سامي النصف

فلسطين.. هتلر لا بلفور!

لم أزر معرض كتاب عربيا- وآخر معرض زرته معرض الكتاب قبل أيام في الأردن- إلا وجدت دور النشر العربية وقد أصدرت العديد من نسخ كتاب «كفاحي» وعلى الغلاف صورة الطاغية هتلر بلبسه العسكري، وكيف لأمة تشتكي الظلم والقمع والإبادة ان ترفع صور من كان يبيد الشعوب على الهوية وتسببت حروبه في قتل 50 مليون إنسان وإنشاء دولة إسرائيل. متابعة قراءة فلسطين.. هتلر لا بلفور!

علي محمود خاجه

«يومان … راحة»

كل القضية أن الحكومة مؤمنة بأنه في حال إقرار يومي الأربعاء والخميس يومي عمل أو عطلة فإن قطاعات الدولة ستعطّل عن العمل قسراً، فلن يذهب أحد إلى الدوام، وسيتم توزيع الأعذار الطبية على الموظفين بغير حساب، وتكون مقار العمل خاوية. أخذتها الحكومة من الآخر وقررت اعتبار يومي الأربعاء والخميس يومي راحة للشعب من تعب العيد ومشاق النوم والسفر، ولم تعلن الحكومة طبعاً أسباب تلك الراحة، ولم تبرر أيضاً لماذا تجاهلت تعميم ديوان الخدمة باعتبار يومي الأربعاء والخميس يومي عمل، فقط اكتفت بالقول إن يومين من أيام العمل الخمسة سيكونان يومي راحة ليهنأ الشعب. وأنا إذ أتفق مع هذه الحكومة أو أي حكومة تسير وفق نفس الأسلوب مع هذا القرار، فلن تتمكن حكومات تدار بهذا النظام من فرض العمل على الناس في أيام باتوا يعتبرونها جزءاً من إجازاتهم وحقاً مكتسباً لا يمكن التنازل عنه، فعطل الأعياد لا بد أن تتجاوز الأسبوع، ولا بد من يوم راحة يسبق العطلة وراحة أخرى تلي العطلة، ولا عزاء للعمل والإنتاج وغيرها من شكليات لا تستحق العناء، أو بالأحرى "لاحقين عليها". لن يقف التمادي بالإجازات عند هذا الحد قطعاً، فأنا أذكر أننا في المدرسة في التسعينيات إن صادفت عطلة العيد الوطني مثلاً يومي الثلاثاء والأربعاء فإننا نذهب إلى المدرسة بدوام كامل يومي السبت والأحد والاثنين، وبعد سنوات قمنا بدمج يوم الاثنين مع أيام العطلة وتدرجت الأمور شيئاً فشيئاً إلى أن تمت السيطرة الكاملة على جميع أيام الأسبوع كلها كما يحدث اليوم، وستتطور الحال حتماً في المستقبل، وقد يأتي اليوم الذي نترحم فيه على الأيام التي كانت فيه عطل العيد لا تتجاوز الأسبوع فقط. أبهذا الأسلوب تدار الدول؟ هل يمكن فعلا أن تستقيم الحال في دولة مجموع ساعات عمل وزاراتها ومؤسساتها 1440 ساعة في السنة بما يعادل 60 يوماً فقط من أصل 365 يوماً؟! المسألة لا تحتاج إلى فكر عالٍ أو عقلية جبارة، كل المسألة قرار لا يصنف حتى أنه جريء بل طبيعي، يحدد أيام العطل، ويعاقب كل من يتغيب عما سبقها أو يليها؛ كي يعود الشعب إلى الانضباط كما كان قبل سنوات ليست بطويلة. حالتنا في الكويت تشبه ذاك الرجل الثري الذي ورث أموالاً طائلة دون عناء، فقضى حياته بالراحة والترفيه والتسلية إلى أن تبددت ثرواته، وفوجئ بأن عليه العمل لكسب قوت يومه، فقضى نحبه لأنه لم يتعلم طوال حياته كيف يعمل. ستنتهي الثروة حتماً وقريباً بل قريباً جداً، ولن نتمكن لا من استرجاعها ولا من محاسبة من تسبب في ضياعها لأننا ساهمنا معه في ذلك. خارج نطاق التغطية: يحقق أبطال الكويت في الرماية والإسكواش ميداليات متعددة في دورة الألعاب الآسيوية فيسلط الضوء على دكتوراه فخرية نالها أحمد فهد الأحمد!!

احمد الصراف

مرحلة المراجعة الفكرية

نُقل عن ابن خلدون، عالم الاجتماع العربي، قوله: الفتن التي تتخفى وراء قناع الدين تعتبر تجارة رائجة جداً في عصور التراجع الفكري للمجتمعات! * * * يردد غالبية المسلمين، بوعي تام أو بغير ذلك، أن الإسلام دين سلام، وأن اسم الدين مشتق من السلم والسلام، وأن هناك نصوصاً دينية كثيرة، وروايات وتصرفات وسيرة تدل على ذلك. ولو صح هذا الكلام، وقيل عن قناعة، فهل يكفي ذلك لكي يقتنع العالم غير المسلم، إضافة للمسلم المتشكك، بصحة هذا القول أو الادعاء؟ الجواب طبعاً لا، فالادعاء الشفهي أو حتى الكتابي لا يكفي، مثلما لا يكفي الفرد، ذكرا كان أم أنثى، ادعاء الأمانة أو المعرفة من دون دليل، بل يتطلب الأمر التصرّف مع النفس ومع الآخرين على هذا الأساس، وهذا لا يمكن إثباته إلا بعد فترة تجربة طويلة تتخللها ممارسات إيجابية مستمرة، كتصالح المسلم مع الحداثة وإيمانه التام بحقوق الإنسان، والتعايش مع البشر الآخرين أيا كان جنسهم، لونهم، دينهم أو عقيدتهم وأفكارهم. وبالتالي فإن الإسلام المعاصر مطالَب بالتحرر من الإرث التاريخي القديم مع الاستمرار من دون ضرورة التخلي عن الإيمان، ومن دون أن يعني ذلك تلقائية ربط الدين بالسياسة، فالفصل بينهما يجب أن يكون باتاً وحتمياً. وفي السياق نفسه، يزيد بعض المصلحين في القول بضرورة ربط النصوص الدينية التي تحض على الكراهية والعنف والقتل، ربطها بزمانها، أي بمرحلة الدعوة، حيث لا يمكن التماهي مع العصر، والتعايش مع العالم أجمع بغير وضع القوانين والقواعد الشرعية جانباً، فهي، بالرغم من كونها لا تشكل إلا جزءاً صغيراً ضمن منظومة قوانين أي دولة، إلا أن مفاعيلها وتأثيرها على حياة الفرد كبير وخطر وقوي. إن الإسلام، والمسلمين بالتبعية، يمرون بمرحلة تاريخية مفصلية، فإما مسايرة العصر والخضوع لمنطقه وقواعده الدولية، والتعايش مع الآخر بسلام، وإما الدخول في حرب شرسة مع الجميع، وهي حرب معروفة نتائجها مسبقاً. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com