طارق العلوي

تنبيه الناسي.. في سحب الجناسي!

عبارة طريفة علق بها أحدهم على الأوضاع الحالية قائلا: «ليش ما تسحبون جناسي كل الكويتيين.. وبعدين تعيدون توزيعها براحتكم»؟!
تمخض مجلس الوزراء الموقر يوم أمس، فأصدر قرارا جديدا بسحب عشر جناسي جديدة، ليصبح المجموع 12 جنسية (وتوابعهم).. وحتى تاريخه.
واذا أخذنا بالاعتبار تصريح عميد الصحافة، الذي فتحت له آفاق الغيب قبل شهرين، حتى قبل ان تبدأ لجان الداخلية بفحص ملفات التجنيس (الا اذا سالفة اللجان مجرد تمثيلية)، حيث أعلن العميد عن سحب 30 جنسية بالطريق!
وبحسبة بدو، يتضح جليا أنه تبقى سحب 18 جنسية فقط.. وبعدها «تبلّش» الحكومة تنمية. متابعة قراءة تنبيه الناسي.. في سحب الجناسي!

سامي النصف

العدو المثالي!

يذكر المفكر الأميركي د.صامويل هنتنغتون في كتابه الأخير عن النخبة الأميركية أن سبب انقراض شعب الهنود الحمر هو أنهم كانوا يمثلون «العدو المثالي»، أي العدو «الشرس الضعيف»، فشراسته تبرر العدوان عليه والتنصل من الالتزام الاخلاقي نحوه، وضعفه يتسبب في إبادته دون رحمة، والخوف من أن الإخوة الفلسطينيين باتوا ومنذ سنوات طوال يضعون أنفسهم في خانة «العدو المثالي»!

***

يقابل ذلك النهج السيئ المضر بمن يقوم به، النهج الناجح والصحيح الذي يمنع ممارسيه من أن يصبحوا في عداد «الأعداء المثاليين» ومن ثم يمنحهم في المقابل الصفة الإنسانية التي تُخجل أعداءهم وتمنعهم من الاساءة إليهم والعمل على إبادتهم، كما تجعل العالم بالتبعية يصطف مع قضاياهم فتنتهي كما حدث مرارا في الماضي بالانتصار والانتهاء منها.

***

ومن ذلك، هل قام أفارقة جنوب أفريقيا وروديسيا- وقضاياهم تتشابه في المطلق مع القضية الفلسطينية من حلول مهاجرين محل اصحاب الأرض الأصليين- باختطاف الطائرات والبواخر ومهاجمة الطائرات والسفارات… الخ؟ وهل اطلقوا الصواريخ على مساكن البيض؟ وهل تدخل الأفارقة في شؤون وحروب الدول الأفريقية الداعمة لقضيتهم فظهروا وكأنهم المتعدون؟

إن سر انتصار الأفارقة انهم اظهروا للعالم اجمع- وحتى لشعوب أعدائهم- انهم الطرف المجني عليه وليسوا طرفا منتصرا في حرب متكافئة مع العدو، كما حدث ويحدث في حروب «الفلسطينيين» مع إسرائيل.

***

آخر محطة: (1) نهج منع النقد الذاتي والمجاملة وخداع النفس جُرّب في عملية الإبادة الأخيرة لغزة عام 2009، وهو ما مهد الأرض وحرثها لعملية الإبادة الحالية، والواجب المصارحة هذه المرة، فما يُدفع هو أنهار من دماء الأبرياء من أهل غزة وليس ماء، والقبول بما يجري، بل وتحويله لانتصارات باهرة، يعني شيئا واحدا لا غيره، وهو تكراره بعد سنوات قليلة، ومن ثم دفع الشعب الفلسطيني لليأس.

(2) الانتصار الذي يقوم على مبدأ «نحن لا نمانع قتل الآلاف منا» بينما ينسحب العدو عند قتل عشرة او عشرين من جنوده حرصا منه على حياتهم، هو انتصار افضل منه ألف مرة.. الهزيمة!

(3) يقول الجنرال باتون لجنوده: «البطولة ليست في ان تموت لأجل وطنك ويضيع ما استثمره فيك من تعليم وتدريب وتصبح عائلتك عالة عليه، البطولة ان تقتل عدوك لأجل وطنك وبأعداد كبيرة كي يصبح هو وابناؤه عالة على وطنه».

(4) إسرائيل تحاول إلغاء الدور الإستراتيجي المفصلي لمصر في المنطقة، فهل يجوز للبعض مساعدتها عبر محاولة تحجيم الدور المصري؟!

(5) ليتكلم أهل فلسطين، وليصمت من يريد الحرب لآخر بشر وحجر في غزة!

احمد الصراف

أشياء صديقي العشرة

“>يقول صديقي انه يعتقد، ومن واقع قراءاته وما عرفه من حكيم، أن هناك عشرة أشياء في الحياة لا يمكن شراؤها بالمال، مثل التصرف الحسن والأخلاق والاحترام والشخصية القوية والثقة والمصداقية واللباقة والحس السليم، وأخيرا الحب!
فقلت له انه وحكيمه مخطئان، فقد تغير الزمن وتغيرت مفاهيم كثيرة في الحياة، وأصبح ما يرتديه المشاهير هو الموضة، ولو كان أسمالا بالية، كما نرى في بناطيل الجينز الممزقة. كما أن لوسائل الإعلام سطوتها في تغيير الكثير من المفاهيم الراسخة وجعلها منبوذة أو محبوبة، إن من خلال رسائلها الموجهة لأغراض معينة أو من خلال سيل الإعلانات التجارية التي خلقت ورسخت أنماط معيشة تختلف كثيرا عما كنا نعرف. ولو جلس قوم في حضرة دكتاتور واسع الثراء، يطلب الشيء فيكون، يسجن ويعفو، ويحكم بالموت والصلب، ويثري من يشاء بالملايين، فما الذي سيكون عليه رد فعل من هم حوله ان صدر عن ذلك الزعيم تصرف سيئ أو غبي؟ هل سيعترضون أم انهم سيغضون النظر، وكأن شيئا لم يكن؟ وهل لو «تريع» صاحبنا «أو تجشأ» بصوت عال ومقرف سيبدي الذين حوله امتعاضهم من تصرفه أم سيتصرفون، وكأنهم لم يسمعوا شيئا، وربما سيضحك بعضهم بهبل ويتجشؤون مثله؟ وهل هناك حقا من سيهتم بمدى مصداقية اثرياء مثل بل غيتس أو وارن بوفيت أو كارلوس سليم أو لباقتهم أو حسهم السليم، خاصة ان كانوا من العاملين معهم؟ ولو كنا في حضرة ممثلة مثل انجلينا جولي، فهل سنكترث حقا بعدم إلمامها بإتيكيت تناول الطعام؟ لا طبعا، بل سنكتفي بان نكون معها! فغالبية البشر، إن لم يكن جميعهم، سيتجاوزون مثل هذه الأمور لباقة، أدبا أو خوفا من الأذى، أو تجنبا لجرح مشاعر الآخر. وبالتالي من كل ذلك نجد أن الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه بكل ذهب الدنيا.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com