سعد المعطش

خبول الكويت والخليج

عندما تريد التحقق من أمر ما فعليك أن تفاجئ الشخص بسؤال لم يكن يتوقعه نهائيا، وهذا الأمر حدث فعلا كما أخبرني كبار السن، ففي لجنة منح الجنسية الكويتية في بداية الستينيات كان بعض أعضاء اللجنة يسأل من يتشكّكون في أمرهم عن المجانين في بعض الفرجان والأحياء والمناطق.
لقد كانوا يسألون عن المجانين وليس الخبول، فالخبل إنسان «يقط خيط وخيط» ويرجى فيه بعض الخير حين يتم علاجه، ولكن المجنون «الله يخلف على أهله» ولن يفيد فيه حتى الكي، فقد كان المجانين قلة في الكويت وقد يكونون سبب تسمية فريجهم باسمهم مثل بيت سعد المزيون في درب الزلق أو بيت «علي الحرامي».

اليوم لو قدر أن تعود تلك اللجنة للوجود فإن عليهم أن يغيروا سؤالهم «كم عاقلا تعرف في الكويت» فقد كشفت لنا وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا ما يسمى «السناب شات» كثيرا من الخبول والمجانين الذين كان البعض يغبطهم بالعقل، ولكن تلك الوسائل أظهرتهم على حقيقتهم.

المصيبة ليست بالمجانين من الرجال وأشباه الرجال، ولكن المصيبة بالمجنونات على تلك المواقع فحين تصورين نفسك فإنها ستخزن عند كثير من الناس وقد تعرض في يوم من الأيام، سيشاهد ولدك أو حفيدك تلك المقاطع، وحينها هل سيفتخر بأن تكوني جدته أم سينحر لك أضحية بعيد الأضحى، أم سيلعن الساعة التي عرف انك جدته؟.

لقد كان المجانين محصورين في مناطقهم ولكننا الآن نعرف المجانين ليس في المناطق البعيدة بل عرفنا كل خبول ومجانين الكويت وبعض البلدان الخليجية، فشكرا لوسائل التواصل الاجتماعي التي عرفتنا بمن لولاها لما عرفناهم وخدعونا بشخصياتهم المزيفة.

أدام الله من احترم نفسة وعائلته لتفخر به، ولا دام خبول وخبلات التواصل الاجتماعي.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *