فؤاد الهاشم

الدجاجة الملونة وثلاث مضيفات!

معظم شركات الطيران في العالم تستخدم الطيور والحيوانات كشعار لطائراتها، فالكويتية شعارها على شكل طائر، والخطوط النيوزيلندية تعتز بطائر اسمه «الكيوي» لا يطير ويشبه البطريق لكنّ حجمه أصغر، والأسترالية تضع صورة «الكانجارو» على ذيل طائراتها والقطرية تستخدم «رأس المها» كشعار لها.. إلى آخره.


ذات يوم ركبت طائرة ذات محركات ملك شركة طيران محلية، من عاصمة الإكوادور في أميركا الجنوبية واسمها كيتو إلى مدينة أخرى داخل البلد ذاتها وتبعد عن العاصمة حوالي ساعة طيران وتدعى غواياكيل وهي مركز اقتصادي وتجاري هام ويسيطر رجال المال والاقتصاد والسيارات، والسياسيون أيضا، على مقاليد الأمور فيها وأغلبهم يتحدثون العربية لأنهم من أصول لبنانية هاجر جدودهم إلى هذا الجزء من العالم قبل 80 أو 90 سنة.

كان شعار الطائرة، المرسوم على ذيلها، «دجاجة ذات ريش ملون»! استغربت وجود صورة الدجاجة الملونة على ذيل طائرة، فدفعني الفضول إلى سؤال المضيفة التي ضحكت وقالت لي: «إنك الراكب رقم مليون الذي يسألنا هذا السؤال، وفي كل مرة نقول له إن هذا المخلوق ليس دجاجة، بل طير لا يطير يعيش في غابات الأمازون ويتحرك من فرع شجرة إلى آخر قفزا».

سألتها إن كان هذا الطير يؤكل أم لا فردت بالإيجاب، وقالت «إنه لذيذ مشويا أو مسلوقا»، فعلقت على حديثها، مداعبا، «لكنه ليس لذيذا وهو مرسوم على جناح طائرتكم»!.

متاعب السفر في الطيران كثيرة وهي لا تعد ولا تحصى، منها انسداد الأذن، وتورم الأقدام وتخشب الساقين و.. جلوس شخص بجانبك يصر على أن يضع رأسه على كتفك وهو مستغرق في النوم.. إلى آخره، لكنني اكتشفت تعبا جديدا لم يخطر على بال أحد، وهو الجلوس على أحد المقاعد في الدرجة السياحية في رحلة طيران «أميركان-إيرلانيز» متجهة من مطار أوهيرا في شيكاغو بولاية الينوي الأميركية إلى مطار لاغوارديا بمدينة نيويورك في رحلة تستغرق حوالي الساعتين، وخلفك تماما تجلس ثلاث مضيفات «خارج العمل» لم تشاهد إحداهن الأخريين منذ فترة، ليست بالقصيرة.. كما فهمت من حديثهن الجماعي!

كن يتحدثن معا في وقت واحد، وابتدأت الثرثرة النسائية منذ أن طوى الطيار عجلات الطائرة بعد إقلاعها بدقائق حتى عاد وأخرجها، مرة أخرى، قبل الهبوط بدقائق أيضا! تمنيت أن أصاب بأحد أعراض الطيران وهي انسداد الأذنين، لكن ذلك لم يحدث، لسوء الحظ، وشعرت كأن رأسي قد تورم فانتفخ حتى أصبح كرأس ديناصور من كثرة الكلام النسائي، وكانت آخر جملة سمعتها من إحداهن وهي تقول لزميلتيها عند الخروج من باب الطائرة: «دعونا نجلس في كافيتريا المطار لشرب القهوة وإنهاء.. حديثنا الذي لم يكتمل بوصول الطائرة سريعا».

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *