يروي المؤرخ د.عبدالرزاق الحسني في كتابه الموسوعي «تاريخ الوزارات العراقية» ان معدل بقاء الوزارة في العراق طوال العهد الملكي 1921 ـ 1958 لم يزد على 6 أشهر للحكومة، وهو في رأيه ما تسبب في قلة الانجاز ووفرة الإخفاق الذي انتهى بكارثة 14 يوليو 58، والأمر كذلك في مملكة مصر والسودان حيث شهدت الحقبة الممتدة من حريق القاهرة في 26/1/1952 إلى انقلاب 23 يوليو 52 صعود وسقوط 6 حكومات مما عجّل بحدوث الكارثة اللاحقة.
***
الحديث الأسخن هذه الأيام هو حول تشكيل الحكومة الجديدة التي هي بيد أمينة ونرجو أن يتم تفهم حقيقة ان كثرة التغييرات تؤثر على انجاز الحكومات الذي هو في النهاية مجموع جهود وزرائها، وجميعنا في هذا السياق متفائلون بانجاز مجلس الأمة الجديد وأعضائه المنتخبين ونود أن يكمل عقد الانجاز بأعضائه المعينين ونعني بالطبع الوزراء.
***
لقد كانت الفترة القصيرة الماضية التي أعقبت تشكيل الحكومة في 5/7/2012 مقياس مؤشر نجاح او اخفاق الوزراء، وواضح ان هناك من نجح في الامتحان بامتياز، ونشمل ضمن ذلك المعطى الوزراء من أبناء الأسرة وعلى رأسهم الشيخ جابر المبارك، ثم الوزراء الآخرين أمثال م.سالم الأذينة والدكاترة فاضل صفر ونايف الحجرف ورولا دشتي والسادة عبدالعزيز الإبراهيم وأنس الصالح ممن لا تحتاج الكويت لاكتمال الانجاز الحكومي بها الا اختيار الوزراء والوزيرات من أعضاء مجلس الأمة.
***
تتبقى حقيقة ان ما يتسرب من اسماء هي عمليات تخمين بحتة لا تعني الكثير، فالقرار يبقى لدى صاحب القرار، ونود أن تضم الحكومة وزراء يمثلون شرائح لم تعد ممثلة تحت قبة البرلمان حتى يتم نزع فتيل الفتنة وصب الماء البارد على المحرضين والمؤججين ممن طلبوا من الآخرين المقاطعة، وبعد أن تسبب طلبهم في عدم تمثيلهم في المجلس باتوا يذرفون دموع التماسيح على من غرروا بهم ويحرضون الشباب على التجمهر والتظاهر، ولو وعى الشباب حقيقة الأمر لتظاهروا أمام بيوت ومنازل وقصور من ورطهم.
***
آخر محطة:
الصوت الواحد أصبح حقيقة قائمة وباقية وعلى الجميع التعامل مع هذا المعطى الجديد ومع حقيقة أن المجلس والحكومة سيستمران لأربع سنوات لتحريك القاطرة الكويتية إلى الأمام مما سيسعد الشعب الكويتي.. من شارك ومن قاطع.