فؤاد الهاشم

حين «تكنس» «كوندليزا».. الحوش والسطح!

مازلت وبعد حوالي ست أو سبع سنوات أضحك على تعليق عجوز كويتية قديمة من مواليد 1925 حين شاهدت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة السمراء «كوندليزا رايس» على شاشة التلفزيون وقالت عنها:«خوش عبدة هذه حق خمام الحوش والسطح» !! ولدت هذه السيدة القديمة في زمن ومجتمع كان يوجد لديه خدم يأتون بهم من أرض بعيدة أطلق عليها الاستعمار البريطاني اسم «القارة السوداء» مثلنا في ذلك مثل القارة الأميركية التي شحن إليها الملايين من هؤلاء السود كعبيد طوال القرون الماضية وقد زرت جزيرة «غوري» التي تقع أمام سواحل السنغال وكانت مركزا لتجمع العبيد داخل زنازين كالقبور قبل أن تأتي سفن «الرجل الأبيض» وتشحنهم إلى المجهول!

جزيرة «غوري زارها «أوباما» و«مانديلا» و«مارتن لوثر كنج» و«القس توتو»..وكل «القيادات -الخوال» في هذا العالم!! قلت للعجوز الكويتية وأنا أضحك «إن هذه السيدة السمراء ليست من مهماتها أن تكنس الحوش أو السطح بل تكنس .. دولا وزعماء في العالمين العربي والإسلامي»!
عندما أعلن الرئيس الأميركي «باراك حسين أوباما» في السنة الأولى لولايته وأمام عدسات تلفزيونات العالم إنه قرر ..«إغلاق معتقل غوانتانامو» مرة واحدة إلى الأبد اتصلت بزميلة أميركية تعمل في صحيفة «نيويورك تايمز» وسألتها :هل يعي الرجل ماذا يقول ؟! ضحكت الزميلة وقالت «لن يستطيع حتى وإن حاول»!! مرت السنوات وتبين صدق ما قالته الصحافية الزميلة ومازال المعتقل مفتوحا مما يعني ان هناك «حاكما أخر للولايات المتحدة» لم يوافق على قرار رئيس الولايات المتحدة الاميركية!
ظهر تقرير التعذيب الذي تمارسه أجهزة المخابرات هناك ضد أحد المعتقلين عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقد قرأت طرق ونوعيات وأشكال التعذيب الأميركي فوجدته مقارنة بنظيره السوري او العراقي أو السوداني .. إلى أخره كأنه «فسحة قصيرة وسط مطاعم ومحلات الأفينوز أو ..ثري سيكستي»!! من وسائل «التعذيب» التي يطبقها رجال المخابرات المركزية هي «الحفاضة» إذ يمنع المعتقل من الذهاب إلى دورة المياه ويجبر على لبس «الحفاضة» ليقضي حاجته بها مثل الأطفال أو كبار السن ويعتقدون أن «إهانة» كهذه قد تجبر معتقلا جاء من العالم العربي أو الثالث يمكن أن تجعله يتألم ..ويعترف!
هربت فتاة عراقية عام 1997 من العراق إلى لندن وهناك كتبت مذكرات مرعبة عن حكايتها مع «عدي» ابن« صدام حسين» الذي اعتاد على اغتصاب الفتيات وبعدها ..يأتون بـ«وشم مصنوع من الحديد» ومطبوعا عليه اسمه وبعد تسخينه في نار حامية يلصقه في مكان قريب جدا من منطقة حساسة بجسد المرأة فيشعر بسعادة بالغة كما قالت هي في مذكراتها حين يرى اسمه مطبوعا في ذلك المكان! كانت «حرائر العراق» توسم بالنار كما توسم الإبل والخيل والبغال ثم تأتي كاتبة مثل «أحلام مستغاني» وتقول «أنا أعشق صدام حسين وأريد أن أعتذر له عند قبره» وتنسى أن تعتذر لالاف الفتيات والحرائر الموسومة أماكن عفتهن باسم ابن من ..تعشقه!
من وسائل التعذيب الاميركية « التهديد بالتابوت» وإجبار السجين على الجلوس أرضا وتحت ركبتيه .. عصاة .. إلى أخره!! ومع ذلك فقد اهتز الشارع الاميركي وبادر الرئيس «الأسمر» للاعتراض والاحتجاج على هذه الأفعال قاطعا الوعد تلو الأخر لشعبه بأن ذلك لن ..يتكرر! لكن الأمر ليس بهذه السهولة و«الحاكم الحقيقي للولايات المتحدة الاميركية» لن يوافق على إلغاء التعذيب «الخفيف» هذا ولن ينفذ أوامر ..«رئيس الولايات المتحدة الاميركية»!
ليست تلك العجوز الكويتية القديمة الطيبة هي من تعتقد بان «الأسود» لابد أن يعمل في ..«خمام الحوش والسطح» بل إن العديد من «السكان البيض» في أميركا ما زالوا يؤمنون بذلك وهو ما قاله «اوباما» بنفسه بدليل سقوط العديد من الضحايا السود نتيجة «قناعة بيضاء» بأن على جزيرة «غوري» السنغالية أن تستعيد كل رعاياها التي استضافتهم على أرضها وتعيد من أرسلتهم إلى «أرض الميعاد» .. البيضاء!
****************************************
أخر كلمة:
كان يعمل عندي قبل الغزو سائق عراقي مصاب بـ«عرج خفيف» كان سببه إنه حارب على الجبهة ضد إيران لثلاث سنوات ولأن صدام حسين لا يسمح لأحد بترك «العسكرية» إلا ..ميتا أو مصابا فقد قرر هو والعديد من رفاقه الجنود والضباط أن «يدعس» كل واحد منهم على «لغم مضاد للأفراد» بطريقة معينة بحيث يبتر الانفجار أصبع مشط القدم فقط ليصبح معاقا فيترك ..العسكرية !! ..تكبير!!.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *