سامي النصف

الجانب الفني لأحداث سبتمبر 2001!

تفشي نظرية «المؤامرة» لدى الشعوب العربية سببه الرئيسي وفرة ما تتعرض له بلدان المنطقة من مآس وكوارث، فعندما كانت شعوب أوروبا تعاني من الحروب والدمار والاغتيالات كانت نظرية المؤامرة على أشدها لديهم؛ لذا ما إن تعرضت الولايات المتحدة لأحداث سبتمبر 2001 والدمار المصاحب حتى انتشرت لديهم كذلك نظرية المؤامرة بمئات السيناريوهات المختلفة.

****

في عام 1994 خطفت طائرة الايرفرانس بعد إقلاعها من الجزائر من قبل 4 متشددين إسلاميين وحطت في مطار مارسيليا، وقد طلب الخاطفون أن تملأ خزانات الطائرة بالوقود لحدها الأقصى وأن تتجه لباريس بحجة أنهم ينوون عقد مؤتمر صحافي هناك، فعرض عليهم بالمقابل أن يعقدوا المؤتمر في مرسيليا، ولكنهم رفضوا مما أثار الشكوك وتم اقتحام الطائرة وقتل الخاطفين وإنقاذ الركاب والطاقم، وقد عُلم لاحقا أنهم أرسلوا لإسقاط الطائرة المحملة بالوقود على أحد معالم باريس أو مبانيها الرئاسية.

****

وفي شهر يوليو 2001 كنت أعمل وطائرتي مع مصر للطيران عندما أتت تعليمات سيادية عاجلة لجميع شركات الطيران بعدم الإقلاع من الممر 23R أو الهبوط بالاتجاه المعاكس أي على الممر 05L، واتضح أن تلك التعليمات هي لمنع الطائرات المدنية من التحليق في إقلاعها أو هبوطها فوق قصر الرئاسة بمصر الجديدة؛ مما يدل على أن هناك معلومات تسربت للاستخبارات المصرية باحتمال استخدام الطائرات المدنية وركابها في أعمال إرهاب تدميرية، وقد رفع ذلك الحظر بعد أحداث سبتمبر.

****

والرأي الفني في حوادث طائرات سبتمبر الثلاث بعيدا عن الطائرة الرابعة التي اصطدمت بالأرض، أن من الصعوبة بمكان ـ وليس من الاستحالة ـ على طيار بتدريب محدود على طائرة مروحية صغيرة بطيئة السرعة، قيادة طائرة نفاثة متقدمة وعالية السرعة للاصطدام بها بمبنيي التجارة الدولية، وأصعب من ذلك بما يقارب الاستحالة النجاح في إصابة مبنى منخفض الارتفاع كحال الپنتاغون، حيث الاحتمال الأرجح الاصطدام بالأرض قبله.

آخر محطة:

(1) يخبرني مسؤول أمني كويتي كبير بأنه كانت لديهم دلالات شبه مؤكدة ذلك العام عن قرب قيام القاعدة بعملية إرهابية كبرى ضد الغرب، بدلالة إخلاء القاعدة لمعسكراتها التدريبية بأفغانستان التي تمتلئ عادة بالصيف، مما يعني تخطيطهم لضرب دولة كبرى قادرة على الرد السريع وضرب تلك المعسكرات.

(2) أكثر النظريات التآمرية الأميركية جنوحا هي ما ذكر أن الطائرات قد تم إخفاؤها فور إقلاعها واستبدلت بطائرات وصواريخ يتم التحكم فيها عن بعد، تلك النظرية المجنونة تمت إعادتها للحياة بعد اختفاء الطائرة الماليزية 370.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *