أ.د. غانم النجار

الهند بلا مقدمات

ترتفع عالياً لوحة رخامية صغيرة، لن يلحظها أحد بسهولة، على مسجد السوق الكبير، في وسط الكويت العاصمة، مكتوب عليها العبارة التالية: “دائرة أوقاف الكويت العامة (السوق)، أسس هذا المسجد محمد بن حسين بن رزق سنة 1209 هجرية، جدد بناءه يوسف آل صقر بمعاونة بعض محسني الهند سنة 1255 هجرية، جدد بناءه دائرة الأوقاف سنة 1373 هجرية”.
بالطبع ما يلفت الانتباه هنا هو أن “بعض محسني الهند” جادوا بما لديهم لدعم ترميم مسجد في الكويت. وبالطبع الشكر كل الشكر لذلك الإنسان المجهول الذي حرص على أن تستمر هذه القطعة الرخامية الصغيرة بحجمها والكبيرة بمعناها، ولم يهشمها أو يكسرها انتقاماً من ماضٍ، يمجدونه بالنهار، ويدمرونه بالنهار أيضاً.
في الهند أكثر مما في غيرها، يطلق عليها “درة التاج”، وقال فيها الكويتيون الأوائل: “الهند هندك إذا قل ما عندك”. متابعة قراءة الهند بلا مقدمات

سامي النصف

المبادرة السعودية – الإماراتية الذكية

لا يحتاج أحد لذكاء شديد لمعرفة ان الأمور في الباطن تختلف تماما عن الامور في الظاهر بالمنطقة، وأن تمدد تنظيم داعش اللقيط الذي لا يتبناه أحد في العلن، ويدعي في المقابل الجميع محاربته وخلقه لامبراطورية لا تغيب عنها الشمس تحت شعارات المحاربة تلك التي لا يمكن ان تكون وليدة المصادفة، فالتنظيم والجهلة من منضويه لايصنعون الأسلحة والذخيرة والمركبات والدبابات التي يلمع حديدها وطلاؤها الجديد تحت اشعة الشمس، كما لا يستطيع احد فهم سر تسليم جيشي المالكي والاسد أراضي العراق وسورية الشاسعة وأسلحة جيشيهما الحديثة دون حرب لقوى التنظيم، كما لم يفهم احد كذلك كيف انتقل ذباحو التنظيم ومخرجو ومصورو جرائمه ومعداتهم الضخمة خلال ايام قليلة من بادية الشام، حيث أحرقوا الطيار الاردني معاذ الكساسبة، لشواطئ ليبيا، حيث نحروا وصوروا الاقباط المصريين، فواضح ان ذلك الانتقال لا يمكن أن يتم إلا في طائرات ضخمة تقلع وتهبط من مطارات معروفة وبعلم سلطات الأجواء التي تمر بها تلك الطائرات وإلا أنذرت وأسقطت! متابعة قراءة المبادرة السعودية – الإماراتية الذكية

عيد ناصر الشهري

وزير التجارة غافل عن محتالي أنشطة التسويق العقاري

كانت هناك عدة حالات نصب في الكويت في السابق. منها شركة أغذية اسمها «هبتكو» كانت توعد الناس بأرباح خيالية، ثم هربوا باموالهم. ويقوم المحتالون بالعمل في الكويت باستخدام التراخيص والطرق الرسمية. ثم في نهاية المطاف يهربون الى خارج الكويت، وياكلون اموال الناس بالحرام. لذلك يكون السؤال: ما دور وزارة التجارة في إيقاف هذه الحالات وحماية اموال الناس؟
ينحصر دور وزير التجارة حالياً في منح التراخيص من عدمها. وهناك شروط للعديد من التراخيص، وليس من الصعب استخراجها. ولن يستطيع الوزير منع التراخيص بحجة الاشتباه بالنصب الا في حالة وجود سوابق على اصحاب الترخيص. لكن الدور الثاني لوزارة التجارة هو مراقبة الاعمال التجارية للشركة ومطابقتها مع البيانات المالية. وتوجد سلطة للوزارة في مراقبة الدفاتر التجارية للشركات. لذلك يجب على الوزير إعطاء أوامر مباشرة بالتدقيق على البيانات المحاسبية والدفاتر التجارية والحسابات البنكية. ثم يجب مطابقة تلك الحسابات مع طريقة العمل. متابعة قراءة وزير التجارة غافل عن محتالي أنشطة التسويق العقاري

احمد الصراف

أنا الجاهل

اعتبرني أحدهم، في مقال له، جاهلاً في الدين، ولست بناكر ذلك، وبالتالي من حقي أن أصفه بالجاهل بالتاريخ وبحقوق الإنسان، وبأن من أصول دينه عدم الاتهام من دون دليل.
أولاً، الإلحاد لم يبدأ مع السوفيت، لينتهي بهم، يا مدعي المعرفة، فتاريخه هو بقدم الأديان نفسها. كما أن اتهام الناس بالكفر والإلحاد والهرطقة ليس أمراً جديداً، فقد كان سلاح العاجز طوال التاريخ، واستخدمه الطغاة والجهلة والسراق للتخلّص من خصومهم. فليس هناك أسهل من أن نتهم شخصاً ما بالكفر، لتقوم الغوغاء بالتخلص منه، لنكتشف تالياً أنه كان أفضل وأشرف من خصومه، ومن شاركوا في صلبه!
كانت هابيتا الإسكندرانية (540م) ربما أول فيلسوفة في التاريخ، وأول ضحية للتطرف الديني. كان لها باع في الرياضيات، وناقشت في محافل الإسكندرية حقوق المرأة، وقالت إن رجال الدين يفسرون الكتاب المقدس لمصلحة الرجال، فحرض رجال الدين الرعاع ضدها، فقُتلت. وقال المؤرخ ترتليان إن أفكارها الفلسفية لن تموت بموتها. متابعة قراءة أنا الجاهل