د. شفيق ناظم الغبرا

الموقف الإيراني – الأميركي والحرب؟

هل تتحول المواجهة الأميركية الى أم المواجهات إبان الشهور القليلة المقبلة؟ الواضح أن التفاهم غير ممكن بلا انسحاب أميركي أو انسحاب إيراني من المواجهة. بلا هذا الأمر، فالمواجهة حاصلة لا محال، وهي قد بدأت. لقد وضعت الولايات المتحدة نفسها ومعها الآن مجلس الأمن، ووضعت إيران نفسها ومعها أنصارها في موقف صعب. الانسحاب من الموقف يعني فقدان ماء الوجه، والتمسك بالموقف سوف يعني الحرب والمواجهة. فالمواجهة في هذه الحالة سوف تعني حرباً أكبر من التوقع تترك آثاراً كبرى على منطقتنا. إن الحروب كما شاهدنا من التجارب السابقة سوف تعني فوق كل شيء المفاجأة وعدم معرفه الذي سنتوقعه. فالحرب إن وقعت مع إيران لن تكون حرباً سهلة. ولكن الحروب على صعوبتها تقع، وصناع القرار يسعون إليها، وذلك عندما تفشل الديبلوماسية. وهذا ما هو حاصل الآن في الملف الإيراني – الأميركي. متابعة قراءة الموقف الإيراني – الأميركي والحرب؟

سامي النصف

إشعاعات

في مذكرات الأغاخان مقطع لطيف عن قيامه وشاه ايران أوائل القرن الماضي بحضور تجربة لليورانيوم المشع قامت بها لأجلهم العالمة مدام كوري في أحد فنادق النمسا، ويضيف ما ان أضاء اليورانيوم المشع القاعة المظلمة حتى هلع الشاه وبدأ يقفز ويصرخ من الخوف، ولم تقبل بعد ذلك مدام كوري اعتذاره وارجعت المجوهرات التي ارسلها الشاه لترضيتها، وأثبتت الأيام صحة مخاوف الشاه!

مع بداية اكتشاف X-Ray أو الاشعاعات الأكثر مغناطيسية التي تمر عبر خلايا الجسم، فرح وانشرح الأطباء في حينها وقاموا بالمبالغة في استخدام تلك الأشعة، الا اننا اكتشفنا بعد عقود من الزمن ووفاة الآلاف ان تلك الأشعة ومثلها التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة بإمكانهما ان ينشطا الخلايا السليمة في الجسم ويحيلاها الى خلايا سرطانية كما حدث مع منتج آخر هو السجاير التي سعد بها الناس في حينها، وبدأت قبل سنوات قليلة عمليات التحذير المكتوب من خطورتها.

ويشتكي كثيرون هذه الأيام من تفشي الأمراض السرطانية في مجتمعاتنا الحديثة متناسين اننا نتعرض جميعا وفي كل دقيقة لاشعاعات غير مسبوقة في تاريخ البشرية من محولات الكهرباء التي يفخر البعض بالسكن قربها (!) وقد سبق ان طالبنا وزارة الصحة برسم خرائط لمواقع الاصابة السرطانية في الكويت كحال الدول المتقدمة ولدي يقين انهم سيكتشفون ان كثيرا من تلك الاصابات قائمة في مناطق وشوارع تقع قرب المحولات وتحت خطوط الضغط العالي التي يخيم كثيرون بسعادة بالغة تحتها.

ومن الشوارع الى المدارس والمنازل واشكالات أبراج تقوية الهواتف المتنقلة التي مازال الحوار يدور حولها في بريطانيا عبر لقاءات ومقالات قرأتها في صحيفتي «التايمز» و«الدايلي تلغراف» الرصينتين وقرأت معها توصيات وكالة الاشعاعات الدولية ICNIRR بألا تزيد قوة الاشعاع من الأبراج عن 10 وات لكل متر مربع.

ويرسل نظام Wi-Fi اشعة أقوى 3 مرات من الأشعة الصادرة من أبراج الهواتف حسب دراسة نرويجية، لذا بدأ في بريطانيا النظر في تأثير تلك الأنظمة على المنازل ومدارس الأطفال التي تستخدم الانترنت وبالطبع كانت هناك نظريات ترى عدم وجود أدلة كافية لمخاطر تلك الاشعاعات ونظريات تعارضها وتلوم الحكومات والجهات الصحية على عدم توفير أموال ودراسات كافية تثبت تلك المخاطر، والله أعلم!

وقد تابعت ليلة الخميس على محطة KTV2 برنامجا منوعا ومعلوماتيا رائعا يسمى «كولاج» تقدمه مذيعة مميزة تدعى شها استضافت خلاله د.عدنان خريبط الذي حذر من تأثير اشعاعات بعض الهواتف المتنقلة على الرجال والأطفال والحوامل وقد قدم الدكتور خلال البرنامج 15 توصية للحد من أي أضرار محتملة للهواتف منها ضرورة ترشيد الاستخدام وابعاد الهواتف عن الاذن والجسم والاطفال حال عدم الاستخدام، خاصة ابان فترة النوم كما اقترح تنبيه الصغار لعدم الاستخدام المطول وغير المبرر للأجهزة النقالة.

آخر محطة:
سواء اختص الأمر بالغذاء أو التعرض للاشعاع، يبقى الاعتدال في الاستخدام هو الحل لكل المشاكل فلا يأتي الضرر الا من المبالغة غير المحمودة في استعمال أي شيء مهما صغر شأنه.