سامي النصف

زيارة لبيت الله الحرام

قام الأديب ورجل الأعمال عبدالعزيز البابطين- وكعادته كل عام- باصطحاب ثلة من كبار رجال الكويت لأداء مناسك العمرة ولقاء المسؤولين السعوديين، وأول ما يلحظه المعتمر هو عمليات التوسعة التي لا تتوقف للحرمين الشريفين والتي لا تمنع ولا تحد من عمليات أداء المناسك، ولا اعتقد ان هناك مركزا دينيا في العالم يحظى بما تحظى به الأماكن المقدسة في السعودية من عناية واهتمام بالغين.

***

وأولى دلالات الاهتمام الفريد والشديد بالمقدسات الاسلامية هي ان الملك قد جعل لقبه الرسمي هو «خادم الحرمين الشريفين» وما يعكسه ذلك من اهتمام متواصل بالعناية والتوسعة المتلاحقة للحرمين الشريفين رغم الصعوبات الفنية المصاحبة بسبب الزحمة الدائمة في الأماكن المقدسة والملكيات الخاصة المحيطة بها، وقد كان أمرا متميزا اقامة وقف الملك عبدالعزيز للصرف على تطوير تلك الأماكن تحوطا لأي تذبذبات في أسعار الطاقة او نقص في الميزانية العامة للمملكة العربية السعودية.

***

وقد التقينا على مأدبة سحور الأمير أحمد بن عبدالعزيز بالمهندس بكر بن لادن الذي ارجع الفضل فيما يحدث من توسعة لعناية ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وقد اثنينا انا وزميلي صالح الغنام على اهتمام القيادة السياسية السعودية وعلى الفكر الخلاق والاتقان الشديد في العمل الذي تقوم به شركة بن لادن، فهناك إبداع جسور الطواف حول الكعبة التي خصص أحدها للكراسي المتحركة فأوقف الحاجة للطواف المحمول حول الكعبة، كما ان هناك برج الساعة الذي اخبرنا م.بكر بن لادن بأنه يزن 80 ألف طن والذي سهل معرفة مكان الكعبة المشرفة من مسافات بعيدة جدا فجزى الله القائمين على تلك المناسك عن المسلمين خير الجزاء.

***

آخر محطة: أغلب البلدان التي توجد بها مراكز دينية رئيسية ومنها دول ثرية في غرب أوروبا وشرق آسيا تكتفي بتحصيل الأموال من تلك المراكز بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وندر ان تصرف على توسعتها او تملك ما حولها كحال المملكة، وهو دلالة- كما قيل- على ان رب العباد يعرف أين يضع بيته.

طارق العلوي

لعبة «شخصان»!

دخل عامل «الكانتين» الى غرفة التحرير حاملا العصائر، توقيته كان سليما لأني كنت أتلفت باحثا عن شيء أشربه.
طاولة التحرير كانت عامرة بأنواع المشاوي، وبينما كان بوخالد (وليد الجاسم) يشرح الفرق بين أشهر المطاعم اللبنانية، كان الشيخ خليفة «يباشر» الضيوف بقطعة كباب.. أو كفتة.
علق أحد الحضور قائلا: «توقعت، وأنا أدخل عليكم الغرفة، أني سأجد نفسي بما يشبه مجلس عزاء.. خصوصا ان قرار اغلاق الصحيفة لم يجف حبره»؟!
فرد الشيخ خليفة مشيرا الي: «هذا اللي صكوا جريدتنا بسببه.. ها دكتور، قطعة ثانية من الكباب؟».
ما لم يعلمه بعض الحضور ان الشيخ خليفة كان قد أخبرني قبلها بأسابيع أنه تم اتخاذ قرار اغلاق «الوطن» و«عالم اليوم» دون بقية الصحف.. لكنها مسألة وقت.. واختيار العذر المناسب!
ولذا عندما جاء كتاب الاعلام بالاغلاق، متحججا بمقال كتبته، وبآخر للكاتبة الثورية منى العياف، وبمقابلة للنائب السابق علي الراشد، لم نجد، أنا وأسرة التحرير، أفضل من الجلوس الى وليمة عشاء للتندر حول بُعد نظر سمو رئيس مجلس الوزراء، وتابعه وزير الاعلام!  متابعة قراءة لعبة «شخصان»!

احمد الصراف

الجسد المريض والأطراف المتآكلة

يواجه العالم أجمع، والعرب على وجه الخصوص، ما تتعرض له غزة وشعبها من قتل وتشريد وتنكيل وغزو وعدوان إسرائيلي شرس، يواجهونه ببرود غريب. ويعتقد البعض انه «برود» متوقع! وسببه يعود أساسا لسئم هؤلاء من القضية الفلسطينية واصحابها. وسئموا من تكرار شعارات وخطب العودة منذ 1948. وسئموا من رفض الفلسطينيين للمبادرة والخطة تلو الأخرى ومن ثم القبول بها، ولكن بعد فوات الأوان. وسئموا من الاختلاف الفلسطيني الفلسطيني، الذي برر، حتى ما قبل عام أو اثنين، وما قبلهما بقليل وكثير، أن يرمي كل فريق المناوئين له من المنتمين للفصيل أو الفريق الآخر من على أسطح المباني، ليلقوا حتفهم. وسئموا، بعد أن عرفوا عدد القتلى الفلسطينيين على ايدي اخوتهم الفلسطينيين واشقائهم العرب أكبر بكثير من الذين قتلهم الإسرائيليون. وسئم الكثير من تكرار القول إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يبقى صراعا بين الطرفين وليس صراعا عربيا إسرائيليا! فقد كان العرب مصدر تعجيز وإحباط للفلسطينيين منذ البداية، وتشتتهم كان بسبب جذب كل طرف عربي مقتدي، مالا أو سلاحا، لطرف فلسطيني او أكثر لجانبه.
واشاح جزء كبير من العرب، اكثر من اي مرة سابقة، بوجوههم عما يجري في غزة، لأنهم بكل بساطة يتعرضون هم أنفسهم في ديارهم للقتل والتشريد، كما يتعرض الفلسطينيون في غزة للقتل والتشريد، فمصر لا تزال تلعق جراحها، والعراق لا يزال ينزف، ولا من مسعف أو صديق، وسوريا تقطعت أوصالها وليبيا تصارع لوقف موت مؤسساتها، واليمن لا يزال سعيدا، طالما يجد أهله ما يمضغوه من قات ينسيهم مشاكل جيشهم وصراعه الدامي مع القاعدة والحوثيين، فما الذي تبقى؟ قطر وجيبوتي وجزر القمر مثلا؟
نعم غزة تئن وتتألم وتصرخ وتنزف ويموت أهلها بالعشرات يوميا، ولا من مجيب لنداءاتهم غير فريق يجمع البطانيات هنا، وآخر يرسل السمنة والطحين هناك. الكل مشغول عما يجري في غزة لأن التخلف الذي كنا نحذر منه منذ عقود وصل العظم ونخر فيه، واصبح الجسد العربي المريض عاجزا عن تقديم يد المساعدة لأي من أطرافه المتقطعة. لقد قال السيد نصرالله عام 2006 انه لو كان يعلم بأن رد فعل الإسرائيليين على خطف ميليشياته لعدد من الجنود الإسرائيليين كان سيكون بكل ذلك العنف، لفكر كثيرا قبل الإقدام على خطوته. واليوم يقول أهل غزة، ربما صمتا، الشيء ذاته. فنحن لا نود التصديق أو الإيمان بان صراعنا مع إسرائيل ليس دينيا ولا تاريخيا ولا تجاريا بل هو صراع حضاري، وعليه ستستمر إسرائيل في ضربنا المرة تلو الأخرى من دون ان يكون لنا حول لرد عدوانها ولا القوة للرد عليه طالما أننا بكل هذا التخلف.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

لا تضيعوا المسار

كتبت قبل أسابيع عن ضرورة اهتمام الحكومة تحديداً بجودة الأعمال المقدمة من قطاعاتها بدلاً من المسميات الوظيفية أو جهات العمل، على أن تراعي الحكومة في سلم رواتبها والامتيازات المالية لموظفيها عامل الجودة بالمقام الأول، وقد أشرت في ذلك المقال إلى كفاءة ما تقدمه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تحديداً وجودته، بل إن كتابة ذلك المقال أصلاً كان سببها الإضراب الذي تداعى له موظفو التأمينات الاجتماعية.
ما أعرفه أن وسيلة كالإضراب تستخدم للضغط على أحد طرفي العلاقة للوصول إلى حلول في اتجاه معين، وقد ارتكزت مطالب المضربين في مؤسسة التأمينات على إعادة النظر في سلم الرواتب بالإضافة إلى بعض المسائل الإدارية المتعلقة بالمسميات الوظيفية وغيرها، وهي مطالب أعتقد أنها مستحقة، خصوصاً في جانبها المالي لأننا كما أشرنا في مقال سابق إلى أن معيار الجودة هو ما يتوجب على الحكومة أن تعززه مادياً قبل أي معيار آخر.
كما أني أجد بالتزام أغلبية الموظفين قرار نقابة موظفي التأمينات بالإضراب أمراً فيه الكثير من حسن العمل التنظيمي، لكن ما لا أفهمه أبداً هو أن يتحول الإضراب من وسيلة لتحقيق مطالب معينة إلى هدف يسعى البعض إلى استمراره دون مبررات واضحة، فقد أقدمت الحكومة ممثلة بوزارة المالية على طرح البديل الاستراتيجي للرواتب لكل القطاعات العامة ومن ضمنها مؤسسة التأمينات، كما طُرحت مبادرة جيدة لتحقيق المطالب الإدارية والمالية لموظفي التأمينات في مدة لا تتجاوز ستة أشهر، وهو ما يعني أن أسباب الإضراب قد انتفت بتحقيق المطالب في مدة زمنية معقولة.
لماذا الاستمرار في الإضراب إذاً رغم كل تلك الضمانات؟
قد يقول قائل إن ما طرحته الحكومة من وعود ليس محل ثقة، والسبب أن هناك وعوداً سابقة لم تتحقق، وهو طرح أتفهمه جيداً حتى إن اختلفت معه هذه المرة، فإن صدق ذلك الطرح ولم تحقق الحكومة ما وعدت به خلال ستة أشهر فإن بإمكان النقابة معاودة الإضراب في ظل الالتزام التنظيمي الجيد من موظفي التأمينات مع نقابتهم.
إن فض الإضراب اليوم لا يعدّ تخاذلاً أو تهاوناً، بل هو انتصار لمطالب تم الاتفاق على تحقيقها بين الطرفين في مدة زمنية قصيرة جداً، ولا مبرر أبداً لتعطيل مصالح المواطنين، خصوصاً أن هناك الكثيرين منهم بحاجة إلى استمرار عمل مؤسسة التأمينات الاجتماعية بشكل طبيعي.

احمد الصراف

الحرف العربي والغربي

“>”>عندما قام القائد التركي الفذ أتاتورك، وتعني أبو الأتراك، في ثلاثينات القرن الماضي بإلغاء الأحرف العربية من الكتابة التركية، وأحل اللاتينية بدلا منها، ثارت ثائرة بعض المتشددين وتخوفوا من أن هذا سيؤدي مع الوقت لأن ينسى الأتراك هويتهم الدينية، ويضعف من قدرتهم على قراءة القرآن، وغير ذلك من المحاذير. ولكن تبين، وبعد أكثر من ثمانين عاما، أن شيئا من ذلك لم يحدث، فلغة القرآن العربية كانت غريبة عليهم عندما كانوا يكتبون لغتهم بالأحرف العربية، وبقيت كذلك بعد تغيير تلك الأحرف، ولكن العقيدة في نفوسهم بقيت بالقوة نفسها، والدليل أن الأتراك، ومنذ 11 عاما وهم يختارون حكومة يديرها رئيس اكبر حزب ديني إسلامي فيها. وبالتالي أثبتت التجربة وغيرها أن مطالبة الكثيرين، ونحن منهم وأقلهم علما، بضرورة تطوير اللغة العربية، وإدخال تعديلات جذرية عليها، لتكون أكثر مواءمة مع العصر، مطالبة جديرة بالتفكير. كما نعتقد أنه حتى مع تغيير حروفها من العربية إلى اللاتينية فلن يغير هذا ما في النفوس، في ما يتعلق بالدين، والدليل الأقوى من المثال التركي يكمن في حقيقة أن %80 من مسلمي العالم ليسوا بعرب، ولا يكتبون لغتهم بأحرف عربية، ومع ذلك لم يؤثر هذا في حقيقة زيادة إصرارهم، ومنذ أكثر من الف عام، على التمسك بدينهم أو معرفتهم بكتبهم المقدسة.
حركة كمال اتاتورك الثورية في طريقة كتابة التركية دفعت في حينها بعض المستنيرين العرب الذين سئموا من تخلف مجتمعاتهم وبعدهم عن الدول المتحضرة، للدعوة إلى أن تحذو الدول العربية حذو تركيا، ومطالبتهم بكتابة العربية بالأحرف اللاتينية، لأن ذلك سيجعلها أقرب لتراث وعلوم اللغات الأوروبية والأميركية، ويفتح لها خزائن العلوم المدونة بتلك اللغات، وسيساهم ذلك أيضا في تطوير الفكر العربي وتقدم الدول العربية، خصوصاً أن اللغة العربية، كما ذكرنا، تفتقد عدة أحرف عالمية. كما ان الكتابة بالأحرف اللاتينية ستقضي تماما على معضلة التشكيل والنطق السليم، وهي معضلة يشكوا منها %99 من الناطقين بالعربية. وشئنا أم ابينا فإن العصر هو عصر الحرف اللاتيني، فبغيره لا يمكن لأي فرد أن يتنقل في العالم بسهولة ويعرف الإشارات والإرشادات، أو يحصل على تصاريح الزيارة، أو يتعامل بالبطاقات الائتمانية أو يعرف القواعد العالمية ويتعامل مع المصارف الأجنبية أو يستخدم الإنترنت، إذا لم يكن ملما بدرجة أو بأخرى باللغة الإنكليزية، فهي لغة الحضارة والعصر الحديث.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

الانتقام الرخيص

كما حذرت في اكثر من مقال سابق، الحل الأمني اصبح هو المسيطر على ذهنية اغلب اصحاب القرار التنفيذي في هذا البلد! وهذا وضع مؤسف ان نعالج مشاكلنا بفرض القبضة الحديدية!

قد يكسب وزير الداخلية الحركة على الارض، لكنه سيفقد حركة المشاعر في قلوب الكثير من الكويتيين، وهنا ستخسر الكويت ميزة تفردت فيها عن معظم دول المنطقة، وكانت سببا في استقرار العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فعندما يشعر المواطن ان أمنه الاجتماعي وحريته الفكرية اصبحا مرتبطين بمدى التزامه بتوجهات الحكومة وخطها السياسي، عند ذلك ستكون مشاعره تجاه حكومته تحيطها الريبة والشكوك! متابعة قراءة الانتقام الرخيص

احمد الصراف

اخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا

اخرجوا يا مسيحيي دمشق ويبرود ومعلولا من أوطاننا، واخرجوا يا مسيحيي الموصل ونينوى وبغداد من بلداننا، واخرجوا يا مسيحيي لبنان من جبالنا وودياننا، واخرجوا يا مسيحيي فلسطين والجزيرة من شواطئنا وترابنا، اخرجوا جميعا من تحت جلودنا، اخرجوا جميعا فنحن نبغضكم، ولا نريدكم بيننا، اخرجوا فقد سئمنا التقدم والحضارة والانفتاح والتسامح والمحبة والإخاء والتعايش والعفو! اخرجوا لنتفرغ لقتل بعضنا بعضا، اخرجوا فأنتم لستم منا ولا نحن منكم، اخرجوا فقد سئمنا كونكم الأصل في مصر والعراق وسوريا وفلسطين، اخرجوا لكي لا نستحي منكم عندما تتلاقى اعيننا بأعينكم المتسائلة عما جرى؟ اخرجوا واتركونا مع مصائبنا، فلكم من يرحب بكم، وسنبقى هنا، بعيدين عنكم وعن ادعاءاتكم ومواهبكم وكفاءاتكم وعلمكم وخبراتكم، اخرجوا واتركونا مع التعصب والبغضاء والكراهية، اخرجوا فقد فاض بنا تحمل ما ادعيتموه من حضارة، فبخروجكم سنتفرغ لإنهائها، ومسح آثارها، وتكسير ما تركه أجدادكم من أوثان ومسخ وآثار من حجر وشعر ونثر وأدب، اخرجوا فلا العراق ولا مصر ولا سوريا ولا الكويت ولا فلسطين ولا الأردن ولا الشمال الافريقي العطر النظر بحاجة لكم ولا لمن سكن بيننا قبلكم من غجر ويهود وحجر، اذهبوا واخرجوا وخذوا معكم الرحمة، فنحن بعد النصرة وداعش والقاعدة وبقية عصابات الإخوان وآخر منتجاتهم لسنا بحاجة للرحمة ولا للتعاطف، فالدم سيسيل والعنف سينتشر والقلوب ستتقطع والأكباد ستؤكل، والألسنة ستخلع والرقاب ستفك والركب ستنهار، وسنعود للطب القديم والمعالجة بالأعشاب وقراءة القديم من الكتب والضرب في الرمل على الشاطئ بحثا عن الحظ.
ارحلوا يا مسيحيينا وخذوا معكم كل آثار وجثامين جبران جبران وسركون بولص وبدوي الجبل وأنستاس الكرملي ويوسف الصائغ وسعدي المالح وابناء تقلا واليازجي والبستاني والأخطل الصغير. كما خذوا معكم جامعاتكم ومستشفياتكم واغلقوا إرسالياتكم، وحتى ميخائيل نعيمة لسنا بحاجة له ولا تنسوا مي زيادة وابناء معلوف وصروف وابناء غالي وزيدان والخازن وبسترس وثابت والسكاكيني، فهؤلاء جميعا ليسوا منا ولسنا منهم.
نعم ارتحلوا عنا فإننا نريد العودة إلى صحارينا، فقد اشتقنا إلى سيوفنا واتربتنا ودوابنا، ولسنا بحاجة لكم ولا لحضارتكم ولا لمساهماتكم اللغوية والشعرية، فلدينا ما يغنينا عنكم من جماعات وقتلة وسفاكي دماء.
اغربوا ايها المسيحيون عنا بثقافتكم، فقد استبدلنا بها ثقافة حفر القبور!

أحمد الصراف

سامي النصف

العالم يريد سماع صوت حكمائنا!

الأذى الشديد الذي يتعرض له هذه الأيام ملايين المسافرين من مختلف أصقاع الأرض بسبب الخوف من قيام جماعات متشددة كالقاعدة او داعش بتفجير ـ لا خطف ـ الطائرات، يتسبب في توجيه غضب وكراهية الشعوب لنا بسبب ذلك الإزعاج اليومي وهو ليس أمرا مستجدا بل مستمر منذ نصف قرن، حيث انفردنا دون شعوب الأرض بأغلب الأعمال الإرهابية التي أضرت بالأبرياء واستباحت الدماء، كخطف البواخر والطائرات وقتل ركابها والهجوم على المطارات وما نتج عنه من إجراءات أمنية مشددة لم تكن موجودة في السابق حين كان وصول الركاب للطائرة لا يستغرق إلا دقائق قليلة.

***

والغريب ان قضايا المشرق العربي تزامنت مع قضايا مماثلة في روديسيا وجنوب افريقيا وفيتنام وحتى الجزائر ومع ذلك لم يلجأ احد من مناضليهم لتلك الأعمال الإرهابية الخسيسة التي تثير الحنق والغضب، لذا انتصروا ونجحوا في نهاية المطاف في تحقيق مرادهم بينما ثبت في كل مرة ان من يلجأ للإرهاب ينتهي بالهزيمة وعدم إنجاز شيء لقضيته، وهو ما حدث للمنظمات الفلسطينية في الستينيات والسبعينيات، والمنظمات الشيعية في الثمانينيات والسنية في التسعينيات وحتى يومنا هذا.

***

ان الصوت الأعلى في منطقتنا مازال للإرهابيين أمثال القاعدة وداعش .. الخ، فمتى يسمع العالم اصوات الحكماء والعقلاء من اصحاب القضية الفلسطينية والسورية والعراقية واليمنية والليبية .. الخ؟، ومتى يتم استيعاب حقيقة ان الإرهاب والتعدي على الأبرياء يضر ولا ينفع وان كل تبرير لأي عمل ارهابي يشجع الارهابيين ويخذل العقلاء كما ان ربط القضايا ببعضها بعضا لا يقنع احدا؟

***

آخر محطة: (1) كان طواقم الطيران ينزلون من الطائرات الى فنادقهم دون تفتيش ثقة بهم حتى قام صدام ذات مرة بتهريب إرهابيين في ملابس مضيفين الى لندن وقاموا بعمل إرهابي هو إطلاق الرصاص على احد الباصات وغادروا في اليوم التالي الى بغداد، فتغير الحال وأصبح طاقم الطائرة يتعرض للتفتيش الشديد كحال غيرهم.

(2) وظل الطيارون اما ابطالا او ضحايا لأعمال الإرهاب حتى قام بن لادن بعملية سبتمبر الإجرامية (وبعدها لربما حادثة الماليزية) فتحول الطيارون الى جناة وأصبحوا يبهدلون كحال الآخرين!

 

سامي النصف

المحاق الأكبر قادم!

تظهر الحقائق التي تكشفت عنها ثورات الغضب لجماهير العرب الكيفية التي كان يحكم بها حكام كالقذافي وصدام شعوبهم التي حملتهم على الاكتاف بعد انقلاباتهم التي تحولت الى ثورات في الستينيات، فقد تعاملوا مع الاوطان على انها املاك خاصة بهم، ومع الشعوب على انهم سبايا وعبيد لهم يفعلون بهم ما يشاؤون فاستباحوا اعراض النساء وسفكوا الدماء ونصبوا المشانق وفتحوا المعتقلات بل حولوا الأوطان الى سجن كبير.

****

وقد استمعت شخصيا وقرأت كذلك لشهادات اقرب من الخيال تظهر كيف حكم صدام العراق ـ ولا يختلف عنه كثيرا القذافي ـ حيث عاش حياة لم يعش مثلها كبار القياصرة والاباطرة والفراعنة منذ نشوء الدول ولم يكن يهتم كما يروي مدير قصوره لعشر سنوات في كتاب ذكرياته بموت مئات الآلاف من العراقيين في حروبه الخارجية والداخلية بل استمر وابناؤه في التصرف بدماء واعراض العراقيين ولم يسلم من ذلك حتى اقرب مقربيهم من وزراء ومرافقين وضباط كان صدام وابناؤه ـ ومثله في ليبيا ـ القذافي وابناؤه يسطون على نسائهم وبناتهم في بلدان يقدم فيها الموت على المساس بالشرف، فقد رفعوا شعار «انا الدولة والدولة بمن فيها تختزل بـ أنا».

****

وقد اعتقد الجميع ان سقوط تلك الديكتاتوريات القمعية سيفتح الابواب لغد مشرق جميل لشعوب عانت طويلا من الفقر والعوز وهي تعيش على بحيرات من النفط، الا ان الواقع يثبت عكس ذلك وكأن الطغاة لم يبتعدوا الا بعد ان تأكدوا من انهم زرعوا فيروسات اكمال تدمير الاوطان والاضرار بالشعوب عبر آلاف الخطط الشيطانية الماكرة، لذا فالمحاق الاكبر للدول العربية لم يصل بعد بل ما حدث ويحدث هو فقط طلائعه ومقدماته ولا يبدو في الافق للاسف اي بوادر تصحيح لمسار القطار العربي المتجه وركابه من الشعوب الى.. الهاوية السحيقة!

****

آخر محطة: 1ـ يروي مرافق خاص لصدام وأحد اقرب مقربيه ـ حتى انه من كان يلفه بالفوطة عند خروجه من حمام السباحة في قصوره المتعددة ـ ان صدام لم يكن يكتفي بإحضار طالبات الجامعة والمتزوجات لقصوره لهتك اعراضهن، بل ان البعض من لياليه السوداء الخاصة كانت تنتهي بقتل الضحية اما خنقا او برصاص مسدسه خلال سكره وعربدته وممارساته العنيفة معهن في غرفة نومه، وكانوا يتكفلون بدفن جثث الضحايا في الاماكن القريبة، لذا لا عجب من وجود عشرات الآلاف من المختفين على أرض الرافدين.

2ـ كم نحتاج من كتب تكتب لتثبت حقائق تلك القيادات الثورية كي لا يتحولوا مع الزمن وضمن تاريخنا الزائف الى.. ملائكة واخيار وقديسين يتم الترحم عليهم!

 

مبارك الدويلة

اختلاط المفاهيم

يبدو ان البعض في الكويت لم يستوعب حتى اللآن معنى حرية التفكير داخل التنظيمات السياسية، فتجده يستنكر ان يصدر رأي شخصي مخالف للتوجه العام!

في مقالتي الاخيرة بـ القبس، ذكرت رأيا حول المسيرات وأكدت انه رأي «شخصي»، وثارت ثائرة بعض المحبين وبعض الخصوم، وللحقيقة لابد من توضيح معلومة لم يتعود عليها خصومنا الليبراليون، وهي اننا في الحركة نتقبل كل الآراء الاجتهادية ونتحملها ونستمع اليها جيدا ونقدر حرص اصحابها على تنوع الافكار للوصول الى اسلمها واصلحها، لكن عندما نقرر رأيا فعلى الجميع الالتزام فيه واحترامه! لذلك تجدني شاركت في معظم المسيرات احتراما والتزاما بالرأي الجماعي، لكن هذا لا يمنع ان تكون لي وجهة نظر في جدوى هذا العمل وايجابيته! حرية الرأي هذه لن يفهمها خصومنا لانهم لم يتعودوا الا على التوجيهات التي تأتي لهم ONE WAY..! بينما نحن في الحركة فللرأي الآخر مساحة، ولعل هذا ما يفسر تغريدة الاخ د. حمد المطر عندما ذكر ان مقال الدويله لا يمثلني، وقد صدق في كلامه، فهو رأي لا يمثل الا كاتبه! لذلك لم يكن هناك داع للانشغال بمقال وردت فيه افكار مخالفة للتوجه العام دام ان حرية الرأي في الحركة مكفولة، كما الانضباط والالتزام بالقرار مطلوب سواءً بسواء! كما أتمنى من الاخوة في الحراك عدم الانزعاج من انتقاد آليات الحراك وادواته، دام ان النقد للتقويم والتصويب وليس للتخوين والتشكيك كما يفعل خصوم الحراك! ولا اظن أحدا يشكك في انجازات الحراك، خاصة كتلة الاغلبية في المحافظة على التفاعل الشعبي للمحافظة على المكتسبات الدستورية. متابعة قراءة اختلاط المفاهيم