلى "الإخوان"، بأنهم كمعارضة لهم صوت ووجود يستحيل تجاهله، وقالوا بوضوح إن الديمقراطية لا تعني حكم الأغلبية فقط، بل لابد من ضمان حقوق الآخرين والأقليات، وإذا انحرفت الرئاسة المصرية واستبدت، فهنا يمكن القول إن مرسي سار على درب الفراعنة وسلك طرق هتلر وموسليني! أما الهجوم عليه الآن وبعد حوالي ستة أشهر من رئاسته، ووصفة بفرعون الجديد، فهذا تطرف وتجنٍّ عليه، ولن يستفيد منه أحد غير جماعات "الفلول" التي ستنقضّ على الثورة، وستستعمل ورقة العنف والعنف المضاد كقميص عثمان للسيطرة العسكرية من جديد، وتعود "المباركية" بأثواب مختلفة الألوان… وتيتي تيتي!
المصريون، بحاجة إلى الاستقرار السياسي لتوفير لقمة العيش الكريم لثمانين مليوناً من البشر، ومصر الآن أمام مفترق طرق، أمامها الدرب التركي كنموذج للتنمية والحرية، أو النموذج الطالباني كمثال للدولة الأصولية المتحجرة، وهناك خشية من أن يُحشَر "الإخوان" في زاوية لا يجدون فيها أمامهم غير الدرب الثاني، وهذا يعني كارثة على مصر وعلى الأمة العربية كلها، وهذا مستبعَد بحكم وضع مصر الإقليمي والدولي. مصر هي مركز الجاذبية للتغيرات العربية، لنراقبها جيداً.
الشهر: ديسمبر 2012
مَنْ شكَّل الحكومة؟
بعد أن اختار اقل من %40 من الشعب مجلس الصوت الواحد، وبعد أن تم تشكيل الحكومة، ومع تحفظنا على المجلس وعلى الحكومة، فإننا كمواطنين نتمنى للكويت الأمن والأمان والاستقرار في ظل حكم الأسرة الكريمة، ونحلم بمجلس أمة وحكومة ينقلان البلد من حالة الركود والموت السريري إلى حالة الانتعاش في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والحريات العامة، وبعضنا ــ وهم القلة ــ يعقد الأمل على هذا المجلس وهذه الحكومة، بينما أكثرية الشعب التي قاطعت الانتخابات وحتى بعض من شارك وندم على مشاركته، لا يرون بصيصا من الأمل في الأفق! المتفائلون ينتظرون بوادر تزيد من تفاؤلهم وتشجعهم على الاستمرار بدعم مجلس الصوت الواحد، بينما المتشائمون ينتظرون ما يؤكد قناعاتهم بموقفهم من المقاطعة وعدم جدوى المجالس غير الدستورية! ويبدو أن الأمر لن يطول على الفريق المتشائم ليتأكد من سلامة موقفه، فها هي النتائج الانتخابية تؤكد خطورة الصوت الواحد وسوء مخرجاته، وها هي الحكومة تتشكل بطريقة عجيبة وغريبة كي تتواءم مع طبيعة المرحلة، وكلها مؤشرات غير مشجعة على استقراء مستقبل مشرق!
الذي يعرف سمو الشيخ جابر المبارك يدرك للوهلة الأولى انه لا هذا المجلس مجلسه ولا حتى هذه الحكومة حكومته!!
فالمجلس نجح في الوصول اليه عدد لا بأس به ممن ربما يكونون من المحسوبين على شخصية سياسية معروفة، وكانوا داعمين له في فترة سابقة، بل ان بعض النواب الجدد يعتقدون أنها كانت داعمة ومؤيدة لنزولهم للانتخابات!
الكتلة الأكبر في هذا المجلس لها تعاون غير مسبوق مع تلك الشخصية، فان أضفنا لها بعض المحسوبين عليها من الوجوه الجديدة والوجوه القديمة من غير الكتلة الأكبر نجد أن هذه الشخصية قد تكون أصبحت تمسك بيدها كل خيوط اللعبة! وقد يقول قائل: وماذا تريد هذه الشخصية الآن؟! والجواب انه من المتعارف عليه أن قيمتك في عالم السياسة بمدى تأثيرك في مجريات الأحداث! لذلك من المتوقع أن هذه الشخصية ستكون اللاعب رقم واحد في مسيرة هذا البرلمان!
أما الحكومة فان بعض الوزراء العائدين لم يكونوا على وفاق مع سمو رئيس الوزراء في الفترة السابقة، وكثر الحديث حول أهمية تغييرهم، أما الوزراء الجدد فبعضهم تم توزيره بدوافع وحسابات اخرى! وكلنا يعرف أن هذا الأسلوب في تشكيل الحكومات ليس أسلوب جابر المبارك.
إذاً ستظل المشكلة قائمة وهي مشكلة أزلية.
هذا رأي شخصي في تحليل ما حدث في الأيام الماضية، قد يصيب وقد يخطئ، لكننا نتمنى ألا تظلم الكويت أكثر مما ظلمت، وألا تتأخر التنمية أكثر مما تأخرت، وأن يتمكن سمو رئيس الوزراء من التعامل بحكمة وحنكة مع المجلسين.
البحرين لا تنجب «خونة»!
بسهولة مطلقة، ودون أي موانع، يستطيع أن يتغنّى أصحاب الولاء والانتماء المصلحي المزيف، وهم يدّعون أنهم يحبون الوطن ويمجدون أيامه الوطنية، أن ينعشوا تجارتهم في مناسبة وطنية بكرنفالية مغلفة بالحقد تقوم على شعار «الخونة»!؛ فالمساحة مفتوحة لديهم لأن يرموا من يخالفهم مذهبياً وسياسياً من أبناء الوطن بتلك التهمة، وكأنهم بذلك يعبرون عن سعادتهم بالعيد الوطني أو يوم الاستقلال أو أية مناسبة وطنية.
البحرين لا تنجب «خونة»، شاء المتّهِمون المرجفون أم أبوا! وإذا كانت هذه التهمة مستساغة لذيذة المذاق لأن تطلق تحديداً على جمهور المعارضة الوطنية، فإن عليهم أن يدركوا بأن إحياء الأيام الوطنية إنما ينطلق في جوهره من الترويج الإيجابي لما يمكن أن يسهم في استقرار الوطن وإنهاء ملفاته السياسية والحقوقية والاقتصادية والمعيشية المضنية.
ليست صورة «النفاق» الممجوج تلك التي يتمتع بها أدعياء المواطنة الحقة نافعة للوطن بأي حال من الأحوال، فهم يعلمون جيداً أنهم يتسببون في إلحاق أكبر الضرر بالسلم الاجتماعي لتبقى مصالحهم الذاتية، لكن هذا الأمر، والذي يتوجب على السلطة أن تتصدى له ولرؤوسه من المتكسبين من إشعال نيران التأزيم، سببت ولاتزال، إرباكاً في الحالة البحرينية حتى وإن سلمنا أن هناك «حواراً ذا مغزى»، فإن تجار الوطنية الزائفة، يعمدون إلى تكرار تلك الاتهامات السخيفة، خصوصاً أنهم يرون من قالوا عنهم طيلة عامين «خونة»، مدعوين للتحاور!
***
مررت على أرشيف السادس عشر من ديسمبر/كانون الأول، لأقف على بضع كتابات جميلة في «الوسط»، ففي ذلك اليوم من العام 2002، كتب رئيس التحرير، منصور الجمري، في مقال بعنوان: «المصلحة العامة أولاً وأخيراً»… «إن البؤر الفاسدة تمتص خيرات البلاد تماماً كما تمتص الثقوب السوداء في الفضاء الكوني كل شيء يمر أمامها ويختفي ذلك الشيء إلى ما لا نهاية».
وفي فقرةٍ أخرى من المقال ذاته: «ما فائدة الديمقراطية وحرية التعبير إذا لم نتمكن، مجتمعاً ودولة، من الوقوف أمام المفسدين مهما كان هؤلاء؟ والحديث الذي يدور بين الناس هو أن المفسد إذا كان من أصحاب النفوذ فإن العقاب لن يطوله لأن لديه أكثر من وسيلة للتخلص من المشكلة. أما إذا كان ممن كتبت لهم التعاسة في الحظ وليس له نفوذ فإن فساده الصغير ستتم ملاحقته قانونياً».
شخصياً، كتبت في يوم السادس عشر من ديسمبر من العام 2005 في مقال عنوانه: «البضاعة الكاسدة»، أنه «لا مكان للبضاعة الكاسدة التي تخصص البعض في التسويق لها وترويجها في دكاكينهم المشبوهة ومتاجرهم الرخيصة، حين يصر أولئك التجار على ترويج بضاعة (التشكيك في الولاء والانتماء) ويمارسون الطقوس السوقية (متعددة الوسائط) ويعملون جاهدين مستغلين كل منبر ومحفل ومعقل للصياح بصوت عالٍ لإسماع الحكومة ومسئوليها ولإيناس مريديهم بتوجيه تهم التشكيك في ولاء مواطنين في هذا البلد الكريم، والإصرار على توجيه هذه التهمة في صور ذات ألوان متعددة ومقاسات مختلفة تناسب المرحلة، من أجل أن يقولوا: إنهم أصحاب الولاء والإنتماء الحقيقي للبحرين ولحكومتها ولشعبها ولترابها… أمّا دونهم من الناس والأجناس والمذاهب والمشارب.. فلا.
تلك بضاعة كاسدة حقاً؛ فالوطن ليس قصيدة تلقى على مسامع الجماهير، وليس أهزوجة في كرنفال بهيج، وليس أرضاً بلا سماء. ليس الوطن مسرحاً للتناحر وإثبات الولاء بهدم الولاء، وإعلان الانتماء بطمس الإنتماء.
الوطن نبض لا يتوقف، ينطلق من قلوب كل البحرينيين ويسري في عروقهم، فتمتد أياديهم بالعطاء والبناء والخير… لا بالهدم والتفتيت والشر».
وتحت عنوان: «وهل الوطن إلا الحب»، عاد بنا الزميل، حيدر محمد، إلى السادس عشر من ديسمبر من العام 2007، فكتب: «مازالت هناك عشرات الآلاف من العوائل البحرينية التي لا تعيش استقراراً أسرياً بسبب الضغط المعيشي الذي تضاعف مع التضخم غير المسبوق في الغلاء الفاحش الذي طال كل ما قد يتصوره أحد، حتى في المواد الاستهلاكية الحيوية، وهناك التحدي الكبير الذي يتمثل في تقلص الطبقة الوسطى، وكل ذلك يدعو المجتمع للضغط في اتجاه إعادة توزيع الثروة، والخطوة الأولى هي تحديد الموارد والمداخيل وتحديد آليات عصرية لتوزيع الثروة تضمن الرقابة البرلمانية الفعالة، وكذلك تحديد المخزون المتوافر من الأراضي، وتوزيعها وفق نظام عادل، وهذه المعالجات المهمة ضرورية، بمعنى أن عدم تحقيقها سيجعل من مشروعنا الإصلاحي قاصراً عن تلمس احتياجات الطبقات الشعبية العريضة». (انتهى الاقتباس).
كثيرة هي القضايا والهموم والشئون والشجون التي يمكن أن نطرحها بكل صراحة لكي نبني، حتى وإن اتهمنا المرجفون بأننا نسعى للهدم. مشكلة المجتمع البحريني أنه ابتلي بجوقة من المنافقين الذين يتكاثرون بشكل مذهل، ليخونوا الوطن بنفاقهم وروحهم العدائية للنسيج الوطني وللسلم الاجتماعي، ثم يدّعون أنهم أسهموا في إعلاء عنوان الوحدة الوطنية.
كل عام وهذا الوطن الكريم العريق بخير.
شخصية بحرية ودار أوبرا
اختارت جهة لا أعرفها، مدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية، الشخصية البحرية المؤثرة في العالم، ونال على ذلك جائزة (!). لا أعلم مدى تأثيره على البحر والبحرية في العالم، ولماذا تم اختياره بالذات لنيل هذه الجائزة، فقد يكون فعلا من مستحقيها، ولكني اعلم أن موانئ الكويت، التي سبق ان كتبت عنها الكثير، لا تزال على تخلفها وتعاستها، وقد ساءت فيها الأحوال كثيرا، وأصبح التأخير لأيام هو السمة السائدة، ولا يمكن التعذر بمشروع جسر جابر، فالموانئ تعرف بالمشروع منذ فترة طويلة، ولم تتصرف بحكمة لحل مشكلة كبيرة ستتفاقم كثيرا في الأيام المقبلة! والطريف أن الصحف امتلأت في الأيام الأخيرة بإعلانات كبيرة تقدم التهنئة على هذا الفوز المبين بالجائزة، التي ربما تزامنت مع بداية قيام رئيس الحكومة المكلف باستشاراته لتأليف حكومته الجديدة. وإذا كان مسؤول موانئنا قد أصبح الشخصية البحرية العالمية المؤثرة، فماذا تركنا إذا من جوائز لرؤساء موانئ دبي وسان فرانسيسكو؟ وبما أن هناك جائزة لـ«الشخصية البحرية المؤثرة في العالم» فلابد أن تكون هناك «الشخصية الجوية المؤثرة في العالم»، وكذلك «الشخصية البرية المؤثرة في العالم»! ونتمنى أن تفيدنا جهة ما بمن فاز بجائزتي البرية والجوية، وأن يفيدنا ما يعنيه الفوز بجائزة «الشخصية البحرية المؤثرة»، ومؤثرة بماذا، وعلى ماذا، ونحن بكل هذا السوء؟
***
تقدم ديوان مجلس الوزراء قبل أكثر من عام، وبدعم قوي من رئيس الوزراء، في حينه، الشيخ ناصر المحمد، بطلب تخصيص مساحة 70 ألف متر لإقامة دار للأوبرا في منطقة ساحة العلم! وقد ابدينا في حينه شكوكنا من أن يحدث ذلك، أو كما يقال بالانكليزية: Too Good to Be True، وتحقق ما توقعناه، حيث قام المجلس البلدي، وبمبادرة مباركة من العضو مانع العجمي، ومن واسع خبرته في احتياجات دور الأوبرا، بإقناع زملائه، أعضاء المجلس، بأن مساحة 70 ألفا المطلوبة، حسب التصاميم الأولية، كبيرة، وأن خبراتهم تقول ان كل «احتياجات الأوبرا»، يمكن تلبيتها بـ 50 ألفاً! (ليش 50 ألفاً وليس 23 ألفا مثلا؟ لا أدري؟)، وبسبب اعتراض وزير البلدية على التخفيض وإصرار الأعضاء عليه، تم تجميد الموضوع واعتبار الطلب كأنه لم يكن، ولن ينظر في اي طلب مماثل للمعاملة نفسها، حسب أنظمة المجلس، إلا بعد سنة كاملة من تاريخ تقديمه لأول مرة! فيا سمو رئيس مجلس الوزراء يرجى التدخل في الأمر ووضع حد لذلك، فمن أوقف المعاملة لا يريد لها اصلا أن تمر، وليس في الأمر حرص على عدم التفريط في المال العام، فالمجلس البلدي هو الذي وافق على التفريط بأراض عدة، ومنها موقع مبنى اللجنة الأولمبية الذي أقيم على أغلى شارع في أغلى منطقة، والذي تحول بقدرة «تواقيع بلدية شريفة» لفندق ومول، إضافة لمقر اللجنة الأولمبية، دون أن يعترض عضو على هذه المخالفة الشديدة الشراسة.
أحمد الصراف
التخلف المدني
يقال إن مسلمي مصر ظلوا لفترة طويلة يرفضون استخدام صنبور الماء للاغتسال، باعتباره بدعة شيطانية كافرة لم يرد لها ذكر في الكتب الدينية، حتى أفتى بعض أهل المذهب الحنفي بحلالية استخدام الصنبور، فأطلق عليه من يومها اسم «الحنفية» نسبة إلى المذهب الحنفي الذي سمح باستخدامه. وكانت الدراجة في منطقة نجد مكروهة، خصوصاً في معاقل الوهابية، وكانت تسمى بـ «حصان إبليس»، إلى أن أفتى عاقل بجواز استخدامها! وفي بداية تأسيس البنك الوطني، قبل 60 عاماً، نصح بعض رجال الدين نوعية معينة من التجار بالتعامل مع البنك الجديد والاستمرار في وضع أموالهم كودائع لدى البنك البريطاني، لأن أخذ الفوائد منه، كبنك «كافر»، حلال ويجوز «الإضرار به» بأخذ الفوائد منه. أما أخذ فوائد الودائع، فلا يجوز أخذها من البنك المسلم(!!).
والغريب أنه كلما اعتقدنا أننا تغيرنا أو تطورت أحوالنا للأحسن وابتعدنا عن سيطرة البعض على عقولنا يأتي خبر ليثبت أننا لا نزال نعيش في وقت غير وقتنا. فقد قامت إدارة التوعية في بلدية الكويت، ومن منطلق حرصها على توعية المصلين، وإيصال الرسالة التوعوية لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع، بالطلب من وزارة الأوقاف قيام أئمة المساجد بحث المصلين على النظافة. وقال مسؤول البلدية إن اللجنة التابعة لقطاع المساجد، ومن مبدأ التعاون، قامت بإعداد خطبة ليوم واحد بعنوان «الطهور شطر الإيمان» لكي يلقيها الأئمة، وليساهموا في القضاء على الكثير من السلبيات! وهذا جيد في ناحية، وخطر في نواح أخرى، فبهذا الطلب نلغي حكم المنطق من حياتنا، ونربط كل فعل بالدين، فالزبالة والقمامة ليستا شراً ومرضاً طالما لم يطالب رجل الدين بإزالتها، والوقوف الخطأ أمام المسجد غير مخالف طالما أن رجل الدين لم يحرّمه، وهكذا. فكل ما لم يأت به حكم من إمام مسجد أو رجل دين غير جدير بالاهتمام والاتباع. وفي هذا السياق، قرأت قبل فترة أن أهالي مدينة سعودية شبه نائية، قاموا، بعد أن ازدادت نسبة الوفيات في مدينتهم نتيجة حوادث الطرق، بالطلب من إمامهم إصدار فتوى تحرم تجاوز إشارة المرور الحمراء! وهذا يعني إلغاء العقل تماماً طواعية وعدم استخدامه حتى في البديهي من الأمور، أو كما نقول «حطها برأس عالم واطلع منها سالم»، وكان لهم ما أرادوا وانخفضت الحوادث، ولكن الورطة عندما لا يوجد «عالم» لسؤاله، فلا نعرف ما علينا القيام به، أو عندما يكون هذا «العالم» غير عالم بشيء أصلاً!
أحمد الصراف
السلطة والمعارضة والحوار الوطني
هناك أنواع عديدة من المشاكل السياسية، بعضها بسيط جدا ولا يحتاج لأكثر من قرار لحلها، وهناك مشاكل سياسية معقدة ومركبة لا يمكن حلها بقرارات سياسية من جانب واحد، بل لابد من جلوس جميع أطراف المشكلة السياسية على طاولة حوار وطني شامل لإيجاد معالجات ومقاربات سياسية لحل الإشكال، ولا مفر من بعض التنازلات من هنا وهناك.
ومن المؤكد أن الأزمة السياسية التي نعيشها في الكويت الآن هي من النوع الآخر المعقد والمركب، فكل من طرفي الأزمة يرمي بالمسؤولية على الآخر، فالحكومة تجزم بأن البرلمان مؤزم ومعطل لأعمالها، ومجلس الأمة هو الآخر متيقن من أن سبب المشكلة يتلخص في الفساد الحكومي وعدم إيمانها بالديموقراطية!
ازداد الوضع تعقيدا بإصدار مرسوم قانون الانتخاب الجديد وما نتج عنه من برلمان جديد، قاطعت المعارضة السياسية الانتخابات واتهمت الحكومة بتزوير نتائج الانتخابات من أجل إظهار نسبة عالية للمشاركة الانتخابية!
ومع استمرار الاحتقان السياسي ازدادت مظاهر الاحتجاج السياسي، فتطور الوضع من مسيرات شعبية كل أسبوع إلى احتجاجات ليلية في بعض المناطق السكنية، ومواجهات أمنية تشتد ضراوة يقابلها إصرار شعبي على الحراك السياسي حتى تحقيق الأهداف المنشودة.
سيستمر طرفا الأزمة السياسية في طريقهما المسدود، بانتظار إصدار حكم المحكمة الدستورية في الطعون الانتخابية وفي مرسوم قانون الانتخاب الجديد.
لو تم إبطال الانتخابات البرلمانية الأخيرة فسنعود إلى المربع الأول، وعندها لابد من الحوار بين طرفي العملية السياسية (السلطة ـ المعارضة) من أجل التوافق على قانون انتخابي شامل والنظر في بعض الاستحقاقات الدستورية التي يتمناها الكثير من المواطنين من اجل استقرار البلد.
نعم ونعمين
الجديد في الوزارة الجديدة أنه لا يوجد جديد، موظفو دولة خرجوا، وموظفو دولة دخلوا، فأين الجديد؟! الحديث عن التشكيلات الوزارية المتعاقبة مستهلك، فعدا الوزارة الأولى التي كان فيها الشعبيون الأقل تمثيلاً إلا أنهم كانوا، وللمفارقة التاريخية، الأعلى صوتاً والأثقل وزناً سياسياً. تجربة وزارة 63 مضت ولن تكرر، ولحظات حياة الدولة الدستورية الحقيقية حتى منتصف ستينيات القرن الماضي مضت أيضاً، ولن تكرر.
أستدرك، هي لن تكرر طالما بقي الوزراء الشيوخ هم المهيمنين على الدولة، وعدد كبير من أفراد الأسرة الحاكمة يقبضون على مفاصل الدولة، وهم يمثلون المرجعية السياسية بداية ونهاية، وسميتهم قبل سنوات بـ"حكومة الحكومة"، أي الدولة العميقة التي تكون قراراتها غير قابلة للطعن، والتي تحل وتربط، أما بقية الوزراء وصفوف الموظفين التي تليهم في السلم الوظيفي فهم "تحصيل حاصل"، دورهم محدود بحكم أعراف المشيخة، قراراتهم لها سقف محدود سلفاً، لا يمكن أن يتجاوزوه، قراراتهم تكون دائماً من "شؤون" الإدارة، أما أعمال السياسة، فهي في الغالب، لها وفق "الأعراف المشيخية" طابع السيادة.
في تلك الأعمال يمكن أن يسمح لرأي أو أكثر من طبقة الموظفين الكبار في أن يفصح عن نفسه في الإصلاح أو التطوير أو حتى "التعطيل"، لكن بحدود، وليس له أن يتجاوزها، فيكون لهم "رأيهم" الاستشاري، ولا أكثر. مساحة حرية الوزير في طرح إصلاحات جدية، أو تطوير حقيقي في مؤسسات الدولة محدودة بسقف من لهم حق النقض "الفيتو" من حكومة الحكومة، فما الجديد عن وزارة اليوم؟
حكومة الحكومة، أي وزارة الشيوخ هي بالعادة، ثابتة لا تتغير، ولا تتطور، قد يتغير أشخاص، يذهب بعضهم (أحياناً) ويجلب غيرهم، لكن المنهج واحد، والفكر ثابت، يدور حول محور يلخص بكلمتين "إحنا أبخص"، فهم أبخص اليوم في معرفة التوازنات السياسية، وكيف يمكن قمع المشاغبين في أحايين، أو شراؤهم في أحايين أخرى، بين سياسة القمع والشراء، أي سياسة العصا والجزرة تدور السياسة الكويتية حول نفسها لا تتقدم. لكنها تتأخر بحكم الاستفراد السلطوي بشؤون الدولة.
نهاية، أعتقد أن "حكومة الحكومة"، من حزب الولاة الحاكمين، محظوظون اليوم، فلها مجلسان استشاريان، واحد اسمه مجلس الوزراء، يقول: نعم، والآخر مجلس الأمة يردد الصدى: بنعمين.
كلام الأسدي المؤلم
يقول خلدون الأسدي، الذي ينتمي الى قبيلة شيعية عراقية معروفة تقطن في جنوب العراق، ومن سكان الناصرية، انه وعلى مدى 80 عاماً من حكم السياسيين السنة في العراق، وكان خلالها موظفا لاكثر من عشرين عاما، لم يشاهد في أي دائرة حكومية او نقابة او اتحاد او جمعية او منظمة صورة او علما او لافتة لرجل دين سني او رئيس جماعة سنية او جهة دينية سنية او شعائر دينية سنية! ولكنه من جانب آخر، وخلال 5 سنوات من حكم الشيعة، رأى اللافتات والصور والاعلام لرجال دين ومراجع دينية ورموز طائفية وطقوس وشعائر طائفية شيعية تملأ الدوائر الحكومية والمؤسسات والمنظمات والاتحادات والاحزاب! ووصل الأمر لدرجة أن يترأس بعض الوزراء الشعائر الطائفية في وزاراتهم ومن ضمنها طبخ وقرايات بشكل منفر للشيعة المتعلمين فكيف بغيرهم. والأسوأ ارغام موظفين من مختلف الشرائح على حضور المناسبات، ومن يتغيب يعتبر ضد النظام ويوصف بالناصبي أو الوهابي او البعثي. كما تطرق الى مشكلة وجود ضباط امن من احزاب السلطة الشيعية من الذين لديهم صلاحيات واسعة. كما قام افراد جيش المهدي، خلال سطوتهم وأثناء المناسبات الدينية، التي اصبحت لا تعد ولا تحصى، بتبليغ الناس بوضع الاعلام الطائفية ورفع الصور والشعارات خلال هذه المناسبات. ويبدو ان بعض الناس في الاحزاب الطائفية متخصصون في البحث عن المناسبات الدينية التي لم نكن نعرفها ولم يسجلها المؤرخون، مثل استشهاد الرسول، على اساس انه توفي مسموما! وهؤلاء لا يعرفون ان مقام النبوة اعلى من مقام الشهادة، ولكن بسبب ولعهم التأريخي الماسوشي بالتغني بالشهادة التي بدأوا يطلقونها على كل من هب ودب ويكتشفونها من سنة الى سنة ليزيدوا المناسبات الدينية التي يستخدمونها لتحويل الناس عن مصالحهم وأعمالهم وما يفيدهم، وكأن الهدف في الحياة هو البكاء واحياء المناسبات الدينية التي حولت حياة الناس العاديين من الواعين الى مأساة، خصوصا أنهم يعلمون بالبرنامج المخابراتي والسياسي من وراء ذلك، والذي يقصد منه ابقاء هؤلاء على تخلفهم وجهلهم، ودفعهم عدة مرات كل شهر الى زيارة المقامات الدينية والمدن المقدسة في زيارات مليونية ليتفاخروا بعدد الزوار ضد الخصوم السياسيين، مما يدل على أن الهدف سياسي بحت من وراء إقامة هذه المناسبات. وقال ان عدد الاذاعات والفضائيات التي أصبحت تسرح وتمرح وتقدم مختصين بتفسير الاحلام وطب الاعشاب وطب الائمة والطب النبوي والحجامة وتجبير الكسور والاحوال الشخصية والاحوال السياسية وحتى الرياضية، وأن الأمر اصبح كبيرا وخطرا جدا، وأظهرت مقدميها من رجال الدين وكأنهم يعلمون كل شيء!…وإلى آخر المقال.
ولكن المؤسف أن ما ذكره د.الأسدي اصبح ظاهرة في غالبية المجتمعات الشيعية، فالمظاهر الدينية التي أصبحنا نراها في السنتين الأخيرتين في الكويت، على الأقل، لم نكن نعرفها أو نراها بمثل هذه الصورة والكثافة، ولا يعني ذلك ان الشيعة أصبحوا الآن اكثر فهما لعقيدتهم من قبل، بل من الواضح أن المستفيدين من الوضع أصبحوا اكثر واشد استغلالا. ونتمنى ألا تدفع «المخرجات الانتخابية» الأخيرة إلى أن نصبح في وضع يشبه، ولو قليلاً، ما يحصل في العراق، فلسنا بحاجة الى مزيد من التشدد، ولا الى مزيد من المظاهر الطائفية، فالكويت وطن الجميع والأرض تسعنا كلنا، ولكنها ستضيق إن حاولت فئة التطرف أكثر من غيرها، أو التهجم على معتقد الآخر واستفزازه، ولا ننسى ان الدنيا «قلابة»، ولا شيء يبقى على حاله، ومن يصر على موقفه لن يحصد غير النفور والكراهية وبعدها الحرب التي ستحرقنا جميعاً.
أحمد الصراف
www.kalama nas.com
قبل أن تصدر المحكمة الدستورية حكمها!
لنأخذ الأمور بتسلسلها المنطقي بحثا عن الصالح العام، فواضح وضوح الشمس صحة مرسوم الصوت الواحد كونه قضية تقديرية وضعها الدستور بيد سمو الأمير وأعطى للمجلس المنتخب ان يرفض أو يقبل مراسيم الضرورة، وواضح كذلك ان صدور حكم بعدم دستورية مرسوم الصوت الواحد سيحد من سلطة وصلاحيات الأمير التي منحها الدستور له، ويشجع التطاول على مسند الإمارة ويعطي إشارة انتصار للقوى التي يتم تحريكها من الخارج ويدخل الكويت بنفق مظلم نهايته الوحيدة هو الفوضى العارمة.
***
ذلك الحكم ان صدر فلن يمنع ـ للعلم ـ التجمهر والتظاهر والفوضى التي لم تبدأ ـ للتذكير ـ مع مرسوم الضرورة الذي صدر أواخر شهر أكتوبر، بل ابتدأت قبل ذلك بأشهر عدة تخللها تعد على سلطات الأمير عبر المطالبة بالحكومة الشعبية وجعل الشيخ جابر المبارك آخر رؤساء الوزارات من ذرية مبارك، ومنع الوزراء من التصويت وجعل جلسات مجلس الأمة تعقد دون حضور الحكومة، كما أتى في بعض مقترحات الأغلبية في المجلس المنحل وإبان التجمعات والمسيرات التي لم تتوقف منذ العام الماضي.
***
وامتد التطاول من قبل المجاميع نفسها الى المحكمة الدستورية وقضاتها الأفاضل عبر طلب إعادة تشكيلها ومنعها من تفسير الدستور! وهو الأمر القائم في العالم أجمع، ومنعها كذلك النظر في الطعون وإسقاط عضوية النواب وحصره بالنواب أنفسهم (!) بمخالفة صريحة لما أتى في الدستور والمادة 173 منه، ومن التطاول المقترح المقدم بفتح باب الطعن المباشر أمام المحكمة الدستورية مما يعني إغراقها بمئات وآلاف القضايا الهامشية التي كانت ستشغل القضاة الأجلاء عن مهامهم الأصلية في وقت تمنع فيه الحكومة من اللجوء الى المحكمة الدستورية عند الاستجوابات وغيرها، مما يعني الطعن غير المباشر في نوايا المحكمة والذي يضاف الى الطعن المباشر السالف ذكره.
***
آخر محطة: (1) كل مطلب من المطالب السابقة التي تبنتها بعض القوى السياسية المقاطعة صاحبه التهديد والوعيد بالعصيان المدني، والمسيرات والمظاهرات تمت قبل صدور مرسوم الصوت الواحد مما يعني ان مطلب الفوضى والتدمير والتخريب لا علاقة له بصدور ذلك المرسوم.
(2) من حسنات مرسوم الصوت الواحد ان القوى المتجمهرة لم تعد تمثل إلا نفسها بينما لو سمح بالعودة لنظام الأصوات الأربعة لتجمهرت وتظاهرت مع الادعاء بأنها تمثل الأمة بفوزها بالكراسي الخضراء.
(3) تمنع المنظمات الحقوقية في العالم التغرير بالأطفال واستخدامهم في المظاهرات السياسية ومازلت أذكر ما قاله لي المرحوم فيصل الحسيني من انه لا أحد يعلم الكلفة الحقيقية لظاهرة أطفال الحجارة الفلسطينية، حيث كبروا وأصبح الكثير منهم عصاة وخارجين على القانون كونهم لم يتعودوا قط على النظام والالتزام والتعلم والدراسة، فهل هذا ما يراد لأبنائنا؟
انتقائية تطبيق القانون
أخيراً.. تمت إحالتي للنيابة بسبب تصريح لي حول زيارة وفد الحركة الدستورية لسمو الأمير -حفظه الله- بحجة أنني لم أحصل على تصريح مكتوب من الديوان الأميري بالموافقة على تصريحي!
وقد استغربت وجود نص قانوني يشترط هذه الموافقة المكتوبة، فبحثت في الأرشيف الصحفي، فوجدت العجب العجاب من تصريحات، كلها مرتبطة بالديوان الأميري، ومتأكد أن الديوان لم يوافق لأصحابها بالتصريح لوسائل الاعلام، ولعل أبرزها كلمة لأحد نواب المجلس «اللادستوري»، الذي تحدث بخصوص شراء ذمم نواب سابقين، لتمرير قانون تصويت المرأة! كما أننا ما زلنا نذكر التصريح المدوّي لسماحته، عندما قال إن الشيخ ناصر هو الأمير السابع عشر، حسب ما ذكر له -كما يدعي- المقام السامي! ولعلنا نذكر جيداً تصريح جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة آنذاك ليلة ضرب النواب في ديوان الحربش، الذي قال إن سمو الأمير هو من رفض وجود تجمعات خارج سور الديوانية وتعليق د. عبيد الوسمي وإنكاره عليه بالتصريح عن سمو الأمير دون أخذ إذن كتابي من سموه!
هذه الحوادث تدل على أن هناك انتقائية في تعامل وزارة الإعلام مع القانون، وقد حدثت لي مصادفة لقاء مع الأخ وزير الإعلام الذي ذكر لي أنه لا يمكنه سحب الشكوى، لانه يطبق القانون! طبعا شيء جميل تطبيق القانون وحرص الوزير على احترامه، لكن الأجمل أن يكون التطبيق على الجميع دون مراعاة للأشخاص وارتباطاتهم أو انتماءاتهم!
***
استوقفني تصريح عدد من نواب المجلس «اللا دستوري»، المطالبين بعدم توزير نواب التأزيم! طبعا هم يدركون جيداً أن من أسموهم نواب تأزيم قد قاطعوا هذا المجلس وانتخاباته، وطالبوا بمقاطعة المشاركة في الحكومة.. لكن مراجعة أسماء من يرفض توزير نواب التأزيم تجعل شعر رأسك يقف حيرة واستغرابا! صالح عاشور وخالد الشطي وحسين القلاف ونواف الفزيع وآخرون!
ومع احترامنا لأشخاصهم، إلا أن التاريخ السياسي لهم يؤكد أن التأزيم مرتبط بهم ارتباطا وثيقا! وأن تصريحاتهم ومواقفهم مملوءة بالإثارة! وكمثال بسيط: ماذا نفسر استجواب رئيس الوزراء بعد شهر فقط من تشكيل الحكومة؟! ولعل هوشة جمعان والقلاف ما زالت راسخة في الأذهان.
***
إذا حكمت المحكمة الدستورية بدستورية مرسوم الصوت الواحد، فلا يملك الجميع إلا احترام حكم المحكمة، لكن مواقف الكتل السياسية والنخب الشعبية ستكون ضمن أحد فريقين: أما القبول والرضا والعمل على الاستعداد للمشاركة في المجالس المقبلة! وهذا رأي من المتوقع أن يتبناه «التحالف» مع «المنبر»، عطفا على تصريحهم بعد تقديم الطعن في هذا المجلس! وأما العمل على إسقاط هذا المجلس سياسيا -وليس دستوريا- وإثبات ضرره على المصلحة العامة والحياة الاجتماعية، وهذا الرأي من المتوقع أن تتبناه التيارات الإسلامية والتكتل الشعبي وبعض المستقلين!
وأعتقد أن الأشهر المقبلة ستساعد أصحاب الرأي الثاني في تحقيق أهدافهم، حيث ستثبت الأيام أن هذا المجلس هو أسوأ مجلس في الحياة البرلمانية الكويتية أداء وتمثيلاً!