علي محمود خاجه

المطار

في كل زيارة لمطار الكويت الدولي تعتريني حالة من الاستياء والحسرة على هذا المرفق الكريه، خصوصا عندما أتذكر نفس المطار أيام الطفولة قبل أن يتم العبث به وتشويهه بالطريقة التي يظهر فيها حاليا.
فأنا ما زلت أجهل كيف تمخض الفكر العبقري قبل سنوات بتوسعة المطار بأن يكون أساس التوسعة مجمعا تجاريا فوضويا يحتل الجزء الأكبر من المطار، ولا يسبب سوى ازدحام أكبر في هذا المرفق الهام، ولا استفادة فعلية للمسافرين والقادمين من هذا المجمع أصلا عدا مواقع شركات الاتصالات وشركات صرف الأموال، وهو ما يمكن توفيره أصلا بعد نقطة الجوازات للمغادرين والقادمين، على أن تقتصر المساحة قبل نقطة الجوازات على بعض المرافق البسيطة كمكاتب تأجير السيارات، تجنباً لأي ازدحام غير مبرر، وهو الأمر الذي يحصل حاليا. المطار في كل دول العالم هو الواجهة والانطباع الأول عن الدولة لدى كل من يزورها، بل هو مؤشر أساسي في التقييم بالنسبة إلى الزائرين لأي سبب من الأسباب، شخصيا أنا أشعر بالإحراج الشديد عندما أشاهد زائراً يدخل إلى المطار خصوصاً في أوقات الذروة، فالزائر حتما لن يبدي انبهاره باللون الوردي للافتات المطار التي قررت إدارة الطيران المدني أن يكون هو اللون الرسمي لمجرد إعجاب مدير بهذا اللون، بل إن أكثر ما سيحرص عليه أي زائر أو مسافر هو النظام وسهولة الإجراءات ويسرها سواء في حال القدوم أو المغادرة، والنظام هو أكثر شيء مفقود في مطارنا التعيس، فالقادم والمسافر يختلطان في كل مكان والتدخين الممنوع مسموح في شتى أرجاء المطار، ونقاط الجوازات للقادمين سرعان ما تختنق من الزحام، ومواقف السيارات المقسمة إلى مدى طويل ومدى قصير لا تسع السيارات، لأن المطار وببساطة تحول إلى مجمع تجاري يرتاده غير المسافر أكثر من المسافر نفسه، وإدارة المرور لا تستطيع التحكم في حركة السيارات أمام البوابة الرئيسية للتنزيل والتحميل، كل ذلك وأكثر هو ما يحدث في مطار الكويت.
أنا على قناعة تامة بأن العنصر الأساسي المفقود في مطار الكويت ليس سعة المبنى، ولن يحقق أي مبنى جديد الغرض، فما هو مفقود بشكل أساسي هو النظام، وهو المفقود أيضاً بالدولة ككل بالمناسبة، فهناك العديد من المطارات الأصغر حجما والأكثر رواداً إلا أن حسن سير النظام فيها هو ما يجعلها تستوعب الأعداد القادمة والمغادرة.
إن المسألة لا تحتاج إلى لوحات وردية أو مقهى ومطعم ومحلات للملابس داخل المطار كي يتحسن وضع واجهة المطار، بل كل ما يحتاجه هو نظام صارم يطبق وتنتهي المسألة، إلا أن الإدارة في معظم قطاعات الكويت تفتقد هذا الأمر.

خارج نطاق التغطية:
سحبت الجنسية الكويتية من البعض يوم أمس الأول بحجة عدم استيفاء تلك الجنسيات لشرط الوجود بالكويت قبل سنة 1965، وبعض من سحبت جنسيتهم الكويتية تم تجنيسهم في 2007 رغم عدم استيفائهم للشروط، فإن قبلنا جدلا أن تسحب تلك الجنسيات فلا بد من محاسبة من منحهم تلك الجنسيات رغم تجاوزهم للشروط.

سامي النصف

بحق.. هل هناك من يحارب «داعش»؟!

من الناحية النظرية يفترض ان هناك عدة جيوش عربية تقف في مواجهة داعش التي يمتلئ اليوتيوب باستعراضات قوة تقوم بها عبر طوابير طويلة من المركبات العسكرية والأفراد والاعلام الخاصة بها دون ان يتعرض لها أحد، علما بأن طائرة واحدة لا أكثر كفيلة بالقضاء التام على تلك الأرتال كونها تمثل ما يسمى بالمصطلح العسكري.. «البط الجالس»!

*** 

وتظهر الأخبار تحركات وانتصارات داعش واستيلاءها على المدن وحقول النفط في شمال العراق وشرق سورية فيما هو أقرب لنزهة أطفال يتراكضون في حقل مفتوح، فلا معارك ولا هجمات بالطائرات والدبابات، ولا حراسة للمنشآت، ولا إنزال خلف خطوط الأعداء ولا حتى محاولة لإنقاذ الأقليات والأماكن الأثرية، علما بأن حكومتي دمشق وبغداد مدججتان بالأسلحة المتقدمة التي دفعت لأجلها المليارات، يصاحب ذلك صمت مريب من المجتمع الدولي وكأنه سعيد بما يحدث وبالتشويه المتعمد للإسلام الذي تتسبب فيه «داعش».

***

ومن الأمور المستغربة تسليم الأسلحة المتطورة لداعش رغم إمكانية تفجيرها بسهولة أو حتى استخدامها في الانسحاب، ومازالت الأسئلة تطرح عن سبب تلثم الداعشيين، وهو أمر لم نر مثله في حركات التحرر الأخرى كحال الأفارقة والجزائريين والفيتناميين، وكذلك عن سبب تصويرهم الفظائع والمذابح التي يقومون بها ونشرها بدلا من التستر عليها، وهو ما سيدفع الخصوم للقيام بمذابح مضادة تجاه من تدعي «داعش» انها تقوم بحمايتهم، ونعني المسلمين السُّنة!

***

آخر محطة: بعكس ما تدعي «داعش»، وبعيدا عن التهديدات الزائفة لها، فكل تحركات داعش وجرائمها وقتلها وتدميرها محصورة في مناطق السنة المغلوبين على أمرهم، وسيختفي ملثمو داعش ذات يوم كما أتوا، وسيتركون للسنة أحقادا وثارات قائمة ومباني مدمرة!

احمد الصراف

لا يحدث إلا في الكويت

قصة كالخيال ولا يمكن أن تحدث إلا في الدول المتخلفة، كالكويت. فقد جاءها رجل من خارجها، كمئات الآلاف غيره، وتزوج كويتية ورزق منها بطفل. عرف الطفل الحياة مبكرا أن استغلال الدين هو الطريق الأقصر للنجاح، فسلكه، بعد أن اطال لحيته وتخلص من عقاله وارتدى شماغا أحمر وقصر جلبابه (دشداشته)، وحفظ بضع سور وأحاديث لزوم الشغل! وخلال فترة قصيرة نجح في الحصول على جنسية الدولة، التي عجز مئات آلاف المهندسين والأطباء والخبراء في الحصول عليها، وحدث ذلك على الرغم من تواضع علمه، وصدور حكم عليه بقتل مريض نتيجة الضرب المبرح، لإخراج الجن منه. وما ان اشتهر كداعية وإمام مسجد حتى فتحت أبواب وسائل الإعلام أمامه، فأصبح بين يوم وليلة ملء السمع والبصر من خلال زواياه الصحافية وبرامجه التلفزيونية، وأخذت الدول تستضيفه، وكأنه نجم نزل من السماء وانهالت عليه التبرعات والمساعدات والمخصصات، واصبح يستقبل كرؤساء الدول في زياراته الخارجية، واليوتيوب شاهد على كل ذلك. نعم، فقط في دول التخلف يستطيع المتخصص في إخراج الجن من الأجساد الوصول الى هذه المرتبة العالية.. سريعا. وفجأة قررت جهة ما اسدال الستار على هذه الأسطورة، الفارغة من الداخل والخارج، ليس لما اقترفت يداه، ولا بسبب سجله الإجرامي أو سيرته غير العطرة، بل لتطاوله على من أنعموا عليه بإساءته لهم ولسمعة وطن طالما احتضنه وآواه ومنحه جنسيته! ولكن الحق ليس عليه ولا يلام على طيشه، بل الحق على من «رزه» وكبّره ورعاه، وبالتالي يجب ألا ينتهي ملفه قبل أن نعرف من الذي سعى وتوسط له، ومن الذي رعاه ومنحه شرف المواطنة، على الرغم من سجله الإجرامي، وهو الذي لم يكن يمتلك يوما فلسا أحمر! الغريب في الأمر أن عددا كبيرا من «النشطاء» السياسيين وعددا اقل بكثير من جماعته «السابقين» اشادوا بخدماته و«جليل أعماله»، وفضل غالبية الدعاة الصمت لكي لا تصل شفرة الحلاقة نفسها الى ذقونهم! وهنا أتمنى أن يدلني أحد على خدمات «البلبل» الجليلة التي قدمها لوطنه غير الخراب وإفساد عقول الشباب ودفعهم الى المشاركة في حروب المنطقة العبثية، لكي ينتهي بهم قتلى أو مشردين على الحدود أو سجناء معتقلات لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية، ليختار هو بعد ذلك الجلوس بين أبنائه لينعم وإياهم بما كسبت يداه من مال ملطخ بدماء الأبرياء الذين غرر بهم! • ملاحظة: قصة هذا الرجل بينت صحة كل ما كنا، ولا نزال، ننادي به من خطورة السماح باستخدام الدين كوسيلة تحقيق نجاح وثراء، وخطورة إعطاء من يستخدمونه هالة أو أهمية اكثر مما يستحقون! أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com