احمد الصراف

مؤمنون وغيرهم

ورد في دراسة جادة لــ the Pew Forum on Religion & Public Life وكتبت عنها كيم ونستون Kimberly Winston في 19 ديسمبر الماضي في مجلة Religion News Service، التي تهتم بأخبار المسيحية والديانات الأخرى، أن المسيحيين يشكلون النسبة الأكبر من سكان العالم، ويأتي المسلمون في المرتبة الثانية، ولكن ما اصبح لافتا للنظر وجديرا بالاهتمام، وربما لقلق البعض، أن النسبة أو الكتلة الثالثة في الحجم هي لغير المؤمنين او المشككين. وبينت الدراسة أن %84 من سكان الأرض، الذين يزيد عددهم على 7 مليارات نسمة، يتبعون نوعا أو آخر من الإيمان بدين سماوي أو ارضي، ومن هؤلاء 2.2 مليار مسيحي، أو %32 من سكان الأرض، يتبعهم 1.6 مليار مسلم، أو %23 ويأتي بعدهم غير المؤمنين او الشكاكين او الملحدين، وهؤلاء يشكلون كتلة تبلغ 1.1 مليار بني آدم، أو %16 من البشر، وأن هذه النسبة فاجأت الكثيرين. والكتلة الرابعة الهندوس، وعددهم مليار، أو %15 من سكان الأرض، أما البوذيون فنصف الهندوس، وهناك 400 مليون يتبعون ديانات شعبية في افريقيا والصين وسكان اميركا واستراليا الأصليين. كما أن مجموع من يؤمن بالزرادشتية (المجوس) والبهائية والسيخ والتاوية والشنتو، والجانيز، والويكا لا يتعدى 58 مليون نسمة. كما بينت الدراسة ان تركز المسيحيين هو الأمثل مقارنة بالجماعات الأخرى، فالولايات الأميركية المتحدة هي الحاضنة الأكبر لهم، فما نسبته %78 من سكانها مسيحيون من اصل 300 مليون، وتأتي بعدها كتلة الدول الأوروبية وكتلة أميركا الجنوبية. أما عكس ذلك فنجده في آسيا حيث قمة عدم تجانس الديانات، كما يعيش فيها %76 من غير المؤمنين، وفي الصين بالذات، التي حولتها الثورة الثقافية لدولة غير مؤمنة تماما. وتبين من التقرير الأميركي أن نسبة غير المؤمنين أو التابعين لدين معين في الولايات المتحدة قد بلغت %16.4. كما بين التقرير الذي غطى 230 دولة ومن إحصاء شمل 2500 شخص، أرقام وحقائق جديرة بالذكر، منها:
1 ــــ يعيش %73 من البشر في دول تكون عقيدتها الدينية، او غير الدينية هي الرئيسية.
2 ــــ تعيش غالبية غير المؤمنين في الصين وجمهورية التشيك، واستونيا وهونغ كونغ، واليابان وكوريا الشمالية.
3 ــــ متوسط عمر غير المؤمنين والبوذيين واليهود أعلى من متوسط عمر غيرهم، وهو بحدود 34 سنة. بينما بين المسلمين والهندوس والمسيحيين ينخفض عن ذلك بكثير، وهذا المتوسط هو الذي يدلنا على الطريقة التي سيكبر بها عدد أتباع أي ديانة، فأصحاب متوسط الأعمار الأقل يعني نساء أكثر في سن الاخصاب، وبالتالي فإن سباق التكاثر سيستمر بين المسلمين والمسيحيين. وبين الباحث Ryan Cragun أن نسبة غير المؤمنين الكبيرة لم تكن مفاجأة له، وأن التحدي الأكبر هو في مدى قدرة غير المؤمنين على التسارع في النمو، مقارنة بغيرهم! وما يمكن استنتاجه من البحث أن عدم التدين موجود أساسا في دول شيوعية، بشكل عام، وبوذية بدرجة ثانية ومتقدمة علميا واقتصاديا كالدول الاسكندنافية.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

الحضانة أولاً

كتبت قبل سنين عدداً، منذ أن كانت أميركا مجموعة من "العشيش والصنادق*" وأوروبا تجلب المياه على الحمير: "إنشاء جامعة الدول العربية وانضمام الدول إليها هو الخطوة الأخيرة، التي كان يجب أن تسبقها خطوات وخطوات".
وهنا تذكرت حكاية صاحبي المصري الذي كان يدرس في الجامعة، فاتفق مع صديقته على تناول القهوة، كنوع من جر الرجل، في مقهى خارج الجامعة، فسألته: "هيّه عربيتك نوعها إيه؟"، فصحح لها: "أنتِ قفزتِ إلى السؤال الثاني، كان يجب أن تسأليني أولاً ما إذا كنت أملك سيارة أم لا، كي أوفر عليك مصاريف السؤال الثاني".
وقبل أن تدخل الجامعة، أية جامعة، عليك أن تجتاز المراحل الدراسية الأساسية، في حين أن دول العربان تسلقت جدران "الجامعة" قبل أن تتمكن من فك الخط، ولو أنها خضعت لاختبار قدرات لما تمكنت من اجتياز مرحلة الحضانة.
واختبار القدرات يبدأ من السؤال الأول: "كيف يمكن أن تبني رصيفاً بشكل سليم، وشارعاً لا يغرق من دمعة سحابة خجلى؟"، وبالطبع الأكيد، كما يقول ذلك العراقي، ستفشل بعض دول الخليج في الاختبار، وفصل الشتاء يشهد ويفضح، ولا يكره زعماء العرب شيئاً كما يكرهون فصل الشتاء الذي يكشف الفساد ويغرق البلاد… طبعاً لا حاجة للتذكير بأن الدول الإسكندنافية تقع تحت "دش سماوي" لا يتوقف، لكن الماء يتسرب مباشرة إلى المناهيل، ولا يبقى إلا ما يبلل الشوارع، ولو انفتح "الدش" علينا هنا في بلاد العرب، لتكررت مأساة قوم نوح عليه السلام، ولنبتت لنا زعانف وخياشيم.
وأعود لأقول: قبل أن تدخلوا الجامعة، عليكم أن تجتازوا أولاً مرحلة الحضانة، فتعالجوا أرصفتكم وتسلّكوا مناهيلكم. على أن تكون هنالك هيئات عربية تبدأ من "حضانة الأمة العربية"، "ابتدائية الأمة العربية"، "إعدادية الأمة العربية"، "ثانوية الأمة العربية"، ثم بعد ذلك "جامعة الدول العربية"… لا تدخلوا الجامعة وأنتم لا تعرفون فك الخط. القفز ممنوع والعتب مرفوع.

—————-
العشيش: لهجة محلية يقابلها العشش بالفصحى.
الصنادق: لهجة محلية مفردها صندقة، وتختلف عن العشة في نوع مادة البناء.

احمد الصراف

ملهم الرئيس.. والمثال الكويتي

«لا تقل ما الذي أعطاه وطنك لك، بل قل: ما الذي أعطيته لوطني». (ج. كنيدي).
وصلت طلائع المهاجرين اليابانيين إلى هاواي ومن بعدها لسان فرانسيسكو مع بداية 1860، وكانوا يعيشون بسلام في بيئتهم الجديدة، وفجأة انقلبت أوضاعهم مع الهجوم الجوي المباغت الذي شنته طائرات يابانية حربية على ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941، وما تبع ذلك من إعلان اميركا الحرب على اليابان! وهنا قامت الحكومة الأميركية باتخاذ الاحتياطات الأمنية التي رأتها لازمة، وترحيل جميع المواطنين المتحدرين من اصول يابانية لمعسكرات خاصة، حتى انتهاء الحرب. تذكرت كل ذلك وانا استمع لكلمة الرئيس أوباما في تأبين السيناتور دانيل إينوي، الذي توفي عن 88 عاما والمتحدر من اصل ياباني والذي عمل سيناتورا لنصف قرن، وهي ثاني أطول فترة خدمة في تاريخ الكونغرس! وكيف كان لذلك السيناتور من تأثير إيجابي في حياته، إنْ بسبب عرقه المختلط، او ظروف حياته غير العادية، والتي بينت له، وهو في بداية حياته، أن أميركا هي أرض تحقيق الأحلام، فعندما يكون بمقدور شخص اعتبر في لحظة تاريخية مصدر خوف وشك في خيانة، من أن يصبح مشرعا ومراقبا لعمل الحكومة الأميركية، وعضوا فعالا في لجانه المهمة، وهو المتحدر مثله من خلفية مختلفة عن الغالبية في كل شيء ويصل لما وصل إليه، فإن بإمكانه هو أيضا ان يصبح رئيسا لأميركا.
إن سيرة دانيل إينوي يجب أن تكون مثالا لسيرة كل من هاجر للكويت طلبا للعيش الكريم فيها، وهنا لا نستثني أحدا ابدا، فجميع مواطني الكويت سبق أن هاجروا لها من منطقة أو أخرى، فهذا الرجل لم يقل لمواطنيه اعطوني منصبا ومالا وسأعطيكم وفاء وخدمة جيدة، بل بادر من نفسه وأعطى الكثير قبل ان يبادله وطنه بالأكثر، فقد تطوع في الجيش في بداية الحرب العالمية الثانية، وأرسل ليحارب فاشيي إيطاليا، حلفاء اليابان، ويبلي أحسن البلاء، ويفقد إحدى ذراعيه في معركة حاسمة، وكاد أن يفقد حياته، وليعود لوطنه بطلا مكللا بالغار، وليصبح بعدها سيناتورا، وعندما توفي اصبح أول أميركي من اصل آسيوي ينال شرف الدفن في مقبرة الكابيتول، فهذا الرجل حظي باحترام أمة كاملة، وتقدم لخدمتها في الوقت الذي كان في الجانب المعادي له يابانيون آخرون، وكان هو ومن معه موضع شك الجميع، وقام بكل ذلك لأنه آمن بأميركا وطنا ورضي بنظامها وقبل عدالتها، بالرغم من أن أصوله وعرقه وديانته كانت مختلفة عن البقية، وأحب أميركا وأخلص لها حتى عندما كانت حكومتها، وجزء من شعبها لا يبادله المشاعر والأحاسيس نفسها! فالإخلاص للوطن ليس كلاما وتصريحا بل يعتبر تصرفا وإيمانا عميقا. وعندما نتصرف ككويتيين، وليس كنجادة أو بدو أو شيعة أو سنة أو عرب أو فرس أو بحارنة او حساوية، بل فقط ككويتيين محبين لهذه الأرض، حينها سيأخذ كل طرف حقه، مهما طال الزمن، ولكن المشكلة أن الغالبية تصر على وضع انتمائها القبلي أو المذهبي او العرقي الضيق قبل مصلحة الوطن، غير مدرك أنه متى ما ذهب الوطن ضاع كل شيء من بعده، والأمثلة واضحة جدا، ومتعددة! ولكن هل بيننا، بما في ذلك حكومتنا، ما يكفي لفهم معنى هذا الكلام؟
• ملاحظة: كشف المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية خالد المطرفي أن السلطات الأمنية في السعودية، وبأمر من وزير الداخلية، قبضت على الكاتب والمفكر تركي الحمد بعد هجوم بعض من رجال الدين على كتاباته في وسائل التواصل الاجتماعي! وهذا مفكر آخر يقع صريع الفكر الضيق.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

سامي النصف

القوى السياسية.. الملائكية!

رغم إقرارنا بخطأ الحكومة أعوام 67 و76 و86 إلا أن الإنصاف يقتضي أن نقول انه لم ينتج عن تلك الأحداث اعتقالات وتكميم أفواه وقتل وارعاب وإرهاب واختفاء قسري كما يحدث في الدول الأخرى، بل على العكس فقد شهدت الكويت ابان الستينيات والسبعينيات قمة تقدمها وازدهارها بعكس ما حدث إبان التسعينيات حتى يومنا هذا، كذلك لم يتحدث أحد عما إذا كانت تلك الإجراءات كانت فعلا بذاتها أم ردة فعل على أفعال لقوى سياسية لم تقدر عواقب ما تفعل، وهذا عبث آخر.

***

مقابل تلك الأخطاء الحكومية السابقة لننظر بشكل سريع لأخطاء القوى السياسية ولنحكم عقولنا وضمائرنا ان كانت أكثر او اقل فداحة من الأخطاء السابقة، ومن ذلك:

ـ يذكر المؤرخ العراقي خليل إبراهيم حسين في كتابه «ثورة الشواف» الصادر عام 1987 ص157 ان وفدا كويتيا برئاسة (…) أطال الله في عمره زار بغداد في 28/8/1958 وطالب بالانضمام للعراق وأخبرهم ان هناك ضباطا كويتيين وحدوديين مستعدين للتحرك وان عبدالسلام عارف عقب بأنه «سيكون أول جندي يدخل ارض الكويت»، بينما عارضه عبدالكريم قاسم في حينها واختلف الوضع فيما بعد.

ـ وفي الحقبة نفسها وضمن مهرجان خطابي في ثانوية الشويخ طالب القيادي الكويتي نفسه بأن تنضم الكويت للوحدة المصرية ـ السورية وان تكون كحال حلب أو حماة في تلك الوحدة، ولنا ان نتصور مصيرنا فيما لو تحققت تلك المطالب وأصبحنا بالتبعية جزءا من حكم البعث في سورية والعراق.

ـ يخبرني الكاتب الشهير حسن العلوي، وهو حي يرزق، تفاصيل ما نشره في أحد كتبه حول ما حدث بعد حل مجلس الأمة عام 1976 وطلب زعيم سياسي كويتي بارز زيارة بغداد في السر ولقاء نائب الرئيس صدام حسين وهو ما تم حيث اصطحبه العلوي لصدام وأخبره السياسي الكويتي ان لديه من أقاربه وجماعته ضباطا في الجيش الكويتي ويزمع التحرك على ان يدعمه صدام بجيشه وانه سيحقق مطالب العراق بعد نجاح تلك العملية، وقد رفض صدام تلك العملية وان اختلق مثلها عام 1990 عندما ادعى ان هناك حركة في الجيش الكويتي طلبت دعمه.

ـ عام 88 قام ساسة كويتيون بمراقبة انتخابات المجلس الوطني العراقي وتحدثوا في دواوينهم عن عمليات التزوير الواسعة التي تمت ولم يكتبوا شيئا عن تلك التجاوزات في تقريرهم فلماذا ذهبوا؟ ولماذا سكتوا؟ ولماذا التقوا صدام؟!

ـ عام 1990 ورغم النوايا العدوانية للنظام العراقي التي تمثلت بالاعتداء على اللاعبين الكويتيين وعلى الجمهور ابان دورة الخليج في فبراير 90 بالكويت وإعلانهم الانسحاب منها ثم ما حدث في قمة بغداد وما بعدها من تهديدات، الا ان هناك من ذهب والتقى صدام وسمع منه التهديد والوعيد وسكت عن ذلك ومن ثم فالخطأ مضاعف.. زيارة غير مبررة وسكوت غير مبرر.

ـ أتى الغزو عام 90 وانقلبت علينا الحركات الأم لبعض القوى السياسية الكويتية وقامت احداث ووقائع فاضحة في واشنطن ولندن ولاهور أدانت بعض قيادات العمل السياسي الكويتي حيث رفضت بتوجهاتها الدينية واليسارية حرب تحرير الكويت مفضلة عليها حلولا بديلة كانت ستبقينا تحت الاحتلال حتى يومنا هذا.

***

آخر محطة: اقرأ المقال مرة أخرى وقرر بتجرد تام أيهما أكثر فداحة: أخطاء الحكومة، أم أخطاء بعض قوى المعارضة؟! وكيف لمن هذه أخطاؤه ان يتم اتباعه مرة أخرى؟!

احمد الصراف

أردوغان الذكي وبديع الغبي

صرَّح الزعيم التونسي «الباجي قائد السبسي» بأن حزب النهضة التونسي، فرع الإخوان المسلمين، يشكل خطراً على تونس. وقد ذكَّرني تصريحه بما سبق أن صرح به رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل أشهر عدة، طالباً من القيادة المصرية السعي لوضع دستور يستند إلى مبادئ الدولة العلمانية، والتي لا تعني بالضرورة دولة اللا دينيين، بل الدولة التي تحترم مواطنيها وتقف منهم ومن معتقداتهم على مسافة واحدة، فمواطنو الدولة العلمانية ليسوا مجبرين لأن يكونوا علمانيين أو لا دينيين، عكس الدولة التي بإمكانها أن تكون علمانية. وقال لهم: «لا تقلقوا من الدولة العلمانية، وأتمنى وجود مثلها في مصر». وأضاف أنه رئيس وزراء دولة علمانية، لكنه مسلم ملتزم، لأن في تركيا العلمانية لكل فرد الحق في أن يكون متديناً أم لا! لافتاً إلى أن تصريحاته قد تفهم بشكل مختلف، ولكن هذا هو معنى العلمانية في بلاده، مؤكداً أن مصر لديها بنية تحتية تمكنها من تخطي المرحلة الانتقالية بكل سهولة. وأشار أردوغان إلى أن مصر تستطيع بناء دولة حديثة بعد الثورة إذا طبقت ثلاث خطوات تتمثل في الإدارة الجيدة للمواطنين، والاهتمام بالتعليم، وأخيراً التنظيم الجيد لأموالها، فضلاً عن القضاء على الفساد وتحقيق الاستقرار.
والآن، وبعد انتهاء المصريين من الاستفتاء على دستورهم الجديد، الذي لا علاقة له بالعلمانية بتاتاً، فمن الواضح أن قيادة مصر الجديدة المتمثلة في مكتب الإرشاد قد رفضت عرض أردوغان، ودولته المدنية، وأنهم بالتالي لن يحتفظوا بمسافة واحدة من جميع مواطنيهم، بل بمسافات مختلفة، ومن لا يعجبه، فأمامه أحد ثلاثة خيارات: إما أن يقبل الوضع ويسكت، أو يهاجر أو.. يذهب إلى الجحيم! وهذا ما سيجر الخراب على مصر لعقود طويلة مقبلة.
والغريب أننا بعد كل التجارب القاسية التي مرت بها دول مثل طالبان والسودان وإيران، وحتى لوقت قصير السودان وباكستان، وحرف النون في آخر أسمائها هو الشيء الذي يجمع بينها، لم يتعلم ساسة مصر أن من المستحيل أن تزدهر الدولة الدينية وتنجح ويعمها الخير والسلام، وأن حل الدولة العلمانية، وللدول الإسلامية بالذات، هو الطريق الوحيد، وسبب ذلك يعود إلى تعدد فسيفساء الأعراق والديانات في هذه الدول، وغلبة الإسلام عليها لا يعطي أتباعه في هذا العصر الحق في التحكم في رقاب البقية بالطريقة التي تحلو لهم، فالمواثيق الدولية والأعراف والعلاقات، التي أصبحت تربط الدول ببعضها، تجعل من الصعوبة بمكان استمرار تحكم نهج أو عنصر في البقية من دون رضاهم، ولو قارنا حال دولنا بإسرائيل مثلاً، لوجدنا أن هناك بوناً شاسعاً يفصلنا عنها فيما يتعلق بحقوق الإنسان داخلها، بالرغم من كل جرائم الصهيونية خارجها. فما حصلت عليه الأقليات العرقية والدينية لم يحصل عليه مماثلوها في أي دولة عربية. إن الدولة المدنية والعلمانية بصورة أصح هي الحل، وهي التي سينتهي المطاف بها، ولكن البعض سيدفع ثمناً غالياً قبل أن يقتنع ويصل لها.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

القمة تلبس ثوباً جديداً

ذكرنا في مقال سابق أنه قد حان الوقت كي تلبس المعارضة الكويتية ثوبا جديدا، أما اليوم فإن قمة دول مجلس التعاون الخليجي هي التي ستلبس ثوبا جديداً! فان كانت شعوب دول هذا المجلس تنتظر في السابق من مؤتمرات القمة هذه قرارات تصب في مصلحتها وتراعي طموحاتها وتطلعاتها، فإنها اليوم لا تأمل منها إلا القرارات التي تراعي مصالح أنظمة الحكم واستمرارها. لقد فوجئت شعوب الخليج بالاتفاقية الأمنية التي تم اعتمادها ومن دون سابق إنذار، في الوقت الذي كانت تنتظر فيه التمهيد لإعلان الكونفدرالية بين الدول الست، أو بعضها على أقل تقدير! لكن يبدو أن مستجدات الأحداث المتسارعة على ارض الواقع في أكثر من قطر خليجي، والتي تدعو في اغلبها الى المطالبة بمزيد من حرية الرأي والتعبير واجراء تعديلات دستورية لمزيد من المكتسبات الشعبية وتقييد طغيان النخب المسيطرة على مقدرات الشعوب، كل ذلك عجل في اعادة ترتيب أولويات بعض القادة، فأصبح الهاجس الأمني هو الشغل الشاغل لهم. لذلك، يتوقع المراقبون أن تكون قمة المنامة أكثر القمم التي تحتوي على قرارات سرية ذات طبيعة أمنية قمعية مقيدة للحريات العامة بشكل خاص. ولئن كانت بعض هذه الدول تستعمل الحل الأمني منذ فترة إلا ان البعض الآخر كنا نشاهده يمارس الديموقراطية الممنهجة دستوريا، وكان القانون سيد الموقف فيها، أما الآن فمن المتوقع أن تتفق هذه الدول ليس على مواكبة التطورات العالمية الداعية إلى احترام حقوق الإنسان، بل إلى استعمال الحلول الأمنية التي أبرز أدواتها قمع الحريات وكبتها! أي اننا سنشاهد نكوصا إلى الوراء في الوقت الذي تتجه فيه بقية دول العالم إلى التحول الديموقراطي وانتهاء عصر الدكتاتوريات.
ومما يحز في النفس أننا على يقين أن بعض هذه الدول الخليجية لم تكن لتسلك هذا المسلك لولا أنها أخذت الموافقة المسبقة من أميركا ودول الاتحاد الأوروبي في تناقض صارخ مع مبادئها المعلنة، مما يؤكد أن المصالح الدائمة وليس المبادئ هي محور السياسة الغربية. لذلك، شاهدنا انتشار ظاهرة القمع الأمني وفتح السجون وتقييد الحريات وتجهيز التهم المعلبة وتكميم الأفواه بشكل غير مسبوق في بعض دولنا الخليجية! حتى الكويت التي كنا نفاخر بديموقراطيتها واحترامها لحقوق الإنسان وكنا نتوقع أن تؤثر إيجابيا في الدول الشقيقة الأخرى بدأت تسلك المسلك المشين وتعود إلى زمن العصور الوسطى المقيدة للحرية والكلمة، لكن هذه المرة بمباركة مزيفة من برلمان مختلف بشأنه لن يرحمه التاريخ والناس. ولعل هذا الوضع يفسر الزيادة الكبيرة في حوادث انتهاكات حقوق الإنسان في الكويت وانتشار الفساد في معظم مرافق الدولة، ولعل حكم الميموني الأخير غني عن البيان، لكن ماذا نتوقع من برلمان يفترض أن يمثل الشعب وتطغى عليه ظاهرة سوء السمعة والتكسب غير المشروع من المال العام؟! فهل تحول وطن النهار إلى وطن للظلام؟! أتمنى أن أكون مخطئا!

احمد الصراف

اليأس والأمل

يئس الرجل وزوجته للسنة الرابعة على التوالي من أن يقوم أحد من أبنائهما بزيارتهما في عيد الكريسماس، إن بسبب ارتباطات عمل، أو بعد المسافة، أو لرغبة زوجاتهم في زيارة أهاليهن. وفي أحد الأيام قام الرجل بالاتصال بأكبر أبنائه وقال له بصوت حزين إنه قرر وأمهم الانفصال عن بعضهما، بعد أن أصبحت معيشتهما معا صعبة، وطلب منه حفظ السر لنفسه، وألا يخبر أخويه، لكي تمر فترة الأعياد على خير ومن غير كدر! رد عليه ابنه بأن هذا جنون ويجب أن يتوقف، وأنه لا يرضى لأمه أن تتركه بعد 45 سنة زواجاً، ولكن الرجل أصر على موقفه، وأنهى المكالمة بقوله إن هناك أشياء لا يستطيع البوح بها. لم يمر يومان حتى كان الأبناء الثلاثة يطرقون باب بيت والديهم طالبين التدخّل لحل الخلاف بينهما، وكان واضحا أنهم مرهقون بعد سفر طويل! فطلب الأب منهم أن يخلدوا للنوم، وأنه سيتحدث إليهم في اليوم التالي. وفي الصباح، وعلى مائدة الإفطار بدأ الرجل حديثه قائلا إنه وأمهم على خلاف، كما كانا منذ أول يوم عاشا فيه مع بعضهما، ولكنهما لم يتطلقا لسبب وجيه، وأنه أخبرهم بقصة الطلاق لدفعهم لأن يأتوا ويشاركوهما الأعياد، فقد اشتاقا لهم وهما في ذلك العمر، وقال إنهما لم يتطلقا لأنهما لم يكونا متزوجين كنسيا أصلا! وهنا فغر الأبناء الثلاثة أفواههم وقالوا بصوت واحد: هل يعني ذلك أننا أولاد حرام؟! فقال الأب نعم، ولكن بصورة أخرى، فقد ربيناكم طوال سنوات، وتعبنا عليكم وسهرنا على راحتكم وعلمناكم، وتأتون الآن في عيد الكريسماس وليس في يد أي منكم هدية، فماذا تستحقون من صفة؟
ملاحظة: بمناسبة الأعياد المسيحية المجيدة، التي تبدأ اليوم، قمت ومجموعة طيبة بنشر إعلان مدفوع الثمن على الصفحة الأخيرة من جريدة القبس. ولمن لا يقرأون الإعلانات، لسبب فني أو آخر، نعيد هنا نصه:
بقلوب ملؤها الفرح والمحبة لجميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة من أهل وإخوة وأخوات مسيحيين يتقدم:
أحمد الصراف ـ لولوة الملا ـ إقبال الأحمد ـ بدر واحدي ـ سهال الفليج ـ موضي الصقير ـ شيخة النصف ـ نجيب الحميضي – جميلة المرزوق ـ هند الشلفان ـ فردوس الفوزان ـ أنور السلطان ـ فايزة العوضي ـ أنيسة الشلفان ـ سعود العرفج ـ لولوة خالد الزيد ـ فاطمة فواز..
بالأصالة عن أنفسهم وأهاليهم وأصدقائهم، وبالنيابة عن كل المحبين من الشعب الكويتي، الداعين للتعايش مع الجميع بسلام، يتقدّمون بخالص التهاني القلبية بحلول عيدي الميلاد المجيد (الكريسماس)، ورأس السنة الميلادية، متمنين لهم أعيادا سعيدة وسنة طيبة بين أهاليهم وأحبتهم في الكويت.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

أزمة

– نعتبر عدم قول الحقيقة من قبل خصومنا بأنها كذبة وتدليس وتشويه للحقيقة، وأنها من الكبائر التي تستلزم الجلد والنبذ والنفي، ونعتبر كذبة الأصدقاء بأنها تكتيك واستراتيجية ودهاء وحنكة. – نقبل بأن يكون لنا رأيان في قضية واحدة تتغير بتغير الأشخاص أو المواقع فقط، ونسمي ذلك مواءمة، ونتحجج بالظروف والمعطيات، وعندما يمارس الغير أسلوبنا ذاته نعتبره نفاقاً ونردد الآيات والأحاديث في نقده. – نعمم جريمة قتل فردية بشعة على فئة تحوي أكثر من 100 ألف إنسان، ونصنف كل الفئة بالمجرمين والقتلة و"اللفو" والرعاع لمجرد أننا لا نحبهم، في حين لا نعمم على أسرة واحدة نحبها جرائم أبنائها كالاختلاس والقتل، ونشدد بل نحارب لنثبت أنها أمور فردية لا يجوز تعميمها. – لا نبالي أن يعيش بيننا بشر بلا هوية ولا تعليم ولا صحة ولا سكن ولا وظيفة لمدة خمسين عاماً، ونكتفي بقول "خل يطلعون جناسيهم" وكأن الإنسانية مقرونة بجنسية وهوية، وفي نفس الوقت نطالب بإسقاط القروض عن المواطنين، ونستنزف أموال الدولة كي لا نثقل كاهل المواطنين مادياً، حتى إن كانت قروضهم من أجل سيارة فارهة وإجازة سياحية. – تزهق روح شابة بريئة أمام مرأى الناس في أكثر الأماكن ازدحاماً بالكويت، فنتسابق لتصوير الضحية وإرسال صور الجريمة البشعة بكل وسائل التواصل وسبلها لنحقق السبق السخيف. – نردد "ملّينا" من الفساد وتراجع الأحوال في البلد، وتفشي "الواسطة" والمحسوبية في كل القطاعات، ثم نعتبر من يخلص لنا معاملة أو يزوّر لنا عذراً طبياً أو يستثنينا من طابور أو يعيننا في وظيفة يوجد من يستحقها أكثر منا بأنه "راعي نخوة وما قصّر". – نعامل الناس وفق مناطقهم، ونعتبر من لا يدل الفيحاء أو اليرموك بأنه ليس من أهل الكويت، ونقبل في الوقت نفسه بأن نضل الطريق للوصول إلى تيماء أو صباح الناصر، بل قد نتفاخر في ذلك. – نرحب بكل شكل من أشكال القانون في الخارج، ونلتزم به أكثر من أهل البلد أنفسهم، وعندما يطبق علينا القانون في بلدنا نردد "شمعنى إحنا". – نشاهد رجلاً يُسحل وآخر يُقتل وثالثاً يُعذَّب ورابعاً يهان فنردد دون خجل "زين يسوون فيهم"، وعندما يحاول البعض استنكار هذا الوضع بطرق مشروعة نسميهم غوغائيين. – نطالب بتعيين الكفاءات ونذهب إلى شراء الشهادات الجامعية من الخارج. تلاشي الأخلاق مشكلتنا وأزمتنا، وما سبق مجرد شواهد على ما أقول، العلة ليست بمرسوم أو صوت واحد أو أربعة أو حكم قضائي أو احتجاز أو ضرب، مشكلتنا أخلاقية بائسة لن تستقيم معها الحال والأخلاق في تردٍّ وانحدار مستمر، ولا نحرك ساكناً لتقويمها بل نعزز تلاشيها حتى نكمل تكوين الغابة قريبا. كل السلوكيات التي نعانيها هي مجرد تفاصيل لأزمة حقيقية عنوانها الأخلاق، وتقويمها الأساسي هو التعليم والتربية، فالدولة تمتلك فرصة مقدارها الـ14 سنة الأولى من عمر الإنسان من رياض الأطفال إلى التعليم الثانوي نستطيع من خلالها أن نرسم بل ننحت الهوية والأخلاقيات التي نريد على أبنائنا، فنشكّلهم كما نريد، لنقدم للدولة هوية أخلاقية حميدة لكننا لا نفعل، وكما هو واضح لن نفعل للأسف.

سامي النصف

دماء في أروقة الأفنيوز

كبرت وترعرت في منطقة شرق بالعاصمة التي كانت تعتبر شيكاغو الكويت ولم أشهد للمعلومة «هوشة» واحدة على معطى طائفي أو فئوي بل كان الحي بجميع مكوناته يتعارك مع أبناء الحي الثاني بجميع مكوناتهم، ولم ينتج عن الهوشات اليومية آنذاك قتيل واحد اذ كانت العقول والأخلاق والخوف من السلطة والشرطة تمنع حدوث ذلك.

***

لدي معرفة غير مباشرة بأسرة المأسوف على شبابه د.جابر يوسف وأعلم مدى عناية والديه الكريمين به، حيث أحسنا تربيته حتى كبر وأصبح طبيبا، فهل يعقل ان تفقد الكويت ابنا عزيزا ولد على هذه الأرض الطيبة ودرس في مدارسها بسبب خلاف تافه على مواقف السيارات؟! وكيف للأسر الكويتية والمقيمة ان تأمن على فلذات أكبادها وقد أصبح القتل يقوم على معطى خزة عين أو طقة هرن؟!

***

ولا يمكن فصل أسباب تلك الجريمة عن أمرين مهمين، أولهما الاحكام المتهاودة التي لا نشهد لها مثيلا في البلدان الأخرى، فحكم المحكمة الابتدائية على قاتل بالإعدام لا يستبدل فيما بعد بالمؤبد، بل بالبراءة دون محاسبة، اما من حكم على البريء بالإعدام كما أتى في الحكم الأول، أو من اطلق سراح قاتل على الناس كما أتى في الحكم التالي والأمران لا يدعوان للارتياح ويظهران ان هناك خللا في عملية التفتيش القضائي الذي نرجو ان يفعّل على يد مسؤوله الجديد المعروف بالجد والحزم.

***

وقضية مهمة أخرى وهي الربط المنطقي بين هذا التساهل في التعدي على الآخرين وما كانت تشهده منطقة القاتل من تظاهر غير قانوني وتعد على رجال الأمن، ان أمن الأوطان لا يقوم على «القوة» فقط بل قبلها على «الهيبة» والتي متى ما كسرت تفشى القتل والخراب والدمار، ومن هذا تحذيرنا القوي لبعض التوجهات السياسية من تشجيع الصغار على الفوضى والتعدي على الشرطة، فلن ينتج عن ذلك الفعل الخاطئ إلا التحول التدريجي الى منهاجية الميليشيات الشبابية المتناحرة التي تحرق الأخضر واليابس في طريقها.

***

آخر محطة:

 (1) يجب ان يتم بناء عشرات السجون كي لا يتم إطلاق سراح المذنبين بحجة اكتظاظ الزنازين، ولنأخذ بما عمله مدير شرطة نيويورك الذي حولها من أخطر الولايات الى أكثرها أمنا عبر تفعيل مبادئ الشدة وعدم المغفرة والحزم الشديد مع الصغار قبل الكبار حتى لا يتحولوا من مشاغبين إلى عتاة المجرمين!

(2) نرجو ان يكون الحكم على قاتل الدكتور البريء متوافقا مع حجم الجرم، ولا شيء أقل من ذلك!

احمد الصراف

لجنة وطائرة

يبدو أن الحكومة ستستمر في اتباع أسلوب «ضربة على الحافر، وضربة على المسمار» في ما يتعلق بمجمل الأوضاع، وبمحاربة قوى الفساد والتخلف بشكل عام، لفترة قبل ان تستقر الأمور لها اما بفساد كامل او بنجاح قريب من الكمال. ففي بادرة مشجعة قامت اخيرا ببث الروح في لجنة ازالة التعديات. ويكفي لفهم خطورة عمل هذه اللجنة وما تسببه من ازعاج للمفسدين، قيام نائب «كبت أمه» بالتحذير من أعمالها الاستفزازية، كما وحذر نائب آخر، وهو امام مسجد سابق، وممن اثيرت حولهم شبهة مالية من مسؤولين حكوميين، وتم حفظ التهم ضده لعدم كفاية الأدلة، حذر من عودة الممارسات «الاستفزازية» والتعسفية التي تقوم بها ما تسمى بلجنة ازالة التعديات، والتي اعتبرها دولة داخل الدولة! مؤكدا أن تلك اللجنة تمثل كابوسا مزعجا يؤرق راحة المواطنين (يا حرام!) كونها تنزل الى ادنى مستويات الملاحقة (!!) كازالة خيام صغيرة يضعها المواطنون في حدائق منازلهم وتبنى وتزال في دقائق. واعتبر الامام السابق والنائب الحالي، ان احياء أعمال لجنة الازالة والصرف عليها سينعكسان سلبا على «رفاهية» المواطن الكويتي، وأن الوقت الحالي ليس وقت لجنة ازالة وميزانيتها ومكافآت العاملين فيها ومصاريف سياراتهم الخاصة، في وقت يعاني فيه المواطن وعائلته من الكثير، وانهم بين مطرقة ملاحقتهم وسندان الخراب الذي يخلفونه وراءهم! ولا أدري ان كان يتكلم عن مواطنين كويتيين ازالت اللجنة خياماً يقضون فيها أوقات الفراغ، أم يتكلم عن لاجئين سوريين أزالت الحكومة التركية خيامهم؟
وطالب سمو رئيس مجلس الوزراء -وكأن مجلس الوزراء ورئيسه لا عمل لهم غير الانصات لطلبات النائب وكبتاته- بوقف «وحشية» (هكذا) ممارسات اللجنة، وأسلوبها التدميري تجاه حدائق ومظلات وأشجار المواطنين التي يسعون للاستمتاع بها، موجها حديثه الى رئيس الوزراء قائلا: أوقف هذا الكابوس المؤذي، فالكويتيون يحتاجون كل دعم منكم ونعرف حرصكم ودعمكم وشفافيتكم في ذلك.
وهنا نتمنى على اللجنة، التي سبق ان أرسلت لنا ثلاثة انذارات ازالة وقمنا بالاستجابة لها كاملة في حينه، عدم التوقف عند صراخ هؤلاء النواب، والاستمرار في عملها، وان يكون رد فعلها الاستمرار في مهمتها.

***
ملاحظة: ورد على الصفحة الأخيرة من القبس (الجمعة) أن الأمير وليد بن طلال اشترى طائرة عملاقة بمبلغ 500 مليون دولار، وقد أصبت بالرعب لما تكلفته وما بها من تجهيزات فاخرة من حمام تركي، وجدران من المرمر وقاعة موسيقية وموقف لسيارة الأمير الخاصة، ولكن سرعان ما زال رعبي واطمأن قلبي بعد أن علمت بأن «الايرباص 380» هذه مزودة بسجادة صلاة يقوم جهاز كمبيوتر بادارتها باستمرار تجاه القبلة! ولك أن تتخيل وضعية جسم صاحبها وهو يؤدي الصلاة، والطائرة تحلق على ارتفاع 35 الف قدم فوق الارض.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com