محمد الوشيحي

«صبيّة شعرا طاير وملبّكي»

يكمل حديثه بحرقة: وأثناء جلوسي في المقهى، شعرت بأن هناك قلقا واضطرابا في الطاولة المقابلة التي يشغلها عاشقان، كما يوحي منظرهما. كانت الفتاة تستجديه، يبدو أنها تعتذر عن أمر ما، بينما هو يشيح بوجهه عنها وينظر إلى «اللا اتجاه»… هي لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها بالتأكيد، وهو يكبرها بقليل. كانت تتحدث بمشاعر حارقة. أراهن بأنه حبها الأول.
كانت منفعلة، تتكلم بشفتيها ويديها وعينيها وقلبها، صدقني كانت تتكلم بقلبها ومن قلبها، أقسم بالله على ذلك. ليتك رأيت طريقة حديثها التي توحي بأن حرارة قلبها تخجل البراكين، بينما طريقة استماعه إليها تهدد الجليد بالبرد. كان قاسيا عليها. يستمتع بعذاباتها. متابعة قراءة «صبيّة شعرا طاير وملبّكي»

سامي النصف

حين مسخرة!

الا فيما ندر، ليست هناك مهنة طاهرة ومهنة غير ذلك، هناك ممارسون سيئون يقابلهم ممارسون شرفاء لكل المهن، فقد طالت السمعة غير الطيبة في وقت من الاوقات القضاة والمحامين والاطباء والطيارين والممثلين والاعلاميين والمطربين ..الخ، وقد اثبتت الايام كذب ذلك المنحى التعميمي وتحررت جميع تلك المهن من السمعة السالبة التي احاطت بها في وقت من الاوقات.

لذا لا صحة على الاطلاق للاعتقاد بأن السينما او المسرح يتسببان في فساد اخلاق الشباب، وعليه نرجو ان نلحظ نهضة مسرحية قريبة واقبالا متزايدا على دور السينما، كي تقضي العائلات «مجتمعة» اوقاتا سعيدة بدلا من انصراف الرجال للدواوين (القابلة للإزالة) والنساء للأسواق والزيارات النسائية بعيدا عن الازواج والابناء.

وقد اضر المتشددون من ناحية بالسينما وبمعارض الكتاب عبر الرقابة الصارمة عليها، كما اضر الليبراليون بدورهم بها عبر اشاعتهم انه لا جدوى من زيارة معارض الكتاب ودور السينما بسبب تلك الرقابة، ما تسبب في هجرة الجمهور لها في وقت يفترض ان يحببوا الناس في زيارة تلك الانشطة.

ويمكن لشركة السينما ان تطالب بأن تكون الرقابة على الافلام لاحقة لا سابقة، كحال الصحف التي لا يمنعها احد من نشر ما تريد إلا ان معرفتها بالمحاسبة اللاحقة تجعلها تلتزم بالقوانين المرعية، او بالمقابل ان تقوم شركة السينما بعملية الرقابة والتقطيع المحترف للأفلام، ثم ترسلها اجرائيا للرقابة للتصديق عليها، ويمكن للشركة كذلك ان تراسل اتحاد السينمائيين في هوليوود لشرح طبيعة ومستلزمات الرقابة في الدول الاسلامية وغيرها، وضرورة ألا تدور احاديث مؤثرة في احداث الفيلم ابان اللحظات الحميمة التي ستُقطع على الارجح في بعض تلك الدول.

كما أعتقد ان على شركة السينما، كي تشجع حضور مزيد من الجمهور للأفلام، ان تقوم بعمل تخفيضات للعروض النهارية ابان ايام العمل، كما هو الحال في الدول الاخرى، والامر كذلك في بعض دور السينما التي لا تلقى عادة اقبالا عليها، فخير للشركة – ماليا – ان تمتلئ صالة العرض بنصف السعر من ان يبدأ العرض والصالة شبه خالية.

آخر محطة:
حضرت في القاهرة فيلم «حين ميسرة» وقد كانت دار العرض ممتلئة بالاطفال الصغار رغم ان الفيلم للكبار فقط، وقد سمعت احدهم يقول لوالده بعد انتهاء العرض «الفيلم ده مش حين ميسرة، ده لازم يسموه حين مسخرة»!

سعيد محمد سعيد

اتركوا الوزراء… استجوبوا المواطنين!

 

وفقا للائحة الداخلية لمجلس النواب، وطبقا لعنوان الشراكة السياسية والحقوق والواجبات للناس، فإنني أقترح إلغاء استجواب الوزراء المسئولين أمام الله والحكم والقانون والناس، وإغلاق أية محاولات «للدندرة» ووجع القلب والدماغ في الديرة، والتصدي للمفردة الشهيرة التي أصبحت كالأنشودة الحزينة «ستحرقون البلد»… نعم، أقترح إلغاء كل ذلك، والتوجه إلى استجواب المواطنين واحدا تلو الآخر عن كل مصيبة تحدث في البلد!

ماذا سيحدث لو غيرنا اللائحة؟ وبدلا من أن يقف المسئول، الذي يحمل مسئولية ثقيلة على عاتقه، في لحظة تاريخية، على منصة الاستجواب، نضيف نصا إلى اللائحة مع تغيير بسيط في الصوغ باستخدام مفردة جديدة أو مصطلح يمكن تقنينه ليركب في النص (غصب طيب)… نطلق عليه مثلا… «استجواب كبش فداء»!

بمعنى أنه يمكن غض النظر عن أي وزير لا يملك الشجاعة للوقوف على منصة الاستجواب والسماح له باختيار «كبش فداء» من بين (529.446)… (الرقم مطروح منه السادة الوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب وكبار المسئولين والوجهاء والشخصيات والسياسيون والمنتمون الى الطبقات الراقية، ومطروح منه أيضا المنافقون والمطبلون والكذابون ووعاظ السلاطين، والذين يعملون على خداع الحكومة، وباعة الولاء المزيف، وتجار الطائفية)… أي أننا في النهاية، سنتفق على أن «كبش الفداء» باختصار يعني: مواطن مسحوق والسلام! وخله يروح فيها!

استجواب «كبش الفداء»، مقترحي الذي أرجو أن أنال عليه حقوق ملكية فكرية… ليس مقترحا لتقدير السخرية، بل هو لسخرية القدر! أستغفر الله العظيم…

في ظني، أن السادة الوزراء، كلهم بلا استثناء، لن يمانعوا الوقوف على منصة الاستجواب، لكن أن تصبح هيئة المكتب بمجلس النواب، متعددة الأهواء والأجواء… تتلاقفها الأمزجة فتارة تقر بدستورية استجواب وتارة تنكر، وتقع في شرك المحاذير التي تشعل الجلسات الحساسة… هنا يصبح القلق أكبر! لأننا كلنا، ربما نصبح «كبش فداء» دفعة واحدة! لا لأمر يستحق، بل لفوضى تكشف عدم استعدادنا الذاتي لممارسة الديمقراطية.

في ظني أن السادة الوزراء، ومنهم وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة، شجاع بما يكفي للوقوف أمام الاستجواب القادم من «الوفاق» أو غيرها… ووزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب، شجاع بما يكفي للوقوف أمام الاستجواب القادم من النائب عبدالله الدوسري والكتل المساندة… وأعتقد أيضا أن كل وزير يعتز بشرف حمل المسئولية والأمانة الوطنية الكبيرة، سيقف باعتزاز أمام أي استجواب لأنه سيكون قادرا على دحر كيد الكائدين.

بيت القصيد، أن السادة الوزراء، وهذا ما نظنه فيهم، يمتلكون الشجاعة لأن يقفوا أمام الاتهامات… ويقفوا بلا خوف أو محاولات هروب لإثبات أن الأمانة التي يحملونها مقدسة… وأنهم أبرياء.

لو كنت وزيرا «الله لا يقول»، وتقدم نواب بطلب لاستجوابي، فإنني سأوافق على الفور حتى وإن كنت مذنبا! وسأصنع لي بطولة تاريخية فريدة من نوعها… إذ سأعلن في أول جلسة استجواب… نعم أول جلسة: «إنني مخطئ… والخطأ راكبني من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي… ومع السلامة، أنا مستقيل»!

وأنا متأكد كيف ستكون حياتي بعد ذلك… بطلا من أبطال الأمة، تحلف الأجيال برأسي وربما تصبح صورتي أفضل من صور السيد حسن نصر الله وأسامة بن لادن وتشي جيفارا ورونالدينهو… وكلما أدرجت في محرك بحث «غوغل» اسم البحرين… ستراني في أول صفحات الفهرست