سعيد محمد سعيد

اتركوا الوزراء… استجوبوا المواطنين!

 

وفقا للائحة الداخلية لمجلس النواب، وطبقا لعنوان الشراكة السياسية والحقوق والواجبات للناس، فإنني أقترح إلغاء استجواب الوزراء المسئولين أمام الله والحكم والقانون والناس، وإغلاق أية محاولات «للدندرة» ووجع القلب والدماغ في الديرة، والتصدي للمفردة الشهيرة التي أصبحت كالأنشودة الحزينة «ستحرقون البلد»… نعم، أقترح إلغاء كل ذلك، والتوجه إلى استجواب المواطنين واحدا تلو الآخر عن كل مصيبة تحدث في البلد!

ماذا سيحدث لو غيرنا اللائحة؟ وبدلا من أن يقف المسئول، الذي يحمل مسئولية ثقيلة على عاتقه، في لحظة تاريخية، على منصة الاستجواب، نضيف نصا إلى اللائحة مع تغيير بسيط في الصوغ باستخدام مفردة جديدة أو مصطلح يمكن تقنينه ليركب في النص (غصب طيب)… نطلق عليه مثلا… «استجواب كبش فداء»!

بمعنى أنه يمكن غض النظر عن أي وزير لا يملك الشجاعة للوقوف على منصة الاستجواب والسماح له باختيار «كبش فداء» من بين (529.446)… (الرقم مطروح منه السادة الوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب وكبار المسئولين والوجهاء والشخصيات والسياسيون والمنتمون الى الطبقات الراقية، ومطروح منه أيضا المنافقون والمطبلون والكذابون ووعاظ السلاطين، والذين يعملون على خداع الحكومة، وباعة الولاء المزيف، وتجار الطائفية)… أي أننا في النهاية، سنتفق على أن «كبش الفداء» باختصار يعني: مواطن مسحوق والسلام! وخله يروح فيها!

استجواب «كبش الفداء»، مقترحي الذي أرجو أن أنال عليه حقوق ملكية فكرية… ليس مقترحا لتقدير السخرية، بل هو لسخرية القدر! أستغفر الله العظيم…

في ظني، أن السادة الوزراء، كلهم بلا استثناء، لن يمانعوا الوقوف على منصة الاستجواب، لكن أن تصبح هيئة المكتب بمجلس النواب، متعددة الأهواء والأجواء… تتلاقفها الأمزجة فتارة تقر بدستورية استجواب وتارة تنكر، وتقع في شرك المحاذير التي تشعل الجلسات الحساسة… هنا يصبح القلق أكبر! لأننا كلنا، ربما نصبح «كبش فداء» دفعة واحدة! لا لأمر يستحق، بل لفوضى تكشف عدم استعدادنا الذاتي لممارسة الديمقراطية.

في ظني أن السادة الوزراء، ومنهم وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة، شجاع بما يكفي للوقوف أمام الاستجواب القادم من «الوفاق» أو غيرها… ووزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب، شجاع بما يكفي للوقوف أمام الاستجواب القادم من النائب عبدالله الدوسري والكتل المساندة… وأعتقد أيضا أن كل وزير يعتز بشرف حمل المسئولية والأمانة الوطنية الكبيرة، سيقف باعتزاز أمام أي استجواب لأنه سيكون قادرا على دحر كيد الكائدين.

بيت القصيد، أن السادة الوزراء، وهذا ما نظنه فيهم، يمتلكون الشجاعة لأن يقفوا أمام الاتهامات… ويقفوا بلا خوف أو محاولات هروب لإثبات أن الأمانة التي يحملونها مقدسة… وأنهم أبرياء.

لو كنت وزيرا «الله لا يقول»، وتقدم نواب بطلب لاستجوابي، فإنني سأوافق على الفور حتى وإن كنت مذنبا! وسأصنع لي بطولة تاريخية فريدة من نوعها… إذ سأعلن في أول جلسة استجواب… نعم أول جلسة: «إنني مخطئ… والخطأ راكبني من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي… ومع السلامة، أنا مستقيل»!

وأنا متأكد كيف ستكون حياتي بعد ذلك… بطلا من أبطال الأمة، تحلف الأجيال برأسي وربما تصبح صورتي أفضل من صور السيد حسن نصر الله وأسامة بن لادن وتشي جيفارا ورونالدينهو… وكلما أدرجت في محرك بحث «غوغل» اسم البحرين… ستراني في أول صفحات الفهرست

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *