علي محمود خاجه

غيروا «التكتيك»

طوال السنوات والعقود بل القرون الماضية والمسلمون يحاولون نشر الإسلام ومحاربة الكفار والمشركين بأسلوب واحد سائد وهو القتال وبغض الآخر، والمحصلة التي نعيشها اليوم بعد كل تلك القرون من هذا الأسلوب هي عدم قدرتنا كمسلمين على الاستغناء عن المشركين والكفار في مختلف مجالات الحياة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. فلا الكيان السياسي لأي دولة مسلمة قادر على البقاء دون مباركة العدو الغربي الكافر أو رضاه، ولا الكيان الاقتصادي لأي دولة مسلمة قادر على العيش برخاء دون العدو الغربي الكافر، ولا الكيان الاجتماعي قادر على البقاء دون استخدام ما ينتجه العدو الغربي الكافر، وما زال أسلوب المسلمين واحداً، وزيادة حاجتنا للغرب العدو الكافر أكبر. لماذا لا نجرب طريقة أخرى بعيدة عن القتل والبغضاء والعداوة؟ ولماذا لا نجرب أن نتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه العدو الكافر ليفرض سيادته وهيمنته على العالم بشكل سلمي هادئ؟ فكل المجتمعات التي غيرت أسلوبها وابتعدت عن جزئية الخصومة والعداوة، وركزت على الإنجاز أفلحت، وأصبح العالم كله يحتاج إليها بل أصبح بإمكانها فرض أفكارها على العالم أجمع، ولنا في اليابان والصين والولايات المتحدة مثال واضح غير قابل للنقض. الإسلام هو ثاني أكبر ديانة على الكرة الأرضية بحسب الإحصاءات، وعلى الرغم من ذلك فإن العالم أجمع بإمكانه العيش من دون أغلبية معتنقي تلك الديانة لأنهم وببساطة لا يقدمون للبشرية شيئاً يذكر، فهم منكفئون على أنفسهم لا يشغلهم سوى نقاش الأحكام الدينية المكررة من جانب، وضرورة محاربة الغرب العدو الكافر من جانب آخر، دون تقديم شيء ملموس وفعلي للعالم، ليس هذا فحسب بل يحرص العالم الإسلامي بأسره على أن يرتكز التعليم على الدين مع إغفال للعلوم الحياتية بكل أنواعها، فتكون النتيجة مجتمعات وأجيالاً متعاقبة لا تفكر إلا بنمط واحد واتجاه واحد وهو محاربة العدو الكافر من جانب، ومحاربة المسلم المختلف بالمذهب من جهة أخرى. المزعج في الأمر فعلاً أن الموارد التي يمتلكها المسلمون تعتبر من أكثر الموارد تكاملاً في العالم من ناحية البقعة الجغرافية للدول الإسلامية، فهي من أكبر بقاع العالم من ناحية مصادر الثروة الطبيعية كالمياه والبترول والزراعة بالإضافة إلى الموارد البشرية الضخمة في تلك الدول، إلا أن كل تلك الموارد لا يتم استغلالها إلا لهدف أو هدفين وهما محاربة العدو الكافر من جانب، وضمان استمرار البقاء في الحكم من جانب آخر. لقد استطاعت شعوب أخرى بموارد أقل أن تصبح من القوى العظمى في أقل من خمسين عاماً فقط، وهي مدة زمنية ضئيلة جداً في حياة الشعوب، وعلينا أن نستوعب أن ما يملكه العالم الإسلامي من موارد أكبر وأشمل من مجموعة فتاوى متعلقة بجواز استخدام معجون الأسنان أثناء الصيام. إن كان ولابد من العيش مع فكرة القتال والحرب مع العدو الكافر، فلنغير "التكتيك" على الأقل من خلال جعل العدو الكافر يحتاج إلى المسلمين فعلاً، وبذلك يضطر إلى مراعاة مصالحهم وأفكارهم بدلاً من هذا التخلف الذي نعيشه تحت ذريعة تطبيق الإسلام. خارج نطاق التغطية: رجال ضحوا بحياتهم وسلامتهم قبل ثلاثين عاماً إثر حادثة تفجير موكب الأمير الراحل جابر الأحمد رحمه الله، قامت الدولة بتجنيسهم الأسبوع الماضي، بهذا الشكل نلخص حالة الدولة.

سامي النصف

هذا بحق ما يضر الإسلام والمسلمين!

الضرر الاعظم على الاسلام والمسلمين هذه الايام ليس من خارج الاسلام، بل من داخله، وبامتياز، وتحديدا من اعمال العنف الدموي الذي هو الوليد الشرعي للسكوت عن الفكر المنحرف الذي يؤدي بالتبعية إلى التطرف وتكفير المسلمين وإلغاء الآخر ومن ثم يتم الارهاب ونحر الرقاب امام كاميرات العالم ما ينفر الآخرين من الاسلام ويجعل شيوخ الدم يكذبون ويدعون زيادة المهتدين إلى الاسلام بناء على احصائيات ترى زيادة مبيعات المطبوعات الاسلامية رغم ان ذلك قائم على معطى.. «اعرف عدوك»!

***

وعلى اليوتيوب صورة مريعة تعكس الوضع المؤسف الذي آل اليه حالنا كمسلمين بسبب افعال المتشددين، ففي الصورة يجلس رجل ملتح على ظهر رجل ملتح آخر والاثنان من اتباع الدين نفسه بل والمذهب نفسه، الاول يكبر للنحر وسكينه تعمل على قطع رقبة الثاني، وفي الصورة اصابع المقتول مرفوعة وهو يتشهد على نفسه، فأي جنون هذا؟! وهل يمكن لأعدى أعداء الاسلام ان يضروا به بمثل ما اضر به ذلك الفعل؟

***

ومما هو موجود على المواقع الالكترونية قصة اخوين من قرية واحدة ذهبا للجهاد، فانضما الى فصيلين تفرغا لحرب بعضهم البعض حتى اسر وقتل احد الاخوين، وكادت والدته ان تجن من خبر موته على يد الجماعة الاخرى المنضم إليها ولدها الآخر، ان تلك التجارب اليومية المريعة تثبت ان الوضع الافضل لاتباع تلك الجماعات التي تدعي الاسلام في الشام والعراق واغلبهم من الشباب المغرر بهم والتي ثبت انها مخترقة حتى النخاع، ان ينضموا للجماعات السياسية العاقلة التي يعترف بها العالم كي يكون هناك امل في النصر وفائدة لا ضرر على الاسلام.

***

آخر محطة: 1ـ لا يمكن ونحن في عصر وصل فيه الانسان عن طريق العلم والحسابات الفلكية الدقيقة إلى القمر ومشى على ارضه ان نختلف كمسلمين على اماكن وجوده في السماء من عدمها.

2ـ الاختلاف الذي ينتج عنه صيام المسلمين في ايام مختلفة يعني ان هناك شعوبا اسلامية فطرت في ايام يجب صيامها او في المقابل هناك شعوب صامت في ايام شك يحرم صيامها، والاثنان امران لا يصحان.

@salnesf 

احمد الصراف

سارة والعودة للكتابة

كان من المفترض ان اتوقف عن الكتابة خلال رمضان، ولكن تذكرت أنني وعدت صديقا بالكتابة عن موضوع هذا المقال، وبالتالي كان لا بد من تأجيل التوقف، مؤقتا.

***
في نهاية مايو الماضي وقفت سارة أبو شعر، الابنة البكر للصديقين فهد ونادية، أمام حشد من آلاف الضيوف المميزين، والشخصيات العالمية النافذة والطلبة والمدرسين اللامعين، وقفت أمامهم في جامعة هارفارد العريقة لتلقي كلمة خريجي عام 2014، وهو تشريف لا يناله إلا من يستحقه عن جدارة. وبالرغم من أن كلمة سارة لم تتعدّ الدقائق العشر إلا أنها ألهبت حماسة الحضور، ولم يكن مفاجئا بالتالي انتشارها السريع على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة مئات الآلاف لها. وكان حديثها عن جامعة هارفارد شيقا للغاية. وقالت في كلمتها إن تلك الجامعة جعلتها تقتنع أن بإمكانها هي أيضا أن تشكّل التاريخ، وألا تكتفي فقط بالتأثر بما يجري فيه. كما القت بضع دعابات رصينة، وخاصة عندما قارنت بين الحياة في وطنها، والشرق عموما، والحياة في الغرب. كما كان جميلا منها الإشارة لأصولها السورية، وكيف عانت في صغرها من الترهيب من الأمن، وكيف كانت أمها تنصحها بالامتناع عن إبداء آرائها السياسية، أو حتى مجرد التفكير في موضوع الحريات!
نجاح سارة في جذب الانتباه لم يأت من فراغ، وقدرتها على الوقوف، وهي الفتاة العشرينية، أمام أكبر العقول المفكرة في العالم، وجذب انتباههم لم يكن مصادفة، واستحقاقها التصفيق الحار المرة تلو الأخرى لم يأت مجاملة، فقد تعب والداها في تربيتها، وتأهيلها وتعليمها، وبالتالي اتى انجازها الكبير على قدر ما اعطيت.
والآن أليس من المؤسف أن يحرم وطن هذه الفتاة الموهوبة من وجودها فيه؟ وأليس أكثر مدعاة للأسف أن تحرم هي، والعشرات من أمثالها من النوابغ والموهوبين، ولأسباب أكثر من سخيفة، من جنسية البلد الذي ترعرعت فيه وتعلمت في مدارسه، في الوقت الذي تعطى فيه الجنسية لمن سيصبح عالة وعبئا وظيفيا وصحيا وسكنيا وتعليميا على كل أجهزة الدولة في الدقيقة التي يحصل فيها على الجنسية؟
وفي هذا السياق ورد على لسان سارة، في مقابلة لها مع جريدة الشرق الأوسط، بعيد إلقاء كلمتها قولها إنها تعتبر الكويت البيت الآمن الذي ترعرعت فيه، ملتحفة بأهله الطيبين، وإن للكويت فضلا كبيرا عليها، فهي المكان الذي اعتادت فيه على إطلاق الكثير من أفكارها، بحرية.
ما لم تقله سارة، ربما أدبا، إن الكويت التي عرفتها قد تغيرت ومن الصعوبة بمكان أن تعود إلى ما كانت عليه، والتاريخ لن يرحم من كانوا السبب فيما وصلنا إليه من تخلف.

أحمد الصراف

طارق العلوي

مثير الفتنة!

«سميرنغ كامباين» هو مصطلح انجليزي يطلق على الحملة الإعلامية التي ترمي إلى تشويه سمعة شخص ما، بهدف ضرب مصداقيته، على أمل أن تفقد المعلومات «الحساسة» التي يمتلكها أهميتها لدى الشعب.
جورج سانتيانا، فيلسوف وروائي وشاعر أسباني، كانت له مقولة جميلة يرددها، وصارت حكمة يتناقلها الناس: «إن الذين لا يتعلمون من التاريخ.. محكوم عليهم أن يكرروا أخطاءه»!
قصة حقيقية جرت أحداثها في عام 1996.. وما أشبه الليلة بالبارحة!
«جيفري وايغاند» كان نائب الرئيس في إحدى أكبر شركات التبغ في العالم «براون اند ويليمسون». وبحكم منصبه وقعت بيده وثائق حساسة تشير إلى تلاعب شركة التبغ بـ«النيكوتين»، بما يخالف المعايير الصحية، كي تجعل المدخنين أكثر ادمانا على سجائرها، ما يزيد أرباحها «مليارات» إلى ملياراتها التي تمتلكها. متابعة قراءة مثير الفتنة!

مبارك الدويلة

«داعش».. تشويه صورة الحكم الإسلامي

«داعش» .. الدولة الاسلامية في العراق والشام، «داعش» هذه خرجت فجأة ومن دون مقدمات في ساحة القتال في سوريا، وبقدرة قادر تمكّنت خلال وقت قياسي من السيطرة على كثير من المواقع التي حررتها جبهة النصرة وكتائب الثوار وفصائل الجيش السوري الحر! بالضبط بالطريقة نفسها التي خرجت فيها حركة طالبان في افغانستان، بعد ان تمكّن المجاهدون هناك من دحر القوات الروسية، وقبل ان يستقر لهم الامر خرجت «طالبان» صنيعة المخابرات الباكستانية لتسيطر على معظم افغانستان! متابعة قراءة «داعش».. تشويه صورة الحكم الإسلامي

سامي النصف

رمضان.. العلم هو الحل!

من الإشكالات القائمة في العصور الوسطى لعالمنا الإسلامي التي نعيشها في هذه الحقبة عدم إرسالنا أفضل العقول لدراسة علوم الشريعة كي تصبح مراجع كبرى تستنبط الفتاوى العصرية الحديثة القائمة على الفهم الصحيح لديننا الحنيف، فلا يوجد من الأديان ما أوصى أتباعه بالعلم والنظافة كديننا، ولا يوجد من يخالف تلك الوصايا الربانية كشعوبنا ضمن الأكثر جهلا والأقل نظافة في المرافق العامة.

***

ولو استخدمنا العلم لما اختلفنا على ما لا يجوز الاختلاف حوله كرؤية هلال رمضان، فكما نقبل شهادة من يلبس النظارة حال ادعاء رؤية الهلال، فعلينا كذلك القبول بالحسابات الفلكية والمناظير، فالعين التي ترى لا النظارة أو المنظار كي يتوحد الحساب الهجري ويصوم المسلمون كافة في اليوم ذاته، ودون ذلك لا تصبح للتاريخ الهجري فائدة في عصر الدقيقة والثانية ما دام أول الشهر هو الأحد في بلد والاثنين في بلد ثان والثلاثاء في بلد إسلامي ثالث، وللعلم فكل الأشهر القمرية الأخرى يعتمد فيها على الحساب الفلكي.

***

وكما علينا العمل بـ «مواقيت الساعة» التي أكرمنا رب العباد باختراعها، فطوال أيام السنة الأخرى يعتمدها المسلمون في الصلاة والصيام حتى لو غطى السحاب السماء، فلا يعتمد أحد على ظل خشبة أو التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود لأداء الفروض، بل تعتمد «مواقيت الساعة» التي قد تكون هي الحل لمواقيت الصلاة والصيام في البلدان غير منتظمة المواقيت كحال أقصى شمال وجنوب الأرض التي يمتد فيها النهار أو الليل اليوم كله، حيث يفرض عليها اتباع مواقيت أقرب بلد إسلامي دون إعطاء محدد لذلك المسمى، وماذا لو أن ذلك البلد النائي أغلب أهله مسلمون ومن ثم فهو أقرب البلدان لنفسه؟ وكيف لركاب مركبات الفضاء مستقبلا معرفة أقرب البلدان الإسلامية لهم؟ كما أن في ذلك الاجتهاد الإفطار والشمس ساطعة، وأفضل منه في نظرنا أن يحدد علماء المسلمين لهم ساعات محددة لأداء الفروض كتحديد السادسة للفجر والثانية عشرة للظهر والرابعة للعصر والسادسة للمغرب والثامنة للعشاء، وهو أمر يحل إشكال حتى المسافرين على الطائرة اليوم والمركبات الفضائية في الغد والمناطق النائية السالف ذكرها.

***

إن إشكال إفطار الملايين من ركاب الطائرة مازال قائما، فالذي يفتي بانتظار غياب الشمس ينسى أن الطائرة لو أقلعت قبيل الإفطار متجهة غربا فستبقى الشمس ساطعة لعشر ساعات وعشرين ساعة لتتبع الطائرة للشمس، بالمقابل الذي يدعو للإفطار على الأماكن التي تطير فوقها الطائرات من منظور أن الطائرات ليست مستقرا دائما ينسى أن الطائرات تحلق لساعات فوق محيطات وصحار وغابات، ان استخدام الشمس هو لتوزيع الصلاة والصيام على مواقيت محددة في اليوم، فإذا اختفت أو سطعت الشمس طوال الوقت وجب استخدام ما وفره لنا رب العباد من اختراعات كالساعة كبديل لها، وقد يكون استخدام الساعة طوال العام مثالا جيدا، كما يمكن تقريب الأمر باستخدامنا فرش الأسنان كبديل للمسواك عند أغلب المسلمين.

***

آخر محطة: (1) ربطت العبادات بالإسلام بشرط الاستطاعة، فالشهادتان ليس مفروضا النطق بهما على الأخرس، والصلاة لا تفرض على المجنون، والصوم لا يفرض على المريض الذي يخشى على حياته، وكذلك الحج لا يفرض على من لا يستطيع إليه سبيلا لعدم القدرة المالية أو الصحية.

(2) لذا، فربط المواقيت فقط بالشمس الساطعة أو المختفية طوال الوقت كالحال في أقصى الأرض، وعلى المركبات والكواكب السيارة قد يفتح الباب للاجتهاد بسقوط الفروض بسقوط شرط الاستطاعة، ومن ثم تكون تلك الأمور تطوعية لمن يعيش في تلك الأماكن، بينما تبقى مفروضة عليه متى استخدمت المواقيت الموازية (مواقيت الساعة) المستخدمة طوال العام.. والله أعلم!

@salnesf