محمد الوشيحي

أدونيس… دجاجة الأعذار البياضة

كان عملاقاً فتقزّم. أتحدث هنا عن أدونيس، الشاعر السوري المعروف (اسمه الحقيقي علي أحمد). ولإنصافه، لم يكن أدونيس هو المتقزم الوحيد، فقد زاحمته، على لوحة “شرف” التقزم، أسماء عديدة، لعل مواطنه دريد لحام من أبرزها.
هي موجة تقزم، أو موجة تعرية، كشفت لنا المعادن من الداخل. ولو لم يكن للربيع العربي من فائدة سوى كشف حقيقة معادن الناس لكفاه. متابعة قراءة أدونيس… دجاجة الأعذار البياضة

عادل عبدالله المطيري

التجنيد الإلزامي وجيش الاحتياط

مرة أخرى يعود الحديث عن التجنيد الالزامي وضرورة تطبيقه في الكويت، ويبدو ان الحكومة والبرلمان متحمسان لاقرار القانون الجديد للتجنيد والذي سيشمل الجنسين (الذكور ـ الاناث) على السواء.

يعتبر التجنيد الالزامي من الضرورات الامنية للدول وخاصة قليلة السكان كالكويت من اجل تعزيز قدراتها الدفاعية، فالتحالفات الدولية تتغير حسب المصالح ولا يعتمد عليها طويلا.

يمكن للتجنيد الالزامي ان ينجح في الكويت حيث تتناسب التركيبة السكانية ومع وجود اكثر ٦٠% من المجتمع الكويتي من فئة الشباب التي يمكن ان تزود القوات المسلحة بكل احتياجاتها من الطاقة البشرية، وخصوصا مع عزوف الشباب عن التوظف بالقطاعات العسكرية.

من المهم جدا ان يتجنب قانون التجنيد الجديد سلبيات القانون القديم الذي اثبت فشله، والاكثر اهمية ان تكون فكرة التجنيد ضمن رؤية استراتيجية شاملة.

كان التجنيد في السابق ورغم الصعوبة والمشقة التي يكابدها الشباب فيه الا ان الجيش لم يستفد منهم كثيرا ـ ليس لقصور بالمجندين بل لعدم توافر سلاح كاف لهم.

في الدول التي تعتمد في سياساتها الدفاعية علي المجندين كعدوتنا (اسرائيل) تقوم بإنشاء معسكرات كاملة مجهزة بأحدث الاسلحة وأثقلها مخصصة فقط للمجندين لتشكل جيشا من الاحتياط يكون رديفا للجيش النظامي ولا يقل جاهزية عنه (ملحوظة: في حرب ٦٧ وخلال ساعتين من استدعاء الجيش الاحتياطي الاسرائيلي كان قد انتشر وبكامل معداته على طول جبهة القتال).

ليس المهم تجنيد وتدريب الشباب بل الاكثر اهمية هو توفير معدات وآليات دفاعية وقتالية لهم ليشكلوا قيمة عسكرية مضافة، ويجب ان تفصل معسكرات وقيادات وآليات المجندين عن القوات النظامية.

اما التجنيد بالطريقة القديمة فما هو إلا اهدار للمال والطاقات ـ ان لم يكن الهدف من قانون التجنيد الجديد انشاء جيش احتياط كويتي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

الدفاع عن النفس والوطن من الواجبات الشرعية قبل ان تكون من الوطنية، فالشرع يحث على حفظ الكليات الخمس ومنها النفس والمال، وعلى ان يكونوا على استعداد دائم لقتال الاعداء والدفاع عن أنفسهم فقد أمرنا الله سبحانه بكتابه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم …) الأنفال ٦٠.

فعند النفير يجب على المؤمنين القتال ومن يتخلف يكون قد ارتكب إثما، وفي عصرنا هذا لا يمكن للمدنيين القتال واستخدام معدات الحرب وآلياته ما لم يتدربوا عليها، لذلك يرى الكثيرون ان من الواجب الشرعي التحاق الرجال بالتجنيد.

اما التجنيد الالزامي للنساء فلا أصل له في الشرع ولا يتناسب مع عاداتنا وتقالدينا، اما تطوعهن الاختياري في التجنيد للمساعدة في تقديم الخدمات الصحية والامداد فبكل تأكيد لا أحد يعارضه، فسبق للصحابيات رضوان الله عليهن الخروج في الغزوات للتطبيب ونحو ذلك.

ختاما ـ لا تنمية ولا ديموقراطية ولا حرية بلا أمن ـ ولكل دولة ظروفها الامنية واحتياجاتها الدفاعية ـ اتمنى ان يعالج قانون التجنيد الجديد سلبيات القانون القديم ـ ليعالج مشكلاتنا الامنية ويخدم مصالحنا الوطنية وفق استراتيجية دفاعية شاملة.

 

سامي النصف

غزة بين الأرغون والهاغانا!

منذ بدء المسألة الصهيونية اقتسمها نهجان يمكن اختزالهما في نهج «الهاغانا» وهو الأقرب للعقلانية والاعتدال وكان على رأس قيادتها حاييم وايزمان وبن غوريون وأشكول وغولدا مائير ممن تحولوا بعد عام 1948 الى حزب العمل وتحولت منظومتهم العسكرية الى جيش الدفاع الإسرائيلي، وخلقوا نظام المزارع الجماعية (الكيبوتس) لتعزيز مدنية الدولة، وكان قادتها قد قبلوا عام 1937 بمشروع «لجنة بيل» البريطانية المتضمن قيام دولة يهودية على 10% من أرض فلسطين، وعربية على 90% من الأرض، كما قبلوا مشروع التقسيم ولم يحاول العرب بدء عملية سلام جادة معهم وفضلوا المعادلة الصفرية أي كل شيء أو لا شيء.

***

قابلت سياسة الهاغانا سياسة «الأرغون» المتشددة التي كان أول من ابتدعها ونادى بها المتشدد الديني والقومي الروسي فلاديمير جابونسكي (1880 ـ 1944) وسار على نهجها بيغن وشامير وشارون وغيرهم من المؤمنين بحق إسرائيل في التوسع غير المحدود وطرد الفلسطينيين من ارض اسرائيل، ويهودية الدولة وقد فاز بيغن عام 1977 برئاسة الوزراء، والغريب ان عملية السلام وأول اعتراف عربي بوجود اسرائيل بدآ في عهده.

***

ويروي عازار وايزمان في مذكراته ما حدث في كامب ديفيد والذي يختلف تماما عما يعتقده العرب، حيث أعلن المتشدد بيغن عدم رغبة إسرائيل في الانسحاب من سيناء التي يعتبرها ارضا تاريخية لإسرائيل وتشكل بجبالها وممراتها ارض دفاع مثالية عنها، ناهيك عن ثروات النفط والغاز فيها، كما رأى بيغن ان اسرائيل عاشت 30 عاما دون اتفاقية سلام وتستطيع العيش 300 عام أخرى دون تلك الاتفاقية والتي يمكن ان تمزق في أي لحظة، ولم يرضخ بيغن إلا بعد تدخل الرئيس كارتر شخصيا فجر يوم المغادرة وإصراره على نجاح اتفاقية السلام، وان عدم تحقيق اتفاقية سلام مع اكبر بلد عربي رغم زيارة زعيمها للقدس يعني ألا يكون هناك سلام أبدا بين العرب وإسرائيل.

***

آخر محطة: على مائدة عشاء أقامها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أخبرني المفاوض الفلسطيني د.صائب عريقات وهو صديق شخصي للرئيس كارتر قصة كامب ديفيد حيث أخبره الرئيس الأميركي ان أوضاع أميركا لم تكن جيدة في عهده، حيث تعرضت لمشاكل اقتصادية وإخفاقات سياسية وأمنية لذا بحث ومستشاروه عن قضية دولية شائكة يقوم بحلها ومن ثم تعتبر إنجازا تاريخيا له وهذا ما صنع مشروع اتفاقية كامب ديفيد التي وكالعادة سبها العرب و… بكوا عليها..!

 

حسن العيسى

العقل زين

يكفي الكويت في هذه الأيام البغيضة سياسة العقاب اللاإنساني من السلطة بسحب الجناسي عن غير المرضي عنهم سياسياً من المواطنين وبحجج العبارات المطاطة التي يضج بها قانون الجنسية، والتي تخرق الشرعية الدستورية، يكفي الكويت مثل تلك الممارسة التي يجب أن يوضع حد لها، فلا يصح أن تكون تلك السياسة العقابية باباً للاستثمار الطائفي من قبل بعض النواب أو السياسيين المنزوين تحت ستار المذهب، حين ينفخون في جمر الطائفية تشفياً وتحريضاً للسلطة على الغير، ولا يشفع لهؤلاء المتحمسين لسياسة سحب الجناسي أن يكون هذا "الغير" من المواطنين كانت له مواقف، هي بدورها، طائفية، فحين يمتعض شيعة الكويت من خطب المواطن نبيل العوضي على سبيل المثال، التي، تدور، عادة، في فلك إدانة "الصفوية" وأتباع الصفوية، وكأن شيعة الكويت يتحملون وزر جرائم بشار الأسد، أو كأنهم فقط جماهير متحمسة لحسن نصر الله، لا يصح أن تكون واقعة سحب جنسية نبيل، الذي يمكن وصم عقوبة السحب عليه باللامشروعية، مناسبة للتذكير بسحب جنسية ياسر حبيب، أو يتم استحضار وقائع من سحبت جناسيهم في الثمانينيات من القرن الماضي من الشيعة، نتيجة مواقف سياسية من الثورة الإيرانية في ذلك التاريخ، فالمبدأ واحد هنا، هو إدانة عقوبة سحب الجنسية بالمطلق سواء كان موضوع العقاب ياسر حبيب أو سليمان بوغيث أو غيرهما، ولا يصح أن يستثنى من هذا المبدأ غير حالات "التزوير أو الغش" في الحصول على الجنسية، وحتى في هذا الاستثناء يجب أن يكون سحب الجنسية خلال زمن معقول من كسبها، فلا يصح أن يترك العلم بواقعة "الغش والتزوير" لزمن طويل، ويصبح أبناء وذرية من كسبها ضحايا لا ذنب لهم بما فعل الأب أو الجد منذ عقود طويلة، أو يكونون موضوعاً للابتزار السياسي من السلطة في حالة اعتراضهم على ممارساتها.
الكويت لا تتحمل اليوم هذا الاستقطاب المذهبي الذي يمارس من جماعات غير مسؤولة من بعض البارزين عند السنة والشيعة على حد سواء، فما يحدث حولنا خطير، فمع بداية الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حين فتح صندوق "بندورا" لشرور الحرب الأهلية هناك، وما تبع ذلك من نتائج الربيع العربي، المتمثلة في تفجر الأورام العرقية والمذهبية في المنطقة، والتي لا يمكن إعفاء أنظمة الحكم من التلاعب بها واستغلالها تحقيقاً لمبدأ فرق تسد، أضحت المنطقة على كف عفريت. تعقلوا، وكونوا على مستوى المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة.

احمد الصراف

أنا وهاتفي والعذاب..!

يعتبر العامل الياباني الأكثر إنتاجا في العالم، ولكنه كان قليلا ما يطالب بإجازات سنوية، وكونه سلعة جيدة، وخوفا عليه من الإصابة بالإرهاق أو المرض، أجبره رؤساؤه في العقود الأخيرة على التمتع بإجازات عمل أطول، وهكذا اصبحنا نرى السائح الياباني بكثرة في العالم، بعد أن كانوا سلعة نادرة! كنت في عام 1965 مشتركا، كزملاء عمل آخرين، في مجلة ناشيونال جيوغرافيك National Geographic. وفي أحد الأعداد استوقفتني صورة لعامل مصنع ألماني يعمل على آلة ضخمة، وبجانبها وضعت طاولة عليها مختلف علب الهدايا بربطاتها المميزة. ودون تحت الصورة ان ذلك الرجل رفض – في آخر يوم عمل له في المصنع – طلب زملائه الاحتفال بالمناسبة، قائلا إن الوقت الذي يطالبون به هو ملك للمصنع، الذي قضى فيه أربعين عاما. وإن عليهم – إن أرادوا الاحتفال – البقاء لبضع دقائق بعد ساعات العمل. وكان له ما أراد! في عالمنا الأمور مختلفة تماما، فإن كنا مقبلين على إجازة لشهر فإننا نتوقف عن العمل قبلها باسبوع، ولا نعمل شيئا بعد عودتنا من الإجازة بأسبوع، بحجة أو بأخرى. * * * بيّنت دراسة قام بها «بنك اوف أميركا» Bank of America أن %47 من مستخدمي الهواتف الذكية لا يستطيعون ان يقضوا يوماً واحدا من دون هواتفهم، وهذا الرقم يعتبر خطراً، خصوصا مع ازدياد تعلق المستخدمين بهواتفهم الذكية بشكل كبير، وبصورة مبالغ فيها، لدرجة انهم لا يمكنهم الاستغناء عنه، حتى ولو ليوم واحد. وبيّنت الدراسة – أيضاً – أن نسبة عالية لا يمكنها التخلي عن هواتفها لأكثر من ساعة، في حين ان نسبة أعلى (51 %) من مستخدمي الهواتف الذكية يفتحون هواتفهم للتحقق منها مرة واحدة على الاقل كل ساعة، و%35 يفحصون هواتفهم باستمرار، اي بمعدل مرة كل 10 دقائق. وعند سؤال المستطلعين عن الأشياء التي هم على استعداد للتخلي عنها، من «متع الحياة»، في حال سرق شخص هاتفهم الذكي، وقال لهم ان السبيل الوحيد للحصول عليه مرة اخرى هو من خلال التضحية بشيء واحد من متع الحياة، فأتت الاجابات كالآتي %45 قالوا انهم مستعدون للتخلّي عن الكحول. و%34 قالوا انهم مستعدون للتخلي عن الشوكولاتة، و%35 قالوا انهم مستعدون للتخلي عن الجنس. وبيّنت الدراسة أن الكثيرين، من الشباب بالذات، يصنّفون هواتفهم كأهم جزء من حياتهم اليومية. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com