سامي النصف

المحاق الأكبر قادم!

تظهر الحقائق التي تكشفت عنها ثورات الغضب لجماهير العرب الكيفية التي كان يحكم بها حكام كالقذافي وصدام شعوبهم التي حملتهم على الاكتاف بعد انقلاباتهم التي تحولت الى ثورات في الستينيات، فقد تعاملوا مع الاوطان على انها املاك خاصة بهم، ومع الشعوب على انهم سبايا وعبيد لهم يفعلون بهم ما يشاؤون فاستباحوا اعراض النساء وسفكوا الدماء ونصبوا المشانق وفتحوا المعتقلات بل حولوا الأوطان الى سجن كبير.

****

وقد استمعت شخصيا وقرأت كذلك لشهادات اقرب من الخيال تظهر كيف حكم صدام العراق ـ ولا يختلف عنه كثيرا القذافي ـ حيث عاش حياة لم يعش مثلها كبار القياصرة والاباطرة والفراعنة منذ نشوء الدول ولم يكن يهتم كما يروي مدير قصوره لعشر سنوات في كتاب ذكرياته بموت مئات الآلاف من العراقيين في حروبه الخارجية والداخلية بل استمر وابناؤه في التصرف بدماء واعراض العراقيين ولم يسلم من ذلك حتى اقرب مقربيهم من وزراء ومرافقين وضباط كان صدام وابناؤه ـ ومثله في ليبيا ـ القذافي وابناؤه يسطون على نسائهم وبناتهم في بلدان يقدم فيها الموت على المساس بالشرف، فقد رفعوا شعار «انا الدولة والدولة بمن فيها تختزل بـ أنا».

****

وقد اعتقد الجميع ان سقوط تلك الديكتاتوريات القمعية سيفتح الابواب لغد مشرق جميل لشعوب عانت طويلا من الفقر والعوز وهي تعيش على بحيرات من النفط، الا ان الواقع يثبت عكس ذلك وكأن الطغاة لم يبتعدوا الا بعد ان تأكدوا من انهم زرعوا فيروسات اكمال تدمير الاوطان والاضرار بالشعوب عبر آلاف الخطط الشيطانية الماكرة، لذا فالمحاق الاكبر للدول العربية لم يصل بعد بل ما حدث ويحدث هو فقط طلائعه ومقدماته ولا يبدو في الافق للاسف اي بوادر تصحيح لمسار القطار العربي المتجه وركابه من الشعوب الى.. الهاوية السحيقة!

****

آخر محطة: 1ـ يروي مرافق خاص لصدام وأحد اقرب مقربيه ـ حتى انه من كان يلفه بالفوطة عند خروجه من حمام السباحة في قصوره المتعددة ـ ان صدام لم يكن يكتفي بإحضار طالبات الجامعة والمتزوجات لقصوره لهتك اعراضهن، بل ان البعض من لياليه السوداء الخاصة كانت تنتهي بقتل الضحية اما خنقا او برصاص مسدسه خلال سكره وعربدته وممارساته العنيفة معهن في غرفة نومه، وكانوا يتكفلون بدفن جثث الضحايا في الاماكن القريبة، لذا لا عجب من وجود عشرات الآلاف من المختفين على أرض الرافدين.

2ـ كم نحتاج من كتب تكتب لتثبت حقائق تلك القيادات الثورية كي لا يتحولوا مع الزمن وضمن تاريخنا الزائف الى.. ملائكة واخيار وقديسين يتم الترحم عليهم!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *