اسامة العبدالرحيم

«السيرك الطائفي»!

بين فترة وأخرى، تزداد نسبة مشاهدة السيرك الذي يستعرض فيه المهرجون والحيوانات المُدربة على المسرح قدراتهم ومهاراتهم وسط تصفيق حار وتشجيع من الحضور.

وبكل أسف، يظهر لنا البعض بالمثل مِن مَن يلقّبون بـ “أسود السنة” و “نمور الشيعة” في السيرك السياسي المحلي و الإقليمي بانتهازيتهم، وتناقض مواقفهم التي يتخذونها ويحددونها وفق الطائفة أو الموقع الجغرافي.

مِن الصعب أن يفهم الإنسان لغة الحيوان، ومن الطبيعي أيضاً ألا يفهم منطق مَن يطالب بالحرية لسجين رأي سياسي يؤيده، وفي الوقت نفسه يطالب بسجن رأي يخالفه سياسياً، بل ويحرض ضده!

إن التاريخ يُعرّي الطائفيون والعنصريون، أصحاب المواقف المتناقضة والمبادئ الهشة في الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وكرامة الشعوب، ففي كل موقف نجدهم يناقضون أنفسهم بشكل علني فاضح ومُقزز، ضاربين بالمبادئ عرض الحائط، فأصبحنا نرى منهم اليوم الذي يرفض التعسف بحجز شخص على “تغريدة” هو ذاته الذي كان بالأمس يُشرع قانون لإعدام شخص على “تغريدة” في تويتر !

ونجد منهم أيضاً من يؤيد قمع مَن يختلف معه سياسياً في بلده ويَدّعي أنه مناضل حقوقي عالمي ومدافع عن الحريات، وهو بعيد كل البعد عن ذلك، فالمدافع عن حقوق الإنسان يحتاج لمبدأ ونفس إنساني خال من الكراهية، ومُتجرد من التعصب الطائفي أو العنصري.

هؤلاء المتطرفون من الإسلام السياسي بشقيّه (السني-الشيعي) يفرحون أو يحزنون لانتهاك حقوق الإنسان وفق المذهب أو العرق، لذلك ‏نحن نعلم من هم المدافعون «الحقيقيون» عن الحريات وحقوق الإنسان، ونعلم من هم الدجالون المتناقضون من الطرفين، ونميز ذلك جيداً، وسنعيش بسلام، لو تمكنت كل طائفة من إزالة مهرجيها من السيرك الذي ترعاه جهات مستفيدة من هذا الوضع السيء.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

اسامة العبدالرحيم

للتواصل:

Twitter: @OAlAbdulrahim

Email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *