سامي النصف

مجلس الإنماء والإعمار والراشد والشمالي

بداية المطر قطرة، وأول بركات المجلس الجديد اختيار علي الراشد رئيسا تاريخيا للمجلس،وهو القاضي الجليل والوزير الكفؤ والنائب المحبوب من مواطنيه وناخبيه، وأنقل من احد المواقع ما كتبه الرئيس علي الراشد صباح يوم انتخابات الرئاسة لجمع من محبيه وداعميه.. صباح الخير، صباح التفاؤل وحب الكويت، فما موضوع الرئاسة الا تحصيلا حاصلا، ان صارت او ما صارت فتأكدوا انها خير، ولنذكر قول الله تعالى (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم) صدق الله العظيم.

الله اكبر يا بوفيصل، غيرك لا يمانع ان يحرق الكويت وما عليها من أجل ما تعتبره انت أمرا ان صار صار وان لم يحدث فلا إشكال حوله، ويا لها من بداية جميلة للكويت الجديدة.

***

ومن حسنات المجلس الجديد واعضائه الأفاضل ان منافسي الرئيس علي الراشد لا يقلون قدرة وكفاءة، كما انهم لم يعتمدوا منهاجية الارهاب والتهديد المعتاد بحرق البلد ان لم يحصلوا على ذلك الكرسي الاخضر، بل تنــافسوا بشرف، مما يدل على ان حبـــهم للكويت حب حقيــقي لا زيف ولا غش ولا خداع فيه، وان ايمانهم بالدستور ليس شعارا يرفع دون مضمون.

***

ولم يشهد مجلس الانماء والاعمار والتفاؤل القائم اشكالات وتهديدات وانسحابات منذ يومه الاول كما كان يحدث في السابق، وهو ما يظهر ان مشروع تدمير الكويت وتخريبها الماضوي كان بسبق اصرار وترصد وليس بسبب ما يتم ادعاؤه من اكاذيب وترهات توجه للحكومات، لقد خرجت الفوضى وإلى الابد من بيت الشعب وستنتهي قريبا من الساحة القائمة المقابلة للمجلس، فقد بدأت الكويت مرحلة العقل والوطنية الحقة والحكمة والحفاظ على الدستور المفقودة منذ سنوات، ولا يمكن لأحد ان يخدع الشعب الكويتي طوال الوقت، فقد انتهى الخداع ولن نساق لمخطط ربيع التدمير العربي.

***

نبارك للكويت وزراءها الباقين ممن أثبتوا الكفاءة والجدارة، ونبارك للبلد عودة الرجل الذي تحسر الشعب على فقده وفقدان قدراته وكفاءته وحرصه على المال العام، ونعني نائب رئيس مجلس الوزراء مصطفى الشمالي، كما نبارك للنائب المخضرم مبارك الخرينج منصب نائب رئيس المجلس وللنائب كامل العوضي امانة السر وللنائبة صفاء الهاشم منصب مراقب المجلس، وسنرى على يدها حضورا غير مسبوق للجلسات من قبل النواب، مبارك للكويت الجديدة حكومتها الجديدة ومجلسها الجديد، والخير كل الخير لقدام، وتفاءلوا بمستقبل مشرق لهذا البلد.

***

آخر محطة: 1 ـ نسأل من يطالب بإرجاع عقارب الساعة الى الخلف عبر العودة لنظام الاربعة اصوات الذي دمر الكويت وجعله امرا سيهدأ البلد به لو تم، لماذا لم نسمع بـ «تعهد واحد» بالتوقف من قبل من اخرجوا الناس إلى الشوارع وأثاروا الفوضى حتى تم غزونا في ليل أظلم ساهموا بخلقه عام 1990 وعادوا لنفس النهج منذ عدة سنوات وليس مع صدور مرسوم الصوت الواحد؟!

2 ـ نطلب من القوى الشبابية ان تسألهم لماذا تطالبون بكل شيء ولا تتعهدون بشيء قط يضمن الهدوء والمستقبل الزاهر لشباب الوطن؟!

 

احمد الصراف

طاح الحطب؟ لا أعتقد!

«طاح الحطب» تعبير محلي يعني «انتهاء الخلاف» أو مسامحة طرف لطرف آخر أساء اليه!

***
إن الفساد المالي، وليس الفساد الذي في بال البعض، يرتبط ارتباطا وثيقا بتقدم أو تأخر أي دولة. ولم يعرف التاريخ حكومة نجحت في تحقيق الرخاء لشعبها، وإجراء اصلاحات جذرية في بنية الدولة، والتغلب على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق شبه المستحيلات، إن كانت هي أو أي من بطانتها متورطة في قضايا فساد مالي، فهذا امر شبه مستحيل، وحسب علمي لا توجد حالة استثنائية واحدة، وبالتالي فإن أرفع الأمم شفافية في أعمالها هي الأكثر تقدما وسعادة وازدهارا.. وإنسانية.
فالفساد يقتل المشاعر ويفسد النفوس ويسمم الأجواء. ولو نظرنا لسيرة شخص مميز، لم ينكر يوما أنه عمل في أكثر المهن بساطة، الرئيس البرازيلي السابق، لولا دا سيلفا، لوجدنا أنه حكم لثماني سنوات، لم تعرف عنه خلالها حالة فساد مالي واحدة، على الرغم من الظروف الشديدة القسوة التي عاشها طوال حياته. فقد تسلم الحكم والبرازيل على شفير الإفلاس واستطاع خلال 8 سنوات أن يسدد ديونها ويحصل لها على فوائض تعادل فوائض الكويت، وبفضل جهوده ستصبح البرازيل القوة الاقتصادية الخامسة بالعالم قريبا. وقصته لا تختلف عن قصة المناضل نلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، الذي جعل من بلاده أيضا قوة اقتصادية عالمية باستقامته. ونجد مثال الاستقامة والنزاهة يتكرر في دول بعد أخرى، وعندما نعود لوطننا نجد أن الفساد السياسي والمالي سيقتلنا حتما وسيقضي على كل ما تحقق من منجزات، على تواضعها. وكنت أنوي كتابة مقال يتعلق بفكرة أن «نطيح الحطب» مع الحكومة، ونفتح صفحة جديدة، إلا أنني استمعت لتسجيل مكالمة هاتفية منسوبة إلى النائب والوزير السابق شعيب المويزري مع الزميل محمد الوشيحي بتاريخ 12/10 قال فيها: إن تكلفة إنشاء الكيلومتر الواحد من طريق الجهراء بلغت 24 مليون دينار، ومبلغ قريب من ذلك لكل كيلومتر من طريق عبدالناصر وجسر جابر! وان توسعة المطار ستبلغ 3 مليارات دينار!! وأن كلفة إنشاء جامعة الشدادية كانت 350 مليون دينار، وانها ستصل الى ملياري دينار!!! وأن مستشفى جابر ارتفعت تكلفة إنشائه من 140مليونا إلى 330 مليون دينار!!! وسيحتاج الى سنوات أربع، فوق السبع سنوات، للانتهاء منه، إضافة لــ200 مليون دينار أجهزة ومعدات! وأن الحكومة وقعت عقود استشارات، في غياب المجلس، بثلاثة مليارات دينار، منها واحد بــ524 مليون دينار، لدراسة مشروع الوقود البيئي، هذا غير عقد شركة «شل» الذي بلغ 900 مليون دينار، إضافة لعقد استشارات أمنية مع الحكومة البريطانية بمليار دينار!!! وقال ان مؤسسة التأمينات خسرت 3 مليارات دينار خلال 5 سنوات، ولم يحاسبها أحد! كما أن هناك 450 مليار دولار مستثمرة في أرصدة في الخارج، لا يعرف أحد عنها شيئا ولا كيف تدار وكم تخسر وكم تربح، وأن المسيطرين أكبر من السلطة!!وأنه، عندما كان نائبا ووزيرا، لم يعرف يوما شيئا عن هذه الأموال.. إلخ، ذلك – ان ثبتت صحته – فهو كلام خطر ربما يعرفه الكثيرون، ولكن لا أحد يود التصدي له والرد عليه إما بالتبرير أو الشرح واما بالنفي، فقائله ليس شخصا من الطريق أو محترف تهريج، بل نائب ووزير سابق، وكان قريبا من مراكز اتخاذ القرار، ومحاسبته، إن كان مخطئا أو مبالغا، على حديثه المسجل في قناة محلية مرخصة، أمر أكثر من ضروري. فهل تتحرك جهة ما لتفيدنا؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

المعارضة تلبس ثوباً جديداً

اعتقد انه قد حان الوقت كي تنزع المعارضة ثوبها القديم لتكتسي ثوبا جديدا يتناسب مع الظرف الذي تمر به البلاد. لقد لعبت المعارضة الكويتية دورا مميزا في المشهد السياسي خلال الأيام الماضية، استطاعت أن تحقق خلاله بعض النجاحات، ولعل ابرزها اسقاط مجلس 2009 سيئ الذكر ورئيس وزراء تلك المرحلة، ثم تشكيل كتلة أغلبية برلمانية في مجلس 2012 تلتها مرحلة إبطال المجلس ومقاطعة الفعاليات السياسية والاجتماعية المعتبرة للترشيح لمجلس الصوت الواحد، وكذلك مقاطعة معظم الشعب الكويتي للانتخابات البرلمانية الأخيرة، وكان من أبرز الأنشطة واكثرها تأثيرا المسيرات والاعتصامات في ساحة الارادة. وهذه نجاحات لم تكن لتتحقق لولا المثابرة والتخطيط السليم والعمل الدؤوب والتنسيق الرائع بين مكونات الحراك الشعبي الممثل للمعارضة السياسية الكويتية.
اليوم تعيش البلاد مرحلة جديدة من الحراك السياسي، فوجود مجلس أمة – بغض النظر عن مشروعيته – واعتراف أجهزة الدولة الرسمية به وتعاملها معه، تستلزم فكرا جديدا وحراكا يتناسب مع المرحلة. ولعل اول خطوة يجب البدء فيها هي تفكيك مكونات الحراك الموجودة إما لانتفاء الغرض منها وإما لانعدام وجودها واقعا. خذ مثلا «نهج»، فقد تشكلت أصلا لاسقاط مجلس وحكومة 2009 وقد تحقق لها ذلك، أما كتلة الأغلبية فلا أظن ان عاقلا يعتقد بوجودها اليوم بعد اعلان نتائج مجلس الصوت الواحد، والكلام ينطبق على بقية الكتل البرلمانية في المجالس السابقة، أما المكونات الشبابية للحراك فقد كانت مطلوبة كوقود لهذا الحراك وبث الروح المتوقدة فيه ولاشك أنها لعبت دورا بارزا في تحقيق انجازات تلك المرحلة، لكن المرحلة الحالية تحتاج الى الفكر والعقل أكثر من الحماس والنشاط البدني.
لذلك، اعتقد أنه حان الوقت كي تعقد المعارضة، بجميع مكوناتها، اجتماعا تتفق فيه للانتقال للمرحلة المقبلة من العمل السياسي وهي مرحلة متابعة أداء السلطتين وكشف تجاوزاتهما القانونية والدستورية متى ما وجدت، واقناع أصحاب الشأن – واقصد هنا السلطة والشعب – بضرورة تصحيح الوضع الخاطئ واعادة الأمور الى وضعها السليم بحل هذا المجلس والعودة الى التطبيق الصحيح لقانون الانتخاب. هذا البرنامج السياسي الجديد يحتاج الى ثوب جديد تلبسه المعارضة، فتتشكل جبهة عمل جديدة بفكر جديد وروح جديدة كما ذكرت في بداية هذا المقال. وقد يستلزم ذلك استبعاد بعض الرموز القديمة التي قد لا تصلح لهذه المرحلة كما قد يستبعد منها بعض المجاميع الشبابية التي لا يروق لها العمل الهادىء، لكن لا بد من وجود بعض هذه المجاميع لاستمرار الحماس للعمل الدؤوب وتنفيذ الأداء اليومي له.
انني اعتقد أن استمرار الحراك على وضعه الحالي ومكوناته الحالية نفسها سيؤدي في نهاية المطاف الى تفككه وتشرذمه وانكفائه على نفسه نتيجة الخلافات التي ستنشأ بين هذه المكونات غير المتجانسة لهذه المرحلة.
انني اعتقد أن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على الحركة الدستورية الاسلامية والتكتل الشعبي لايجاد هذا التغيير وادارته، فهما الأكثر تنظيما والأكثر اتباعا ومؤيدين، وهم كذلك اول المستفيدين من نجاح المعارضة واكثر الخاسرين من فشلها، فهل نجد اذنا صاغية عندهما؟
* * *
• الزميل سعود السمكه كتب مقالا في القبس ينكر فيه دعم الشيخ ناصر المحمد له في الانتخابات الماضية، وأنا لم اقل إن الشيخ دعم سعود السمكه، بل أؤكد انه لم يدعمك يا أخ سعود، والسبب انه لم يكن بحاجة إلى هذا الدعم! وهذا ببساطة السبب. أما قولي انه لا هذا المجلس مجلس سمو الشيخ جابر المبارك ولا الحكومة حكومته، فهذا تحليل وليس خبرا حتى تطلب من سموه أن يثبت أو ينفي، ولست مستشارا عنده ولا اعمل لديه حتى يحسب كلامي على سموه.

محمد الوشيحي

لستم نصارى ولا أفارقة

ويل للكذابين، المفترين، البايخين… يزعمون أن الكويت دولة قمعية بوليسية، رغم أن أحداً من المعارضة لم يمت، حتى الآن على الأقل. كل ما حدث مجرد اعتقالات وضرب وحبس وتهديد واتهام نوايا، ووو…
ولو أنكم قارنتم ما تقوم به حكومة الكويت بما قام به أحد ملوك القبائل الإفريقية، لحمدتم الله بكرة وأصيلاً… كان جلالته كل عام يستقبل أبناء قبيلته وبناتها – هي مجموعة من القبائل وبالطبع الأستاذ ملك الملوك – يستقبل الذين لم يُقتلوا ليشكروه على أنه "منحهم الحياة"، فيسجدون أمام جلالته، ويتشرفون بتقبيل السجاد تحت قدميه وأقدام أبناء جلالته، على أن يرتدي أبناء القبائل كامل زينتهم، من عظام وخوص وجلد وريش ووو، بشرط ألا يكون من بينها جلد سباع أو عظامها، فذلك مقصور على الأستاذ ملك الملوك وأبنائه.
وفي الكويت، يرتدي المواطن أي جلدٍ شاء، ويتزين بأي عظمٍ شاء، في أي وقتٍ شاء، كيفما شاء، ولا يُسأل ولا يُحاسب.
ويلكم كيف تحكمون وكيف تكذبون  وكيف تفترون! هل تتذكرون ما قام به "أخو هدلا" صدام حسين عندما أمر برش العطر الكيماوي على حلبجة، فتساقط الناس كالذباب بعد رشه بالمبيدات، هل تتذكرون عندما أطلق الكلاب الجائعة على المساجين؟ ما لكم كيف تحكمون! هل قارنتم حال سجنائنا من شبان الكويت بحال سجناء البعث في العراق وسورية؟ أقصى ما حدث لشباننا في السجون هو شتمهم ودمجهم مع تجار المخدرات والقتلة… ها هي مناطق الصباحية وصباح الناصر والجهراء لا تشتكي إلا تكدس القمامة في شوارعها، وها هم أهلها مازالوا يتنفسون.
ما لكم كيف تحكمون، هل قرأتم في كتب التاريخ ما فعله ذلك السلطان العثماني بمعارضيه، عندما مزقهم وقطعهم وفرّق لحومهم على نموره وأسوده الجائعة على وقع تصفيق الجنود وتكبيرهم.
لا تحدثوني عن المعارضين في فنلندا وآيسلندا وهولندا فهؤلاء نصارى نسأل الله العفو والعافية.

حسن العيسى

«الله يشافيها»!

شرعت السلطة بإعلان الأحكام العرفية (الطوارئ) من غير إعلان رسمي، فالاعتقالات اليومية لمغردين ومتظاهرين ومتجمعين وبدون (الأخيرون هم الوجبة المفضلة للأمن الساهر على القهر) أضحت عادة مزمنة لهذه السلطة التي تخشى الرأي المختلف معها، السلطة التي تريد أن تخلق شعباً من "البصامين" المداحين والمطبلين لأولياء النعم، السلطة التي تريد الناس أن يصيروا قطيعاً من الرعاع يسير خلف الرعاة الأسياد! يوماً بعد آخر، أقرأ في إعلام شبكات التواصل عن وجبة جديدة لمعتقلين، ووجبة ثانية وثالثة تقدم للنيابة العامة، بعد بيات ليلة وليال في "فنادق" الأمن الساهر على راحة النظام، النيابة العامة أضحى عملها مثل المخافر والمستشفيات تعمل على مدار الساعة وقرارات تنتهي إما… بالحبس الاحتياطي… أو إفراج بكفالة مالية عالية.
ماذا يحدث في هذه الدولة، وبماذا سيثرثر علينا كتاب الموالاة الذين هللوا وانتشوا بتفرد السلطة في تشكيل المجلس وبعرسه الكاثوليكي مع السلطة، متوهمين أنه بداية الطريق لعالم الحريات ولدنيا "الليبراليات" القادمة بالمشمش!
سترد الجماعات المهتدية بنور السلطة بأن وزارة القمع تقوم بواجبها في تنفيذ حكم القانون، وأن وزارة "اخرس، كلبج، اضرب" هي عبد مأمور… خوش حجي! قضيتان يجب ألا ننساهما أبداً، أولاهما أن القوانين التي تتذرع السلطة بها مثل حظر التظاهرات والتجمعات وغل يد القضاء من النظر في مسائل الجنسية وغيرها متمثلة في قوانين أمن الدولة والمطبوعات، كلها قوانين لا دستورية لو قرأنا الدستور بعقول منفتحة وبروح تقدم مفاهيم حقوق الإنسان، والطعن بتلك الشاكلة من القوانين السيئة أمام المحكمة الدستورية يعد ضرباً من الخيال. فالوصول إلى المريخ أسهل من الوصول إلى المحكمة الدستورية بسبب قانون إنشائها، والقضية الأخرى في دولة "كلوا وناموا" هي التعسف في تطبيق القانون، فتجمع عشرة أو عشرين فرداً يعد تظاهرة أو اجتماعاً محظوراً يهز أمن الدولة، وست كلمات في "تويتر" تقرع أجراس الخطر لأسس النظام. ما هذا… كلمات أم متفجرات؟! ومن يقرر في النهاية نوايا ومقاصد المغردين، ما دامت السلطة افترضت مسبقاً سوء النية لديهم، وانفردت بمحاسبة النوايا وإصدار الأحكام عليهم دون معقب.
السلطة اليوم، تعاني مرض الوسواس القهري، هي "بارنويد"؛ أي مضيعة البوصلة، فكيف في مثل تلك الحالة المرضية يصح لنا أن نحلم بغد أفضل، "يارب تشافيها"!

احمد الصراف

أشكناني رافي شنكر

تعرّفت على فن الموسيقار الهندي العالمي رافي شنكر Ravi Shankar لأول مرة عن طريق الصديقين علي ومحمد أشكناني، وكان ذلك قبل نصف قرن بالتمام، وبعدها تفرقت بنا السبل، بعد أن خطف التحفظ المذهبي الأول، وخطف بريق الحضارة الاميركية الثاني، ليهاجر لها ويبقى هناك الى اليوم، ولكني ما زلت مدينا لهما بتلك المعرفة، فقد كان فن هذا الرجل مصدر غذاء روحي لي طوال سنوات طويلة، وكنت اسعى لحضور حفلاته، وكانت الأولى في أواخر الستينات، عندما دعا السيد قتيبة الغانم الفنان شنكر وفرقته وقتها لتقديم عروضهما الرائعة في الكويت. كما حضرت حفلاته في أكثر من مدينة، واستمتعت دائما بحضوره الآسر. وأذكر جيدا أنني عندما حصلت على أول راتب توجهت الى محل «جاشنمال» في مساء اليوم نفسه، واشتريت مجموعة من الأسطوانات، وكانت بينها واحدة لهذا الفنان الكبير، وقمنا ثلاثتنا، في ساعة متأخرة جدا من مساء ذلك اليوم، بالذهاب الى شاطئ البحر، الذي كان يقع أمام السفارة الاميركية القديمة، ووضعنا ما لذّ وطاب أمامنا وقمنا بتشغيل اسطوانة شنكر، وكان الجهاز يعمل بالبطارية، وبدأنا رحلة صمت طويلة استغرقت ساعات ونحن نعيد الاستماع لموسيقاه الرائعة، وهي تحلق بنا، المرة تلو الأخرى، نحو آفاق وأجواء ساحرة بعيدة، ولم نتوقف عن تأملاتنا الا بعد ان انتهت قوة بطاريات الجهاز، وتزامن ذلك، كما توقعنا ورغبنا، مع بزوغ الخيوط الأولى من أشعة شمس الصباح. وعندما هممنا بالمغادرة، تبين لنا أننا لم نكن وحدنا الذين كنا نستمتع بعزف رافي شنكر، بل كان هناك سائقا سيارتي أجرة جالسين خلفنا، وهما في وضعية جلوس تشبه وضعية التأمل! تبادلنا الابتسامات، دون كلمات، وتركنا. هكذا كانت موسيقى رافي شنكر وستبقى، قادرة على ارضاء كل ذوق، من الأكاديمي حتى سائق التاكسي، وهذه الصدفة ذكرتني بقصة رواها الصديق محمد السنعوسي، الذي عاد قبل ايام سالما مشافى من رحلة علاج، حيث قال ان الديوان الأميري قام باستدعائه، بعد تعيينه مديرا لأول محطة تلفزيون في الكويت، لمقابلة الأمير عبدالله السالم، وكان ذلك في أوائل الستينات، وربما في الفترة نفسها التي كنا نستمع فيها لموسيقى رافي شنكر، وفي مكان غير بعيد عن قصر الشعب. ويقول السنعوسي ان الشيخ هنأه بمنصبه الجديد، وقال له ان مهمته ليست سهلة، لأن عليه ارضاء كل أذواق الشعب الكويتي، من عبدالله السالم.. وحتى عواد سالم!
نكتب هذه المقالة وفاء لذكرى الفنان شنكر، الذي رحل عنا قبل ايام عن 92 عاما.

***
• ملاحظة: نهنئ الشعب الكويتي على الانتهاء من انتخابات لجان مجلس الامة، ونخص بالذكر اختيار العضو عبدالحميد دشتي، وبالذات للجنة التشريعية، واختيار العضو سعدون حماد، وبالذات للجنة المالية.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

علي محمود خاجه

«بانت فيلجا»

أخيراً ثبت لبعض شباب الحراك ما كنا نحذرهم منه طوال الفترة الماضية، فقد كنا نكرر مراراً أن تيارات الإسلام السياسي تعادل في سوئها حكوماتنا المتعاقبة، ولا تؤمن لا بدولة دستور ولا بمبدأ، ولا يجدر أبداً أن تشتبك أيادي الشباب بأياديهم بحجة القضاء على فساد الحكومة، ففساد التيارات الدينية لا يقل سوءاً عن الحكومة بل إن التيارات الدينية كانت حليفة للحكومة طول السنوات السابقة، وكل ما في الأمر أن مصالحهم تعارضت اليوم، فباتوا في معسكرين على غير عادتهم. فيوم الخميس الماضي استخدم جمعان الحربش الذي رفض قبل أقل من شهر استخدام الفتاوى والمساجد للتشجيع على التصويت، أقول إن الحربش استخدم  فتاوى من بعض علماء الدين تصب في مصلحة تيار "الإخوان المسلمين" في مصر! ومساء الجمعة تسابق النواب السابقون من التيارات الدينية على رفض فكرة المبيت النسائي، وبدؤوا بمحاولة فرض وصايتهم على هذا الحراك الذي بادر به حساب "كرامة وطن" على "تويتر"، في تشكيك مقيت بالأخلاقيات ونظرة دونية للمرأة وتصويرها كجسد مثير للغرائز، وهي بالمناسبة ليست المرة الأولى لهذا التصوير من قبل التيارات الدينية، فقد سبق لهم في مناسبات عدة أن شوهوا صورة المرأة وشككوا في أخلاقها بشكل وقح. شخصياً لست بصدد مناقشة فكرة المبيت ولا الدستور المصري، ولكني أتكلم عن حالتين واضحتين تجلى فيهما تلون التيارات الدينية ومحاولة فرض وصايتها. إن ما حدث في يومين يثبت ما كنّا نقوله لبعض شباب الحراك الذي كان يردد بأن القضية تجمعنا معهم، ويجب أن تتضافر جهودنا، وأنا أقول نعم قد نتفق في قضايا لكن لا تقبلوا أبداً أن تشاركوهم أي حراك كما كنا ننصحكم، فهم يعتبرونكم وسيلة للوصول إلى غاياتهم المرتكزة على وأد الحريات والتفرد بالرأي والوصاية على العقول والسلوك والتصرفات، ولأنهم أكثر تنظيماً وبحكم سيطرتهم على كثير من الجهات باسم الدين، فسيتمكنون من ذلك بعد أن يستولوا على الزخم الذي يريدونه من حراك الشباب وجهودهم. اليوم وبعد أن انكشف هذا الموقف التعيس من التيارات الدينية أمام كل من كان يغض بصره عنه ويتعمد تجاوزه، فلا مجال أبداً لتأجيل المواجهة، بل عزل التيارات الدينية- التي تثبت مراراً وتكراراً بألا دستور الكويت يحكمها ولا الحريات ديدنها- عن الحراك الشبابي من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل. لم يعد من المعقول أو المقبول محاربة فساد الحكومات المتعاقبة بالتعاون مع تيارات دينية تعادل في فسادها الحكومات المتعاقبة بحجة أنها تتفق معنا على محاربة فساد الحكومات، فالهروب من مفسدة إلى مفسدة أخرى لا يمارسه سوى الجاهل أو الفاسد فقط، وأعلم أن معظم الشباب ليسوا كذلك. اليوم نحن أمام فرصة حقيقية كشباب بتنقية مطالب الإصلاح من المتمصلحين والمتعدين على الدستور من كل الأطراف، على أن يقدم الشباب مطالبهم الواضحة وفق الدستور والقانون والعمل على تحقيقها بعيداً عن كل من كشفته لنا الأيام، فلا مجال للتبرير أو العواطف والميول الخاصة أبداً.

سامي النصف

بلد المليون.. مظلوم!

اشتهر عن الجزائر انها بلد المليون شهيد، وأعتقد ان الكويت يمكن ان يطلق عليها بلد المليون مظلوم، فكل شرائحها الاجتماعية وطوائفها الدينية وتوجهاتها السياسية تشعر بالظلم الشديد كون «الآخر» هو دائما المستفيد من خيرات البلد وان الشريحة المشتكية هي بالطبع من يعاني من الشعور «الكاذب» بالظلم الشديد.

***

ومن المجاميع الى الأفراد، حيث يشعر كل كويتي وبدون ومقيم بشعور كاذب بالظلم الشديد رغم ان الواقع المعيش يظهر ان الكويت هي أقل بلدان العالم قسوة والأكثر عدلا بمواطنيها ومقيميها بمختلف شرائحهم وأديانهم وطوائفهم، بل ان الحقائق تظهر ان الأغلبية هم من يظلمون الكويت بأفعالهم وأقوالهم.

***

وسيجد كل وزير جديد ومنذ يومه الأول مئات الشكاوى بالظلم على مكتبه، فنحن البلد الوحيد في العالم الذي لو اختلف به طفل مع طفل لوجب رفع القضية للوزير المعني، وبالطبع لن يتمكن المسؤول بطريقة سهلة من معرفة المظلوم بحق – وما أكثر المظلومين في البلد – ومن يدعي المظلومية وهو الظالم لنفسه ومن ائتمنه على عمله.. وما أكثر هؤلاء كذلك في البلد.

***

إن ما سيقضي على ظاهرة الشعور «الكاذب» بالظلم هو تغيير الثقافة العامة القائمة على اللاعمل والمحاباة والواسطة والاستثناء والشللية، ووضع معيار واحد للترقي وهو «الكفاءة» المصاحبة للأمانة وإبعاد كل ما عداهم وهو ما يحوجنا لإحضار أنظمة إدارية جديدة متطورة من بعض دول الجوار والعالم نستطيع من خلالها ان نعرف الكفؤ فنكافئه ونعرف المهمل فنعاقبه، وبذا سينشغل الشباب الكويتي بالعمل الجاد بدلا من التواجد طوال الوقت في الشوارع إما للتسكع أو للتظاهر وكلاهما لا ينتج عنه صنع إبرة واحدة تفيد البلد.

***

آخر محطة:

بودنا من الحكومة الجديدة ومجلس الأمة الجديد ان يصلا لمعادلة ستغير وجه الكويت بالكامل يتم عبرها منع «الواسطة» القاتلة كي يركز النائب والوزير على أعمالهما الأصلية ولا ينشغلا بالعمل لخدمة من يقبل إذلال نفسه وإذلال نواب الأمة بدفعهم للتواجد عند أبواب الوزراء والمسؤولين في ممارسات باتت تدمر الإنتاجية في الكويت.

احمد الصراف

إني أعرفُ امرأة

تساءلت في مقال سابق عن سبب فقر مجتمعاتنا لمتطوعات ورائدات أعمال خير عالمية، كما كانت الحال مع «الأم تريزا»، وبالرغم من تعدد الأجوبة فإنها لم تشف غليلي! فالعمل التطوعي الذي يأخذ الإنسان بعيداً وعالياً أمر غريب على مجتمعاتنا، رجالاً ونساء، وهو أصعب مع المرأة بسبب الطريقة التي تربى بها، هذا غير معتقداتنا وتقاليدنا التي تضعها في درجة ادنى دفعت بها للتفرغ لخدمة الرجل، كحاضنة وجسد، وكأن نساء الأرض جميعاً لم يوجدن إلا لهذه الأعمال! والى ان يبزغ فجر جديد، ستبقى المرأة في مجتمعاتنا تحت وصاية الأب، الزوج والأخ، وحتى الخال والعم! ولو سألنا القلة التي تقوم بأعمال تطوعية في مجتمعاتنا لعرفنا منهن مدى ما يواجهنه من صعوبات ونقد وسخرية وهجوم وحتى تلفيق تهم.
سيمين بهبهاني، اديبة وشاعرة ايرانية، ومن القلة الواعية والمثقفة في وطن ظلم المرأة في كل عهوده، والتي رشحت لنيل نوبل مرتين، وهي ابنة الأديب عباس خليلي الذي كتب شعراً بالعربية والفارسية، وترجم ملحمة الشاهنامة للفردوسي المكونة من 1100 بيت للعربية، وعندما حاولت سيمين قبل بضعة أشهر الخروج من ايران، منعتها السلطات وحققت معها ليوم كامل، وهي التي تجاوزت الثمانين بسنوات وبالكاد تبصر شيئا! تقول سيمين في قصيدة لها ترجمتها ناهد روحاني: إني أعرف امرأة.. يملأها شغف الطيران.. لكن من فرط الهيجان.. يملكها هلع الترحال. إني أعرف امرأة.. في زاوية من منزلها.. من داخل مطبخها.. ما بين الطهي وجلي الصحون.. تنشد أغنية للحب.. حائرة نظرتها وبسيطة.. وغناها تعب وحزين.. ولها أمل في عمق الغد. إني أعرف امرأة تقول: إني نادمة.. ل.مَ علقتُ به قلبي؟ ابدا ليس جديراً بالحب.. واخرى تتمتم مضطربة.. أين المهرب من هذا البيت؟.. وتعود تتساءل: ترى.. مَن م.ن بعد غيابي.. سيمشط شعر ضناي؟ وامرأة حبلى بألم.. امرأة تبكي وتقول: نضب اللبن في صدري.. وامرأة بأوتار الوحدة.. تنسج فستاناً من تور.. وامرأة في زاوية الظلمة.. تعبد وتؤدي صلاة النور.. امرأة اعتادت الأغلال.. امرأة استأنست السجن.. وحصتها ليست إلا.. سحنة سجان عابس.. يرمقها بجفاء وفتور. اني اعرف امرأة.. يقتلها ادنى احتقار.. لكن تشدو وتقول.. تلك هي لعبة الأقدار.. امرأة تداري الفقر.. امرأة تهجع باكية.. امرأة تتحسر حيرى.. ما ذنبي؟ هي لا تعلم.. وامرأة تخفي عن الأعين.. دوالي رجليها.. والألم الكامن في جنبيها.. حتى لا يقول لها أحد.. ما أتعسك ما أتعسك! إني أعرف امرأة.. قصائدها حبلى بالحزن.. لكن تضحك وتقول.. الدنيا تلف وتدور. اني اعرف امرأة.. تهدهد صغارها ليلاً.. تقص، تغني لهم شعرا.. على رغم الاسى المدفون.. بداخل صدرها المحزون.. وامرأة تخشى أن ترحل.. أو ليست شمعة هذي الدار.. فأي ظلام سوف يسود.. إذا برحت هي باب الدار؟ وامرأة تجلس بأسى.. تداري شح سفرتها.. تقول لطفلتها، خجلى.. ألا نامي، أجل نامي، اني اعرف امرأة.. عليها بزة صفراء.. وتبكي حظها العاثر صباح مساء.. هي المسكينة لا تنجب.. ومن للزوجة العاقر؟ إني اعرف امرأة.. فقدت حتى رمق الترحال.. ينادي قلبها البائس.. ويصرخ تحت رجليها كفاك.. كفى إني أعرف امرأة صارعت شيطان النفس بداخلها، آلاف المرات، ولما انتصرت في الآخر أخذت تضحك ساخرة لفضيحة ثلة الفساق، امرأة تغني طربا، امرأة تلتزم الصمت، امرأة تمكث في الشارع، حتى في ظلام الليل، امرأة تكدح كرجل، على يدها بثور ألم، نسيت أنها امرأة، تحمل جنينا في الأحشاء، لشدة ما تداهمها، فلول الحزن والآلام، امرأة في فراش الموت، امرأة تكاد تموت، ومن عنها ترى، يسأل؟ لا أدري.. لا أدري، على فرشة صغيرة ذات مساء، تموت امرأة بهدوء، وامرأة تثأر لنفسها من رجل فاجر.. إني أعرف امرأة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

سنأكل الفراولة ويموت السفرجي

أجزم أن السلطة كذلك، لا الشعب وحده، لا تقبل أن تزوّج هذا البرلمان ابنتها، ليقينها بأن البنت ستلاقي الأمرّين الأشرّين، وعلمها بأن الزوج أتى وعينه على الأرباح والخسائر، وأنه ينظر إلى هذا الزواج بعين المضارب في البورصة.
ومع ذا ستقاتل السلطة لإبقاء هذا البرلمان المرفوض شعبياً على قيد الحياة أطول فترة ممكنة، وستفكر بدلاً منه، فهو لا يملك عقلاً، ولا حتى قلباً، هو يملك ذراعين طويلتين فقط، وستأمره بأن يبدأ مشواره باستمالة الشعب، عبر قوانين إسقاط القروض، وزيادة الرواتب، وزيادة عدد الأولاد المشمولين بالعلاوة، والتقاعد المبكر، وكل ما يمكن أن يفرح البسطاء، وستوافق السلطة على كل هذا بعد أن تتمنع قليلاً، لزوم حبك المشهد. ولا حاجة طبعاً للتذكير بأن جُل هذه القوانين من طبخ الأغلبية السابقة المغضوب عليها.
في مقابل هذا، ستمسك السلطة بمواد الدستور والقوانين وتخلطهما في خلاطة ألمانية ليخرج لنا مجلس أمة يشبه إلى حد التطابق المجلس البلدي، عزيز القوم الذي كان.
وبالطبع سيستمتع نواب البرلمان المرفوض شعبياً، أو قل الملفوظ شعبياً، بالقهوة الحكومية، وقد يزرعونها في بيوتهم، وقد تكبر مزارعهم فيصدّرون جزءاً منها إلى أحبابهم وأقربائهم، ووو.
وأقول للسلطة، أنتِ فعلتِ ما يُفعل وما لا يُفعل لإعاقة إسقاط القروض وبقية القوانين الشعبية، وعملتِ ما يُعمل وما لا يُعمل للحصول على برلمان يرتدي لباس السفرجي، وستكون النتيجة حصول الشعب على الفراولة، التي لطالما قاتلتِ لمنعه من الوصول إليها، وموت برلمانك السفرجي.
وأجزم أن ما يحدث هذه الأيام كله خير، والأيام بيننا… من يراهن؟