سامي النصف

ظاهرة الملحدين العرب!

هناك ظاهرة باتت ملحوظة على الساحة العربية وبشكل غير مسبوق هي ظاهرة الإلحاد ومعها ظاهرة الارتداد عن الاسلام الى ديانات أخرى، أشهرها المسيحية في بلدان كالجزائر التي فشل الاستعمار الفرنسي في تنصيرها حتى انه حاول في اوائل سنوات احتلاله جلب موارنة لبنانيين لمساعدته في اللغة والتبشير إلا أن الموارنة خذلوه ورفضوا الهجرة الى الشمال الافريقي وفي المقابل كان هناك جزائريون ضمن جيش الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام وقد شاركوا قائده الجنرال هنري غورو في الانتصار على القائد يوسف العظمة في موقعة ميسلون في 24 /7 /1920.

***

وظاهرة الإلحاد العربي ليست جديدة وأشهر من جاهر بها في العصر الحديث هو د.اسماعيل أدهم صاحب كتاب «لماذا أنا ملحد» المكون من 14 صفحة حاول من خلال المعادلات الرياضية اثبات الحاده وقد سبق ان طالبت في مقال نشرته في 21 /11 /2010 بجريدة «الأنباء» بالتحقيق فيما قيل انه عملية انتحار بعد ان وجدت جثته طافية على ساحل جليم بالاسكندرية في 23 /7 /1940 التي انتقل لها من القاهرة كي ينضم كما قيل لجيش روميل الزاحف للانتقال لبرلين لمساعدة المانيا في ابحاثها النووية المتزامنة مع بدء الولايات المتحدة مشروع «منهاتن» لتصنيع القنبلة النووية.

***

وقد تابعت مقالات د.إسماعيل ادهم المختصة بالنقد الادبي بمجلة الرسالة والتي امتدت لسنوات حتى كتب في 8 /7 /1940 مقاله «الذرة وبناؤها الكهربائي» وتحدث فيه عن تجاربه الذرية في معامل موسكو عام 1933 والتي حصل منها وهو في العشرين من عمره على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية، والغريب انه بعد كتابته هذا المقال وجد منتحرا او مقتولا على ساحل البحر، وقد ارسل شقيقه د.ابراهيم ادهم يكذب عملية الانتحار ويقول ان جميع كتب وابحاث ودراسات د.اسماعيل قد اختفت بشكل غامض ولم يعثر لها على اثر.

***

آخر محطة: (1) لا يأتي من التطرف والتشدد والارهاب الا كل الضرر على الاسلام، فالإلحاد والارتداد هما رد فعل في الاتجاه المضاد لذلك الغلو غير المبرر.

(2) د.اسماعيل أدهم ولديه مؤلفات تاريخية وأدبية في الاسلام هو اول عالم ذرة مصري وعربي ومسلم «ان جازت التسمية»، وقد قتل في ظروف غامضة تستحق التحقيق فيها وقبل د.سميرة موسى التي قتلت في حادث سيارة باميركا في 15 /8 /1952 ولم تكن للعلم عالمة ذرة بل مختصة بالاشعة.

(3) من العوامل التي ساعدت في عدم التحقيق بحادث موت د.اسماعيل ادهم انه وقع قبل القاء القنبلة النووية على اليابان عام 1945 حيث لم يكن احد منتبها – عدا المختصين – لاهمية علوم الذرة في ذلك الوقت المبكر كما ان اجهاره بالإلحاد ربما يكون قد سبب حرجا لمن يفترض ان يطالب بالتحقيق في مقتله.

@salnesf

احمد الصراف

البعبع الإيراني ومذكرات العدساني 2/3

وهكذا تأسس أول مجلس تشريعي في الكويت في 29 يونيو 1938، وكانت المآخد عليه اقتصاره، انتخابا وترشيحا، على فئة قليلة، ومن التجار غالبا، حيث بلغ المرشحون 20 شخصا تقريباً، والناخبون 320 شخصا، ويقال ان العدد بلغ 500. ويكفي للدلالة على أهمية مجلس 1938 الذي اختير الشيخ عبدالله السالم رئيسا له، دوره في اقتناع الشيخ عبد الله السالم، بعد سنوات قليلة من توليه الحكم، بضرورة تبني هذا النظام بصورة سلمية، وهكذا ولد النظام النيابي الحالي. كان لكبار قادة الشيعة موقف من مجلس 1938، مماثل لموقفهم من مجلس 1921، حيث اختاروا الوقوف بجانب الحاكم، مع شخصيات عربية وسنية أخرى. ولم يرض ذلك، إضافة لما قيل عن سعيهم للحصول على حماية المقيم البريطاني في الكويت أثناء حرب الجهراء، لم يرض المناوئين لهم! ولكن من المهم هنا توضيح أنه لم يكن من السهل في تلك الفترة تحديد المواطن من غيره، في غياب أي تعريف لمن هو المواطن، وغياب الجهة الراعية لهذه المسألة، فقد صدر أول قانون يتعلق بتحديد الكويتي من غيره بعد 21 سنة من تلك الأحداث، اي عام 1959. وبالتالي من الإنصاف القول ان فئة محددة من قاطني الكويت في تلك الفترة، الذين تأثرت مصالحهم التجارية، بسبب سوء الإدارة الحكومية، طالبوا الحاكم بضرورة مشاركته في بعض من صلاحياته، ورأى آخرون عدم جدوى ذلك، وكان من ضمن هؤلاء غالبية قادة أو ممثلي الأقلية الشيعية حينها. ثم جاء الاستقلال عن بريطانيا، إبان حكم الشيخ عبد الله السالم، وجاءت الديموقراطية، وانتخب أول مجلس نيابي «حقيقي» في تاريخ الكويت عام 1963، ولكن بالرغم من أن النفوس صفت، تقريبا، مما علق بها من تجربة مجلسي 1921 و1938، وتناسى الناس مواقف مختلف الأطراف من تينك التجربتين، فإن ذلك «التناسي» لم يشمل الشيعة، وبالذات الذين تعود أصولهم الى إيران. حيث كان للإدارات الحكومية المتتالية، أو من شغلوا المناصب التعليمية والثقافية فيها، مواقف حادة منهم، انعكست بالتالي على العلاقة مع إيران، وهناك مسؤولون تغاضوا عن تلك المواقف من منطلق «فرق تسد». وهكذا أصبحت معرفة أو تدريس اي شيء يتعلق بالثقافة الإيرانية، من منطق عرقي أو مذهبي، أمرا غير مرغوب فيه. ونتجت عن هذا النأي او الجهل بالآخر هوة بين البلدين لم تستطع مختلف التصريحات والزيارات السياسية ردمها. ثم جاءت الحرب العراقية الإيرانية لتعمق من تجذير الحذر من إيران، التي كانت، حسب اعتقادي، أقل عدوانية وشكا في نظرتها الينا من نظرتنا اليها. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com