سامي النصف

وثائق حول رقبة صدام

في البدء العزاء الحار للكويت ولآل الصقر الكرام بوفاة العم المرحوم جاسم الصقر احد اعمدة الحكمة والإصلاح في الكويت، والذي تظهر سيرته العطرة انه كان اول حقوقي كويتي يتخرج من جامعة بغداد، كما اشتهر عنه الرقي في عمله السياسي والعفة في ادائه النيابي، للفقيد الرحمة والمغـــفرة ولأهله وذويه الصـــبر والســلوان.

تستعين المحاكم في الاحوال العادية بالوثائق والقرائن والادلة، اضافة بالطبع الى اقوال الشهود، ما يجري في محاكمات صدام هذه الايام غريب وعجيب، حيث ركنت الوثائق وتم الاعتماد في الاغلب على الشهود في حوادث وقعت قبل ما يقارب الربع قرن، مما جعل محامي الطاغية يتفننون في اضاعة الوقت عبر سؤال الشهود عن قضايا فرعية صغيرة تعجز الذاكرة عن حفظها، اضافة الى اشكالية صعوبة اللغة بين قضاة كرد وشهود عرب ثم قاض عربي وشهود اكراد.

أوصل لي مساء الامس احد الاخوة العراقيين المختصين «عينة» من وثائق تظهر مصير الاسرى الكويتيين في العراق، وفيها ادانات مباشرة لصدام نأمل ان توصل رقبته للإعدام، فضمن الوثائق التي ترجع لعامي 93 و94 نقرأ الكتاب المرقم 8222 والمؤرخ بـ 28/6/94 حول بعض الاسرى الكويتيين ممن وردت اسماؤهم في الكتاب حيث يذكر «وتم عرضهم على اللجنة التي شكلت بأمر السيد الرئيس بإدانتهم دون عرضهم على المحكمة» ثم كتابا آخر يظهر قرار اللجنة بتنفيذ حكم الإعدام بهم دون اعطائهم ـ كما أتى في اوامر الطاغية ـ حق الدفاع عن انفسهم امام المحاكم.

وكان الشيخ عذبي فهد الأحمد والسيد محمد العبيدلي قد قاما مشكورين بإصدار كتاب من 1365 صفحة اسمياه «الوثائق تتحدث» احتوى على الأوراق التي تركها الصداميون في الكويت، والتي نرجو ان تستخدم كذلك في إدانة صدام وزمرته وتقريب رقابهم من المشانق وضمن تلك الوثائق استغراب واستنكار علي الكيماوي لعدم قيام الكويت بالإعدام الفوري لمن حاولوا قتل الأمير في منتصف الثمانينيات..!!

وفيما يخص محاكمات الأنفال فقد أصدرت منظمة حقوق الإنسان في فبراير 94 ملفا من 160 صفحة يشتمل على جزء صغير من الوثائق التي سقطت بيد الاكراد بعد ثورتهم في مارس 91 وضمن تلك المخطوطات اوامر خطية لصدام بالإسراع بعمليات الإعدام للسجناء الاكراد وضرورة عدم إعادة التحقــيق معهم.

كما تظهر الأوراق اعترافات المجيد بأنهم ـ لا الإيرانيين ـ من قاموا بقصف مدينة حلبجة بالكيماوي، وتتضمن كذلك اوامره بعزل القرى الكردية ومنع الدخول إليها او الخروج منها وضربها طوال اليوم «بالعتاد الخاص» اي الكيماوي، كما يأمر بقتل كل كردي في تلك المناطق المحظورة يبلغ عمره من 15 حتى 70 سنة وقد نتج عن تلك الاوامر الإبادية القضاء على 180 ألف كردي امتلأت بهم المقابر الجماعية في كردستان.