اسامة العبدالرحيم

” لغة المبدأ وعقلية الثأر “

سأبدأ المقال بأنشودة جميلة للمناضل الوطني البحريني وعضو جبهة التحرير الوطني البحرانية (المنبر التقدمي البحريني حالياً) أ.أحمد الشملان:

«طريقنا أنت تدري شَوكٌ ووَعرٌ عسير
موت على جانبيه لكننا سنسير
سنمضي سنمضي إلى ما نريد
سنمضي لنبني كويتاً جديد
سنمضي سنمضي إلى ما نريد
وطنٌ حُرٌ وشعبٌ سعيد».

مع تسارع الأحداث الأخيرة في الكويت، وتزايد أجواء الاحتقان الطائفي، برزت تناقضات البعض بشكل واضح وفاضح في اتخاذهم لمواقف مبنية على أساس طائفي وعنصري، بالإضافة إلى نمو ثقافة وعقلية الثأر، فمن كان يُطبل ويُصفق لتعسف «الداخلية» بضرب كل مَن يريد التصدي للفساد ويجاهر برأي سياسي معارض للنهج المشيخي والحلف الطبقي المسيطر، ويُنادي بالإصلاح السياسي من شباب القوى الوطنية التقدمية والديمقراطية وغيرهم من الناشطين السياسيين والمُدافعين عن حقوق الإنسان، أصبح اليوم يتباكى ويستنكر هذا النهج القمعي، بعد وصول هذا التعسف لأبناء طائفته وجلدته.. وبالمثل في الطرف الآخر، فمن كان يُعاني القمع والنهج البوليسي، اتخذ موقف الثأر، وأصبح يتشمت في تعذيب مَن هُم من غير طائفته وجلدته، و«الأمثلة تُضرب ولا تُقاس».

وللأسف، البعض شوَّه صورة العمل الحقوقي بالنفس الطائفي والقبلي، وأصبحنا نسمع عن محامي الطائفة والقبيلة.

إن التعويل في مثل هذه الأجواء الطائفية المحتقنة على القوى الوطنية التقدمية والديمقراطية، التي كانت ولاتزال مسطرتها واحدة في التصدي لخطر الإرهاب والتطرف الديني، بخطابها الوطني المتزن، الذي يجمع ما بين العقل والمبدأ، يُحرج ويعرّي انتهازية وتناقض المواقف التي تتخذها قوى الإسلام السياسي بشقيّه (السُني- الشيعي)، وفق مصالحها، لاعتبارات إقليمية، وتحديدا السعودية وإيران.

وأخيرا نقول، تنص المادتان 7 و9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بأنه «لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة، ولكل فرد الحق في الحرية والسلامة الشخصية، ولا يجوز القبض على أحد أو إيقافه بشكل تعسفي».. ومن هذا المنطلق، نرفض التعذيب وإهانة كرامات الناس، فحقوق الإنسان ليست حكراً على مجموعة أو طائفة، من دون أخرى، ولن نتشمت، كما فعل البعض من الطرفين، بل سندافع عن حقوق الذين يختلفون قبل أن يتفقوا معنا، فلغة المبدأ يصعب استيعابها مِن مَن يتخذون مواقفهم من مُنطلقات طائفية أو عنصرية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

اسامة العبدالرحيم

للتواصل:

Twitter: @OAlAbdulrahim

Email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *