سعيد محمد سعيد

أمير المؤمنين في «جنيف»

 

لا أعتقد أبداً أن تقرير العام 2002 الصادر عن الأمم المتحدة، والذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم، يأتي بمثابة «الاعتراف» أو «التقدير» لمكانة وعلم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)، بل العكس صحيح، أن ذلك التقرير هو الذي تشرّف وعلا مكانه باسم الإمام علي (ع) كمثل أعلى في إشاعة العدالة واحترام حقوق الناس من مسلمين وغير مسلمين، وتطوير العلم والمعرفة.

وهل هذا وحسب؟ أبداً، بل يمكن اعتبار ذكر الإمام علي (ع) في التقرير الأممي كرمز إسلامي عظيم واصل منهج النبي الأكرم محمد (ص) في تأسيس الدولة على أركان الدين الصحيح والعدل والتسامح والتعددية، وإطلاق الحريات واحترام العلم والعلماء وترسيخ مفاهيم العيش الكريم لكل من يعيش في كنف الدولة الإسلامية أياً كان دينه وجنسه ولونه.

مثل تلك التعاليم العظيمة، لا يحتاج إليها حكام اليوم لأنهم لا يعرفونها ولن يعرفونها. تلك المبادئ والتعاليم العظيمة التي استمدها أمير المؤمنين (ع) من كتاب الله، القرآن الكريم، ومن سيرة صحبته المقدسة مع رسول الله (ص)، لم تكن لتنتهي مع ضربة الخارجي ابن ملجم المرادي في صلاة فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك بالسيف المسموم، لتنقل الإمام إلى جوار ربه يوم الحادي والعشرين من الشهر الفضيل سنة 40 للهجرة المباركة.

بل ومنذ رحيله قبل 1395 سنة، استهدفته دول وقوى وأقطاب أموية وعباسية وحكومات متعاقبة بأبواقها العفنة وأصواتها القبيحة لتنال من ذلك المقام، فما كان من أولئك إلا أن توافدوا على أحقر مواقع التاريخ، فيما بقي نور وعلم أمير المؤمنين (ع) يفجر غضب قلوبهم المريضة. والسؤال هو: «لماذا كل هذا الحقد»؟ وقد نجد الإجابة في الفقرة التالية:

من رسالة أمير المؤمنين (ع) إلى القائد المظفر مالك الأشتر، فقرة لو طبقها كل حكام الدنيا وكل إنسان على وجه الأرض لعاشت البشرية في سعادة: «وإن عقدت بينك وبين (عدو لك) عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة واجعل‏ نفسك جنة دون‏ ما أعطيت‏ فإنه ليس من فرائض الله شي‏ء الناس أشد عليه اجتماعاً مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود».

بالعودة إلى التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة في جنيف ووقعت عليه 200 دولة، حسبما أعلن في حينها، تضمن مقتطفات من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب «نهج البلاغة» التي يسرد فيها درراً من الوصايا لقادة الجند لنشر العدالة بين الناس، كل الناس. فلم نجد أبداً في أي مفصل من تفريعات تلك الوصايا ما يحدث اليوم من أفكار طاحنة في عقول بعض الحكام والقيادات من الذين يشاركون حتى في نشر الطائفية والقمع والانتقام من رعيتهم.

من المهم الإشارة إلى أن ذلك التقرير الدولي، صح أم لم يصح القول، دعا الدول العربية والإسلامية للأخذ بهذه الوصايا في برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لأنها «لاتزال بعيدة عن عالم الديمقراطية، ومنع تمثيل السكان، وعدم مشاركة المرأة في شئون الحياة، وبعيدة عن التطور وأساليب المعرفة»، بل وبعضها يصر على أن يعيش في الجاهلية وأن يعيد الناس رغماً عنهم إلى الجاهلية بكل قبحها. ولربما رأينا كيف أن الكثير من الناس ممن يتغنون بالعروبة انسلخوا عن عروبتهم واختاروا طريق الهمج الرعاع.

أمير المؤمنين علي (ع)، الذي هو من تحتاج إليه شعوب الأرض والأمم المتحدة لترسيخ وتعزيز أسس السلام في السياسة والحكم وإدارة البلاد والمشورة بين الحاكم والمحكوم، له أيضاً مفاصل الإدارة الحقيقية في محاربة الفساد الإداري والمالي وتحقيق مصالح الناس وعدم الاعتداء على حقوقهم المشروعة. وللحاكم الصالح شروط حدّدها الإمام عليه السلام، وهذه الشروط يلزم تطبيقها ليس على الحكام فقط، بل على من يضعون أنفسهم مشايخ دين وأئمة علم وإرشاد: «إن من نصب نفسه للناس إماماً، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، فمعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس».

عادل عبدالله المطيري

المالكي..أزمة العراق الكبرى وحلّها

مازال نوري المالكي متمسكا بولاية ثالثة لرئاسة الحكومة العراقية ولو على بقايا العراق والعراقيين، الجميع بدأ يتخلى عنه حتى حلفاؤه الرئيسيون في الائتلاف الوطني كالتيار الصدري وكتلة المواطن والمؤتمر الوطني باتوا متذمرين منه، فالحكيم أكد أن «المالكي فقد كل نفوذه السياسي وأصبح خطابه مفلسا»، فيما حث مقتدى الصدر ائتلاف دولة القانون على «سحب دعمه للمالكي لتولي منصب رئيس الوزراء لفترة ثالثة، واختيار مرشح آخر».

أما المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني والذي طالما كان الداعم الرئيسي للمالكي، فطالب في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه أحمد الصافي «بتشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع» فسرها كثيرون بأنها دعوة لإزاحة المالكي.

وإقليميا، ما زالت إيران الدولة الوحيدة التي تدعم المالكي، فتصريح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يفهم منه ذلك، إذ قال إن بلاده «تدعم ترشح رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي لولاية إضافية».

وعلى المستوى الدولي لا تبدو التصريحات الأميركية متحمسة لبقاء المالكي، إذ أكد وزير الخارجية جون كيري في مقابلته الأخيرة مع المالكي الأسبوع الماضي أن الأميركيين «قلقون من استياء الأكراد والسنة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق، وسنكون سعداء بأن يختار العراقيون قيادة مستعدة ألا تقصي أحدا وأن تتقاسم السلطة مع الأطراف الأخرى».

أما روسيا فموقفها مازال غير واضح، وإن كانت حتى الآن تدعم حكومة المالكي عسكريا من ضمن جهودها لمحاربة الإرهاب، كما يظهر من صفقة طائرات سوخوي الأخيرة التي يعتقد أنها إيرانية بغطاء روسي.

ولو عدنا إلى المشهد السياسي العراقي الداخلي ونتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، نجد أن المالكي المنتهية ولايته في رئاسة الحكومة يؤكد أن «ائتلاف دولة القانون هو أكبر كتلة نيابية ويملك الحق في تشكيل الحكومة ولا يحق للجانب الآخر إملاء شروط عليه».

وبالمقارنة مع نتائج انتخابات 2010 وتفسيرات المالكي وتجمعه آنذاك للدستور والمادة 76 بالتحديد والتي تنص على أن «يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء».. نجد أن المالكي وقتها كان وحلفاؤه يجزمون بأن المادة 76 لا تعني الحزب ذا العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان بل الكتلة أو التحالف الذي قد ينشأ في الانتخابات أو حتى بعدها، لأن نتائج انتخابات 2010 لم تكن تسعفه باعتبارها أظهرت تقدم إياد علاوي وقائمته العراقية التي حصلت على 91 مقعدا بينما حصل ائتلاف دولة العراق بقيادة المالكي على 89 مقعدا.

وقتها احتسب المالكي وحلفاؤه كل مقاعد التحالف الموسع والمسمى آنذاك بالائتلاف العراقي الموحد وكان يضم أحزابا شيعية عدة، بحيث حصل المالكي على 128 مقعدا ورجحت كفته على إياد علاوي ونودي به رئيسا للحكومة.

لذلك فإن الدعوة الآن إلى تحالف سياسي موسع يجمع أكثر من حزب شيعي باستثناء حزب المالكي، هي دعوة لا تخالف الدستور ولا العرف ولا السوابق السياسية، وستكون مخرجا للتيارات الشيعية لاختيار مرشح جديد لرئاسة الوزراء، تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل الأطياف السياسية في العراق لتتصدى للملف الأمني الخطير والذي يهدد وحدة البلاد.

العراق يعاني من أزمات عدة، فتنظيم «داعش» يعلن الخلافة على أجزاء من البلاد، بينما يحاول الزعيم البارزاني أن يقتطع جزءا آخر ليعلن استقلال الأكراد فيه، مستفيدا من تردي الأوضاع الأمنية وضعف الحكومة المركزية.

أما الأزمة الكبرى بل ربما أم الأزمات العراقية كلها، تبقى سعي المالكي لولاية ثالثة ليستمر في تمزيق العراق بسياسته الطائفية والتي شهد عليها حلفاؤه قبل خصومه.

لا شك أن المالكي حكم العراق ولايتين كاملتين بكل ديكتاتورية متخندقا بخندق الطائفة، فمزق الدولة ومؤسساتها وآخرها الجيش العراقي، والآن وبعدما عارضته طائفته يحاول التضحية بكل ما هو مقدس من أجل أن يبقى في كرسي الحكم.

 

د. شفيق ناظم الغبرا

غزة في ميزان المقاومة

ما وقع منذ شهر في الضفة الغربية من خطف وقتل لثلاثة مستوطنين إسرائيليين ثم قيام مستوطنين بخطف محمد أبو خضير الفلسطيني ذي الـ١٦ عاماً وحرقه حياً حرك المياه الراكدة في فلسطين وفتح الباب لمواجهات جديدة. فقد قامت إسرائيل بحملة تفتيش ثم اعتقالات ومداهمات ضد الفلسطينيين، إضافة إلى اعتقال الكثيرين ممن أفرجت عنهم قبل ذلك في صفقة تبادل الأسرى مع «حماس». في ظل هذه الأجواء تمرد أهالي الضفة الغربية وتمرد فلسطينيو ١٩٤٨ وتوترت الأجواء. لكن إسرائيل اعتبرت غزة وحركة «حماس» فيها المسؤولة عن خطف الإسرائيليين الثلاثة، بينما أكدت «حماس» أنها لم تقم بالعملية. بالنسبة إلى إسرائيل: كل عملية ضد الاحتلال واستيطانه، بغض النظر عن الفاعل، لا بد من أن يكون لها عنوان: العنوان في السنوات الأخيرة: غزة وحركة «حماس». متابعة قراءة غزة في ميزان المقاومة

حسن العيسى

عيب يا حكومة

بيان مجلس الوزراء الأخير المُهدِّد بسحب الجنسية عمن لا تتوافر فيهم "شروط ومتطلبات شرف المواطنة" هو سواد وجه، ولا يجوز أن يصدر عن السلطة العليا المهيمنة على شؤون الدولة وتزعم أنها تتمسك بالدستور والقانون، نظرياً على الأقل، مثل ذلك البيان المُخجِل.
 فالخطاب الابتزازي المُستعمَل في البيان يمكن أن نتخيله من جماعات تعمل خارج أطر شرعية الدولة، ومن فرق "فتوة" وعضلات تبتز وتهدد الناس الذين لا ينصاعون لأوامرها، لا من سلطة تنفيذية لدولة ذات سيادة ترفع علماً، وهي عضو في المجتمع الدولي بكل مؤسساته.
 ما هو "شرف المواطنة" الذي جاء بالبيان، وكيف يمكن تعريفه وضبطه، ومَن يحدد تخوم هذا الشرف غير مجلس الوزراء ذاته الذي هو الخصم والحكم في قضايا الجنسية بعد أن منعت قوانين الدولة المُخجِلة القضاء من النظر فيها باعتبار أنها من "مسائل السيادة"؟! والسيادة التي تخرق الدستور لا تعني غير الاستبداد ونفي للسيادة الشرعية بحد ذاتها.
ما مناسبة مثل هذا البيان الذي يفوِّض فيه مجلس الوزراء إلى وزارة "المطاعات الألمانية" بحث "توافر شروط ومتطلبات شرف المواطنة" لتسحب "صدقة" الجنسية الكويتية عمن تشاء وتهبها لمن تشاء، حسب الظروف وحسب امتثال المواطن لأوامر صاحب السلطان أو خروجه عن طوعه؟ وكأن الجنسية مكرمة وصدقة جارية من الدولة وليست حقاً للمواطن متى توافرت فيه شروط كسبها.
 مجلس الوزراء يقر ويقطع، لننتبه لهذا، بأن السلطة تعلم أنها منحت الجنسية في السابق لبعض الناس الذين كسبوها بـ"الغش أو التزوير" مثلما يقول قانون الجنسية، لكن السلطة سكتت عنهم، "وصهينت" عن الأمر لغرض في نفسها إلى يومٍ معلومٍ كمثل هذا اليوم الذي تمارس فيه نهج الابتزار، أليس في سكوت السلطة وعلمها، كل تلك السنوات الطويلة، بواقع الذين كسبوها دون وجه حق يعد بحد ذاته اشتراكاً من السلطة في الجريمة أي "جريمة الغش والتزوير"؟! ألم تكن هي المساهم والشريك بالمساعدة في الجريمة؟ ثم تأتي اليوم لتقول لأبناء وأحفاد مَن كسبها في تاريخ قديم، إنكم مازلتم تحت رحمتنا، وظهوركم مكشوفة للجلد، وكأن السلطة ذاتها لم تشارك في الجرم سابقاً.
 سحب الجنسية كعقوبة سياسية يخالف أبسط الأعراف والقوانين الدولية، وإذا كنا في الماضي، منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعد حوادث مسجد شعبان أيام تجليات الثورة الإيرانية كمواطنين سكتنا، ولا أستثني نفسي، ببلادة حس وغياب وعي وطني ولجنوح في الهوى السياسي عن الذين سحبت جناسيهم في ذلك الوقت، أو الذين سُحِبت منهم فيما بعد مثل سليمان بوغيث بعد اتهامه بالاشتراك مع قيادة "القاعدة" في جرائم 11 سبتمبر، أو حتى في تاريخ قريب، حين سُحِبت جنسية مواطن لتعبيره عن رأي جانح أو مخالف للقانون، فنحن في كل تلك المناسبات المُخجِلة مُدانون بصمتنا وعدم اكتراثنا، مثلما هي الحكومة اليوم مُدانة ببيانها السيئ، حين ضربت بمبادئ حقوق الإنسان عرض الحائط… نقول لك عيب كبير يا حكومة.

احمد الصراف

موسوعة المستيري والإخوان

قررت في بداية رمضان التفرغ للبحث في تاريخ حركة الإخوان المسلمين، التي قام بتأسيسها حسن البنا، ولو أن بعض المؤرخين يشككون في ذلك. وكان غرضي الإحاطة، قدر الإمكان، بأهداف التنظيم وما اتبع من وسائل، على مدى ثلاثة أرباع القرن، للوصول لما وصل إليه من تغلغل في مختلف المجتمعات الغربية والعربية، وبالذات الخليجية. وكيف كونوا امبراطوريتهم المالية والاستثمارية، والتي حولت الكثير من أعضاء التنظيم شبه المعدمين إلى أصحاب ثروات طائلة، وسياسيين كبار. ثم تذكرت، وأنا غارق بين عشرات المجلدات والمراجع والمقالات السابقة التي كتبتها أو كتبها غيري عن تاريخ حركة الإخوان المسلمين الإجرامية، الجهد الهائل الذي بذله المفكر المصري الراحل عبدالوهاب المستيري في وضع الموسوعة اليهودية التي تعلقت بكل جوانب التاريخ العبراني، اليهودي، فى العالم القديم، وتاريخ الجماعات اليهودية على امتداد العالم، وتعدادهم وأماكن تواجدهم، وهياكلهم التنظيمية، وعلاقاتهم بالمجتمعات التي تواجدوا، ويتواجدون فيها، وما تعرضوا له، خلال تاريخهم الطويل الممتد لآلاف السنين، من كراهية واضطهاد وتشريد، إضافة إلى التطرق لفرقهم وكتبهم الدينية، وطقوسهم وشعائرهم وقياداتهم التاريخية، وأزماتهم مع مختلف الأنظمة الحاكمة، والدور التخريبي الذي كان لهم في أكثر من بلد ومجتمع! تذكرت ما بذله المستيري من جهد، على مدى ربع قرن، وبمساعدة فعالة من جهود عشرات المساعدين، وتبين لي، وأنا في خضم كل هذا البحر من المعلومات، ليس فقط مدى التشابه بين الحركتين، الصهيونية والإخوانية، وما استفادته الثانية من الأولى، وكيف نجحت في تحقيق نصف حلمها، من خلال اتباع الوسائل الصهيونية نفسها، في إيجاد دولتهم المزعومة، وهو الحلم الذي جر على العرب والمسلمين، طوال السنوات الخمسين الماضية، ويلات ومصائب وانقلابات عسكرية واغتيالات سياسية ومؤامرات لا تعد ولا تحصى، تبين لي أن الموضوع يحتاج الى عمل موسوعي لست بقادر عليه في وضعي الحالي، ويحتاج الى تفرغ كامل لسنوات طوال لا أعتقد انني سأعيشها، خصوصا ان الأخطبوط المالي للإخوان لم يكتف بالاستحواذ على آلاف المشاريع في الدول الخليجية وفي عشرات الدول الأوروبية والغربية، بل وقام بتسجيل تلك الاستثمارات باسماء شركات «أوف شور» او من المنتمين لها، ويصعب على فرد مثلي تتبع مصادر اموالهم، خصوصا أن عددا من كبار زعماء الإخوان، في الكويت على الأقل، يمتلكون حصصا مؤثرة في عدد كبير من الشركات التجارية والمصارف المسماة بالإسلامية، والمشاريع الاستثمارية الضخمة، وليس هناك خط يفصل بين ملكياتهم الخاصة وأموال التنظيم. كما أن أموال التنظيم المحلي والعالمي، التي تقدر بأكثر من 15 مليار دولار، تدر على من يديرها ارباحا طائلة. كما أن ما شجعني اكثر على وقف مشروع البحث في تاريخ الإخوان المظلم، وجرائم بعض أعضائه، ما صرحت به اخيرا وزيرة الشؤون، عن عدم وجود نية لدى الحكومة، لحل جمعيتهم، الذراع المحلية لحركة الإخوان المسلمين التابعة للتنظيم العالمي، بالرغم من كل ما عليها من مآخذ.

أحمد الصراف

طارق العلوي

رسالتكم توصل مشوشة!

تشرفت مرتين بلقاء حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وكانت الزيارتان كافيتين لأفهم كثيرا من الخفايا.
يتساءل شباب المعارضة عن سبب عدم وصول رسائلهم ومطالبهم المتكررة بالاصلاح الى مسامع صاحب السمو؟! والحقيقة ان هذه الرسائل تصل.. لكنها تصل بتفاصيل أكثر مما تظن المعارضة!
فبينما تتمنى المعارضة ان يُنقل لسموه مدى استيائهم من الوضع الذي نعيشه، وقلقهم من المستقبل الذي ينتظرنا بعد زوال دولة «الرفاه»، فإن المعلومات التي تصل الى صاحب السمو تشمل كل ذلك.. بالإضافة الى الطريقة التي سلكتها المعارضة لايصال رسالتها!
وما زلت أذكر غضب سموه وهو يتحدث عن حادثة دخول الشباب الى مجلس الأمة، وكيف ان الغاية لا تبرر الوسيلة، وأن سموه قد يتسع صدره لكل نقد ما دام في اطار القانون والاحترام المتبادل، لكن عندما يتعرض أمن البلد للخطر أو يتم التخريب وتعطيل مصالح الناس، فلا مجال للتساهل. متابعة قراءة رسالتكم توصل مشوشة!

علي محمود خاجه

سيطرة ولكن

ما زلنا نتصدر دول الخليج في المجال الفني وتحديداً في مجال المسلسلات والمسرح، فقنوات الخليج التلفزيونية تتسابق على شراء الأعمال الكويتية لتملأ بها ساعات رمضان رغم ضخامة مبالغ شراء تلك الأعمال في إشارة واضحة إلى كثافة متابعة أبناء الخليج للأعمال الفنية الكويتية. وعلى الرغم من أن التهافت على الأعمال الكويتية ليس بالأمر الجديد فإن اللافت أنه ورغم إجماع العاملين في الوسط الفني الكويتي على تراجع مستوى الأعمال الكويتية بشكل ملحوظ فإن الإقبال على هذه الأعمال محليا وإقليميا لا يزال كبيراً، في إشارة واضحة إلى أن الكويت هي "ترمومتر" فني لدول الخليج، ليس فنياً فحسب بل هو اجتماعي أيضاً، لأن ما يعرض على الشاشات يدخل إلى كل بيت دونما استئذان، ويؤثر بشكل مباشر في المتلقي أيا كان، وهذا ما يعني بالضرورة أن تراعي الدولة بالمقام الأول جودة ما يقدم؛ لأنه يؤثر سلباً أو إيجاباً في المنطقة بأسرها. فمن غير المعقول أن تكون كل النصوص الكويتية هشة لدرجة أنها لا تستطيع تقديم مادة فنية مدتها نصف ساعة يوميا طوال شهر رمضان بإجمالي 15 ساعة فقط طوال الشهر!! فنشهد جميعاً كيف تعبأ مسلسلاتنا بمناظر خارجية طويلة أو لحظات صمت لفنان أو فنانة أو حوار لا طائل منه ولا مغزى رغم كثرة المواضيع التي من الممكن طرحها والتعمق فيها، ومن غير المعقول أيضا أن تختزل كل القصص في قضيتين أو ثلاث قضايا فقط منذ عقود طويلة إلى يومنا هذا. نشاهد يوميا كيف يتساقط رواد الفن أمامنا بأعمال هابطة لا ترقى إلى أن تصوّر أصلاً، والهدف هو الوجود في الساحة الإعلامية فقط، حتى المسلسلات التي يمكن أن نستحمل مشاهدتها رغم المط والتطويل لا تعدو أن تكون إلا مضيعة للوقت ولأنها أفضل الموجود ولكنها حتما سيئة. إن ما يحدث اليوم من تراجع في المجال الفني تحديداً، والذي أعتبره من أكثر المجالات أهمية لأنه الوحيد القادر على الوصول إلينا دون استئذان أو رغبة أحياناً، يتطلب بلا شك أن تساهم الدولة في النهوض به، ولا يكون ذلك من خلال لجان رقابية على النصوص، فالرقابة على النصوص تأتي لاحقاً إن قامت الدولة بتأهيل القطاع الفني بالشكل المناسب من خلال مؤسساتها التعليمية التي تعنى بالفن والمعايير الأساسية التي يجب أن يصل إليها العاملون في هذا المجال؛ كي يتمكنوا من تقديم أعمالهم للناس، حينها لن نحتاج إلى أن تكون هناك لجان رقابية، فإذا تم تأهيل من يعمل في الوسط الفني وفق أسس سليمة فستتولد لديهم حتما مسؤولية اجتماعية تجاه ما يقدم. نعم التعليم بشكل عام يمر في محنة بالكويت، إلا أن مشاهدة الأعمال المصورة اليوم سواء عبر شاشات التلفزيون أو الإنترنت بات جزءاً من حياة الأغلبية العظمى في الكويت، وهو ما يعني أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تشكيل سلوكات الأفراد، وتجاهل هذا الأمر سيزيد الوضع سوءاً بكل تأكيد.

سامي النصف

رحلة خاصة إلى ليبيا!

في الثمانينيات دعا الرئيس القذافي الزعماء العرب إلى حضور احتفاليات الفاتح من سبتمبر وقد قدت الطائرة التي أقلت سمو ولي العهد الكويتي المشارك الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، وما ان وصلنا حتى كان العقيد في الاستقبال وخلفه مظاهرة غوغائية صغيرة تسير أينما سار وتهتف باسمه كزعيم للأمة العربية (قبل أن يصبح ملك ملوك أفريقيا)، ثم استقل العقيد الفقيد وضيفه سيارة كاديلاك أميركية خضراء مصفحة، وفي المساء دعا القادة إلى احتفال في الساحة الخضراء ووصل إليهم بعد طول انتظار وهو يقود سيارة أوروبية خضراء صغيرة كدلالة على الزهد والتواضع وعدم الاهتمام بالمظاهر.

****

بعد أن أبقى القادة العرب وهم يستمعون لخطبه المطولة حتى ساعات الصباح الأولى ذكر لهم أنه سيقلهم في اليوم التالي فجرا إلى بنغازي لإكمال الاحتفالات هناك، بعد عودة الوفد إلى مقر إقامتهم دعوني وطلبوا مني التواجد مع طاقم الطائرة في المطار صباحا خوفا من ألا يوفر العقيد الفوضوي بالترتيب وصاحب الأعمال السوداء الشهيرة الطائرات لتقلهم إلى بنغازي وحينها سنتوجه مباشرة بالوفد الى الكويت، رجعت إلى الفندق الذي كان يعتبر الأفضل في ليبيا وكانت الحرارة تقارب الأربعين والرطوبة خانقة و.. التكييف لا يعمل!

****

وصلت اليوم التالي الى المطار مع الطاقم واتجهت للطائرة الليبية التي تقل الشيخ سعد رحمه الله وكان جالسا بالقرب منه أبوبكر يونس الرجل الثاني فعليا في ليبيا وذكرت لسموه أنني سأتوجه بالطائرة والطاقم للمبيت في تونس وسنحضر يوم المغادرة كما هو مقرر لنقل الوفد إلى الكويت كوننا لا نستطيع النوم بسبب الحرارة والرطوبة الشديدة مما يؤثر على سلامة الرحلة وقد وافق الشيخ سعد إلا أن يونس أعطاني ورقة طلب مني أن أعطيها لمرافقنا كي يقلنا للمكان الذي حدده وإذا لم يعجبنا الوضع فلنا أن نتجه إلى تونس.

****

أخذنا المرافق إلى منطقة الميناء المحظورة في طرابلس والذي تحيط به حراسة شديدة وأوصلنا إلى باخرة (كروز) شديدة الفخامة للإقامة بها وكان في وسطها مرقص ضخم وعلمت أنها مخصصة للقيادات الليبية كي تقلهم إلى مالطا وإيطاليا والتجول في جزر البحر الأبيض مع من يحبون، وكان إلى جانبها يخت أكبر منها وأكثر فخامة اسمه «هانيبال» ملك للقائد الذي وصل تحت الأضواء إلى الساحة الخضراء وهو يركب سيارة أوروبية شديدة التواضع.. وأمجاد يا عرب أمجاد!

****

آخر محطة: صباح اليوم التالي وبعد أن أخذنا كفايتنا من النوم في أجنحة الباخرة توجهنا إلى المطار وطلبنا غذاء وكراتين ماء لسد حاجة الوفد في طريق عودته للكويت في الرحلة التي تستغرق ما يقارب 5 ساعات، وصل الماء ولم يصل الغذاء وما ان أبلغت الشيخ سعد رحمه الله بذلك حتى طلب منا الإقلاع دون غذاء ما دام هناك ماء فلا نريد البقاء دقيقة واحدة في هذا المكان دون داع، حسب قوله، وهو ما تم وقد أخبرني مسؤول التموين في مطار طرابلس أن رحلة الرئيس حافظ الأسد المتجهة من طرابلس إلى هافانا في رحلة تقارب 11 ساعة قد أقلعت قبلنا كذلك بالماء فقط ولا أعلم ان كانوا قد رتبوا للتوقف في الطريق للتزود بالتموين، وقد كان هذا آخر احتفال للفاتح من سبتمبر يحضره قادة عرب في ليبيا الفوضى والمظاهر الخداعة الكاذبة.

بشار الصايغ

أوراق حدس .. خلط متعمد أم أزمة داخلية!

تعتبر الحركة الدستورية الاسلامية “حدس” أكثر الحركات السياسية في الكويت المتهمة في تلونمواقفها، وهي الوحيدة أيضا المحترفة باصدار أكثر من موقف لأكثر من طرف وتتبناها جميعاالحركة، تستخدم هذا الموقف مع السلطة، وذاك الموقف مع أصدقاءها، وذلك الموقف مع أعدائها!

أي باختصار، “حدس” تمارس كافة التلاعب السياسي حتى تكون حاضرة في جميع مواقع اللعبةالسياسية، وأبسط مثال موقفها السياسي مما أثير عن سحب الجنسية الكويتية من بعض المواطنينوكذلك التضييق على جمعيات النفع العام.  متابعة قراءة أوراق حدس .. خلط متعمد أم أزمة داخلية!

مبارك الدويلة

خلط الأوراق

البيان الذي أصدره مجلس الوزراء بالأمس بشأن اتخاذ تدابير حازمة لضبط أمن البلد واستقراره، هو ردة فعل واضحة على الأحداث التي صاحبت حبس مسلم البراك، وما صاحب بعضها من اعمال عنف، استنكرها الجميع، سواء من بعض الشباب المشارك في المسيرات، او من جهة بعض رجال الأمن، الذين نرى أنهم بالغوا في استعمال القوة. وأعتقد بأن الحكومة القوية لا بد أن تكون لهجتها أيضاً قوية إن أرادت فعلاً أن تحافظ على أمن البلد واستقراره! لكن شريطة ألا يكون هناك إفراط ولا تفريط! فالمسيرات مثلاً، السلمية منها أو العبثية، أثبتت الأيام عدم جدواها، بل إن أثرها السلبي كبير وضار على مسيرة العمل الوطني الإصلاحي! ولاحظنا كيف يتم الإعلان عنها باجتهادات فردية من جهات ليس لها حضور في الساحة الشعبية، ثم تضطر بقية القوى الأخرى إلى الاستجابة خوفاً من التفرد في موقف سياسي أقرب ما يكون إلى التخاذل! متابعة قراءة خلط الأوراق