محمد الوشيحي

حمد بن جاسم… احذر

ثمة مشاكل عائلية ما بين الشعب الكويتي وحكومته… في موضوع الديوانيات، تسابق الحكومة الزمن لإزالتها، مستعينة بكل ما هو متوافر في الجمعيات والصيدليات المناوبة من جرافات وتريلات وفرقاطات. ومن الجهة المقابلة، وفي موضوع زيادة رواتب الموظفين، تستعين الحكومة بالبنك الدولي، فينتظر الناس موسم حصاد البساتين، ولا يجدو سوى ليمونة واحدة. مئة وعشرون دينارا أصفر. «لا كثر الله خيركم والوحدة منهم عن عشر». أو كما قالت الشاعرة.
عتبنا على الحكومة، هو أنه لم يكن هناك داعٍ، من الأساس، لإضاعة كل هذا الوقت بانتظار البنك الدولي. كان يمكن أن تستعين الحكومة بقدرات وخدمات الفضائي اللوجستية… زميلنا، فتح الله عليه من واسع، فضم بالأمس ألمانيا إلى مستعمراته الأوروبية، عندما كتب عن اجتماع عُقد بين النائب عدنان عبد الصمد والقنصل الإيراني الذي بعث برسالة لرئيسه، وزير الخارجية «متكي»، وقبل أن تصل إلى طهران كانت الرسالة قد وصلت إلى مكتب الزميل في الشويخ عبر عناصر السي آي ايه… فات على الإيرانيين أن الرسائل مثل البطاطس تنتقل بالبرادات، ومن سوء حظ إيران أن الكويت تقع على الطريق بينها وبين ألمانيا، ولهذا تمكّن الزميل من قطع الطريق والحصول على الرسالة. اهيب يا وجه دريد بن الصمة. متابعة قراءة حمد بن جاسم… احذر

د. شفيق ناظم الغبرا

شرعية الاختلاط في التعليم

المعركة الراهنة بين دعاة التعليم المشترك والتعليم المنفصل مختلفة تماماً هذه المرة عن معركة الفصل في التعليم، والتي سبقتها بما يقارب العقد من الزمان. الفارق بين الاثنين كبير. فالمواجهة الأولى لفصل الطالبات عن الطلاب في التعليم العالي تمت في ذلك الوقت بدواعي فرض شيء غريب على المجتمع الكويتي، ألا وهو الفصل الشامل في التعليم الخاص والعام الجامعي الحالي والمستقبلي، بغض النظر عن إرادة أصحاب المشاريع التعليمية المعنيين بالأمر، والأهالي الذين يريدون لأبنائهم وبناتهم تعليماً مشتركاً، والطلاب والطالبات الذين سيتعرضون إلى هذا التغيير، أو رأي الأكاديميين وذوي الاختصاص. أما اليوم فالمسألة مختلفة فهناك فئة في الكويت أخذت على عاتقها أن تتبنى التعليم المشترك من دون أن تمس حق الآخرين في تعليم منفصل وخال من الاختلاط. بمعنى آخر ان حاملي لواء التعليم المختلط والمشترك اليوم يقرون بحق رافضي التعليم المختلط بفصل الجنسين في التعليم،  ولكنهم في الوقت نفسه، وهذا أساس حركتهم اليوم، يسعون إلى تأكيد حقهم في توفير التعليم المشترك والمختلط لمن يرغب في الكويت على صعيد المدارس وعلى صعيد التعليم العالي. إن حق الاختيار جوهري، فدعاة الفصل المطلق بين الطلاب والطالبات يريدون فرض رؤيتهم لأسباب سياسية على كل المجتمع حاضراً ومستقبلاً، بينما دعاة التعليم المشترك يسعون أساساً إلى توفير الحق في الاختيار من دون أن يمنع الآخرين من التمتع بعكسه.  في هذا فارق كبير بين الرؤية الأحادية وبين الرؤية التعددية. متابعة قراءة شرعية الاختلاط في التعليم

سامي النصف

إلا الولاء للكويت

في البدء التحية القلبية لوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد على مواقفه الحازمة فيما يخص الاستهانة بمشاعر الكويتيين، ونقترح على العزيز ابونواف النظر في القانون المصري الجديد الذي سيقدم لمجلس الشعب هناك والذي ينص على عقوبة السجن عشر سنوات لمن يشارك في معسكرات تدريب عسكرية، كما يقضي بأن يعاقب المحرض بنفس عقوبة الفاعل، فاذا نتج عن التحريض عمل ارهابي يؤدي للاعدام يتم اعدام المحرض كذلك، ولو طبق قانون حازم كهذا في الكويت في السابق لما فقدنا خيرة شبابنا قبل اعوام.

ان كنا رفضنا سابقا ان يخرج بعض الاسلاميين الخلق من الاسلام ويخرج بعض الليبراليين الخلق من الليبرالية فإننا بالقوة ذاتها نرفض ان نسارع باخراج احد من عباءة الوطنية، لذا علينا ان نفترض حسن النوايا ونقول ان مجلس العزاء قد تم على عجل وقبل معرفة ان «مغنية» الارهابي هو قاتل الكويتيين والذي اثبت الجرم عليه شهود عدل لم يلتقوه لثوان في احد الاسواق بل عاشوا معه ايام رعب لا تنسى استمرت لاكثر من اسبوعين، فهل يعقل ان يتعاطف بعد ذلك انسان وتحديدا الكويتي مع القاتل (مغنية) وليس مع المقتولين (الايوب والفيلكاوي) ومع الجاني غير الكويتي على حساب الابرياء دون ذنب من ابناء وطنه؟!

ولو عدنا للدستور الذي نحتكم له دائما فأول ما يصدح به النائب تحت قبة البرلمان هو القسم العظيم بالله تعالى على الاخلاص للوطن والامير واحترام الدستور الذي تنص مادته 108 على ان عضو مجلس الامة «يمثل الامة بأسرها ويرعى المصلحة العامة»، فهل في تأبين مغنية تمثيل للامة المسفوك دمها منه، وهل هذا ما تريده الامة بجميع طوائفها واعراقها من نائبها؟! ان النائب، للتذكير، لا يمثل نفسه مهما كانت آراؤه الخاصة بل يمثل رغبات الامة التي اعلنت موقفها بكل صراحة من جريمة خطف «الجابرية» النكراء.

كم احزننا بعض ما جاء في البيان الصادر بالامس وحرك قلمنا، فتجريم عملية «الجابرية» دون تجريم الفاعل يطابق ما عشناه عام 1990 ممن كانوا يجرمون الاحتلال الغاشم ويخرجون في الوقت ذاته المظاهرات الحاشدة دعما للقاتل! كما ان الشعب الكويتي لم يعد يستسيغ على الاطلاق تبرير سفك دمه تحت ذريعة نصرة القدس التي كم من الجرائم ارتكبت وترتكب تحت راياتها.

انني شخصيا احمل ودا خاصا لاحمد لاري والدكتور فاضل صفر الذي لم يجف حبر قلمي من الثناء على نشاطه المميز في المجلس البلدي قبل ايام قليلة، كما اعجبتني في السابق بعض مواقف عدنان عبدالصمد تحت قبة البرلمان، لذا ولاجل وحدتنا الوطنية ومستقبل الابناء والاجيال القادمة ولاطفاء نار الفتنة قبل ان تكبر وتستفحل، نرجو ان نقرأ بيان «اعتذار» عاجل وليس توضيحا، يكون صريحا ولا لبس فيه وقد قام بمثل هذا الاعتذار الوزير وابن الاسرة الحاكمة الشيخ علي الجراح في قضية اصغر بكثير من تأبين الارهابي عماد مغنية ويا حبذا لو استعين بالنائب العاقل والحكيم حسن جوهر في صياغته هذه المرة.

آخر محطة:
لم يكن مستغربا موقف العلامة محمد حسين فضل الله المتعاطف مع الكويت في هذه الايام العصيبة، فحاله كحال الراحل الكبير المرحوم محمد مهدي شمس الدين وشهيد المحراب محمد باقر الحكيم من حب مميز لبلدنا لا يقل عنه حب اهل الكويت جميعا لهم.

احمد الصراف

السفيرة والشيخة فريحة.. والأم المثالية

للشيخة فريحة الاحمد انشطة اجتماعية متعددة وربما يكون ترؤسها للجنة العليا لجائزة الام المثالية، ابرز تلك الانشطة واكثرها فاعلية، وقد يكون لوجودها الشخصي خلف الفكرة دور كبير في ما تلاقيه من زخم اعلامي ودعم مادي.
قامت هذه اللجنة، وامتدادا لنجاحها مع فكرة الام المثالية الكويتية، بمد نشاطها ليشمل الام المثالية الوافدة، والوافدة كلمة تشمل الجميع، ولكن احدا ما في اللجنة قام بتوزيع استمارات اشتراك الام الوافدة في المسابقة باللغة العربية فقط، وهذا يعني اما عدم اهتمام بغير الناطقين بالعربية، او ان النماذج موجودة ولكنها لم تصل لاصحابها، خصوصا ان التغطية لم تكن شاملة.. حتى الآن.
من حق المشرفين على جائزة الام الوافدة قصرها على من تشاء، فليس هناك من سينازعها في ذلك، خصوصا ان المجال مفتوح لكل فاعل خير.. ولكن كان من المفترض في هذه الحالة تحديد التسمية بجائزة الام العربية الوافدة. لتكون الامور اكثر وضوحا.
لو تجاوزنا هذه النقطة، غير المهمة، لوجدنا ان هناك مشكلة اخرى تتعلق بمجموعة المعايير التي وضعت شرطا لحصول الام الوافدة على الجائزة الاولى، وتحديدا الطلبين الاول والرابع من المعايير الاخلاقية، علما بأن مجموع الطلبات يبلغ 26 طلبا.
فالفقرة 4 من المعيار الاخلاقي تقول ان على الام المشاركة توضيح مدى تفاعلها مع تغيرات العصر وتيارات العولمة بكل كفاءة!! وأعترف انا ــ وبعد ان تجاوزت الستين، وبعد كل ما قرأت وسمعت، وما تراكم لدي من خبرات على مدى 45 عاما بأنني عاجز، وعاجز جدا عن الاجابة عن هذا السؤال، كما انني عاجز عن معرفة علاقة المعيار الاخلاقي بتغيرات العصر وتيارات العولمة!
ولو عدنا للفقرة الاولى من المعيار نفسه لوجدنا ان على المتسابقة تقديم الدليل على تمسكها بتعاليم الدين الاسلامي!
وهنا تتبادر للذهن عدة اسئلة: كيف يمكن لاعضاء لجنة منح الجائزة، الجزم بأن هذه السيدة او تلك تتمسك بتعاليم الدين الاسلامي؟ وما هذه التعاليم اصلا؟ وما المعيار الذي سيستعمل في قياس درجة التمسك؟
ولماذا تم قصر الجائزة على اتباع دين معين ولم يرد ذلك في تسمية الجائزة؟ نضع هذه الهفوات امام الشيخة فريحة، متمنين منها اعادة النظر فيها، وجعل الشروط اكثر قابلية للفهم، دع عنك التطبيق، نقول ذلك ونحن لا نشك لحظة في نبل مقاصدها وحبها لوطنها، خصوصا انها ليست فقط من الوجوه الطيبة والبارزة في حفلات الاستقبال التي تقيمها الجاليات الاجنبية، بل وسفيرة وممثلة الاغلبية الكويتية الصامتة والمتسامحة في احتفالات الكنائس المسيحية بأعيادها.

ملاحظة: برئاسة وتحت رعاية السيد طارق العيسى رئيس جمعية احياء التراث في الكويت، وبحضور هندي واضح وملتح بكثافة، افتتح اخيرا المؤتمر السابع للمنظمات السلفية في ولاية كيرالا في الهند!
من دون الدخول في التفاصيل، هل سبق ان سمع احدكم بالمؤتمرات الستة السابقة على هذا المؤتمر؟ وماذا سيفعل السيد العيسى مع المواطنين الهنود المهتدين لطريقته، وعدد اعضاء جمعية السلف في الكويت لا يتعدى المائة؟
أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

وزارة الداخلية التي نريد

 

سنون طويلة من العداء والتنافر كانت قائمة بيننا المواطنين ووزارة الداخلية، لاتزال بعض آثارها قائمة، غير أنها لن تمكث طويلا إذا ما استمرت الوزارة في صنع النقلات على مستوى الإدارة والأداء، والتعامل مع الجمهور بحجم حساسية وأهمية هذا القطاع…

في هذا الإطار، كانت تدور معظم الردود والتعقيبات التي وردت على موضوع يوم الخميس الذي كان عنوانه: «حين نتحدث عن السجون»… فالكثير من القراء يرون أن مسار إنهاء حال العداء بين الطرفين يسير في اتجاه إيجابي أفضل من السابق، على رغم بروز هفوات في مواقف وحوادث تشهدها البلاد بين فينة وأخرى، وخصوصا بالنسبة إلى الصدامات العنيفة، وهذا يعني – كما قلنا – أن الفرص متاحة، وإذا كان الكثير من المواطنين يرجعون الفضل في هذا التحول إلى جهود الوزير الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والمسئولين الذين يدفعهم الإحساس العالي بالمسئولية الوطنية، فإن هناك طرفا مهم آخر ساهم في هذا التحول، وهم مؤسسات المجتمع المدني والناشطون والأفراد الذين استطاعوا بناء علاقة قادرة هي الأخرى على التجدد في هذا المسار، بالإضافة إلى طرف مهم آخر، وهم أصحاب الفضيلة العلماء الذين أوجدوا قناة مباشرة للوصول إلى الوزير في حال تطلبت الظروف ذلك.

وعموما، لو تساءلنا عن حال العداء السابقة، سنجدها نابعة من حال انعدام الثقة بين الوزارة والمواطن فيما يتعلق بالدور الأمني والتنموي والاجتماعي والديمقراطي، ووقوع أخطاء كبيرة كان للعهد الجديد للوزارة الدور الأبرز في تنحيتها من خلال تكريس مفهوم حقوق الإنسان والتعامل المرن مع الأطراف الأخرى المهمة، في مجتمع مدني يشهد حراكا سياسيا واجتماعيا نشطا… وإذا كانت التجاوزات غير القانونية التي كانت توصم الوزارة في السابق، انخفضت بدرجة كبيرة، وطالما فتحت الوزارة أبوابها لتوظيف البحرينيين من الكوادر الشابة وخصوصا في تجربة شرطة خدمة المجتمع، والصدق في محاسبة من يتجاوز صلاحياته من المسئولين وجد الطريق، فإن مسار بناء الثقة يمكن أن يحقق مستقبلا نتائج أفضل طبقا للتحول المرحلي في عمل الوزارة على أسس الجودة.

وربما أمكنني توضيح مناسبة هذا الموضوع، وهو الحدث المهم الذي شهدته الوزارة في الأسبوع الماضي بتكريم قطاعات من الوزارة بمناسبة الحصول على شهادة «نظام إدارة الجودة الشاملة»، وهي المناسبة التي وصفها الوزير بأنها نقطة انطلاق لتكثيف المزيد من الجهود في سبيل التطور والتقدم الذي يخدم أمن الوطن وأمان المواطنين والمقيمين ويعزز الاستقرار، الشيء الذي يؤدي بالتالي إلى خدمة الاقتصاد وازدهار التنمية في البلاد. ولاشك في أن خدمة أمن الوطن والمواطنين والمقيمين في بلادنا يعني أن المسئولية مشتركة يجب أن تحملها الدولة والمواطنون كذلك، لأن البلد في أمس الحاجة إلى تكريس أسس العمل المشترك الذي يحفظ حقوق الجميع، ويقود نحو استقرار شامل لا تتحقق التنمية إلا به.

إن اهتمام الوزارة بتنفيذ البرامج والخطط التي تجعلها في تجدد دائم، سيسهم من دون شك في إحداث المزيد من التقارب والثقة العالية، بينها وبين جمهورها الأوسع، وهم المواطنون، الذين سيقتربون منها كلما اقتربت منهم في شراكة مجتمعية تضع مصلحة الجميع على أعلى القائمة.