سامي النصف

الإتيكيت من نواب الشعب للشعب

طرحنا في مقالات سابقة حاجة النواب والوزراء الجدد لكورسات تعريف بقضايا البروتوكول والاتيكيت ومعها اصول الممارسة الدستورية واعراف وخفايا العمل السياسي الكويتي، وقد تواترت الأنباء من الصين عن رغبة الحكومة هناك بإقامة كورسات اتيكيت للشعب الصيني كافة (2،1 مليار نسمة) بعد ان اكتشفت ان بعض تصرفاتهم في الخارج تسيء لسمعة بلدهم.

نقترح بالمقابل وشعبنا «المليوني» احد اكثر شعوب الارض سياحة في الخارج ان يتم تضمين مناهجنا الدراسية الاولية والجامعية وبرامجنا الاعلامية مثل تلك المناهج التي تعلم المواطن الكويتي كيفية التصرف والتعامل الصحيح مع الآخرين في الحياة العامة وفي الحفلات وعلى موائد الطعام، وخير من يستطيع كتابة وتقديم مثل تلك المقررات الأخ طارق الرجيب والاخت مريم الشعيب..

من الامور الملحة التي تحتاج الى اعادة النظر فيها كيفية تعامل بعضنا مع الجاليات الاخرى التي تشاركنا الوطن ومع العمالة المنزلية التي تشاركنا البيوت فجميعهم اخوة لنا في الانسانية يستحقون منا كل التقدير والرعاية والاحترام بعيداً عن تكرار مقولة «ترى أسفرك باكر» الخالدة او تسليم منزل به عشرات الشياطين الكبار والصغار لخادمة واحدة فينتهي الحال بها للانتحار!

في الطائرات عند السفر يوجد ما يقارب عشرة من اطقم الضيافة والحفاظ على السلامة الذين يرعون ويهتمون بما يقارب 300 راكب لذا من الضروري ان يقلل الراكب من طلباته حيث لا يمكن توفير طاقم خاص لكل راكب، وشخصياً لا اصعد الطائرة الا بعد ان امر على الكافيتريا او القاعة الخاصة للشرب وتناول وجبة خفيفة حتى لا اصل للطائرة في حالة اعياء وعطش وجوع شديدين ينتج عنها النرفزة وكثرة الطلبات غير الضرورية.

وفي المطاعم سواء في الكويت او الخارج لا يوجد الا قلة من الجرسونات لخدمة اعداد كبيرة من الزبائن ويفرض الاتيكيت والحس السليم ان يتفق الجميع على ما يريدونه ثم يطلبوه بعد ذلك مرة واحدة بعيداً عما نراه من تكرار الطلبات التي تحوج لخدمة خاصة للطاولة الكويتية، وفي هذا السياق من يصبح حسابه بعد كل هذه الرغبات المتكررة 97 دولاراً أو جنيهاً لا يضع على الطاولة مائة ويمشي فالاصول تقتضي وضع ما لا يقل عن 10% خدمة وفي بعض البلدان تنص على احتساب 15% وجرب ان تضع اقل من ذلك في احد مطاعم نيويورك الفاخرة.

قبل السفر يجب توفير عملات مناسبة لاعطائها لمن يحضر الشنط للغرفة فكلمة «شكراً» حاف لا تمكن احداً من اطعام عياله، كذلك فهناك عدد محدود جداً من القائمين على تنظيف واعداد الغرف، والاصول ان تترك الغرفة في الفندق ـ او حتى في المنزل ـ بشكل لائق قبل مغادرتها مما يساعد على تنظيفها بسرعة لا ان يسمح للاطفال والكبار برمي الملابس والفوط على الارض بشكل يظهر وكأن هناك اعصاراً صغيراً مر بالمكان.

آخر محطة:

أعيد كل عام مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الكتابة حول الحاجة «لبروتوكولات حكماء الدواوين» حيث يختلط الحابل بالنابل مع بدء تقبل الدواوين التهنئة بحلول الشهر الفضيل فهناك من يبدأ من اليمين وهناك من يبدأ من الوسط ويتصادم الناس وتتناطح الرؤوس عند مدخل بعض الدواوين التي تفرض دون داع خلع الاحذية ومازلنا بانتظار اتفاق تعبر عنه اعلانات موحدة لتنظيم وتسهيل ذلك الواجب الاجتماعي وابعاده عن الفوضى القائمة.