سامي النصف

عام جديد ومشاكل قديمة!

الأعوام حسابات تتزايد بالأرقام حتى يرث الخالق الأرض ومن عليها دون أن يعني الرقم الجديد شيئا في ذاته، حيث إن ثوب عام 2015 وما بعده ينسج من خيوط عام 2014 وما قبله، وان كان العام الجديد يمنحنا الفرصة الثمينة لتغيير مسارنا الكوارثي السابق اذا ما أقررنا بخطأ ذلك المسار وعملنا بجد لتغييره، أما الأمنيات التي نتبادلها مع بداية كل عام بالتغيير للأفضل فلا قيمة لها ولن يتحقق منها شيء ما دمنا لا نغير ما في أنفسنا وسيزداد الحال سوءا في عامنا هذا على الأرجح حتى اننا سنترحم كثيرا على عامنا الذي مضى رغم سوئه!

****

أولى مشاكل الأمة المزمنة التي سترتحل معنا الى هذا العام وكل عام ـ والواجب ان نقترب منها بفكر جديد بعدما حلت مشاكل مماثلة لها في العالم ـ هي القضية الفلسطينية، والواجب ان نأخذ بـ«فقه الواقع» لا «فقه المناكفة والأحلام»، وان نتوقف عن الاستماع للمزايدين كحركة حماس وحلفائها، وأن نعلم أن نهج الغوغائية والشدة والمزايدات عديمة النفع الذي عمل به منذ اليوم الأول لبدئها قبل مائة عام هو من أوصلها لهذا الدرك المتدني.

والمشكلة الثانية المزمنة شديدة الخطورة التي علينا أن نتعامل معها هي حقيقة علو وسيادة قوى التطرف وميليشياتها المسلحة على الساحة العربية، لذا وجب عزلها وكشفها وتخفيف ضررها والانتقال بالأمة من حالة القبول بالتطرف بل وأحيانا دعمه بالمال ومساندته بالرجال، الى حالة المحاربة الشديدة له بالفكر وبالقوى الامنية املا ان تطفأ الحرائق التي اشعلها في العديد من دولنا العربية وكي لا تمتد النيران إلى دول جديدة.

****

المشكلة الثالثة المرحّلة معنا إلى هذا العام هي اهتمامنا الشديد والزائد بالسياسة على حساب الاقتصـاد والتنمية وتطويـر الـذات، والواجـب ان نبـدأ بإعطـاء ظهورنـا لا صدورنا للسياسة، وان نوجه طاقات شباب ورجال ونساء الأمة الى التعليم النوعي والتدريب وإتقان وتوقير العمل، وجميعها أمور ووصفات مجربة أخذت بها أمم الأرض الأخرى فنهضت وتطورت وتركت السياسة للقلة المحترفة من الساسة، فهلا فعلنا كما فعلوا كي ننهض كما نهضوا؟!

****

آخر محطة: 1- على حكماء أمتنا العربية ان يستنبطوا حلولا واقعية تنهي إشكالات الأمة مع جيرانها المؤثرين على قاعدة «الربح ـ الربح» بدلا من قاعدة «المناكفة ـ المناكفة» التي تؤدي الى «الخسارة ـ الخسارة»!

2- وسؤال يتكرر هذا العام وكل عام، وهو من يوفر السلاح والمال الوفير للجماعات المتطرفة بكل أطيافها التي تعيث في أوطاننا العربية تدميرا وقتلاً وسفكاً للدماء وتهجيرا للرجال والنساء؟ لماذا لا يفخر الداعمون بما تفعله تلك القوى التابعة لهم ويكشفون بالتبعية عن أنفسهم؟!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *