سعد المعطش

زبيل الفجل

التسوق في سوق المباركية ممتع لتنوعه ففيه ستجد كل الأطياف البشرية، فهذا السوق تجد من رواده الفقير والغني، الجيكر والجميل، والجميع يمارس هوايته في التسوق أو بتناول الأطعمة، ولكن هناك عادة قديمة ولكنها اختفت منذ سنوات عديدة وهي عادة المناداة التي كان يرددها البائعون على بضاعتهم.

فقد كنا نسمع تداخل الأصوات بينهم ونعرف الأسعار من خلال أصواتهم، فمنهم من كان يصيح بخمسين الرقي الحمر بخمسين، وهناك من يصيح بأن الخضرة الورقية «الفجل» بخمسة فلوس، وسبب هذا الصياح هو لجذب الزبائن وبسبب هذا الصوت العالي خرج علينا المثل القائل «كل يصيح على ما بزبيله».

اختفت تلك الأصوات التسويقية في الأسواق الشعبية ولكنها ظهرت في أماكن أخرى وهو سوق عدد محلاته لا يتعدى الخمسين محلا فقط وهم يقلدون نفس صيحات سوق «الحجية» وهو الاسم الذي يحب البعض أن يطلقه على سوق المباركية.

أغلب بسطات السوق البديل يملكها أشخاص لا يعملون بها ولكنهم وظفوا باعة يستطيعون أن يسوقوا بضاعة الملاك الحقيقيين دون أن يكون للعمال أي رأي ودورهم الحقيقي هو مثل دور غلام الهندي في درب الزلق لا يقدم ولا يؤخر، وقد تجد أن شخصا واحدا وظف أكثر من عامل في بسطاته التي يملكها وربما كان هناك أشخاص متشاركون في نفس البسطة.

الباعة الجدد لا يختلفون عن الباعة القدماء فكل منهم يصيح على ما «بزبيله» وقد اتضح أن أغلب تلك «الزبايل» لا يوجد فيها إلا الفجل والبصل الأخضر فلم نسمع أحدهم يصيح بأنه يبيع الفراولة أو الكرز وأود أن أشير إلى أنه في حال ظن أحدكم أنني أقصد أشخاصا معينين فأنا غير مسؤول عما يفكر به.

أدام الله من تحدث عن زبيل المصالح العامة ولا دام من يصيح عما في زبيل غيره.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *