سامي النصف

لقاء في محراب العراب بمعراب!

ضمتنا بالامس في معراب مقر القوات اللبنانية ومحراب رئيس هيئتها التنفيذية ومرشح الرئاسة اللبنانية، والذي يعتبر بمثابة عراب للحركة الوطنية اللبنانية الخالصة د.سمير جعجع، ندوة ضمت محاضرين من واشنطن وطهران وعمان للحديث حول التداعيات الاستراتيجية للاتفاق النووي الايراني على دول المنطقة ومستقبلها.

***

وردا على مداخلة لاحد الضيوف حول ضرورة الاستعداد لحرب عربية – فارسية او حرب سنية – شيعية ذكرت اننا في الخليج لا نرى ذلك، فالحروب التي تشعل على معطى المذهبية والقومية كفيلة بأن تبقى لمائة عام كما حدث في اوروبا، وان حقيقة خلافنا مع ايران أنه خلاف محصور في سياستها، ولو تغيرت ذات صباح السياسة الايرانية وتوقفت عن التدخل في شؤون دول المنطقة العربية التي تنتهي دائما اما بحروب اهلية كما حدث في العراق وسورية واليمن او بانسدادات سياسية كما يحدث في لبنان وفلسطين، واستبدلت سياسة الخسارة – الخسارة القائمة على الانفتاح الحقيقي على دول الاقليم وعدم التدخل بشؤونها الداخلية والتحول بالتبعية بسياسة الربح – الربح لانتهى في مساء اليوم نفسه كل شيء، ولتوقفت الحروب الاهلية بالمنطقة، وفتحت الانسدادات السياسية، وحقنت الدماء، وعاد ملايين المهاجرين لمنازلهم، وتحول الاعداء الى اصدقاء يدافعون عن ايران، فلا إشكال حقيقيا مع ايران وشعبها وحكومتها عدا سياسة التدخل في شؤون الدول الاخرى، ولا شيء غير ذلك!

***

آخر محطة: تحل بعد أشهر قليلة اهم انتخابات في تاريخ ايران ودول المنطقة، وهي انتخابات «مجلس خبراء القيادة» في ايران، والذي مدته 8 سنوات، ويضم 86 عضوا يتم انتخابهم من الشعب، ومن مهام المجلس- حسب الدستور- تعيين وعزل قائد الثورة الاسلامية في ايران (الولي الفقيه)، والذي قد يناط به خلال سريان مدته انتخاب خليفة المرشد الحالي السيد علي خامئني، فإذا نجح المتشددون والمحافظون في حصد الانتخابات فسيستمر النهج القائم، أما إذا نجح الإصلاحيون في تلك الانتخابات فقد نشهد تغييرا جذريا في السياسة الايرانية مستقبلا.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *