فؤاد الهاشم

«عمالقه المسرح»..الكويتي!!

..قبل عشرة أيام، كنت فى المستشفى الأميرى لزيارة مريض، وقبل الدخول من البوابة شاهدت صديقاً قديماً خارجاً منها، وما أن رآنى حتى قال لى: «أبو عدنان فى مركز القلب، وهو موجود هناك منذ ربع ساعة»!!

كان يقصد الفنان الكبير الأستاذ «عبدالحسين عبدالرضا»، ذلك الإنسان الذى يفرح الطفل لمشاهدته، ويضحك الرجل لتعليقاته، وتسعد المرأة لقفشاته، ويحزن الجميع..لمرضه!!

أنهيت زيارتى للمريض، وتوجهت إلى مركز القلب، وشاهدت الفنان الكبير ودعوت له بالسلامة، فدار بيننا حديث قصير وسريع لكنه «دسم ومدهن» حول المسرح الجديد فى السالمية الذى تكرمت الحكومة مشكورة وبعد طول إنتظار وعناء ومناشدات -فأطلقت اسم «عبدالحسين عبدالرضا» عليه، وهو حى يرزق- أطال الله فى عمره يعيش معنا ويرى مقدار حب الناس له رؤية..العين!!

طرحت على «أبو عدنان» أن يقدم على هذا المسرح «عملاً صغيراً وسريعاً» من أجل..«تثبيت الاسم» عليه، لكنه رد على اقتراحى وبصورة أسرع قائلاً: «ليس عملاً صغيراً، لابد من عمل كبير..وكبير جداً من أجل تثبيت الاسم على المسرح لعقود قادمة من..الزمن»!!

بهرنى الفنان الكبير بقوة عزيمته وحبه لفنه وتقديره لجمهوره، فبينما يعانى من مشاكل صحية معتادة نتيجة الإرهاق فى العمل، ويغيب عنا -أحياناً- فى مسلسلاته الرمضانيه، إلا انه ما زال فى عنفوان العطاء الفنى، وربما أعلن هنا خبراً جديداً لعشاق فن «أبو عدنان» بأن عملاً كبيراً قادماً سوف يشاهده جمهوره العريض ويضاف إلى الكنوز الرائعة التى وهبنا إياها طيله الخمسين سنة الماضية، ومنذ أيام تلفزيون «الأسود والأبيض» ومسرح الراحل «عبدالعزيز المسعود» فى..كيفان!!

عزيمة هذا الرجل غير عادية على الإطلاق، فبينما أطرح عليه -خوفاً على صحته- «عملاً مسرحياً صغيراً رمزياً» على مسرح «عبدالحسين عبدالرضا» الجديد فى السالمية، يصر الرجل على اختيار سلوك الطريق الصعب والطويل والمرهق، وهو تجهيز عمل كبير وعملاق، الله وحده يعلم كم سيكون إنجازه مرهقاً ومتعباً لكنه ليس مستحيلاً على عملاق مثل هذا الفنان!!

زمان، وقبل أكثر من 25 سنة، كتبت مقالاً قلت فيه إننى أحلم بأن -ليس أن نطلق اسم «عبدالحسين عبدالرضا»- على مسرح فقط، بل أن تكون هناك فرقة مسرحية باسم «فرقة عبدالحسين عبدالرضا» تقدم مسرحية كل سنة، وتخلد اسم صاحبها وكل من يشارك معه عبر الزمن، مثل..«فرقة نجيب الريحانى»، و«فرقة على الكسار»، و«فرقة إسماعيل ياسين»، تلك الأسماء التى علقت بأذهان أطفال الأربعينيات -فى مصر- وكبروا معها، وما زالت باقيه فى قلوب كل المصريين والعرب!!

أخبرنى «أبو عدنان» -فى هذه العجالة والدردشة السريعة معه- كيف إنه اشترى ثلاث قسائم فى بدايات الثمانينات من أجل بناء مسرح ضخم عليها ومزود بكل التقنيات، ومن جيبه الخاص، لا يريد من الدولة سوى كلمة «لا مانع» على الورقة اليتيمة التى قدمها للبلدية وعليها بضعة سطور يعلن فيها رغبته تلك، لكن الجواب الصادم كان..الرفض المطلق، والرفض…«بالثلاثه بعد»!!

كل ما أتمناه الآن -ويتمناه عشرات الآلاف من أبناء الشعب الكويتى- أن نشاهد هذا العمل الكبير قريباً جداً، وكذلك أن يبقى اسم «عبدالحسين عبدالرضا» خالداً على هذا المسرح، وأن يوصى «أبو عدنان» ذريته من بعده بأن لا يطلبوا حذف اسم والدهم من عليه، كما حدث مع مسرح الراحل الكبير «عبدالعزيز المسعود» فى كيفان لأننا نريد لأحفادنا وأبناء الأحفاد أن يتردد اسم هؤلاء الكبار على ألسنتهم لترطيب ذكراهم العطرة حتى تجنبها جفاف السنين..والنسيان!!

وحتى ولو تم ذلك، فإن أسماء «المسعود» و«عبدالرضا» وغيرهم ستظل محفوظة فى..صدور الناس، وصفحات التاريخ!!

***

..أنا فى الستين من عمرى، ومنذ أن كنت فى العاشرة -أى قبل نصف قرن بالتمام والكمال- وأنا أسمع وأقرأ عن..«إحالة عدد من أعضاء مجالس إدارات الجمعيات التعاونيه إلى النيابة»!!

وإلى يومنا هذا، لم يدخل أحد السجن، ولم تلغ الحكومة الجمعيات التعاونيه حتى بت مقتنعاً إن «عضوية مجلس إدارة أى جمعية تعاونيه» هى نوع من أنواع «توزيع الثروة» -مثل «التثمين»- الذى اخترعته الديرة لتوزيع الدخل النفطى على المواطنين!!

***

النائب السابق «وليد الطبطبائى» حليف لحركه حماس، وحليف قوى أيضاً وكذلك الجمهورية الإسلامية فى إيران، وبالتالى، هو وطهران فى جبهة واحدة تدعم حماس !!

أيضا، هو مناصر للرئيس المصرى «المخلوع محمد مرسى وجماعته»، وهؤلاء تناصرهم إيران فهل ما يكتبه «وليد» من تغريدات ضد إيران هى حقيقية أم «تقيه»؟!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *