مبارك الدويلة

القبور تتنفس

وهكذا تستمر فضائح الانقلاب في التوالي، إلا أن آخرها كان أشد وأنكى..!

بدأت الصدمة الأولى مع نهاية اليوم الأول الذي أظهر أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم لم يتجاوز السبعة في المئة! وعندها أدركوا أنها بداية النهاية، حيث إنه، وكما قال أيمن نور: يكون زخم الحضور في اليوم الأول، ثم يتراجع في اليوم الثاني! وهذا فعلاً ما حدث، حيث كانت المشاركة في ثاني يوم مخيبة للآمال، مما اضطرهم إلى مخالفة كل الأعراف التنظيمية وتمديد الانتخابات يوماً ثالثاًَ ليعطي فرصة لفريق الانقلاب ليرتب أموره مع وسائل الإعلام، ويعلن أن المشاركة في اليوم الثالث كانت كبيرة! ومَن هذا الذي سيأتي ويثبت غير ذلك؟!

الجميع كان يعلم اسم الفائز قبل بدء الانتخابات، بل بعد الانقلاب مباشرة، والجميع أيضاً كان يعلم أن الفوز متحقق رضي من رضي وغضب من غضب! ولكن كانت هناك حقيقة أخرى تتكشف في ذلك اليوم، عندما أثبتت هذه الانتخابات أن مشاركة حمدين صباحي لم تكن جدية بل كانت صورية! حيث تبين أن قواعده لم تصوّت له، وتعامله البارد مع التمديد ليوم ثالث كان محل استغراب المراقبين، والأكثر غرابة أنه تغاضى عن كل الانتهاكات الإجرائية التي شاهدها الجميع ثم هو يعلن قبوله بالهزيمة واعترافه بفوز الخصم!

ومن الطرائف في هذه الانتخابات ما شاهدناه في «يوتيوب» من مراقبة تعلن أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم أكثر من عدد من يحق لهم التصويت في اللجنة! ومواطن مصري ذهب للتصويت فوجد أن هناك من صوّت عنه! وغيرها من الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى! أما الأطرف حقيقة، فهو أن بعض من أكد شفافية الانتخابات لجان ليس لها خبرة في الانتخابات لعدم وجودها في بلادها، وأشخاص معروفون بانتهاكهم للأنظمة الانتخابية ومخالفتهم لأعرافها!

السؤال الكبير اليوم هو: إذا كانت هذه شعبية السيسي، فما حقيقة الثلاثين مليوناً التي قيل لنا إنها ظهرت يوم الثلاثين من يونيو الماضي، ولم نجد لهم أثراً بعد ذلك؟! وأين جماهير التفويض التي قيل إنها أعطته الشرعية لـ«التعامل» مع المتظاهرين السلميين كما قيل وقتها؟! إنني أعتقد أن أفضل وصف للواقع الذي يعيشه المجتمع المصري هو ما قاله أحد الإعلاميين المؤيدين دائماً للانقلاب عندما ذكر أن الإخوان إن كانوا أحياء فهم الذين يفوزون في الانتخابات، وكذلك الحال إن كانوا أمواتاً! وهكذا نجد اليوم القبور تتنفس ليضع من فيها بصمته على واقع الناس وإن كان ميتاً!

***

لوحظ في الفترة الأخيرة تشديد التعامل الأمني مع الوافدين من أصحاب التوجهات الدينية، وبالذات القريبين من تيار الإخوان المسلمين، وأصبحنا نسمع يومياً عن قرارات إدارية بإبعاد هؤلاء لأتفه الأسباب! وأصبحت مقولة «خلط الدين بالسياسة» حجة للتضييق على حرية الرأي وتكميم الأفواه، ونأمل ألا يكون خوفنا في محله عندما شعرنا أن هناك تنسيقاً أمنياً بين بعض دول الخليج سيكون من نتائجه التحول التدريجي إلى شكل الدولة البوليسية!

***

نائب في مجلس بوصوت تعهد أمام الناس أنه سيستقيل إن تمت الموافقة على اقتراح برغبة تقدم به نائب آخر محترم! ومع اني أعتقد أن الجدية والشعور بالمسؤولية غير واردين في هذا النوع من المجالس، إلا أننا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام مع هذا التعهد!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *