سامي النصف

صمت الحملان وتخوم تل أبيب

تحررت الكويت في فبراير 91 وعادت سريعاً الدراسة في المدارس والجامعات ولم يجرؤ احد على اعطاء 10 درجات فرحاً بتحرير بلده، فكيف جاز لاحد اساتذة الجامعة الافاضل ان يخون الامانة العلمية والاكاديمية التي اؤتمن عليها ويعلن توزيع الدرجات ـ كحال الحلويات ـ للانتصار الباهر الذي حققه حزب الله؟!

ورغم انتشار الخبر والكتابة عنه في الصحف وعلى منتديات الانترنت فما زالت ادارة الجامعة صامتة صمت الحملان حول ذلك الانهيار الاخلاقي والاكاديمي المريع، واذا ما استمر ذلك الصمت المريب فلا يستغرب أحد بعد يومنا هذا ان نرى «اعلانات مماثلة» تتضمن زيادة الدرجات لابناء الحزب او العائلة او الطائفة او القبيلة..

وفي هذا السياق اذا كانت زيادة الدرجات او انقاصها قد تم على معطى انتصار حزب الله من عدمه فالانصاف يوجب ان يقوم الدكتور المعني باعطاء جميع طلبته اصفارا كبيرة فالهزيمة النكراء والانكسار الكبير للحزب يعلم بهما الطفل الرضيع قبل العالم الرفيع!

كتب لبناني متألم مقالاً بحثياً رائعاً انتشر على مواقع الانترنت انتشار النار في الهشيم استخدم به لغة الارقام المعلنة التي لا تكذب ولا تخطئ حول من انتصر في حرب امطار الصيف حيث تسببت بمقتل الفي لبناني مقابل مائة اسرائيلي، وجرح 4 آلاف لبناني مقابل ثلاثمائة اسرائيلي، وتدمير 28 ألف وحدة سكنية لبنانية مقابل 11 وحدة سكنية اسرائيلية، وتدمير 72 جسرا لبنانيا مقابل صفر اسرائيلي، و3200 محل تجاري لبناني مقابل صفر اسرائيلي، و61 مصنعا لبنانيا مقابل صفر اسرائيلي، وتوقف 100% من العائد الاقتصادي والاستثماري اللبناني مقابل 5% اسرائيلي، وتلف 70% من الانتاج الزراعي اللبناني مقابل 10% اسرائيلي وتسكير 3 مطارات لبنانية واربعة موانئ بحرية بكلفة تقارب 10 ملايين دولار يوميا مقابل صفر اسرائيلي.. الخ.
 
وتتبقى اضافتان لابد منهما لما كتبه الزميل اللبناني، أولاهما حقيقة ان الناتج القومي الاسرائيلي لعام 2006 يتجاوز 130 بليـــون دولار مقـــابل 18 بليون دولار للبنان المديون بـ 40 مليارا ازدادت بمقدار النصف بسبب حرب الحسابات الخاطئة، والثانية اذا ما كان دخول اسرائيل لحدود نهر الليطاني وتأمينها للمرة الاولى حدودها الشمالية والى الابد يعتبر انتصاراً لحزب الله وهزيمة لاسرائيل!

فهل ننتظر ان تحتل قوات الحزب شمال اسرائيل وتهديد تخوم تل ابيب قبل ان يعلن حسب هذا المنطق الحربي المعكوس عن انتصار اسرائيل وهزيمة حزب الله؟!
 
آخر محطة:
 
في 4/8 اعلن الحزب عن اغراق بارجة اسرائيلية مقابل مدينة «صور» وهو ما كذبته اسرائيل رغم اعلان امين الحزب الالتزام بالصدق في تلك الحرب، في اليوم التالي نشرت جريدة الديار الموالية للحزب خبرا بالبــــنط العريض نصه «الكذب الاسرائيلي تفضحه الصور» ارفقــــته بعدة صور تناقلتها عنها الصحف العربية حول غرق البارجة الاسرائيلية بعد قصفها، الحقيقة فضــــحتها مواقع الانتــــرنت هذه الايام حــــيث اتضح انها صور لبارجة استرالية غير مستخدمة اغرقت في 14/6/99 ابان التجارب على طوربيد جديد، ويمكن مشاهدة الصور على موقع www.En.wikipedia.org/wiki/image:mark-4(8)torpedo-testing.jpg
 
ومقارنتها بصور جريدة الديار مما اعلمنا اخيراً اين يعمل محمد سعيد الصحاف.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *