مبارك بن شافي الهاجري

تحرم عليهم بلدنا ما يمسونها

داعش ومن مثل داعش من جنود الضلال

تحرم عليهم بلدنا ما يمسّونها

حنّا جنود الكويت ان صكّ جالٍ بجال

نعيش في مجدها ونموت من دونها

سامي النصف

قتل إسلام وقتل الإسلام!

يظهر شريط بث على اليوتيوب قبل أيام قليلة صورا تمثل عملية إجرامية قمة في الدناءة وعدم الشجاعة لتفجير مدرعة مصرية شمال سيناء وقتل عشرة من جنودها، وقد أعلن تنظيم بيت المقدس عن مسؤوليته عن تلك العملية النكراء بلكنة غير مصرية وقد لا تكون حتى عربية، وهو تنظيم إرهابي مشبوه آخر يرتكب الأعمال السوداء تحت الرايات السوداء لأصحاب القلوب السوداء والعقول الظالمة المظلمة بهدف تقسيم الأوطان العربية وإضعافها وسفك دماء أبنائها، حال ذلك التنظيم كحال تنظيمات القاعدة والنصرة والزرقاوي وداعش وغيرها من مسميات كرتونية مخادعة لتنظيم مخابراتي واحد ذي هدف شيطاني واحد.

****

وقد نشرت الصحف المصرية أسماء شهداء تلك الجريمة من رجال أمن وجنود مصر خير أجناد الأرض وكان أول الضحايا اسمه «إسلام» والبقية توزع اسم «محمد» بين أسمائهم الأولى وأسماء آبائهم فهل هناك ما هو أكثر عمالة ولؤما من ادعاء نصرة رب العباد ورسوله محمد، عبر قتل «إسلام» ومحاولة قتل «الإسلام» معه عن طريق قتل المسلمين الآمنين غدرا وصبرا وهم المعصومة دماؤهم بأمر رباني أتى من فوق السماوات السبع، فحرمة دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة التي دعوا علانية لهدمها.

****

وقد حان الأوان لكشف الدور الداعم من خلف الستار لتلك المنظمات الإجرامية العميلة المتدثرة برداء الإسلام، والإسلام منها براء، والذي يبقيها حية ويساعد على تمددها وتقويتها، فهناك من دول الجوار العربي من أصبح ممرا للرجال والأموال والآليات وقطع الغيار لها، ولو توقف على سبيل المثال تزويد «داعش» بقطع الغيار اللازمة لـ «الآلاف» من سيارات البيك آب معروفة النوع التي تحمل أسلحتها ورجالها لتوقف عملها ولأصبح عملاؤها «بط جالس» يمكن السيطرة عليه بسهولة.

****

وما دامت جميع المنظمات الإرهابية تعمل على الأرض العربية وتستهدف جيوشها الواحد تلو الآخر بقصد إضعافها للانتهاء بتفتيت دولها وهو أكبر تحد تواجهه دولنا العربية في تاريخها، فلماذا لا تتحول الجيوش العربية المستهدفة من الدفاع الى الهجوم عبر تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك (وإلا ما فائدتها) لتتحرك الجيوش تحت راية الجامعة العربية في العراق والشام وليبيا.. الخ كي تقضي على الإرهابيين خلال سنة أو سنتين ليتم الانتهاء من ظاهرة الإرهابيين وتستقر الأوطان وتترجم مشاعر الوحدة والمصير العربي المشترك في أجلّ صورها ومتى نحتاج الجيوش العربية إذا لم نحتجها في هذه الحقبة التاريخية لإفشال مخططات الإرهاب الهادف لسفك الدماء وهدم البناء العربي؟!

****

آخر محطة: (1) على دولنا العربية إعطاء الأولوية القصوى لخلق مناطق آمنة على حدودها تمنع تهريب الأسلحة والمرتزقة والمغرر بهم ومعهم العملاء والخبراء الملثمون الذين لا يعرف أحد هوياتهم إلا أن أعمالهم تدل على الاحتراف الشديد في التخريب والتدمير…

(2) لماذا لا يدين إخوان مصر وأمامهم انتخابات برلمانية قادمة الأعمال الإرهابية التي تستهدف الدماء وقطع الكهرباء عن المصريين خاصة بعد تصريح البلتاجي الشهير عن ان الأعمال الإرهابية في سيناء ستتوقف فور إعلان السيسي عن إعادة مرسي للكرسي، هل هم راضيون عما يحدث من إرهاب وتدمير لمصر وهل السكوت علامة الرضا التي لن يغفرها التاريخ لهم؟! الدين النصيحة!

 

حسن العيسى

مسألة سعد أم قضية دولة؟

قضية سعد العتيبي بوجهك يا سمو الرئيس، والخطاب موجه إليك أساساً وإلى السادة الوزراء الستة عشر، فإما أن نقول إن لدينا دولة ومؤسسات قانونية وقدراً من ثبات ورسوخ قرارات سلطاتها الدستورية، مهما كان هذا "القدر" بسيطاً، ومهما تضاءل في السنوات الأخيرة، وإما أن نقر بأن قراراتكم هي لعبة أطفال هشة تتهشم حين يتلاعب بها حفنة من الأشقياء، يتخفى أتباعهم تحت أسماء وهمية مضحكة بوسائل الاتصال الاجتماعي، يفرضون رغباتهم وأمراضهم على الدولة، ويضربون بحكم العدالة عرض الحائط.
 أعرف أن قراراً صدر من مجلسكم يا سمو الرئيس "مشروع مرسوم" بتعيين سعد العتيبي في منصب وكيل وزارة مساعد لشؤون الشباب، وأن هذا القرار اتُّخذ بعد مداولتين من مجلسكم يوم الاثنين الماضي، ويفترض أنه نهائي، ولم يبقَ غير صدور المرسوم، وفجأة، شنّ شلل من الانتهازيين والمزايدين الذين يعلقون على صدورهم لافتات "نحن ملوك أكثر من الملك" حملة على قرار تعيين سعد، بحجة أنه كتب تغريدة قبل أكثر من سنتين يدعو فيها، بكل براءة، إلى إعمال أحكام العدل والمساواة في العمل الرسمي بمناسبة إضراب عمالي، ماذا فعل سعد؟! وأي جريمة ارتكبها، حين عبر عن رأيه في مسألة حق وأراد بها حقاً؟! وهل يصح أن تكون هذه التغريدة فرصة لشنّ حملة بشعة من القوى الانتهازية لوقف قرار تعيين سعد؟! أين نجد معايير الطمأنينة والثقة والرسوخ القانوني حين تصبح قرارات مجلس الوزراء ريشة في مهب ريح، ينفخ عليها جماعات ضغط ومصالح بائسة كيفما شاؤوا، وحسب ما تمليه مصالحهم وشروط لعبة المزايدات؟!
 ما أمامك، يا سمو الرئيس، ويا أصحاب المعالي، ليس واقعة "فردية" تتحدث عن سعد العتيبي، بل هي "قضية" تشمل سعد العتيبي وغير سعد، القضية هنا تحمل معنى العمومية، ولا تخص فرداً أو تروي حكاية عابرة، بل هي قضية تشي بمصداقية مفترضة في قرارات المؤسسات التي تدير الدولة، وثباتها واليقين الذي يفترض أن يكرس الطمأنينة والثقة بنفوس المواطنين. هي مسألة لا تخص سعد أو غيره من المواطنين، هي قضية الدولة بالدرجة الأولى، واحترام مؤسساتها لنفسها وثقتها بقراراتها. هي قضيتنا وهي قضية هواجسنا وقلقنا من هذا التردد السياسي عند مجلسكم، ندعوكم إلى التوقف والتأمل بعض الوقت في ما تبقى من هيبة حكم العدل، في هذه الدولة، أمامكم تحديات كبرى قادمة، فماذا ستصنعون عندها؟!

سعيد محمد سعيد

البحريني الذي… «تحدى الهم»

 

لا تملك إلا أن تنحني إجلالاً لهم… ولو سنحت الفرصة لتقبيل جباههم وأيديهم، ففي ذلك أصدق تعبير عن التقدير والثناء والاحترام. هؤلاء الذين أقصدهم هم البحرينيون الذين لم يخضعوا لليأس وقساوة الظروف وضراوة الاستهداف والتضييق على لقمة العيش.

بالتأكيد، هناك قصص ملهمة وحكايات مفعمة بالأمل لهذه النماذج التي ربما نعجز عن رصدها وحصرها، لكن من بين كل تلك القصص المشرفة للبحرينيين الذين تحدّوا «الهمّ»، قصة رجل جاوز الأربعين من العمر، فبعد أن وجد نفسه بلا وظيفة، والالتزامات المالية تلاحقه من كل مكان، توكل على الله سبحانه وتعالى وأصر على أن يتحدى ظروفه القاهرة. فمهما زاد ظلم بني البشر، فإن عدالة الله جل وعلا وإرادته وتوفيقه فوق كل شيء. هل تتذكرون تلك العبارة الرائعة :»لا تقل يا رب عندي (هم) كبير.. قل يا (هم) عندي رب كبير».

تعرفت على ذلك المواطن أول مرة وهو يبيع الملابس الجاهزة في أحد الأسواق الشعبية المتنقلة، وككل البحرينيين الأصيلين الطيبين، تعلو وجهه الابتسامة وتنطلق على لسانه أجمل كلمات الترحيب وحلو الحديث.

بعد أن تعرض للفصل «ظلماً»، شعر بالكثير من الأسى والغبن، لكن كل ذلك لم يمنعه من أن يواصل دربه في الحياة، فأسرته تنتظر من عائلها لقمة العيش الحلال، وذخر المستقبل… عياله، لابد أن يحصلوا على أفضل تعليم مهما كلف الأمر، فهو يشعر بالكثير من الحزن والكمد وهو يرى أبناء بعض الأسر وقد تركوا مقاعد الدراسة في أي مرحلة من المراحل الدراسية.

والجميل في قصة هذا الرجل، وهذه رسالة إلى كل معاول الطائفية، أن ذلك المواطن «الشيعي»، بدأ مشروعه البسيط بدعمٍ مالي من أحد معارفه من الطائفة «السنية» الكريمة… بل وعرفه الأخير بأحد تجار الملابس في المنطقة الشرقية ليبتاع منه البضاعة بأفضل سعر، وكتب الله له التوفيق في تجارته الصغيرة التي عوّضه الله بها عن وظيفته السابقة.

والجميل أيضاً، أن بعض المفصولين ممن اشتغلوا بالبيع في الأسواق الشعبية المتنقلة، يقدمون نموذجاً حقيقياً لأواصر المحبة بين البحرينيين، فهم يساندون بعضهم بعضاً، ويقفون مع المتعثر منهم ليواصل دربه ويكسب قوته وقوت عياله، وكم كان جميلاً التقاء هذه النماذج من البحرينيين، من الطائفتين الكريمتين، في معرض «ارتقاء» التجاري في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2013 في مجمع «الكاونتري مول»، تحت رعاية محافظ الشمالية، أليس أمثال هؤلاء يستحقون أن نكتب قصصهم بحروفٍ من ذهب؟

سؤال: «هل يمكن أن يتفق أفراد أسرة كاملة… الأب والأم والأبناء، على أن يغيّروا وضعهم المعيشي السيء ويعملون جميعاً كل حسب قدرته؟»، هذا ممكنٌ بالنسبة لمن يمتلك الإرادة القوية والصبر، وقبل كل ذلك، صدق التوكّل على الله سبحانه وتعالى. فها هي أسرة بحرينية وزعت مهام كسب الرزق على أفرادها. فالأب المفصول لم يقف مكتوف الأيدي، وساندته في ذلك زوجته وأبناؤه. الإثنان، الأب والأم، يجهزان المأكولات لولائم الزبائن، وأحد الأبناء يتولى ترتيبات التوصيل وهو طالب جامعي، أما البنات الثلاث فهن يعملن في التجميل المنزلي.

وأجمل ما في هذه القصة البحرينية… أن لدى الأسرة زبائن من كل مناطق البحرين. يتعامل معهم زبائن من الرفاع تماماً كما تأتيهم طلبات من سترة. وحقيقة، إذا أردنا أن نفهم عمق العلاقة بين أهل البحرين، سيلزمنا أن ندرك أمراً مهماً… فليس الإعلام الطائفي السيء، وليست جيوش وسائل التواصل الاجتماعي التي تنفخ في النار، وليس أصحاب الوجوه الدينية العاشقة للفتنة هم من يقرّرون. القرار، شاء من سعى لقطع الأرزاق وإثارة الفتنة أم أبى، هو قرارٌ من موزّع الأرزاق… هو الرزاق الكريم، فقد يتمكن مثيرو الفتنة من تأجيج مشاعر البعض بعملهم الشيطاني الخبيث، لكنهم لن ينجحوا في ذلك إلا في حدود من يسير معه في ذات مسار الدناءة.

قبل أيام، تشرّفت بزيارة النبي الأكرم محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، في المدينة المنورة، فكانت صدفةً من أجمل الصدف أن ألتقي بأحد البحرينيين الذي استطاع بأخلاقه الطيبة وأسلوبه النبيل أن يكوّن شبكةً من العلاقات مع إدارات مجموعة من فنادق المدينة ليعمل وسيطاً لحجوزات الفنادق وترتيب الجولات وخدمات الزائرين، حتى أن الكثير من أصحاب الحملات من الطائفتين الكريمتين أصبحوا يعتمدون عليه في ترتيب حجوزاتهم وحل المشاكل التي قد تطرأ أثناء الزيارة، فهذا المواطن البحريني الأصيل لم يخضع لليأس ويكتفي بالبكاء على سوء المنقلب، فتجاوز كل العقبات وواجه الهموم بروحٍ وثّابةٍ ملؤها الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى يكتب التوفيق والسداد لعباده المتوكلين عليه… أليست هذه نماذج تستحق أن ننحني إجلالاً لها ونقبل جباهها وأيديها؟