سامي النصف

مذابح تحت رايات الأمم المتحدة!

في عام 1994 أرسل القائد الكندي لقوات الأمم المتحدة في رواندا الجنرال ديلئير التحذير بعد التحذير لأمينها العام السيد بطرس غالي (1992-1996) من عمليات المذابح والإبادة الجماعية القادمة لقبائل التوتسي من جيش الهوتو، طالبا السماح لقواته بتدمير مخازن الجيش لمنع تلك المذابح ولم تتحرك الأمم المتحدة الا بعد ارتكاب جيش الهوتو مجازر ذهب ضحيتها مليون من التوتسي.

***

وفي عام 1995 وإبان الحرب في البوسنة والهرسك تمت مذبحة سربرنيتشا الرهيبة حيث قتل الصرب الرجال والأطفال واغتصبوا النساء البوسنيين امام الكتيبة الهولندية التابعة للأمم المتحدة المناط بها حماية المدنيين وفي فبراير 2007 أصدرت محكمة العدل الدولية حكما باعتبار ما حدث في البوسنة هو عمليات إبادة جماعية تخجل منها الإنسانية، مشيرة لقصور الأمم المتحدة وقواتها في منع مذبحة سربرنيتشا وقد ادت تلك المذابح لعدم التجديد للأمين العام للأمم المتحدة د.بطرس غالي وأصبح الوحيد في تاريخها السابق واللاحق الذي لم يحز دورتين في منصبه وقد خلفه السيد كوفي انان.

***

في عام 1995 صدر القرار الأممي رقم 986 والمسمى ببرنامج النفط مقابل الغذاء في العراق ولم ينفذ الا في عام 1996 وكان المقصود من البرنامج ان يتم بيع النفط العراقي تحت اشراف الامم المتحدة وتستخدم امواله لشراء الغذاء والدواء للشعب العراقي المحاصر، وقد تكشف لاحقا وكما اتى في تقرير لجنة بول فولكر عام 2005 ان الفساد طغى على تلك العملية وأن رئيس البرنامج القبرصي بينون سيفن وابن كوفي انان ومئات الشخصيات السياسية والاعلامية قد استفادت بطريقة غير مشروعة من اموال ذلك البرنامج حيث تحولت الاموال من شراء الغذاء والدواء الى جيوب المتنفذين وذهب ما يقارب مليون طفل عراقي ضحية فساد نظام صدام وفساد مسؤولي الامم المتحدة.

***

آخر محطة: هذه الأيام نسمع عن جمع المليارات التي يسيل لها لعاب الفاسدين في الامم المتحدة وخارجها لمساعدة الشعب السوري ونرجو الا نكتشف لاحقا ان تلك الاموال طالها الفساد ـ كالعادة ـ ومن ثم نشهد موت آلاف السوريين من الجوع ومعهم حرمان ملايين الاطفال السوريين من التعليم والصحة رغم وجود المبالغ المخصصة لرفع تلك المعاناة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *